الموضوع: رحلة ابن بطوطة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2004, 07:29 PM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4]8- من أسيوط إلى البحر الأحمر ثم إلى الشام


وسافرت منها إلى مدينة أخميم وهي مدينة عظيمة أصيلة البنيان عجمية الشأن بها البربي المعروف باسمه وهو مبني بالحجارة في داخله نقوش وكتابة للأوائل لا تفهم في هذا العهد وصور الأفلاك والكواكب ويزعمون أنها بنيت والنسر الطائر ببرج العقرب وبها صور الحيوانات وسواها وعند الناس في هذه الصور أكاذيب لا يعرج عليها وكان باخميم رجل يعرف بلخطيب أمر على هدم بعض هذه البرابي وابتنى بحجارتها مدرسة وهو رجل موسر معروف باليسار ويزعم حساده أنه استفاد ما بيده من المال من ملازمته لهذه البرابي ونزلت من هذه المدينة بزاوية الشيخ أبي العباس بن عبد الظاهر وبها تربة جده عبد الظاهر وله من الأخوة ناصر الدين ومجد الدين وواحد الدين ومن عادتهم أن يجتمعوا جميعا بعد صلاة الجمعة ومعهم الخطيب نور الدين المذكور وأولاده وقاضي المدينة الفقيه مخلص وسائر أهلها فيجتمعون للقرآن ويذكرون الله إلى صلاة العصر فإذا صلوها قرأوا سورة الكهف ثم انصرفوا



وسافرت من اخميم إلى هو مدينة كبيرة بساحل النيل ونزلت منها بمدرسة تفي الدين بن السراج ورأيتهم يقرأون بها في كل يوم بعد صلاة الصبح حزبا من القرآن ثم يقرأون اوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي وحزب البحر وبهذه المدينة السيد الشريف أبو محمد عبد الله الحسني من كبار الصالحين دخلت إلى هذا الشريف متبركا برؤيته والسلام عليه فسألني عن قصدي فأخبرته إني أريد البيت الحرام على طريق جدة فقال لي ولا يحصل لك هذا في هذا الوقت فارجع وإنما تحج أول حجة على الدرب الشامي فانصرفت عنه ولم أعمل على كلامه ومشيت في طريقي حتى وصلت إلى عيذاب فلم يتمكن لي السفر فعدت راجعا إلى مصر ثم إلى الشام وكان طريقي في اول حجاتي على الدرب الشامي حسبما أخبرني الشريف نفع الله به

ثم سافرت إلى مدينة قنا وهي صغيرة حسنة الأسواق وبها قبر الشريف الصالح الولي صاحب البراهين العجيبة والكرامات الشهيرة عبد الرحيم القناوي رحمة الله عليه ورأيت بالمدرسة السيفية حفيدة شهاب الدين أحمد

وسافرت من هذا البلد إلى مدينة قوص مدينة عظيمة لها خيرات عميمة بساتينها مورقة وأسواقها مونقة ولها المساجد الكثيرة والمدارس الأثيرة وهي منزل ولاة الصعيد وبخارجها زاوية الشيخ شهاب الدين بن عبد الغفار وزاوية الافرام وبها اجتماع الفقراء المتجردين في شهر رمضان من كل سنة ومن علمائها القاضي جمال الدين بن السديد والخطيب بها فتح الدين بن دقيق العيد أحد الفصحاء البلغاء الذين حصل لهم السبق في ذلك لم أر من يماثله إلا خطيب المسجد الحرام بهاء الدين الطبري وخطيب مدينة خوارزم حسام الدين الشاطبي وسيقع ذكرهما ومنهم الفقيه بهاء الدين عبد العزيز المدرس بمدرسة المالكية ومنهم الفقيه برهان الدين إبراهيم الأندلسي له زاوية عالية

ثم سافرت إلى مدينة الاقصر وهي صغيرة حسنة وبها قبر الصالح العابد ابي الحجاج الأقصري وعليه زاوية

وسافرت منها إلى مدينة آرمنت وهي صغيرة ذات بساتين مبنية على ساحل النيل أضافني قاضيها ونسيت اسمه

ثم سافرت منها إلى مدينة أسنا مدينة عظيمة متسعة الشوارع ضخمة المنافع كثيرة الزوايا والمدارس والجوامع لها أسواق حسان وبساتين ذات أفنان قاضيها قاضي القضاة شهاب الدين بن مسكين أضافني وأكرمني وكتب إلى نوابه بإكرامي وبها من الفضلاء الشيخ الصالح نور الدين علي والشيخ الصالح عبد الواحد المكناسي وهو على هذا العهد صاحب زاوية بقوص

ثم سافرت منها إلى مدينة أدفو وبينها وبين مدينة أسنا مسيرة يوم وليلة في صحراء

ثم جزنا النيل من مدينة أدفو إلى مدينة العطواني

ومنها اكترينا الجمال وسافرنا مع طائفة من العرب تعرف بدغين في صحراء لا عمارة بها إلا أنها آمنة السبل وفي بعض منازلها نزلنا حميثرا حيث قبر ولي الله ابي الحسن الشاذلي وقد ذكرنا كرامته في إخباره أنه يموت بها وأرضها وكثيرة الضباع ولم نزل ليلة مبيتنا بها نحارب الضباع ولقد قصدت رحلي ضبع منها فمزقت عدلا كان به واجتزت منه جراب تمر وذهبت به فوجدناه لما أصبحنا ممزقا مأكولا معظم ما كان فيه

ثم لما سرنا خمسة عشر يوما وصلنا إلى مدينة عي


رد مع اقتباس