الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 10:10 AM   رقم المشاركة : 80
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الخامسة والستون

فـي الـنـهـي عـن الـتـســخـط عـلـى الله فـي تـأخـيـر إجـابـة الـدعـاء


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما هذا التسخط على ربك عزَّ و جلّ من تأخير إجابة الدعاء؟؟ تقول حرم على السؤال للخلق و أوجب على السؤال و أنا أدعوه و هو لا يجبيبنى فيقال لك أحر أنت أم عبد فإن قلت أنا حر فأنت كافر وغن قلت أنا عبد لله، فيقال لك أمتهم أنت لوليك في تأخير إجابة دعائك و شاك في حكمته و رحمته بك و بجميع خلقه وعلمه بأحوالهم أو غير متهم له عزَّ و جلّ ؟؟ فإن كنت غير متهم له و مقر بحكمته و إرادته و مصلحته لك و تأخير ذلك فعليك بالشكر له عزَّ و جلّ، لأنه اختار لك الأصلح و النعمة و دفع الفساد، و إن كنت متهماً له في ذلك فأنت كافر بتهمتك له، لأنك بذلك نسبت له الظلم و هو ليس بظلام للعبيد، لا يقبل الظلم و يستحيل عليه أن يظلم إذ هو مالكك و مالك كل شئ فلا يطلق عليه اسم الظالم، و إنما الظالم من يتصرف في ملك غيره بغير إذنه فانسد عليك سبيل التسخط عليه في فعله فيك بما يخالف طبعك و شهوة نفسك و إن كان في الظاهر مفسدة لك.

فعليك بالشكر و الصبر و الموافقة، و ترك السخط و التهمة و القيام مع رعونة النفس و هواها الذي يضل عن سبيل الله.

وعليك بدوام الدعاء و صدق الالتجاء، و حسن الظن بربك عزَّ و جلّ، و انتظار الفرج منه، و التصديق بوعده، و الحياء منه، و الموافقة لأمره، و حفظ توحيده و المسارعة إلى أداء أوامره، و التماوت عن نزول قدره بك و بفعله فيك، و إن كان لابد أن تتهم و تسئ الظن فنفسك الأمارة بالسوء العاصية لربها عزَّ و جلَّ أولى بهما، و نسبتك الظلم إليها أحرى من مولاك. فاحذر موافقتها و موالاتها، و الرضى بفعلها و كلامها في الأحوال كلها، لأنها عدوة الله و عدوتك، و موالية لعدو الله و عدوك الشيطان الرجيم، هي خليلته و جاسوسته و مصافيته، الله الله ثم الله، الحذر الحذر النجا النجا، أتهمها و أنسب الظلم إليها و اقرأ عليها قوله عزَّ و جلّ : }مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ{.النساء147. وقوله عزَّ و جلّ : }إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{.يونس44. و غيرها من الآيات و الأخبار.


كن مخاصماً لله على نفسك مجادلاً لها عنه عزَّ و جلّ، و محارباً و سيافاً و صاحب جنده و عسكره، فإنها أعدى عدو الله عزَّ و جلّ، قال الله تعالى : " يا داود أهجر هواك فإنه لا منازع ينازعني في ملكي غير الهوى ".


رد مع اقتباس