عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 07:54 PM   رقم المشاركة : 30
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: طريق الزهد و التقوي

بسم الله الرحمن الرحيم


من "البرهان المؤيد"
لأحمد بن علي بن ثابت الرفاعي الحسيني قدس الله سره


الروح والنزع

كذلك الموت موتان موت طبيعي وهو نزع النفس من الجسم كرها لتشبثها به عشقا له
وسكونا إليه فهي تنتزع مكرهة فلا جرم أنها لا تخرج إلا بالخطاطيف والكلاليب حتى تنقطع
أوصالها وتزول علاقتها معه وهذه موتة طبيعية وموت إرادي وهو ترك النفس لمساكنة الجسم والتنزه عن عشقه والاستغراق في حبه واستعماله في مصالح الآخرة فهذه موتة إرادية لا يموت صاحبها بعدها أبدا لأن الخوف من الموت وألمه بقدر المحبوبات وعذابه بقدر تعلق النفس بالشهوات وعكوفها على اللذات وعشقها الغالب الذي تستعين به على إدراك المطلوبات وتقضي به أوطار الدنياويات فإذا زال موجب الألم سقط الألم ولم يكن له أثر وإذا لم يكن ألم لم يكن خوف وإذا لم يكن خوف كان أمن وإذا كان أمن كان استبشارا وبشرى وإذا كان استبشارا وبشرى أحب العبد لقاء الله عز وجل الشهداء أحياء ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه فهذا شاهد لما يقدم عليه ومن شاهد ما أعد له فهو شهيد والشهيد ليس بميت والشهادة بجهاد النفس إلى أن يميتها عن حظوظها أكبر رتبة عند الله سبحانه وتعالى من الشهادة المورثة لقتال الكفار وحطم السيوف رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وذلك الجهاد خطر قل من يسلم له فيه النية فهو على ظن غير متيقن من الشهادة وهذا إذا وصل إلى هذه الرتبة على يقين والموت الإرادي إثابة والموت الطبيعي عقوبة ومن مات موتة إرادية انتبه قبل الموت الطبيعي ومن انتبه أبصر بغير تأويل الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ومن أبصر قال لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا فاطلبوا اليقين من الله سبحانه بإماتة نفوسكم وإحياء قلوبكم لترقوا الفردوس الأكبر والملك العظيم


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 08:57 AM.
رد مع اقتباس