عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2003, 04:48 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








القدرة على اختيار الوقت المناسب لتنفيذ عمل ما

كان راشد رحمه الله يملك القدرة على اختيار الوقت المناسب لتنفيذ عمل ما، فلم ينفذ أية خطة من خطط التنمية بكافة أشكالها، إلا واختار لها الوقت المناسب، لذلك حينما كان راشد يريد أن يعلن عن مشاريع اقتصادية أو عمرانية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها، كان الانسان المواطن وغير المواطن، أبناء دبي، وأبناء الإمارات كافة، وأبناء الخليج عامة. كانوا جميعاً يشعرون بقوة ذلك الإعلان، وجدوى ذلك القرار، لذلك كنت ترى الناس وقد ظهرت عليهم علامات الإعجاب والتقدير لتلك الخطوة التي أقدم على تنفيذها راشد.

إنك تلاحظ وبكل وضوح أن ردة فعل الرأي العام إزاء تلك الخطة التي أعلن عنها راشد، كانت ردة فعل إيجابية، حيث ترى الناس فرحين بذلك المشروع الذي أقدم عليه المغفور له الشيخ راشد، متفائلين بأهدافه، ومستبشرين بنتائجه، ومؤيدين له، لا لشيء إلا لأن راشداً عرف متى ينفذ ذلك المشروع وتلك الخطة. وهذه القدرة لا تتوفر إلا لأولئك الرجال الذين منحهم الله سبحانه وتعالى مثل هذه الخصال، وراشد كان يملك القدرة على اختيار الوقت المناسب حينما يريد تنفيذ مشروع ما.


القدرة على اختيار الرجل المناسب للعمل في المكان المناسب

ومن خصاله الحميدة أيضاً قدرته على اختيار الرجل المناسب ليعمل في المكان المناسب. ف المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كان قادراً على اكتشاف الرجال القادرين على تحمل المسؤوليات وأداء المهام المنوطة بهم. لهذا فقد استطاع مَنْ وقع عليهم الاختيار للعمل في الدوائر والمؤسسات أن يواكبوا نهضة راشد وطموحاته الكبيرة في تطوير البلاد، ولو لم يكن موفقاً حقاً في الاختيار، لما كان لدبي أن تحتل هذه المكانة المرموقة في تقدمها ورقيها بين جاراتها في الخليج العربي.

القدرة على تحديد الهدف

وكان راشد يملك صفة حميدة جداً من صفات القادة الناجحين، ألا وهي القدرة على تحديد الهدف، فليس بمقدور كل إنسان أن يحدد هدفه، وكثيرون هم أولئك الذين يتيهون في دوامة تزاحم الأهداف الا القليلين الذين لديهم الاستعداد من جميع الجوانب في القدرة على تحديد أهدافهم.

والحق يقال إن راشداً كان يملك قدرة عجيبة في رؤية هدفه الذي يسعى الى تحقيقه، وكان بالتالي يتمكن بكل سهولة واقتدار من تحديد أهدافه دون لبس أو غموض، ومن يملك مثل تلك الصفات يملك القدرة على شفافية الرؤية التي تمكنه من تحديد هدفه المنشود.

القدرة على الوصول إلى الهدف

ليست العبرة في تحديد الهدف فقط، لكن العبرة في القدرة على الوصول إلى الهدف، وراشد بن سعيد آل مكتوم لم يكن في يوم من الأيام قادراً على تحقيق هدفه فقط، بل كان ايضاً يتمتع بصفة أخرى من صفات القائد الناجح، ألا وهي القدرة على الوصول إلى الهدف والمبتغى المنشود، كما أنه لم يكن فقط من الرجال الذين يتمكنون من الوصول إلى أهدافهم، وإنما كانت سرعة وصوله إلى هدفه سرعة تكاد تكون في فترة زمنية مناسبة نادراً ما تتحقق لغيره. لقد كانت قدرته في الوصول إلى هدفه قدرة تذهل كل من حوله، وتبعث في نفسه الدهشة والاستغراب.

القدرة النفسية والذهنية

وراشد بن سعيد آل مكتوم كان رحمه الله يصل دوماً إلى تحقيق أهدافه في أقصر الأوقات وأقل النفقات وأيسر الطرق، وهذا يتطلب أن تكون لدى القائد قدرة خاصة أخرى ألا وهي القدرة النفسية والذهنية، وراشد كان يملك تلك الصفة، أما المشكلات التي كانت تصادفه أمام الضغوطات المتزامنة، سواء السياسية منها أو الاقتصادية وخلافهما، فإن راشداً كان من الطراز الذي يملك القدرة على مواجهة المشاكل التي تعترض طريقه بكثير من ضبط النفس، وبالابتعاد عن أي انفعال نفسي قد يؤثر على اتخاذ القرار، ومن يملك قدرة نفسية وذهنية حاضرة ازاء المشكلات التي تواجهه، فإنه بالتالي يتمكن من حلها بالأسلوب الأمثل مستغلاً في ذلك قدرته على اتخاذ القرار الحاسم، إذ إن ذلك. .. ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض، حيث إن الكثير منهم لا يملكون القدرة على اتخاذ القرارات، فيظلون مترددين بين هذا وذاك.

القدرة على اتخاذ القرار الحاس

أما راشد فإنه يملك القدرة الكبيرة على اتخاذ القرارات، وإذا ما عقد العزم وتوكل على الله كان قراره قوياً وحازماً ودليلاً على امتلاكه العزيمة الكافية المقتدرة.

كان لا يعرف التسويف أو التردد على الاطلاق. ولهذا كانت قراراته تاريخية، وسوف يقف أمامها تاريخ بلادنا ويسطرها بكل فخر واعتزاز.

قوة الذاكرة

ومن بين الصفات القيادية لهذا 575;لرجل قوة الذاكرة وهي التي تلعب دوراً هاماً ورئيسياً في حياة أي فرد فينا، فقوة الذاكرة صفة من الصفات الواجب توافرها لدى أي قائد كي يحقق نجاحاً ما، وإذا جاز لنا أن نصنف الذاكرة من حيث قوتها إلى ثلاثة أصناف. الذاكرة الحادة، الذاكرة المتوسطة المدى والذاكرة الضعيفة، فإن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم كان يتمتع بذاكرة قوية فوق العادة، فكان رحمه الله إذا حدثك عن شيء وأجبته بإجابة ما فلا تظنن أنه سينسى ما قلته بعد فترة زمنية ما، ولهذا فقد ترك لدى جميع المسؤولين انطباعاً عما يمتلك من قوة في الذاكرة تجعله ملماً إلماماً كبيراً بما يحيط به. ومما لا شك فيه أن قوة الذاكرة تجعل من يمتلكها إنساناً ملماً إلماماً كافياً ومدركاً إدراكاً واسعاً بجميع المسائل المتعلقة بأحداث أو وقائع ماضية، ومن يملك كل ذلك تكون لديه القدرة على المتابعة.

القدرة على المتابعة

القائد الناجح هو الذي يملك القدرة على متابعة ما يصدره من أوامر وتعليمات، والمتابعة هنا نقصد بها المتابعة الميدانية التي تُعد وسيلة من وسائل الضبط والربط. فلا يكفي لأي إنسان مسؤول أن يصدر تعليمات وأوامر دون التأكد بأنها تنفذ تنفيذاً مناسباً ومعقولاً. وقد كان المغفور له راشد بن سعيد آل مكتوم قائداً فذاً .. فقد امتلك القدرة على متابعة قراراته متابعة مثالية. فهو لم يكتف أبداً بمجمل تقارير كتابية كانت أم شفوية، بل أن المتابعة الميدانية كانت واحدة من أساليبه القيادية الناجحة. وراشد لم يكتف فقط بمتابعة القرار والتأكد من تنفيذه، بل كان يشجع كل مجتهد ومخلص ومتفانٍ على مرأى ومسمع من الناس، مما أعطى للمسؤولين حافزاً على المثابرة والحماس في أداء المهام المنوطة بهم.


القدرة البدنية

كان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم يمتلك لياقة بدنية عالية مكنته من القدرة على المتابعة الناجحة لكل ما يصدره من قرارات وتعليمات، ولم تكن تلك القدرة البدنية نتيجة لمزاولة أي نوع من أنواع التمرينات الرياضية التي يزاولها رحمه الله، ولكنها هبة من رب العالمين لأولئك الذين اصطفاهم واختارهم لتولي المسؤوليات الجسام كي يتمكنوا من تحقيق أهداف وآمال أمتهم. وقد عُرف عن آل مكتوم قدرتهم البدنية واستعدادهم الكبير على تحمل الأعباء الجسام مهما كلفهم ذلك من جهد طويل في سبيل تحقيق المتابعة المطلوبة لما يصدرونه من أوامر وتوجيهات، ولقد كان لتلك القدرة البدنية للمغفور له أبلغ الأثر في تحقيق ما يصبو إليه.

المظهر العام وقوة الشخصي

إن المظهر العام وقوة الشخصية يلعبان دوراً هاماً في مسيرة أي قائد ناجح. فقد كان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في مظهره العام، شخصية ذات هيبة وذات تأثير فعال تستوجب على الآخرين تقديرها واحترامها، إنه تأثير موهوب من الله سبحانه وتعالى. فحُسن طلعته، وطول قامته، وثبات خطوته، وقوة حجته، وسعة درايته. كل هذه الصفات جعلت منه حاكماً له الهيبة المبنية على التقدير والحب والوقار. وذات يوم كنت في حديث ودي مع أحد المواطنين كبير السن خبر الحياة وعرفها وأدرك أسرارها. قال عبارة لا تزال عالقة في ذهني. . قال: 'حكمنا راشد بأخلاقه الفاضلة الحميدة'. وفي الختام، فأنا لا أملك القدرة على تحليل شخصية هذا القائد الفذ، لكن هذه ملاحظات متواضعة سجلتها عن طريق رحلتي التي أمضيتها عن قرب مع فقيد البلاد الراحل الذي كان يستطيع أن يصل إليه كل انسان دون حواجز يمكن أن تحجبه عن رغبته.

رحمك الله يا راشد الخير وأسكنك فسيح جنات


سلسلة مقالات وزارة الاعلام

ضاحي خلفان تميم

نصر الدين حمد أحمد

sultan


رد مع اقتباس