عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2009, 11:50 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: نهج البردة : ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ ... لأمير الشعراء احمد شوقي


شرح نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي تحقيق الأستاذ ضياء الدين ظاظا

الجزء الثاني من شرح نهج البردة


الأستاذ ضياء الدين ظاظا
داعية إلى الإسلام

من أظهر ميزات شوقي رحمه الله _بل لعلها الميزة الكبرى _ أنه كان رجلاً إسلامياً يوجه نفسه إلى ما يذيع من خصائص الإسلام ، ويزيد في حقائقه السامية توضيحاً وتنويهاً _ فلقد كان _ رحمه الله _ من أولئك البناة الذين شيَّدوا في قلوب الجماهير الشرقية صرحاًَ رفيعاً من حب الإسلام، وتقدير الرسول عليه السلام ،وهي القصائد التي كان ينظمها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.

هل استطاع واحد من شعراء الإسلام أن ينتج خيراً منها ( نهج البردة _ ولد الهدى _ سلوا قلبي_ إلى عرفات الله _ .. .. وغيرها وأن يكون في إنتاجه متمشياً مع هذا السياق الذي أنتهجه أمير الشعراء ،أو كما كان يُحب أن يُطلق عليه ويُلَقَّبْ ( بشاعر الإسلام ) : من توقير أسباب الطلاوة والسحر ، والفتنة ، والجمال ، والروعة لكل ما يقول .. .. ؟ اللهم لا .

ويتابع التفتازاني قائلاً:وكان يؤثر أن يُلقَّبَ بشاعر الإسلام،ويهشُ لهذا اللقب أكثر من هشاشته للقب أمير الشعراء.
وإني لأذكر في مناسبة الحديث عن روح الفقيد الإسلامية أنه تَفَضَّلَ على (المعرفة ) في بداءة سنتها الثانية ببضعةٍ من جواهره النادرة التي جمعها في كتابه ( أسواق الذهب ) قبل أن يتم طبعه ،وكنت أخذت نفسي في تقديم هذه الثروة الطائلة على القرّاء بكلمات لم أقل فيها إن شوقي أمير الشعراء ، وإنما قلت ( شاعر الشرق والإسلام ) ، فلما التقيتُ به بعدئذٍ، كانت هالة من البشر تعمر وجهه الضحوك المُشرق وهو يقول لي( لكأنك يا أستاذ كنت تنطق بلسان الغيب ، فإن قولك عني : إني ( شاعر الإسلام ) لأحب إليَّ من هذا اللقب الرنان الذي يطلقه الصحفيون عليّ .. .. ذلك أني أتمنى أن أكون شاعر الإسلام حقاً !!(مجلة المعرفة نوفمبر 1932م)
لقد صدرت كتب كثيرة ودراسات ومقالات عن شوقي يصعب حصرها ، كما ترجمت بعض آثاره إلى اللغات الأجنبية ، ومما يحسن ذكره أنه عندما أنشئ كرسي الأدب المصري في كلية الآداب بجامعة القاهرة أطلق عليه اسم كرسـي شوقي تكريماًَ لأمير الشعراء .
وهذه الصفحات التي أقدمها إليك عن بعض ملامح سيرته الذاتية ليست إلا قراءة بين السطور ،أرجو أن تلقي ضوءاً جديداً على أمير الشعراء.
إيمان بالله

عَرَضَ شوقي لوجود الخالق سبحانه وتعالى ،وللتوحيد الذي حام حوله البشر منذ زمن قديم ، لأنه في فطرهم ، وآمن بالعبادات ونوَّه بآثارها ،وثار على من يصدون الناس عنها وتضرع إلى الله الذي يُسبِّحُ كل شيء بحمده ،وخضع لقضاء الله ،وآمن بأنه لا مردَّ له ، وابتهل إلى الله أن يغفر له ما اجترح من ذنب .
ودان شوقي بأن في خلق السموات والأرض الدليل المقنع على وجود الله تعالى،فلا حاجة إلى أدلة العلماء وبراهين الفقهاء:

تلك الطبيعةُ قِفْ بنا يا ساري حتى أُريكَ بديعَ صُنعَ البارِي

الأرضُ حولََكَ والسماءُ اهتزَّتا لروائع الآياتِ والآثــار

من كلّ ناطقةِ الجلَال كأنَّهــا أمُّ الكتابِ على لسان القاري

دلَّت على مَلكِ الملوك فلم تَدَعْ لأدلّة الفُقَهـاءِ والأحْــبَار

من شَكَّ فيه فنظرةٌ في صُـنْعِه تمَحو أثيمَ الشكّ والإِنكار



ومن إيمانه بالوحدانية قوله في الشهادة:

"الشهادة قصيدةٌ عُلْويّةُ الرَّوِىّ،مطلَعُها اللهُ ومقطَعُها النبيّ،كلمةٌ هي الدّين،وهي كنْهُ(1)
اليقين،وهي الحقُّ المبين،لم تَزَلْ مُقَّدمَةَ الكتاب،وفاتِحةَ الخطاب،ومفتاحَ الباب.. ومن عبقرِيَّةِ الشهادة-أماتنا اللهُ وإياكَ عليها-إنَّ حُسْنَ الظنَّ بالله طالما أوقَع في نفوسِ الجماعاتِ أَنها أَفضلُ عملِ العبدِ عند ربّه،وأَنها ربما قامتْ مقامَ"الأَداءِ عن سائر الفرائِض حتى فرَّط المفرَّطون،وهُمْ عليها يتَّكلون..) أسواق الذهب 84


العـــــــــــبادات

آمن شوقي بالعبادات ،ونوَّه بآثارها العظيمة في تطهير النفوس وصلاح المجتمعات

1_ الصلاة :قال في الصلاة : ( لو لم تَكُنْ رأْسَ العبادات ، لعُدَّتْ من
صالحة العادات . رياضة أَبْدان ، وطهارةُ أردان (2)، وتهذيبُ وجدان ،
وشتى فَضائِلَ يشبّ عليها الجواري والولدان . أَصحابُها هم الصابرون والمثابرون ،عَوَّدَتْهم البُكور، وهو مِفتاحُ باب الرزق ، وأفضلُ ما يَرودُ به المخلوق التَّوجُّه إلى الخالق ، انْظُرْ جلالَ الجُمَع ،وتأَمْل أَثَرَها في المُجتَمَعُ ،وكيف ساوَتْ العِلْيَةَ بالزَّمَعْ؟(3)
مسَّت الأرضَ الجِبَاه ، فالناس أَكفاءٌ وأشباه . .. .. ) أسواق الذهب 87
الهامش:
1)الكنه:الأصل والفاية
2-الردن :الغزل أو الخر.والجمع أردان،والمراد بها هنا:الثياب
3-الزمع:الرعاع.

2-الزكاة:
قال في الزكاة : ( حِزبُ(1) الاشتراكية ، وحربُ البُلْشُفيَّة ، أَيُّها الناس:
أَمرَ اللهُ فَصَلَّيتُمْ ، ونَهى المالُ فما زكَّيْتم، فَّرقْتُم بين الخَمْس(2) وكلُّها حُكْمُ الواحد ، فلكلَّ أَلف مُصَلَّ مُّزَكٍّ واحد ! هي مالُ الفقير خلَسْتمُوه(3) ، ورزقُ المحرومِ حَبَستموه
وحقُّ العاجز في الحياةِ بَخَسْتُموه .
تُقرِضُون (4)الولاة ، ولا تُقْرِضون الله ،وتُنفقون تَملُّقا لأَهلِ الجاه ، ولا تُنفقون تَعَلُّقاً بالنجاة ..)(5)
وسخر من الذين يصلون ويصومون ولكنهم لا يزكون ، وأنذرهم بأن الله قد أحصى نصيبب الفقراء من أموال الأغنياء ،فالذي يؤثر ماله على طاعة الله وحبه خاسر .
يرى شوقي في الاسلام حافظاً لأركان المجتمع أن ينهار،فهو بما شرَّع من الزكاة يمنع تلك النفوس الثائرة التي تصبح ذئاباً إن لم تنل ما يخمد جذوتها
.ويبرئ كلومها،وهو يرى أن صاحب الدعوة الإسلامية محمد صلوات الله وسلامه عليه إمام الاشتراكيين،بيد أنه يداوي المجتمع بالرفق واللين والدعة،والهدوء،من غير وثبة ولا طفرة،إذ الطفرة ما دخلت شيئاً إلا أفسدته،وانْصت إليه يقول:
عجبتُ لمعشَرٍ صلّوا وصاموا ظواهرَ خشيةٍ وتُقىً كذابا
وتُلفيهم حيالَ المال صُمَّاًً إذا داعى الزكاة بهم إهابا
لقد كتموا نصيبَ الله منه كأن الله لم يُحص النّصابا!
1-الحزب:النصير
2-المراد بالخمس:أركان الاسلام.
3-خلس الشيء:أخذه مخاتلة
4- أقرضه: أعطاه قرضاً
5- أسواق الذهب 90



يريد الخالقُ الرزقَ اشتراكاً وإن يكُ خصَّ أقواماً وحابى

فما حَرَمَ المجدَّ جَنَى يديه ولا نسي الشقيَّ ولا المصابا


وجهر بأن الأموال في أيدي أصحابها عارية ، فيجب أن تكون شركة بينهم وبين المحتاجين ، لأن الله الرزاق إذا كان قد يَسَّرَ للأغنياء سبيل الثراء فإنه لم يغفل حقوق الفقراء والضعفاء فيها .
وحذّر الأغنياء من البخل بمالهم ، لأن بخلهم ُيحنق الفقراء عليهم ويمهد لهم الثورات .
ثم عاد يُرغبّهم في البذل ،ويدلل على المساواة ،،فقال إن الهواء يخترق الأكواخ كما
يخترق القصور ،وإن الشمس ترسل أشعتها على الخصيب والجديب وإلى الغني والفقير ، وإن الماء يروي الأسود والكلاب .
وإن الموت حتم لا يهرب منه ثريٌّ ولا معدوم ، وإن الناس جميعاً يتساوون بعد الموت فيرقدون في الثرى ،ليزهدهم في اكتناز في المال ، ويذكّر الأغنياء البخلاء بأن الموت مدرك لهم ، وسيتركون مالهم لغيرهم ،وكان الخير لهم أن يقدموا مالهم عملاً صالحاً ينفعهم عند الله تعالى.


3 -الصوم :

قال في الصوم: ( حِرمانٌ مشروع ، وتأديبٌ بالجوع ، وخُشُوع لله وخُضُوع ... . يستثير الشفقة ، ويحض على صدقة ، يَكْسِر الكِبْر ، ويعلم الصبر ، ويَسُنَّ خلال البر.)


4 _الحج:

قال في الحج: ( مَوكبُ الإسلامِ ومَظْهَرُه ، ولُبَابَ حَسَبه وجَوْهرهُ ، ومَوْسُمه الحرامُ أَشْهُرُه ، مِهْرَجانُه العظيم ، وعُرْسُه الفخيم ، ونَدِيَّه(1) الكريم ، والنَّظمُ الذي قَرُنَ فيه الدُّنيا إلى دِيِنِه القويم، فجَعَله لها صلاحاً وعِمارةً ، وَمَلَأها بِيُمِنِه نماءً ويسارة (2) وأفاض بَرضكاتِه على التَّجارة.(3)
وقال يصف المسجد الحرام ( قِبلَةُ البَدَويِّ في قَفْرِه ، ووجهةُ القَرويَّ في كَفْره،(4) حَرَمُ الله الُمطَهَّر، وبَيْتُهُ العتيقُ المُسَتَّر(5) ، الذي وَجَّهَ إليه الوجوه، وفَرَضَ على عباده أَن يَحُجُّوه .. بناهُ الله بمكةَ على فضاءٍ زكيّ لم يتنفَّسْ فيه الناس(6) ، وخلا إلا من جُحرٍ أو كِناس (7)، فلا الدُّنْيا سَحَبَتْ عليه غُرُورَها ، ولا النفوسُ نَقَّلَتْ فيه شُرُورَها ، .. .. بُنيَ البيتُ وإذا الجلال حُجُبُه وأَستارُه،الحقُّ حائِطُه وجِدَارُه ، والتَّوحيدُ مَظْهرُه ومَنَارُه ، والنبيُّون بُناَتُه وعُمَّاره (8، واللهُ عزَّ وجلَّ ربُّه وجاره .. .. )


الهامش:
1-الندى:المجلس
2-اليسارة:الغنى
3-أسواق الذهب 91
4-الكفر:القرية
5-لمستر:المغطى باإستار
6-القضاء الزكي:الصالح،وتنفس الناس كناية عن وجودهم.
7-الكناس:بيت الظبي في الشجر 8
8-العمارة:السكان
تضرع ودعاء:
بمناسبة تحيته للمعلمين مجَّد الله سبحانه وتعالى،مصدر العلم ومنبع المعرفة،وخالق العلماء ومانحهم العقول،وباعث الرسل معلمين وهداة:
سبحانك اللهم خيرَ مُعلَّم علَّمتَ بالقلم القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقل من ظلماتِه وهديته النورَ المبينَ سبيلا
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشداً وابنَ البتولِ فعلَّمَ الانجيـلا
وفجَّرتَ يَنبوعَ البيان محمداً فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
وقال في دعاء الصلاة جامعة استعانة على الاحتلال:
اللهم قاهرَ القياصر،ومُذلَّ الجبابر،وناصرَ مَن لا له ناصر،ركنَ الضعيف ومادَّةَ قُواه،ومُلهِمَ القويّ خَشْيَتَهُ وتَقْواه،ومَنْ لا يحكم بين عِباده سواه،هذه كِنانَتُك فَزِع إليك بَنوها،وهَرَعَ إليك ساكنوها،هلالاً وصليبا،بعيداً وقريبا،شُبَّانا وشَيبا،نجيبةً ونجيبا،مُستَبِقينَ كنائِسَك المكرَّمة،التي رفعتها لقسك أَعتابا،مُيِمَّمين مساجدك المعظمة،التي شرعتها لكرمك أَبواباً،نسأَلك فيها بعيسى روح الحق،ومحمد نبيَّ الصدق،وبموسى الهرب من الرقّ،كما نسأَلك بالشهر الأَبَرَّ والصائِميه،وليلهِ الأَغرَّ والقائِميه،وبهذه الصلاة العامَّةِِ من أقباط الوادي ومُسْلميه:أَن تُعزَّنا بالعتق إلاَّ من وَلاَئِك،ولا تُذِلَّنا بالرق لغير آلائِك،ولاتحملنا على غير حكمِك واستعلائِك.

5- الأخلاق-الإسلام

وقد كان شوقي –رحمه الله-يعبّر عن ألمه الشديد وحزنه العميق على فساد الأخلاق وصغار النفوس،فأنت تراه قد شغل شعره ونثره ومجالسه بهذه الرسالة العالية التي ادّاها أحسن أداء،ولم يغفل أداءها في أية فرصة سنحت له،وما أروع قوله في نشيده الخالد:

على الأخلاق خُطّوا الملكَ وابنوا فليس وراءها للعزَّ ركن

كذلك قامت نهضات الأمم الحقيقية وأفلح دعاتها وقادتها بالأخلاق،وبالأخلاق وحدها نجحت دعوى رسول الله صلى الله وعليه وسلم،فلم يتردد حين لامه عمه أبو طالب على ثباته في دعوته التي ألّبت القبائل عليه،فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا رهبة:
"والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو أهلك دونه ما تركته"
وبهذا الخُلُقْ العظيم هو الذي تغنّى به شوقي في شعره ونثره وردّده في نومه وصحوه،ورأى أن نهوض الأمم لا يتحقق بدونه وأن كل شعب يفقد هذه الميزة الكبرى سائر في طريق الفناء والاضمحلال:

وليس بعامرٍ بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا

ولعل تغلغل العاطغة الدينية هي التي منعت شوقي من أن يلوث شعره بالمجون ،أوبهراء القول شأن السواد الأعظم من كبار الشعراء،لا في الشرق فقط بل في الغرب أيضاً،وفي الواقع أنك قلما تجد شاعراً نَزَّه نفسه عن لغو الكلام،أو عن الهجو أو المجون،أما شوقي فقد كان عف اللسان لم ينظم في حياته قط بيتاً يخجل أي امرئ من تلاوته على ابنته في خدرها،ولعمر الحق أننا لفي أشد الحاجة إلى هذا النوع من الأدب المنزَّه من كل نقيصة وشائبة.

مواساة الفقراء (1)

وأنكر في قصيدة أخرى على بعض المسلمين بخلهم بالزكاة ، وتهاونهم في أدائها ، كأنها ليست ركناً من أركان الدين ، وحضّ على إخراجها، لأنها برٌّ ، وقد بعث الله الرسل دعاة إلى البر . ولولاه لم يبعثهم :

أكلٌ في كــتاب الله إلا زكاةَ المال ليست فيه بابا ؟

ولولا البرُّ لم يُبْعَثْ رسول ولم يَحْمِل إلى قـوم كتابا

وقد كان شوقي سخي النفس كريم اليد ، سريع الاستجابة إلى البذل ، ولهذا يقول في مناجاة الله سبحانه :

وإني ولا مَنٌّ عليك بـطاعةٍ أُجِلُّ وأُغْلي في الفروض زكاتي

أبالغ فيها وهي عدلٌ ورحمةٌ ويَتركـها الناسُ في الخلوات

وقد كان صادقاً في قوله : لأن صديقه الأمير شكيب أرسلان ذكر أنه كان سخياً بما يملك ، لا يأبى أن يجمع المال ، لكنه يجمعه لينفقه ، ويعطي البرَّ حقه ، ويمتّع أهله الذين كان لهم ،كما قال صديقه خليل مطران_ رِئْبالاً في اللأواء ، وكان فعل شوقي مطابقاً لقوله في مواساة الفقراء.

6- إيمان بالقضاء

مشكلةالقضاء قديمة متجددة،طالما شغلت رجال الديانات والفلاسفة،ولم يستطع أحد أن يصل فيها إلى رأي حاسم،فعلى المؤمن أن يسعى ما وسعه الجهد ثم يرضى بقضاء الله ويصبر صبراً جميلاً،لأن لله حكمة في قضائه لا ندركها قال شوقي:


سبحان من لا عزَّ إلا عُّزهُ يبقى، ولم يك ملكُه ليزولا

لا تستطيع النفسُ في ملكـوته إلا رضاً بقضائه، وقَبُولا

الخيرُ فيـما اختاره لعـبادهِ لايظلم اللهُ العبادَ فتيلا

يا أهل مصر كِلُوا الأمور لربكم فالله خير موئلاً ووكيلا

جرت الأُمورُ مع القضاء لغايةٍ وأَقرَّها من يملكُ التحويلا

وإذا أراد الله أمرا ً لم تجد لقضائه رداً ولا تبديلا


.لقد كتب شوقي شعار جريدة ( الجهاد ) التي أصدرها صديقه توفيق دياب في الثلاثينيات ، وهو البيت المشهور:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ

المدائح النبوية قبل شوقي

مدح بعض الشعراء النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا قلة في حياته لأنه لم يكن يشجعهم على مدحه , ولم تكن رسالته لتتلاءم والمظهر الملكي أو الشغف بثناء الشعراء , وإذا كان قد شجَّع بعض الشعراء على قرض الشعر فإنما كان يريد منهم أن يردوا على شعراء المشركين , وأن يدافعوا عن الإسلام , ويذودوا عن المسلمين.
كمدحة كعب بن زهير لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي بدأها بغزل تقلدي ثم التنقل إلى الاعتذار للنبي وطلب العفو منه عما اقترفه.
وكحديثه عن القرآن الكريم وعن هداية النبي عليه الصلاة والسلام للناس وتأييده من ربه , قال كعب:


أُنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلةَ القرآن فيها مواعظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقاويل

إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسـلول


أما حسان بن ثابت فإنه كثير المدائح لرسول الله ولصحابته , والصبغة الإسلامية في مدائحه أوضح وأكثر ألواناً , كقوله :


أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

صلى الإله ومن يحفّ بعرشه الطيّبون على المبارك أحمد

وشق له من اسمه ليجلّه , فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ

وقد ختم مراثيه لرسول الله بالأمل في جواره:

وليس هواني نازعاً عن ثنائــه لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد

ثم جاء شرف الدين البوصيري(1) صاحب البردة المعروفة التي مطلعها:

أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

فَنَظَمَ عدة قصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهرت منها البردة, لأنها أجودها وأشدها حرارة , ولأنها ارتبطت بشفائه من الفالج كما قيل(2) . وهنا نلاحظ شَبَهاً بين بردة البوصيري وقصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير , فقد نَظَمَ قصيدته وأنشدها للرسول معتذراً عما فرط منه من هجاء وتحريض على المسلمين , قَبِلَ رسول الله إنابته واعتذاره , وعفا عنه. ثم نظم البوصيري قصيدته وهو مشلول مادحاً الرسول ومتوسّلاً به إلى الله أن يبرئه من شلله , فاستجاب الله دعاءه وشفاه . كذلك أثاب رسول الله كعباً ببردته ومسح بيده على موضع دائه فبرىْ منه , لهذا سماها بعضهم البرءة.

الهامش:
(1) وهو ابو عبد الله شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الدلاصي المولد , المغربي الأصل البوصيري المنشأ , نسبة الى (بوصير) من اعمال بني سويف , لأن أمه منها , ولد في بهتيم.
أول من شوال سنة (608) ونشأ في دلاص وبرع في النظم . أشهر شعره البردة , والهمزية
وعارض قصيدة (بانت سعاد) توفي بالإسكندرية سنة 696 هـ
(2) قيل أنه أصيب بالفالج , فشلّ شقه , ويئس من الشفاء , فنظم البردة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشفع به , وجعل ينشدها ويكرر الإنشاد , وجعل يبكي ويتوسل . ثم نام مرة فرأى رسول الله يمسح على وجهه بيده المباركة, وخلع عليه بردته فانتبه فإذا هو قادر على القيام والنهوض (فوات الوفيات 2/209).




ومما يسترعي الأنظار أن المدائح النبوية بعد البوصيري إلى شوقي ما عدا مدائح البارودي وعبد المطلب تغلب عليها عدة ظواهر:
فهي خالية من التعمق والأصالة , ومن الجدة في الأفكار , لأن أفكارها سطحية
ضحلة تدل على عوز ثقافي . وقلما تعثر فيها على صورة شعرية أو خيال محلق ,
لأنها تعتمد على السرد الجاف , ويتصل بهذا أنها خلو من روعة التعبير , لأن الشعر
كلفوا بالحلي اللفظية والمعنوية والألاعيب الصناعية كلفاً جرهم إلى التعمد و
الاغتصاب.

ثم إن مدائحهم تتسم بالإغراق في سرد الخوارق والمعجزات كقولهم : إن الله خلق قبضة من نور , ثم خلق فيها محمداً , ثم خلق من نوره كافة المخلوقات , وكقولهم أنه علة الكائنات , وحديثهم عن الغزال والحمل وحنين جذع النخلة وليونة الصخر.
على أن البوصيري لم يسلم من هذا الإغراق أيضاً كقوله:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس