عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2008, 12:30 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

Cant See ImagesCant See Images

الجزء الثاني ( اللص والكلب والشيطان ) الحلقة الثانية ..

..كان المشهد رائعاً ، وفي الوقت نفسه كان مخفياً عن الأنظار ، حيث شوهد القائد علي وهو يحمل معه على ظهر جواده
عائشة ..
ودعهما بكر وفي عينيه دموع حزن وفرحة .. فهاهي شقيقته التوأم تذهب مع زوجها ، بعدما وافق هو وجدته على
إقترانه بها، بعدما زارهم الزيارة الأخيرة في بيتهم الصغير.

رفع الرجال ومعهم بكر راية جهادهم مودعين قائدهم الذي سيغيب بضع أيام مع عروسه ...

.................................................. ..........

تراكضت الأيام والليال والسنين ، حتى توقفت قليلاً ، عند يوم قد أشرقت فيه الشمس حمراء باهتة ترسل بأشعتها
الحمراء فوق التلال والدور والبيت الكبير ،وهبات الهواء القارس البرودة تهز أشجار التين والزيتون وقد بدت في الأفق
قطع بيضاء صغيرة من السحب تتجمع جوار سحاب أسود كثيف أوشك ان يلف الوادي كله ، وقد بدأت قطرات من المطر
تنثر مائها البارد فوق السهول والتلال .. وماكاد ان ينتصف النهار حتى تحولت قطرات المطر إلى نتف من الثلج ...

تقدم بكر أمام مجموعة من رجاله قائلاً : أيها الرجال ، إنها هزيمة مؤقتة لهم ، وحلفائهم يدعمونهم الأن بانواع من
السلاح لم نكن نعرفها من قبل ..

تقدم عندها شاب في الثامنة عشر ة تقريباً من عمره قائلاً : حلفائهم بالطبع لن يتركوا هزيمة مثل هذه ، ومن المؤكد
أنهم يعدون سوياً لهجوم قريب ..

نظر بكر لابن أخته الذي تفوه بهذه الكلمات وأجابه على الفور : إنهم بالتأكيد يتهيئون لهجوم قريب ولكن إعلم ياعمر
يابن أختي العزيزة ، أننا لانتوق كثيراً إلى معركة قريبة معهم ...ثم أشار للرجال بالتفرق سريعاً .. وانطلق مع ابن أخته
عائشة صوب مكان القائد علي ...

عانقت إبنها عمر وشقيقها بكر قائلة : إنه نائم ، قد أرهقته كثيراً معركتكم الأخيرة ..

إندفع عمر بحدة قائلاً : ليس إثماً أن نُرهق جميعاً ياأماه ، إن الأثم هو ان نتراخى ، إلى متى وهؤلاء يعيشون بيننا ؟! ..

جذبت غطاء رأسها وجلست بجوارهم تقدم لهم الطعام ...

تمعن في رأس امه ..ياإلهي ... لقد كَثر الشعر الأبيض في رأسك ياأماه ..أعادت بسرعة غطائها ، ساكبة قليل من

الماء البارد فوق رأسه ... قفز بعيداً عنها ، مما جعل خاله يغرق في الضحك ..

قالت عائشة وهي تقترب من أخيها : ألا ترى أن الوقت قد حان لعلي أن يستريح ..


وما أن سمع ذلك حتى صاح في وجهها : أيتها المرأة لما تصرين على تردادك لهذا الكلام ، اما علمتي بأني طلبت منه
ذلك مراراً ، لكنه يصر قائلاً : أتوق أن أ ُحمل جثة من ساحة القتال ..

خرج من غرفته يسير بمشقة واضحة بعدما سمع كل مايدور بينهما بشأنه.متحدثاً بانفعال قليل ممزوجاً ببعض الضحكات:
أنقذاني .. أنقذاني من هذه المرأة التي تُدعى عائشة ، فهي لازالت تلح علي بعد كل معركة أن أدع الأمر لكما ولبقية

الرجال .. مارأيكما ؟!..

تقدمت إليه محاولة من خلال حديث هادىء إقناعه : إعلم ان شجاعتك لن تستطيع أن تجابه أسلحة حلفائهم التي جائوا
بها ، دع القتال للرجال وابق أنت للتخطيط لكل معركة ...

إن كان ذلك يريحك فسوف أفعل ذلك ولكن من بعد ان أ ُحمل ميتاً من بعد معركة ..

إكتفى عمر أمام هذه المشهد بالصمت بينما تقدم بكر قائلاً له : علي ..دعني أقول لك بما لاترغب في سماعه : لقد
لاحظت في هجومنا الأخير أن إصابتك القديمة قد تفاقمت ، ولولا فضل الله لفقدناك، انت تعرف ذلك ..

همس وهو يتهاوي جوارأريكة بجواره وقد داهمه ألم شديد في ظهره من جراء الإصابة القديمة: لن استسلم سأظل مقاتلاً
لأخر يوم في حياتي ..

لكنه تدارك فجأة وهو يقاوم الألم الشديد الذي استبد به قائلاً وبنبرة تدل على تغير صوته بوضوح واضحاً فيها نبرة
امتثال عميق ...يبدو أنكم محقين في ذلك ، سأنظر في هذا الأمر وسأكتفي بالتخطيط لكل هجوم ، ولكن بعد المعركة
الأخيرة القادمة ..أعدكم بذلك .. إذهبا الأن للرجال وانتظرا أوامري الأخيرة ، إنني بحاجة ماسة للراحة ... نعم أحتاج
للراحة قبل المعركة القادمة ...

عانقتهما قبل أن يغادرا ، وقد ضمت كثيراً إبنها الوحيد الذي لم تنجب غيره ، بعدما أصيب علي بطلقة في ظهره ،
جعلته عقيماً لاينجب من بعد مجيء عمر ..

.................................................. .................................................. .................................................. ...................
Cant See Images
الجزء الثاني من ( اللص والكلب والشيطان) الحلقة الثالثة ...

....ترقرقت عيون جميع من كان يحوط بفراشها ، في الغرفة الوثيرة ..!... وقد علت صفرة الموت وجهها المتغضن

إقترب منها حاخام قد تدلت من عنقه النجمة ذات الستة رؤوس وهمس بهدوء : إن ذكراك ستبقي أيتها
القديسة روكسيللا .. ! ...... لن ينسى أبناء الله واحباؤه ماقدمتيه لهم ، إنك وبحق من مهد على الأرض المقدسة
عودة ملك أورشليم ، أنتِ من أعطيتي لشعب الله المختار القدرة على إنتظاره ... !

نظرت إليه من وراء عينان ذابلتان وبالكاد تفوهت : لم نكن لنفعل ذلك لولا الشوق الذي يملأ قللوبنا
في رؤية طلعته البهية ، إنه المسيح الحقيقي ملك أورشليم كأني أراه وهو قادم يتقدمه رجاله العظماء ، يمتطون ظهور
الإبل ، سيعرف العالم أجمع حقيقة المسيح المزيف الذي ادعى عظمته وقوته ، فكانت عقوبته أن صُلِب على صليب من
خشب ، سيعرفون أي شعب ظـُـلِم واضطهد وتشرد وسُفكت دمائه ...إن عقيدة الإنتظار لملك أورشليم يجب أن تبقى في
نفوس شعبنا العظيم ، لاتجعلوهم يفقدون الصبر لطول الإنتظار ، أسمعوها لهم بنبرة عميقة تحمل الأخلاص هيا أيها
الحاخام لاتدعوا إبن من أبناء الله إلا وجئتم به للأرض المقدسة ... دعوهم جميعاً يحتفلون ببناء الهكيل العظيم .. !!


بعدها حشرجت بصعوبة ، تبع ذلك زفرات شديدة أجبرتها على رفع رأسها ، ثم انتهى كل شيء ...

.................................................

في تلك الأيام لم يكن الأمر عادي ، وقد توالت على الوادي والتلال المحيطة بالبيت الكبير ، أسلحة من نوع أخر ، قادمة
من حلفاء ساكني البيت الكبير الجدد ...

نظر عمر لأبيه متوسلاً : أيها الأب الكريم الشجاع أستجديك وألح في ذلك ان تؤجل رغبتك العارمة في تزويجي ..
فالظروف غير مواتية ..أليس كذلك ؟ ..

أجاب الأب وهو على فراشه : مع ذلك دعني أتوسل إليك يابني العزيز أن تفرغ سريعاً من هذا الشأن، أود ان يكون لك
أبناء ، سوف يسعدني ذلك وأمك كثيراً .,

ولما رأى الشاب إصرار أبيه على ذلك ، هز برأسه علامة الموافقة ..

إذهب من فورك لوالد الفتاة وتواعدوا على يوم الزواج وخذ معك بعض الرجال وأخبرهم أن أمك ستأتي إليهم هذا
المساء ... هيا أسرع أيها الكسول ..

لم يتمالك الشاب نفسه فارتمى على صدر أبيه يقبله ، إنطلق بعدها سريعاً من خلال طرق متعرجة يخفيها أحراش
كثيفة .

.. .................................................. ...............


أجاب عمر بحزم وهو يحمل عروسه على ظهر جواده ، متذكراً مايعرفه عن زواج امه وأبيه ، عندما حمل أبيه أمه على
ظهر جواده :أصبحت صفية منذ هذه الساعة زوجتي الموعودة ، سنملأ الوادي بالأبناء والبنات أيتها الزوجة الجميلة
مارأيك في ذلك ؟...

أجابت بتلعثم : نحن عائلة اشتهرنا بكثرة الإنجاب أيها الزوج العزيز ...

همز جواده لينطلق سريعاً للمقر السري الذي أعده له ولزوجته وهو يقول ضاحكاً : إذن لقد عرفت سبب إصرار أبي
وأمي على الزواج منك .......

.................................................. .................

مرت الشهور سريعاً ولكن بهدوء يشوبه حذر، وقد تخلل ذلك وصول جماعات كثيرة من يهود الشرق والغرب الذين ملأوا
البيت الكبير ، ولما رأوا ذلك أخذوا في إنشاء مجمعات سكنية جديدة ...

....كانوعمر ورجالهم يراقبون ذلك كله ، وقد رأوا أن التمهل خير من المجازفة متحينيين القوت المناسب ولما سنحت
فرصة قاموا بهجوم على بعض القادمين الجدد ، ولكن الرد كان قوياً ، مما جعل علي يغادر فراشه متألماً ويشارك في
الهجوم ، وقد أوقعوا في الجانب الأخر الكثير من القتلى ...

لكن المستوطنين الجدد وبمعاونة من حلفائهم ، شنوا هجوماً كبيراً ، نال فيه القائد علي مايتمناه ، ولحقه بعدها بكر .....

.................................................. .................................................. .................................................. ...................
بعد المعركة الأخيرة وقف على أعلى تلة مجموعة من أحفاد صهيون ومعهم إسحاق يصطحب إبنه الصغير بلعام .....
قال إسحاق بتحد :باسم صهيون وملك أورشليم القادم سيكون لنا كل شبر في هذه البقاع والأودية إن ملك شعب الله
المختار كل واد وكل نهر : هيا أيها القدسيون النبلاء .. أزيلوا كل شيء ..إقعلوا العيون لا ترحموا أحد ، أقتلوا كل
امرأة وشيخ ، لاتبقوا على أحد ..

بعد هذه الكلمات تم كل شيء ... وكانت عائشة من الذين خرجوا هاربين وقلبها قد احترق على موت زوجها وغياب إبنها
المحير .....


رد مع اقتباس