آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 35696 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24496 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30878 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 32342 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65758 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59969 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51812 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34224 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34455 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 40374 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2004, 06:49 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








معرفة الله بالعقل

معرفة الله بالعقل

إن معرفة الله هى أسمى المعارف و أجلها، و هى الأساس الذى تقوم عليه الحياة الروحية كلها.
فمنها تفرعت المعرفة بالأنبياء و الرسل، و ما يتصل بهم من حيث عصمتهم و وظيفتهم، و صفاتهم، و الحاجة إلى رسالاتهم، و ما يلحق بذلك من المعجزة و الولاية، و الكرامة، و الكتب السماوية.
و عنها تشعبت المعرفة بعالم ما وراء الطبيعة من الملائكة و الجن و الروح.
و عنها انبثقت المعرفة بمصير هذه الحياة، و ما تنتهى إليه من الحياة البرزخية، و لحياة الأخروية من البعث و الحساب و الثواب و العقاب و الجنة و النار.

وسيلة المعرفة:

و للمعرفة وسيلتان:
إحداهما: العقل و النظر فيما خلق الله من أسياء.
و ثانيهما: معرفة أسماء الله و صفاته.

فبالعقل من جانب، و بمعرفة الأسماء و الصفات من جانب آخر، يعرف الإنسان ربه، و يهتدى إليه.

المعرفة عن طريق العقل:

إن لكل عضو وظيفة، و وظيفة العقل، هى التأمل و النظر و التفكير، و إذا تعطلت هذه القوى بطل عمل العقل، و عطل من أهم وظائفه، و تبع ذلك توقف نشاط الحياة مما يتسبب عنه الجمود و الموت و الفناء. و الإسلام أراد للعقل أن ينهض من عقاله، و يفيق من سباته، فدعا إلى النظر و التفكير، و عد ذلك من جوهر العبادة.
"قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" من{10/101}
" قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا"من{34/46}
و الذين يجحدون نعمة العقل و لا يستعملونه فيما خلق من أجله، و يغفلون عن آيات الله هم موضع التحقير و الإزدراء، و الله سبحانه يعتب عليهم فيقول:
وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ {36/46}
و تعطيل العقل عن وظيفته يهبط الإنسان إلى مستوى أقل من مستوى الحيوان، و هو الذى جال بين الأقدمين و بين النفود إلى الحقائق فى الأنفس و فى الآفاق. يقول الله سبحانه:
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {7/179}

التقليد حجاب العقل:

و التقليد هو المانع للعقل من الإنطلاق، و المعوق له عن التفكير، و من ثم فإن الله يثنى على الذين يخلصون للحقائق، و يميزون بين الأشياء بعد البحث و التمحيص فيأخذون ما هو أحسن و يدعون غيره:
فَبَشِّرْ عِبَادِ {39/17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {39/18}
و يندد بالمقلدين الذين لا يفكرون إلا بعقول غيرهم و يحمدون على القديم المألوف، و لو كان الجديد أهدى و أجدى لهم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {2/170}

ميادين التفكير:

و الإسلام حين دعا إلى التفكير و رحب به، إنما أراد أن يكون ذلك فى دائرة نطاق العقل و حدود مداركه.
فدعا إلى النظر فيما خلق الله من شىء، فى السموات و الأرض، و فى الإنسان نفسه، و فى الجماعات البشرية، و لم يخطر عليه إلا التفكير فى ذات الله؛ لأن ذات الله فوق الإدراك.

(تفكروا فى خلق الله و لا تفكروا فى الله فإنكم لن تقدروا قدره) رواه أبو نعيم فى الحلية مرفوعاً إلى النبى بسند ضعيف و معناه صحيح.

غاية التفكير:

و من أجل الغايات التى يريدها الإسلام: من إيقاظ العقل، و استعمال وظيفته فى التأمل و النظر و التفكير فى هداية الإنسان إلى قوانين الحياة، و علل الوجود و سنن الكون و حقائق الأشياء؛ لتكون هذه هى المنارات التى تكشف له عن مبدع الكون و خالقه، و لتأخذه برفق إلى الحقيقة الكبرى: حقيقة المعرفة بالله.


و ليس يصح فى الأذهان شىء إذا احتاج النهار على دليل

حقيقة الذات الإلهية:

إن حقيقة الذات الإلهية لا يمكن للعقل معرفتها، و لا يستطيع إدراك كنهها، لأنها لا تحيط بها الفكرة، و الإنسان لم يعط وسائل إدراكها بعد.

إن العقل البشرى مهما كان مبلغه من الذكاء و قوة الإدراك قاصر غاية القصور و عاجز غاية العجز عن معرفة الأشياء.

فهو عاجز عن معرفة النفس الإنسانية، و معرفة النفس لا تزال من أعقد مسائل العلم و الفلسفة.

و هو عاجز عن معرفة حقيقة الضوء، و الضوء من أظهر الأشياء و أوضحها.

و عاجز عن معرفة حقيقة المادة، و حقيقة الذرات التى تتألف منها و المادة ألصق شىء بالإنسان.

و لا يزال العلم يقف عاجزاً أمام الكثير من حقائق الكون و الظبيعة، و لا يستطيع أن يقول فيها الكلمة الأخيرة.

قال العلامة الفلكى المشهور(كاميل فلامريون) فى كتابه (القوى الطبيعية المجهولة):

"ترانا نفكر، و لكن ما هو الفكر؟ لا يستطيع أحد أن يجيب على هذ السؤال. و نرانا نمشى و لكن ما هو العمل العضلى؟ لا يعرف أحد ذلك أرى إن إرادتى قوة غير مادية،و أن جميع خصائص نفسى غير مادية أيضاً و مع ذلك فمتى أردت أن أرفع ذراعى، أرى أن إرادتى تحرك مادتى، فكيف يحدث ذلك، و ما هو الوسيط الذى يتوسط للقوى العقلية فى إنتاج نتيجة مادية؟"

يوجد من يستطيع أن يجيبنى عن هذا أيضاً، بل قل لى كيف نقل العصب البصرى صور الأشياء إلى العقل؟

و قل لى: كيف يدرك العقل هذا؟

و أين مستقره؟ و ما هى طبيعة العمل المخى؟

قولوا لى يا أيها السادة(يريد الملحدين)... و لكن كفى كفى! فإنى أستطيع أن أسألكم عشر سنين، و لا يستطيع أكبر رأس فيمن أن يجيب على أحقر أسئلتى".

فإذا كان موقف العقل هكذا حيال النفس و الضوء و المادة، و ما فى الكون المنظور و غير المنظور من أشياء، فكيف يتطلع إلى معرفة ذات البارىء جل شأنه، و يحاول إدراك كنهه!..

إن ذات الله أكبرمن أن تدركها العقول، أو تحيط بها الأفكار و ما أصدق قول الله سبحانه:

"لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {6/103}

العجز عن معرفة حقيقة الأشياء لا ينفى وجودها:

و قصور العقل، و عجزه عن إدراك حقيقة الأشياء لا ينفى وجودها.

فعجزه عن إدراك حقيقة النفس لا ينفى أنها موجودة، و عجزه عن إدراك حقيقة الضوء لا ينفى وجود ضوء يعم الآفاق، و عجزه عن إدراك كنه الذرة لا ينفى أن ثمة ذرات تتكون منها المادة، و هكذا سائر الأشياء التى يقصر العقل عن إدراك حقيقتها و يعجز عن معرفة كنهها.

و مثل ذلك الذات الإلهية إذا عجز الإنسان عن إدراك حقيقتها، فليس معنى ذلك أنها غير موجودة، بل هى موجودة كأقوى ما يكون الوجود.

إن وجوده سبحانه فى حكم البديهيات اولية، و المسلمات العقلية، و ما كان كذلك لا يطالب بإقامة الدليل عليه، إلا المكابر، كالأعمى الذى يطلب إقامة الدليل على وجود الشمس أثناء النهار، و مع ذلك فنحن نسوق من الأدلة ما يهدى إلى الحق و يكشف عن وجه الصواب.

الطبيعة تؤكد وجود الخالق:

إن وجود الله حقيقة لا شك فى أمرها، و لا مجال لإنكارها، فهو ظاهر كالشمس باهر كفلق الصبح، و كل ما فى الكون شاهد على هذا الوجود الإلهى، و مواد الطبيعة و عناصرها تؤكد أن لها خالقاً و مدبراً.

فالعالم العلوى، و ما فيه من شموس و أقمار و نجوم و كواكب، و العالم الأرضى و ما فيه من إنسان و حيوان و نبات و جماد، و الترابط الوثيق، و التوازن الدقيق، الذى يؤلف بين هذه العوالم، و يحكم أمرها ما هو إلا آية وجود الله، و مظهر تفرده بالخلق، و لا يتصور العقل أن توجد هذه الأشياء بدون موجد، كما يتصور أن توجد الصنعة بدون صانع.

فإذا كان العقل يحيل أن تطير طائرة فى الهواء، أو تغوص غواصة فى الماء، دون أن يكون فيه صانع للطائرة، و منشىء للغواصة، فإنه يجزم جزماً قاطعاً باستحالة وجود هذا الكون البديع، و هذه الطبيعة الجميلة من غير خالق خلقها، و مدبر دبر أمرها.

إن ثمة فروضاً ثلاثة يمكن أن نفرضها فى تعليل الأصل الذى صدر عنه الكون و ليس ثمة فرض وراء هذه الفروض.

الفرض الأول: أن يكون صدور هذا الكون من عدم

الفرض الثانى: أن تكون الصدفة وحدها هى التى نشأ عنها هذا الكون البديع

الفرض الثالث: أن يكون ثمة موجد أوجد هذا الكون، و أنشأه و لنمض فى مناقشة كل فرض من هذه الفروض:

فالفرض الأول باطل من أساسه، لأن المسبباب مرتبطة بأسبابها، و النتائج مرهونة بمقدماتها.

و لا يتصور العقل أن يوجد معلول بدون علة، و لا مسبب دون أن يسبق بسبب، و لا نتيجة من غير أن يكون لها مقدمات.

فصدور الكون من العدم معناه وجود المعلول بدون علة، و المسبب دون سببه، و النتيجة دون مقدماتها: أى أن الكون وجد من نفسه و صدر منقطعاً عن سببه.

و وجود الأشياء منقطعة من أسبابها محال عقلاً و واقعاً؛ لأن وجود الأشياء ممن نفسها مع انقطاعها عن أسبابها ترجيح لجانب الوجود على جانب العدم بدون مرجح، و ترجيح جانب الوجود على جانب العدم بدون مرجح محال.

إننا إذا قلنا: إن الكون وجد من نفسه منقطعاً عن سببه كان ذلك مساوياً لقولنا بأن العدم سبب الوجود.

و هذا غاية البطلان؛ لأن العدم لا يتصور أن يكون مصدراً للوجود، ففاقد الشىء لا يعطيه، و هذا هو ما أشارت إليه الآية الكريمة.

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ {52/35} أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ {52/36}

أى هل وجدوا من غير خالق!؟ أم خلقوا أنفسهم، فلا يحتاجون إلى أحد يخلقهم!؟ و كل مستحيل.

و الفرض الثانى: و هو أعظم تهافتاً من الفرض الأول، فإن الصدفة لا يمكن أن ينبثق عنها هذا النظام، و لا أن يصدر عنها هذا الإحكام، فهل الصدفة هى التى خلقت الذكر و الأنثى، و ألفت بينهما هذا التأليف الجميل؟ و هل هى التى خلقت الأرض، و ما فيها من إنسان و حيوان و نبات و جماد؟ و هل الصدفة هى التى علقت الأرض فى الهواء و سيرتها فى مدارها الذى لم تنحرف عنه قيد شعرة منذ ملايين السنين؟ و هل الصدفة هى التى سيرت الكواكب و النجوم مع ضخامتها و كثرتها بهذه السرعة المذهلة دون أن تتصادم؟ و هل الصدفة هى التى أوجدت العناصر التى يتألف منها الكون، و هى التى تنسقها تنسيقاً دقيقاً صالحاً للإستمرار و الدوام إلى المدى الذى أراده الله؟



رد مع اقتباس
قديم 06-02-2004, 06:50 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








شاهد الحقيقة بنفسك:

خلق الكون

Cant See Links

معجزة الطيور:

Cant See Links

معجزة خلق الخلية

Cant See Links

المخلوقات العجيبة:

Cant See Links

معجزة النمل
Cant See Links
معجزة خلق الإنسان
Cant See Links
روعة الخلق فى عالم البحار
Cant See Links
و إقرأ أيضاً:
القبة الحامية للأرض(الغلاف الجوى)
Cant See Links
معجزة العسل
Cant See Links
الفراشات المخلوقات الخارقة
Cant See Links

إن القول بالصجفة فى خلق الكون لا يتصوره العقل، و لا يقره العلم و لا يقوله إنسان إلا إذا فقد أخص خصائصه من الإدراك و التمييز.
قال الفيلسوف الألمانى أدوارد هارنمان خليفة شوبنهور فى كتابه المذهب الدارونى:"إن الرأى الذى مقتضاه عدم وجود القصد فى الكون عند الدارونيين لا يقوم عليه دليل، و هو من الأوهام التى لا أساس لها من العلم".
و قال الأستاذ فون باير الألمانى فى كتابه دحض مذهب دارون:"و إذا كانوا يعلنون الآن بصوت جهورى بإنه لا يوجد قصد فى الطبيعة، و أن الكون لا تقوده إلا ضرورات عمياء، فأنا أعتقد أن من واجباتى أن أعلن عقيدتى فى ذلك و هى أنى على العكس أرى جميع هذه الضرورات تكشف عن أغراض سامية"
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ {45/24}
قال الأستاذ محمد فريد وجدى رحمه الله بعد أن ذكر هذا الكلام الأخير:" و لو شئنا الإستئناس بمئات من أقطاب
رأى عدم وجود قصد فى الخليقة لما كلفنا ذلك أكثر من النقل".
و متى ثبت وجود القصد فى الكون، فقد ثبت وجود المدبر الحكيم جل و علا من طريق محسوس لا سبيل للجدال فيه مصداقاً لقوله تعالى:
أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ"من {14/10}
و إذا لم يصح الفرض الأول و الفرض الثانى لأنهما خارجان عن دائرة العقل و المنطق و العلم لم يبق إلا الفرض الثالث:
و هو أن لهذا الكون خالقاً و مدبراً، و هذا مقتضى العقل و المنطق السليم الذى دعا سقراط إلى الإيمان بالله، و إفحام اريستوديم الذى ينكر الألوهية فى المحاورة التى نذكرها فيما يلى:

سقراط: أيوجد رجال تعجب بمهارتهم و جمال صنائعهم؟

إريستوديم: نعم أعجب فى الشعر القصصى بهومير و فى التصوير بزوكيس و فى صناعة التماثيل ببوليكيت.
سقراط:أى الصناع أولى بالإعجاب الذى يخلق صوراً بلا عقل و لا حراك أم الذى يبدع كائنات ذات عقل و حياة؟؟
إريستوديم: طبعاً الذى يبدع الكائنات المتمتعة بالعقل و الحياة إذا لم تكن من نتائج الإتفاق.
سقراط: و هل يمكن أن يكون من الإتفاق أن تعطى الأعضاء لمقاصد و غايات خاصة، عين ترى و أنف تشم و لسان يتذوق و العين تحاط بحراسة لحساسيتها و ضعفها فتقفل عند النوم أو عند الحاجة و تحرس بالرموش و الحواجب و يحعل للأذن جهاز خارجى يجمع لها الصوت و هل يمكن أن يكون كل ذلحك من نتائج الإتفاق؟
و الميل المودع فى النفوس للتناسل و الحنان المخلوق فى قلوب الأمهات بالنسبة للأولاد مع ندرة أن ينفع ولد أباه أو أمه و الطفل الذى يلهم الرضاعة بمجرد ولادته.

هل يمكن أن يكون ذلك كله من نتائج الإتفاق.

إريتوديم: لا، إن ذلك يدل على الإبداع و على أن الخالق عظيم يحب الكائن الحى و لكن لماذا لا نرى الخالق؟
سقراط:و أنت أيضاً لا ترى روحك التى تتسلط على أعضائك فهل معنى هذا أن نقول إن أفعالك صادرة عن اتفاق و بدون ادراك؟؟ و صدق الله العظيم الذى يقول:
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {41/37}

الفطرة دليل وجود الله:

و الكون و ما فيه من نظام، و إحكام و جمال و كمال و تناسق و إبداع شاهد آخر و هو الشعور المغروس فى النفس الإنسانية بوجوده سبحانه و هو شعور فطرى فطر الله الناس عليه، و هو المعبر عنه بالغريزة الدينية و المميز للإنسان عن الحيوان و قد يغفو هذا الشعور بسبب ما من الأسباب فلا يستيقظ إلا بمثير يبعث على يقظته من ألم ينزل أو ضر يحيط و إلى هذا تشير الآية الكريمة:
وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {10/12}

لا سند للإلحاد:

و أخيراً نقرر أنه لم يثبت من ناحية العقل، و لا من ناحية العلم أى دليل يمكن الإستناد إليه فى نفى وجود الله. و كل ما ذكره الملحدون ما هو إلا وهم لا يستند إلى منطق سليم و لا علم مكين.
و ليس هذا الإلحاد بجديد على الناس و لا هو من مبتكرات هذا العصر و إنما هو قديم و قديم جداً قاومه الأنبياء عبر الأجيال و العصور يقول القرآن الكريم:
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ {45/24}
فهل ثمة فارق بين ما قاله الأولون فى عصر الجاهلية و بين ما يقوله الآخرون فى العصر الذى يتحدثون عنه بأنه عصر النور و العرفان؟
على أن العصر الذى بلغ فيه العلم شأواً لم يصل إليه من قبل، لم يستطع أن ينكر وجود الله، بل إن علماءه من أشد الناس إيماناً بالله، و لا نريد بالعلماء السطحيين من أدعياء العلم و إنما نقصد العلماء الحقيقيين.

و مما يؤيد هذا الذى نقوله ما نشره الدكتور دينرت من بحث حلل فيه الآراء الفلسفية لأكابر العلماء بقصد أن يعرف عقائدهم، فتنبين له من دراسة 290 عالم أنهم بالنسبة للعقيدة الدينية كما يلى:


242 من هؤلاء أعلنوا إيمانهم الكامل بالله
28 لم يصلوا إلى عقيدة
20 لم يهتموا بالتفكير الدينى

نقلاً عن مجلة الأزهر المجلد 29 عن كتاب الإسلام الدكتور أحمد شلبىو هكذا نجد أغلبية ساحقة تزيد عن 90% يعلنون إيمانهم بالله عن طريق أبحاثهم العلمية و نجد من سواهم لا يزالون فى تردد أو لم يهتموا بالعقيدة الدينية فى أبحاثهم و أغلب الظن أن المترددين سيصلون يوماً و أن الآخرين الذين لم يهدهم العلم لساحة الله يعانون نقصاً لو تخلصوا منه لوصلوا.

و نختم البحث عن الدليل العقلى على وجود الله بأقوال مشاهير العلماء:

يقول هرشل العالم الفلكى الإنجليزى: كلما اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلى لا حد لقدرته و لا نهاية، فالجيولوجيون و الرياضيون و الفلكيون و الطبيعيون قد تعاونوا و تضامنوا على تشييد صرح العلم و هو صرح عظمة الله وحده.

دائرة معارف"وجدى" مادة 1 له ج9 ص 503.

و يقول الدكتور وتز الكيماوى الفرنسى: إذا أحسست فى حين من الأحيان أن عقيدتى بالله تزعزعت وجهت وجهى إلأى أكاديمية العلوم لتثبيتها.

مجلة الأزهر المجلد 19.

و يقول فولتير ساخراً:"لم تشككون فى الله و لولاه لخانتنى زوجتى و سرقنى خادمى"؟!

و للحديث بقية إن شاء الله

لقلوب تتسامح دوماً، مهما يكن الظلم..
و لعقل آمن، فامتثل لأمر الله بحب..
و نفوس لا تغضب أبداً، بل كاظمة الغيظ..
و لروح سامية، ترجو الخير لكل الخلق..
و لسان يتقاطر شهداً، يتحلى بالصمت..
و عيون تنظر لحلال و مباح، لا غير..
و لأذن لا تنصت إلا لكلام الخير..
و لأيد تنفق بسخاء، حتى و لو فى الفقر..
و لقدم تسعى للخصم و هى صاحبة الحق..


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir