عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2008, 11:12 AM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

الحلقة الأخيرة من الجزء الأول من( اللص والكلب والشيطان )
Cant See Images

إلتفت بيلفايف إلى روكسيللا ، وهما في أكبر جزء من البيت الكبير في الشرفة المطلة على الساحة ، وقد بدأ
المساء ينشر عبائته ...

دخل عليهما شاب وفتاة وهما يحملان مصباحيين مشتعلين ، وضعاهما جوارهما بهدوء..

أشارت لهما روكسيللا بعدها بالمغادرة سريعاً ...

قال بيلفايف : إن معركتنا لم تنتهي عزيزتي روكي ، وأنا بالرغم من كوني متيقن تماماً أن الأمور ستسير كما أردنا ، ولكن هناك جزء بسيط لابد من معالجته ..

قالت روكسيللا وقد أدهشها ذلك : وماهو هذا الجزء البسيط عزيزي بيلف ..

أوه حبيبتي روكي ، سترين كل شيء في وقته، فإنني متيقن أن فهمي ورجاله لفي أشد الشوق للقائنا ..
والحقيقة أن ذكر فهمي امامها جعلها تحس برعدة بسيطة ..

لم تفت هذه الرعدة بيلفايف مما جعله يكمل حديثه بسرعةً :: إنك يهودية شريفة عزيزتي روكسيللا ، فلا أرى أن يكون
هناك داع لشيء آخر يبقى في نفسك ..

أجل ، يجب ان أكون كذلك ، وثق أن بقايا حبه في قلبي لن تقف عائقاً أمام حلم صهيون وملك أورشليم ، هيا أيها
اليهودي المخلص لاتتردد فكل شيء يجب ان يسير كما يريد رب ملك اورشليم ..

وبسرعة بعث بيلفايف إلى فهمي ورجاله للحضور ...

.................................................. .................................................. .........................


صاح فهمي بصوت عال على أبناء عمومته : هيا أيها الأعزاء ، الليلة سوف نهبط الوادي لأول مرة ونحن حكامه ،
سيكون كل جزء في البيت الكبير لنا ..

لكن رجب قاطعه قائلاً : إن من في الوادي عددهم يفوق كثيراً عدد رجالنا ، وبالرغم أنهم أصدقاء لنا لكنني أخشاهم ..

إن كان لابد أن تعرف رجب من دعاني لتسلم الوادي والبيت الكبير ، فهو سيد بيلفايف صديقنا الذي فعل كل شيء من
أجلنا .إنها الصداقة التي سيخلدها هذا الوادي ...

انطلقوا جميعهم وأسلحتهم معهم باتجاه البيت الكبير مخترقين أوسع الطرق المؤدية إليه في الوادي الوسيع ..

ردد يسري وهو يسير جوار رجب : تُرى ماذا ينتظرنا هناك ؟!

همز رجب جواده قائلاً : لنرى أين يذهب بنا هذا الأبله ، فهو عما قليل سيكون القائد والرئيس ...

أصبح الجميع أمام الساحة الفسيحة للبيت الكبير ...

ترجل من جواده قائلاً لهم : ياأبناء العمومة الاحرار ، أبقوا هنا ريثما أعود من مقابلة سيد بيلفايف ..

إنطلق فهمي ورفيقاه رجب ويسري في طريقهما للشرفة الكبيرة ، عندما أشار لهم أحدهم أن يتجها عبر ممر يفضي

للجناح الكبير في البيت المؤدي للشرفة وقد أضاءه القمر ..

عندما لمح روكسيللا صاح : روكسيللا حبيبتي ، انت من ساق لنا النصر ، لو كان هناك بطل حقيقي فأنتما البطلين ،
سنعلم ابنائنا أي نصر سقتماه إلينا أيها الاحرار .. ,وكم أسعدني التخلص من الحقير ديمول ، كم كان يزدرينا ويحتقرنا ..

ركضت واحتضنته وهمست له : حبيبي وعشيقي فهمي ... كل شيء على مايرام ..

أشار لهم بيلفايف بالجلوس وهو يقول لهم : وماذا سيلي ذلك أيها الرجال الأوفياء ؟..

قفز عندها فهمي من مقعده وانحنى بكل خشوع واحترام قائلاً : سيعتبرك شعبنا العظيم سيد بيلفايف إنك المنقذ لهم من
زمرة من الأشرار الإرهابيين ظنوا انهم أفضل منا جميعاً ..

هز بيلفايف برأسه وهمس له : إنني كمقاتل شريف أرى أنني ملزم بكل ماتحتاجونه في هذ الوادي ..

صاحت عندها روكسيللا : هيا أيها السادة فليبدأ حفلنا الكبير ثم رمت بنفسها في حضنه قائلة : أيها الرئيس المبجل إن
روكسيللا تهنئك بمنصبك الجديد ..

لم يتمالك فهمي نفسه أن قال : أوه حبيبتي روكسيللا ، سأجعل منكِ سيدة الوادي الأولى ..

عندها فُتحت الأبواب ودخلت فرقة موسيقية متواضعة وأخذت تعزف الألحان الراقصة ، فما كان من فهمي إلا أن أخذ بيد
روكسيللا واخذا يرقصان ...

قدُم العشاء وفُتحت زجاجات الخمر ... وانتصف الليل وجميعهم في سهرتهم ... وبعث بعشاء ودنان خمر
لرجالهم في الساحة الفسيحة . وقد ثمل جميعهم تحت ضوء القمر وهم يراقصون الفتيات اليهوديات ..

أخذ الخمر من فهمي وصديقاه منتهاه ، توجه بعدها برفقة روكسيلا إلى غرفة ذات فراش وثير قد أعدت لهما مسبقاً .
مع خيوط الفجر الأولى توجه بلفايف يرافقه رجلين للغرفة الوثيرة ..
طرق الباب بهدوء ..فتحت عندها روكسيللا الباب وأشارت له مغادرة وهي تقول : لقد انتهينا من كل شيء إنه الأن نائم
ثمل ، انت وشأنك معه.

أشار بيلفايف للرجلين ، فدخلا المخدع وفي يد احدهما حبل .. كان فهمي عارياً تماماً وقد غط في نومه ، قيد أحدهما
يداه من الخلف بحركة سريعة ، ووضع الأخر الحبل حول عنقه وشد عليه وهو يهمس له في إذنه : هيا أيها الفتى ، لقد
كان لك يومك وهاهي شمسك تغرب ... لم يعد أبناء الله وأحباؤه بحاجة إليكم بعد اليوم ...

وقـُتِل كل من رجب ويسري وهما ثملان وحملت جثث الثلاثة إلى قبو من الأقبية ... وهناك طُمر عليهم التراب وقد وقف
بيلفايف وروكسيللا يؤديان عليهم الصلاة ..
همست روكسيللا وهي تراقب بعمق التراب وهو يُخفي عشيقها فهمي وصاحبيه : لتكن جهنم دارك أيها الحبيب
فهمي ..لتدفن مثل كلب أجرب خائن ... ليقطعني رب ملك اورشليم قطعة قطعة إن كنت سأترك قلبي وحبي يغلبان
أقوال حاخامتنا الأطهار الامجاد رعاة شعب الله المختار ، مسحت بعدها دمعة على خدها وتقدمت واضعة وردة على قبر
حبيبها وعشيقها ..!

وتم القضاء على جميع رجالهم أمام الساحة وهرب منهم من استطاع الهرب ....

......................
أشرقت الشمس مشرقة ترسل بأشعتها الدافئة فوق السهول ، وقد جلست روكسيللا في الشرفة ، وقد وضعت امامها
أوراق كثيرة وأخذت تكتب ... عزيزتي راشيل .... عزيزتي مونيكا ... عزيزتي رفقه ... عزيزي إسحاق ويعقوب .. هيا
ليحزم كل منكم حقيبته .. توجهوا إلينا سريعاً ، فلقد أصبحنا السادة وأصبحنا نملك كل شيء .. وهانحن نضع اللبنة
الأولى في هيكل ملك اورشليم ..... ليمجد الرب شعبه المختار ..

من أرض الميعاد إلى بولندا وروسيا ... روكسيللا .

..( نهاية الجزء الأول من ( اللص والكلب والشيطان) تأليف العبد الفقير / أبو عائشة .. عبد الرحمن بن سعود الشويعر

.................................................. .................................................. .................................................. ......................

Cant See Images
الجزء الثاني من ( اللص والكلب والشيطان ) الحلقة الاولى ..

..(( بعد سبعة عشر عاماً ))...

قالت الجدة : حسناً ياعائشة ، سألبي طلبك وانزل معك للسوق الصغير لأشتري إليك رداء جديد بدلاً من هذا الذي عليك ،
ولكن يجب عليك أن تسرعي بغسل ملابس أخيك بكر ..

ترقرقت عينا الفتاة الصغيرة بالدموع وقالت ، لم يبق لي ولك في هذه الدنيا سوى بكر ، إن ذكرى أبي وأمي ستبقى
مادام الحب يجمع بيننا نحن الثلاثة ، ولكن ألا ترين ياجدتي ان ذهاب بكر للإنضمام للمجاهدين جاء مبكراً ..

أشاحت الجدة بوجهها قائلة : ولكن بكر إعتاد على التدريب ياعائشة ، وهؤلاء اللصوص يتحين المجاهدين ساعة القتال
معهم ..

إن كان الأمر كذلك فيجب أن تعديني للقتال معه ..

ليس لدي الوقت للقيام بذلك ، فقد كبرت وأتحين ساعة الفراق يابنيتي ..


ركضت عندها الفتاة ورمت بنفسها على صدرها واحتضنتها بقوة ..

.............

نظر الشاب بكر إلى القائد علي وهو ينزع ملابس التدريب قائلاً :أخبرك ياسيدي القائد بانني حين أنزع عني ملابسي
هذه تُخلع عني كل رغبة في الحياة ، كم اتوق لعملية تكلفني بها فقد سئمت التدريب ..

نظر إليه القائد علي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره وقال له مداعباً : إذن إنطلق ببندقيتك هذه أيها الشاب الشجاع ،
وتقدم للبيت الكبير من خلال الوادي ودعهم يقتلونك ، إعلم يابكر أ ن ساعة وضع الكمائن والتسلل إليهم لم تحن بعد ...

هذا صحيح أيها القائد ، ولكن بربك لاتبخل علي بأول عملية ضد هؤلاء الملاعين الجبناء ، إنه لم تزل ماثلة امامي مذبحة
البيت الكبير ، وكيف أنسى أمي التي مزقوا أشلائها ، وكيف أنسى جدتي وجدي وقد ذبحا من الوريد إلى الوريد كما
سمعت بذلك من بعض الناجين ... لا لن انسى سيدي القائد ..

أجاب القائد علي وهو ينهض معطياً الإشارة لمن معه من الرجال : ليس لدي الوقت عزيزي بكر لتبادل الحديث معك ،
لاأخفي عليك كم هو ممتع الحديث معك ، لكنه حديث يقطر بالأسى لمقتل أهلينا في هجوم البيت الكبير ، وهذا مالانريده أن يسيطر على نفوسنا ، فقضيتنا اكبر من ذلك ...

....................

نظر بيلفايف بحزن إلى روكسيللا وقد زادت السنين قبح ملامحه ، وقد وقفت عربة أمام ساحة البيت الكبير ثم همس
بضيق : هيا عزيزتي روكسيللا فقد حانت ساعة الفراق ولتنطلق كل شياطين الأرض معي ، فقد انتهت مهمتي وعلي أن
أعود لبلاط سيدة القلعة والتاج .إنه محتم علي ان اعيش بقية عمري مع هؤلاء الأغبياء القذرين أتباع المسيح المزيف ..

قطعت حديثة بنبرة حزن وقد تسلل البياض إلى معظم شعرها وتأوهت قائلة : كيف حدث ذلك سيد بيلفايف كيف يجرئون
على استدعائك ، لا أكاد اتصور الوادي والبيت الكبير من دونك .. آه لا استطيع تحمل ذلك أيها السيد النبيل ..
أجاب وهو يركب العربة : نعم سيده روكسيللا ، أنا يهودي إنكليزي ، قد انهيت مهمتي كما أرادها الرب لكن لاشيء
أسمح له أن يعترض طريقي .... وداعا روكسيللا العزيزة ..وانطلقت العربة مخترقة الوادي الوسيع يتبعه ثلة من الفرسان
المدججين بالسلاح ...

كانت فرقة من المجاهدين تراقب العربة وهي تخترق الوادي لتتجه إلى ساحل البحر ، كان يتقدمهم القائد علي وكان
فيهم بكر ...

تأمله بكر العربة بحدة وصاح : قل ياسيدي القائد بأي حق يبقى هذا السافل القذر طويلاً ، ناشدتك الله دعني أتمكن
منه ، سأجعل من لحمه النتن طعاماً لكلاب الوادي ..

جذبه علي من يده وأشار لبقية الرجال : هيا يارجال علينا بالمغادرة ، فالهجوم على هذا الكلب الأن غير مناسب ، إنه
يرحل إلى غير رجعه ، وسيكون حساب من هم في البيت الكبير عسيراً ...

..........

إنتهت فترة التدريب لبكر وقد تقدم في ذلك الصباح القارس البرودة من القائد علي ، وقد ارتدى سترة الكمائن ،مد يده
وصافحه وهو يقسم قسم الولاء والطاعة : أقسم أيها القائد بأن اوامرك ستطاع ، فما من يهودي وغير يهودي سيثنيني
عن أمر تصدره إلي ... تقدم بعدها مغادراً في الطريق المؤدية إلى البوابة التي تفضي إلى الوادي ذاهباً لبيت جدته ..

ناداه القائد علي وأخبره أنه سيقوم بزيارة له في المساء ....

.....

عند عودته للبيت ، أمر شقيقته التوأم بإحضار شيء من الطعام .. أخذت جدته تراقبه وهو ياكل طعامه بشوق وحنان
كبيرين ، وأخذ يحدثهما عن فترة التدريب وعن القائد علي ... دهش الشقيق منهاوهو يرى ملامح البشر قد طفحت على
وجهها عندما سمعت باسم علي بالرغم أنها لم تره ولم يرها سوى مرات قليلة ، ولما رأى بكر مقدار الفرح الذي ملأ
قلبها أضاف قائلاً : إنه سيزورنا هذا المساء ، ولا أدري ما مناسبة ذلك ...

إنطلقت منها تنهيدة مكتومة وركضت داخل البيت الصغير متجهة لأحد الغرف وأغلقت على نفسها الباب. تبادل الشقيق
وجدته نظرات إستغراب وحيرة .....

(( يتبع الحلقة الثانية من الجزء الثاني) إن شاء الله .


رد مع اقتباس