عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2013, 06:01 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


قصيدة المتنبي : الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ


قصيدة المتنبي : الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ * هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني


الرأي قبل شجاعة الشجعان *** هو أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لنفس مرة *** بلغت من العلياء كل مكان

ولربما طعن الفتى أقرانه *** بالرأي قبل تطاعن الأقران

لولا العقول لكان أدنى ضيغم *** أدنى إلى شرف من الإنسان

ولما تفاضلت النفوس ودبرت *** أيدي الكماة عوالي المران

لولا سمي سيوفه ومضاؤه *** لما سللن لكن كالأجفان

خاض الحمام بهن حتى ما دري *** أمن احتقار ذاك أم نسيان

وسعى فقصر عن مداه في العلا *** أهل الزمان وأهل كل زمان

تخذوا المجالس في البيوت وعنده *** أن السروج مجالس الفتيان

وتوهموا اللعب الوغى والطعن في الـ *** ـهيجاء غير الطعن في الميدان

قاد الجياد إلى الطعان ولم يقد *** إلا إلى العادات والأوطان

كل ابن سابقة يغير بحسنه *** في قلب صاحبه على الأحزان

إن خليت ربطت بآداب الوغى *** فدعاؤها يغني عن الأرسان


في جحفل ستر العيون غباره *** فكأنما يبصرن بالآذان

يرمي بها البلد البعيد مظفر *** كل البعيد له قريب دان

فكأن أرجلها بتربة منبج *** يطرحن أيديها بحصن الران

حتى عبرن بأرسناس سوابحا *** ينشرن فيه عمائم الفرسان

يقمصن في مثل المدى من بارد *** يذر الفحول وهن كالخصيان

والماء بين عجاجتين مخلص *** تتفرقان به وتلتقيان

ركض الأمير وكاللجين حبابه *** وثنى الأعنة وهو كالعقيان

فتل الحبال من الغدائر فوقه *** وبنى السفين له من الصلبان

وحشاه عادية بغير قوائم *** عقم البطون حوالك الألوان

تأتي بما سبت الخيول كأنها *** تحت الحسان مرابض الغزلان

بحر تعود أن يذم لأهله *** من دهره وطوارق الحدثان

فتركته وإذا أذم من الورى *** راعاك واستثنى بني حمدان

المخفرين بكل أبيض صارم *** ذمم الدروع على ذوي التيجان

متصعلكين على كثافة ملكهم *** متواضعين على عظيم الشان

يتقيلون ظلال كل مطهم *** أجل الظليم وربقة السرحان

خضعت لمنصلك المناصل عنوة *** وأذل دينك سائر الأديان


وعلى الدروب وفي الرجوع غضاضة *** والسير ممتنع من الإمكان

والطرق ضيقة المسالك بالقنا *** والكفر مجتمع على الإيمان

نظروا إلى زبر الحديد كأنما *** يصعدن بين مناكب العقبان

وفوارس يحي الحمام نفوسها *** فكأنها ليست من الحيوان

ما زلت تضربهم دراكا في الذرى *** ضربا كأن السيف فيه اثنان

خص الجماجم والوجوه كأنما *** جاءت إليك جسومهم بأمان

فرموا بما يرمون عنه وأدبروا *** يطؤون كل حنية مرنان

يغشاهم مطر السحاب مفصلا *** بمثقف ومهند وسنان

حرموا الذي أملوا وأدرك منهم *** آماله من عاد بالحرمان

وإذا الرماح شغلن مهجة ثائر *** شغلته مهجته عن الإخوان

هيهات عاق عن العواد قواضب *** كثر القتيل بها وقل العاني

ومهذب أمر المنايا فيهم *** فأطعنه في طاعة الرحمن

قد سودت شجر الجبال شعورهم *** فكأن فيه مسفة الغربان

وجرى على الورق النجيع القاني *** فكأنه النارنج في الأغصان

إن السيوف مع الذين قلوبهم *** كقلوبهن إذا التقى الجمعان

تلقى الحسام على جراءة حده *** مثل الجبان بكف كل جبان

رفعت بك العرب العماد وصيرت *** قمم الملوك مواقد النيران

أنساب فخرهم إليك وإنما *** أنساب أصلهم إلى عدنان

يا من يقتل من أراد بسيفه *** أصبحت من قتلاك بالإحسان

فإذا رأيتك حار دونك ناظري *** وإذا مدحتك حار فيك لساني

Cant See Links


رد مع اقتباس