الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 10:06 AM   رقم المشاركة : 73
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الستون

فـي الـبـدايـة و الـنـهـايـة


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : البداية : هي الخروج من المعهود إلى المشروع ثم المقدور، ثم الرجوع للمعهود. ويشترط حفظ الحدود، فتخرج من معهودك من المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح والمسكون والطبع والعادة إلى أمر الشرع ونهيه، فتتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم كما قال الله تعالى : }وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا{.الحشر7. وقال تعالى : }قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ{.آل عمران31. فتفنى عن هواك ونفسك ورعونتها في ظاهرك وباطنك فلا يكون في باطنك غير توحيدك له وفى ظاهرك غير طاعة الله وعبادته مما أمر ونهى، فيكون هذا دأبك وشعارك ودثارك في حركتك وسكونك، في ليلك ونهارك، وسفرك وحضرتك، وشدتك ورخائك، وصحتك وسقمك، وأحوالك كلها، ثم تحمل إلى وادي القدر فيتصرف فيك القدر، فتفنى عن جدك واجتهادك وحولك وقوتك، فتساق إليك الأقسام التي جف بها القلم وسبق بها العلم، فتلبس بها وتعطى منها الحفظ والسلامة فتحفظ فيها الحدود ويحصل فيها الموافقة لفعل المولى، ولا تتخرق قاعدة الشرع على الزندقة وإباحة المحرم قال تعالى : }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{.الحجر9. وقال تعالى : }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{.يوسف24. فتصحب الحفظ والحمية وإنما هي أقساماً معدة لك، فحبسها عنك في حال سيرك وطريقك وسلوكك فيافي الطبع ومفاوز الهوى المعهود، لأنها أثقال أحمال ما زيحت عنك، لئلا يثقلك فتضعفك إلى حين الوصول إلى عتبة الفناء، وهو الوصول إلى قرب الحق عز وجل والمعرفة به، والاختصاص بالأسرار والعلوم الدينية، والدخول في بحار الأنوار، حيث لا تضر ظلمة الطبائع والأنوار، فالطبع باق إلى أن تفارق الروح الجسد لاستيفاء الأقسام، إذ لو زال الطبع من الآدمي لالتحق بالملائكة وبطلت الحكمة، فبقى الطبع يستوفى الأقسام والحظوظ، فيكون ذلك وظائفاً لا أصلياً كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ) فلما فني النبي صلى الله عليه و سلم عن الدنيا وما فيها ردت إليه أقسامه المحبوسة عنه في حال سيره إلى ربه عز وجل ، فاستوفاها موافقة لربه تعالى والرضا بفعله ممتثلاً لأمره، قدست أسمائه وعمت رحمته، شمل فضله لأوليائه وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام، فهكذا الولي في هذا الباب ترد إليه أقسامه وحظوظه مع حفظ الحدود، فهو الرجوع من النهاية إلى البداية، والله أعلم.


آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 09:58 AM.
رد مع اقتباس