عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2015, 02:20 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


أدب .. أبو فراس الحمداني : أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ


أدب .. أبو فراس الحمداني : أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ

القصيدة الرائعة من روائع الشاعر الفارس الأمير / أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويقول فيها :

أراكَ عصـيَّ الـدَّمْـعِ شيمَـتُـكَ الصَّـبْـرُ =أمـا لِلْهَـوى نَـهْـيٌ علـيـكَ و لا أمْــرُ ؟
بَـلـى ، أنــا مُشْـتـاقٌ وعـنـديَ لَـوْعَــةٌ =ولـكـنَّ مِثْـلـي لا يُـــذاعُ لـــهُ سِـــرُّ !
إذا اللّيـلُ أَضْوانـي بَسَطْـتُ يَـدَ الـهـوى =وأذْلَـلْـتُ دمْـعـاً مــن خَـلائـقِـهِ الـكِـبْـرُ
تَـكـادُ تُـضِـيْءُ الـنـارُ بـيـن جَـوانِـحـي =إذا هـــي أذْكَـتْـهـا الصَّـبـابَـةُ والـفِـكْـرُ
مُعَلِّلَـتـي بالـوَصْـلِ ، والـمَـوتُ دونَـــهُ =إذا مِــتُّ ظَمْـآنـاً فــلا نَــزَلَ القَـطْـرُ !
حَـفِـظْـتُ وَضَـيَّـعْـتِ الــمَــوَدَّةَ بـيْـنـنـا =وأحْسَـنُ مـن بعـضِ الوَفـاءِ لـكِ العُـذْرُ
ومـــا هــــذه الأيــــامُ إلاّ صَـحـائــفٌِ =لأحْرُفِـهـا مــن كَـــفِّ كاتِـبِـهـا بِـشْــرُ
بِنَفْسـي مـن الغاديـنَ فـي الحـيِّ غــادَةً =هَــوايَ لـهـا ذنْــبٌ ، وبَهْجَتُـهـا عُــذْرُ
تَـروغُ إلـى الواشـيـنَ فــيَّ ، وإنَّ لــيلأُ =ذْنــاً بـهـا عــن كــلِّ واشِـيَــةٍ وَقْـــرُ
بَـدَوْتُ ، وأهـلـي حـاضِـرونَ ، لأنّـنـي =أرى أنَّ داراً ، لستِ مـن أهلِهـا ، قَفْـرُ
وحارَبْـتُ قَوْمـي فـي هــواكِ ، وإنَّـهُـمْ =وإيّـايَ ، لـو لا حُبُّـكِ الـمـاءُ والخَـمْـرُ

فـإنْ يـكُ مـا قــال الـوُشـاةُ ولــمْ يَـكُـنْ =فـقـدْ يَـهْـدِمُ الإيـمـانُ مــا شَـيَّـدَ الكـفـرُ
وَفَيْـتُ ، وفـي بعـض الـوَفـاءِ مَـذَلَّـةٌ =،لإنسـانَـةٍ فــي الـحَـيِّ شيمَتُـهـا الـغَــدْر
وَقـورٌ ، ورَيْـعـانُ الصِّـبـا يَسْتَفِـزُّهـا ،=فَـتَـأْرَنُ ، أحْيـانـاً كـمـا ، أَرِنَ الـمُـهْـرُ
تُسائلُـنـي مــن أنــتَ ؟ وهــي عَليـمَـةٌ =وهـل بِفَتـىً مِثْلـي علـى حـالِـهِ نُـكْـرُ ؟
فقلتُ : كما شـاءَتْ وشـاءَ لهـا الهـوى =قَتيلُـكِ ! قـالـت : أيُّـهـمْ ؟ فَـهُـمْ كُـثْـرُ
فقلـتُ لهـا : لـو شَـئْـتِ لــم تَتَعَنَّـتـي = ،ولـم تَسْألـي عَنّـي وعنـدكِ بـي خُبْـرُ !
فقالـتْ : لقـد أَزْرى بـكَ الدَّهْـرُ بَعـدنـا=فقلـتُ : معـاذَ اللهِ بـل أنــتِ لا الـدّهـر
ومـا كـان لِـلأحْـزان ِلــولاكِ ، مَسْـلَـكٌ =إلى القلـبِ ، لكـنَّ الهـوى لِلْبِلـى جِسْـر
وتَهْـلِـكُ بـيـن الـهَـزْلِ والـجِـدِّ مُـهْـجَـةٌ =إذا مــا عَـداهـا البَـيْـنُ عَذَّبـهـا الهَـجْـرُ
فأيْقَـنْـتُ أن لا عِــزَّ بَـعْـدي لِعـاشِـقٍ =،و أنّ يَــدي مـمّـا عَلِـقْـتُ بـــهِ صِـفْــرُ
وقلَّـبْـتُ أَمــري لا أرى لــيَ راحَـــة،ً=إذا البَـيْـنُ أنْسـانـي ألَــحَّ بــيَ الـهَـجْـرُ
فَـعُـدْتُ إلــى حُـكـم الـزّمـانِ وحُكمِـهـا =لهـا الذّنْـبُ لا تُجْـزى بـهِ ولـيَ الـعُـذْرُ
كَـأَنِّــي أُنـــادي دونَ مَـيْـثــاءَ ظَـبْـيَــةً =عـلـى شَــرَفٍ ظَمْـيـاءَ جَلَّلَـهـا الـذُّعْـرُ
تَـجَـفَّـلُ حـيـنـاً، ثُـــمّ تَــرْنــو كـأنّـهــا =تُنـادي طَـلاًّ بـالـوادِ أعْـجَـزَهُ الحَُـضْـرُ
فــلا تُنْكِريـنـي ، يابْـنَـةَ الـعَــمِّ ، إنّـــهُ =لَيَعْـرِفُ مـن أنْكَرْتـهِ الـبَـدْوُ والحَـضْـرُ
ولا تُنْكِريـنـي ، إنّـنــي غـيــرُ مُـنْـكَـرٍ =إذا زَلَّـتِ الأقْـدامُ ، واسْتُـنْـزِلَ النّـصْـرُ
وإنّـــــي لَــجَـــرّارٌ لِــكُـــلِّ كَـتـيــبَــةٍ =مُـعَــوَّدَةٍ أن لا يُـخِــلَّ بـهــا الـنَّـصــر
وإنّـــــي لَــنَـــزَّالٌ بِــكـــلِّ مَـخــوفَــةٍ =كَثـيـرٍ إلــى نُزَّالِـهـا الـنَّـظَـرُ الـشَّــزْرُ
فَأَظْمَـأُ حـتـى تَـرْتَـوي البـيـضُ والقَـنـا =وأَسْغَـبُ حتـى يَشـبَـعَ الـذِّئْـبُ والنَّـسْـرُ
ولا أًصْـبَـحُ الـحَـيَّ الـخُـلُـوفَ بـغــارَةٍ =و لا الجَيْـشَ مـا لـم تأْتِـهِ قَبْلِـيَ الـنُّـذْرُ
ويــا رُبَّ دارٍ ، لــم تَخَفْـنـي ، مَنيـعَـةً =طَلَعْـتُ عليـهـا بـالـرَّدى ،أنــا والفَـجْـر
وحَــيٍّ رَدَدْتُ الـخَـيْـلَ حـتّــى مَلَـكْـتُـهُ =هَزيـمـاً ورَدَّتْـنــي الـبَـراقِـعُ والـخُـمْـرُ
وساحِـبَـةِ الأذْيـــالِ نَـحْــوي ، لَقيـتُـهـا =فـلَـم يَلْقَـهـا جـافـي اللِّـقـاءِ ولا وَعْـــرُ
وَهَبْـتُ لـهـا مــا حــازَهُ الجَـيْـشُ كُـلَّـهُ =ورُحْــتُ ولــم يُكْـشَـفْ لأبْياتِـهـا سِـتْـر
ولا راحَ يُطْغـيـنـي بـأثـوابِــهِ الـغِـنــى =ولا بــاتَ يَثْنيـنـي عــن الـكَـرَمِ الفَـقْـرُ
ومــا حاجَـتـي بالـمـالِ أَبْـغـي وُفــورَهُ =إذا لـم أَفِـرْ عِرْضـي فـلا وَفَـرَ الـوَفْـرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى= ،ولا فَـرَسـي مُـهْـرٌ ، ولا رَبُّــهُ غُـمْــرُ
ولكـنْ إذا حُــمَّ القَـضـاءُ عـلـى امــرئٍ =فـلـيْـسَ لَـــهُ بَـــرٌّ يَـقـيـهِ ، ولا بَـحْــرُ
وقال أُصَيْحابـي : الفِـرارُ أو الـرَّدى ؟ =فقلـتُ : همـا أمـرانِ ، أحْلاهُـمـا مُــرُّ
ولكنّـنـي أَمْـضــي لِـمــا لا يَعيـبُـنـي = ،وحَسْبُـكَ مـن أَمْرَيـنِ خَيرُهـمـا الأَسْــر
يَقولـونَ لـي : بِعْـتَ السَّلامَـةَ بـالـرَّدى =فقُلْـتُ : أمـا و اللهِ ، مـا نالنـي خُـسْـرُ
وهــلْ يَتَجـافـى عَـنّـيَ الـمَـوْتُ سـاعَـةً =إذا مـا تَجافـى عَنّـيَ الأسْـرُ والضُّـرُّ ؟
هو المَوتُ ، فاخْتَرْ مـا عَـلا لـكَ ذِكْـرُهُ =فلـم يَمُـتِ الإنـسـانُ مــا حَـيِـيَ الـذِّكْـرُ
ولا خَـيْـرَ فــي دَفْــعِ الـــرَّدى بِـمَـذَلَّـةٍ =كمـا رَدَّهـا ، يومـاً ، بِسَـوْءَتِـهِ عَـمْـرُو
يَـمُـنُّـونَ أن خَـلُّــوا ثِـيـابـي ، وإنّــمــا =عـلـيَّ ثِـيـابٌ ، مـــن دِمـائِـهِـمُ حُـمْــرُ
وقـائِـمُ سَـيْـفٍ فيـهِـمُ انْـــدَقَّ نَـصْـلُـهُ ،وأعْقـابُ رُمْــحٍ فيـهُـمُ حُـطِّـمَ الـصَّـدْرُ
سَيَذْكُـرُنـي قـومـي إذا جَـــدَّ جِـدُّهُــمْ =،وفــي اللّيـلـةِ الظَّلْـمـاءِ يُفْـتَـقَـدُ الـبَــدْرُ
فـإنْ عِشْـتُ فالطِّـعْـنُ الــذي يَعْرِفـونَـهُ =وتِلْـكَ القَنـا والبيـضُ والضُّمَّـرُ الشُّـقْـرُ
وإنْ مُـــتُّ فـالإنْـسـانُ لابُــــدَّ مَــيِّــتٌ =وإنْ طـالَـتِ الأيــامُ ، وانْفَـسَـحَ العُـمْـرُ
ولو سَـدَّ غيـري مـا سَـدَدْتُ اكْتَفـوا بـهِ =وما كـان يَغْلـو التِّبْـرُ لـو نَفَـقَ الصُّفْـرُ
ونَـحْـنُ أُنـــاسٌ ، لا تَـوَسُّــطَ بيـنـنـا =،لـنـا الـصَّـدْرُ دونَ العالمـيـنَ أو القَـبْـرُ
تَـهـونُ عليـنـا فــي المعـالـي نُفـوسُـنـا =ومن خَطَـبَ الحَسْنـاءَ لـم يُغْلِهـا المَهْـرُ
أعَـزُّ بَنـي الدُّنيـا وأعْلـى ذَوي العُـلا = ،وأكْـرَمُ مَــنْ فَــوقَ الـتُّـرابِ ولا فَـخْـرُ

وهذه أيضا من روائع شعر أبي فراس الحمداني رحمه الله قالها وهو في السجن عندما سمع هديل حمامة على شجرة عالية قرب سجنه :

أقول وقد ناحت بقربي حمـامة
= أيا جارتا لو تشـعرين بحـــالي


معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
= ولا خطرت منك الهـموم ببالــي

أتحمل محزون الفــؤاد قــــوادم
= على غصن نـائي المسافة عالي

تعالي تري روحا لــدي ضعيفة
= تـردد فى جـسم يـعـذب بــالـــي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
= تعــالي أقـاسمـك الهموم تعــالــي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة
= ويـسكت محـزون وينـدب سـالــي

لقد كنت أولي منك بالدمع مقلة
= ولــكن دمعي في الحوادث غالـي

منقول


رد مع اقتباس