عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 09:51 AM   رقم المشاركة : 26
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: طريق الذهد و التقوي

بسم الله الرحمن الرحيم


من كتاب "فتح الرباني" في المجلس الخامس



يا غلام اجعلني مرآتك، اجعلني مرآة قلبك وسرك، مرآة أعمالك. إدْنُ مني فإنك ترى في نفسك ما لا تراه مع البعد عني. إن كان لك حاجة في دينك، فعليك بي فإني لا أحابيك في دين الله عزَّ وجلَّ. عندي وقاحة ترجع إلى دين الله عزَّ وجلَّ. قد رُبيت بيدٍ خشنة غير محصلة منافقة. دع دنياك في بيتك وادن مني، فإني واقف على باب الآخرة. قف عندي واسمع قولي واعمل به قبل أن تموت عن قريب. الدائرة على الخوف من الله عزَّ وجلَّ، والخشية له. إذا لم يكن لك خوف منه فلا أمن لك في الدنيا والآخرة. الخشية من الله عزَّ وجلَّ هي العلم بعينه، ولذلك قال الله عزَّ وجلَّ: (إنما يَخشى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلماءُ) ما يخشى الله عزَّ وجلَّ إلا العلماء العمال بالعلم، الذين يعلمون ويعملون ولا يطلبون من الحق عزَّ وجلَّ جزاء على أعمالهم، بل يريدون وجهه وقربه. يريدون محبته والخلاص من بُعده وحجابه. يريدون أن لا يُغلق باب في وجوههم دنيا وآخرة. لا يرغبون في الدنيا ولا في الآخرة ولا فيما سواه. الدنيا لقوم، والآخرة لقوم، والحق عزَّ وجلَّ لقوم، وهم المؤمنون الموقنون العارفون المحبون له المتقون الخاشعون له المحزونون المنكسرون لأجله. قوم يخشعون الله عزَّ وجلَّ بالغيب وهو غائب عن عيون ظواهرهم، حاضر نصب عيون قلوبهم. كيف لا يخافونه وهو كل يوم في شأن يغيّر ويبدّل، ينصر هذا ويخذل هذا، يحيي هذا ويميت هذا، يقبل هذا ويردّ هذا، يقرّب هذا ويبعد هذا، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. اللهم قرّبنا إليك ولا تباعدنا عنك وآتنا في حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.








رد مع اقتباس