عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2008, 12:48 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

Cant See Images

الحلقة الثانية عشرة ..

إستمعت سيدة القلعة والتاج إلى كل ماقالاه روكسيللا الإنكليزية اليهودية وديمول الأشقر ..

شعرا بالإمتعاض وهما يشعران أنها تستمع لحديثهما عن كارثة المعركة الأخيرة دون ادنى اهتمام ..

تمعنت بعمق مرآة ذهبية بيدها ، وأخذت تتحسس التجاعيد التي حفرت وجهها ، ثم التقطت مشطاً وأخذت

تسرح به خصلة من شعرها الأبيض ..

أشارات لها وصيفة تجلس عند قدميها أن تمد أصابع يدها لتقوم بصبغهن ..

رمت بعصبية واضحة المرأة وخاطبتهما بحدة من خلال صوت أجش قائلة : سيد ديمول .. نصيحتي لك

أن تغير مهنتك من مقاتل شريف إلى سائس يعتني بجياد القلعة .. إنني اتلهف لأن أراك وانت تنظف

إسطبلات القلعة ..

حاولت روكسيللا التدخل ، لكنها نهرتها بشدة : أيتها الروكسيللا الفاتنة إن الفتنة والإغراء التي تتملككِ

كانت جديرة باستقطاب كل رجال وفتيان الوادي ... لكني اجد نفسي مكرهة أن أصدر حكمي الأخير عليك

فاأقول لك ، لعلهم قد زهدوا وملوا منك .. فلعلك أصبحت ثمرة متعفنة معلقة على شجرة خضراء جميلة ..

واكملت قائلة ... خمسون من رجالنا يُقضون في كمين واحد ، ثم تكملون حماقتكما ليجهز هؤلاء على

مجموعة اخرى من رجالنا ... ماذا بقي ديمول ؟! وأنت روكسيللا يجب ان تعلمي جيداً أنني لن أسمح

بهذه الحماقات ، أين فتياتك وأين ماأنفقتيه عليهن من القطع الذهبية ؟ ألم يستطع جمالهن وإغرائهن

أن يفض برجال إبن فاروق من حوله ..

نظرت بعدها بحدة لديمول : ربما سيكون هنالك تخطيط أخر ، لن نبقي الباب مفتوحاً لهذا المجرم كي

يقضي على جميع رجالنا ... أشارت لهما بعدها بالإنصراف ..

تقدم إليها منحنياً ، وقد قدمت يدها إليه .. قبلها قائلاً : هاهو ديمول ياسيدتي ينحني امامك ويعدك ان

يكون مخلصاً للقلعة والتاج ..سيكون سيفاً مسلطاً على كل إرهابي خارج عن طاعة أسياده المكلفين

بحماية الوادي كله ...

إنصرفا بعدها ، وقد تملكهما الفضول في معرفة الخطة الجديدة لسيدة القلعة والتاج ..

يتبع إن شاء الله... الحلقة الثالثة عشرة ...



--------------------------------------------------------------------------------
Cant See Images

الحلقة الثالثة عشرة ...

... أخيراً ، عندما هدأت الأمور في الظاهر ، وقد أصر بعض ساكني البيت الكبير البقاء وعدم المغادرة استجاب لها أم
بكر وعائشة ، وقد شعرت بالأمان ، بعدما غادرت أم عبد العزيز ومعها الطفلين .. لكن خوفها وقلقها لم ينتهي ، حيث أن
والديها الكبيرين في السن لم يستطيعا المغادرة فرأت البقاء معهما ومع أخيها المصاب بالشلل ...

........................
تقدم عبر الوادي ببطء باتجاه البيت الكبير ومعه ثلة من مفتولي العضلات .. توقف طويلاً يرقب البيت ويرقب بعض الدور
القديمة الملاصقة للتلال المحيطة بالوادي .. تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من الوادي ، وبعدما أصبح أمام البوابة
الكبيرة للقلعة ، تقدم إليه ديمول مُشيراً لمفتولي العضلات بالإنتظار أمام القلعة ، إتجها بعدها للداخل ...
كانت حينها سيدة القلعة والتاج ، تجلس في الشرفة المطلة على حدائق مترامية الأطراف تطل على جميع أجزاء الوادي
المجاور للقلعة ...
عندما رأت القادمان أشارت بأظفر أصبعها الطويل إلى الخادمات قائلة : يمكنكن المغادرة الان عزيزاتي فأنا أرغب في
التحدث إلى هذين السيدين المهذبين على انفراد..
تقدم إليها أولاً ديمول منحنياً وبعدما قام بتقبيل يدها ، تقدم إليها الأخر بعدما خلع خوذته من فوق رأسه مبدياً وجهاً
يميل كثيراً للقبح الممزوج بحمرة داكنة تدل على ان صاحبة يحمل في طيات نفسه الكثير من اللؤم ..

قالت العجوز بعد أن أخذت تربت على ظهر كلبها الأبيض الصغير : ديمول .. لقد ذكرت لك كثيراً إسم بيلفايف ، لابد أنك
تحوز على ذاكرة قوية لذلك كان اجتماعنا عصر اليوم لأعرفك على صديق قديم ولاأخفي عنك سراً ، أنني كثيراً
ماختلجت واهتز قلبي عندما أذكره ، وقد تجرأت كثيراً عندما رأيت أن تكون حاضراً معنا في هذا الإجتماع ..

عندها قفز بيلفايف من فوق مقعده منحنياً وأجاب بصوت هاديء ناعم من وراء شارب كث: أدعوالرب سيدتي أن اكون
بقدر المسؤلية ، وأن اكون قادراً على كسب رضاء سيدتي ..سيدة القلعة والتاج ..

هزت برأسها : أووه بيلفايف ، أنت تعرف جيداً مدى ثقتي بك ، أنت من سيخرجنا من هذه الورطة التي أصبحنا فيها
جميعا ً .. بحق أقول لك قد كرهت البقاء في هذا الوادي الكريه ، فقد فقدت الكثير من رجالي ديمول يعرف ذلك جيداً ..

طأطا ديمول برأسه صامتاً ..

نظر إليها بعمق قائلاً : فلتعلم سيدتنا جميعاً أن بلفايف وجميع مايملك من إمكانيات ورجال تحت أمرة القلعة والتاج ...

هزت برأسها مغتبطة بعدما نظرت لديمول بعين حادة ..

أخرج صاحب الشارب الكث على الفور خريطة مهترئة من سترته مخاطباً ديمول : هل تستطيع ياصديقي أن تشير لي في
أي من هذه البقاع يتواجد اليهود بكثرة ؟ ..

صاحت العجوز بصوت حاد ممزوج بدهشة : ومادخل اليهود في ذلك كله ؟!

أجاب بخبث : ستعرفين كل شيء في وقته ياعزيزتي ...

أووه سيد بلفايف أني لاأشك ولو للحظة واحدة في قدرتك ودهائك ، أعرف جيداً ..وهي تنظر لديمول.. أليس كذلك ؟

نهض بعدها منحنياً أمامها مقبلاً يدها التي مدتها له قائلاً : لولا سيدتي صاحبة القلعة والتاج لما كان بيلفايف يستطيع أن
يعمل شيئاً ..

أشارت بعدها لهما بالإنصراف ..

وفي الحقيقة أن بيلفايف لم يوفر وقتاً ، فاتجه من فوره إلى مقره ، وبعدما دخل الغرفة بصحبة ديمول أغلق عليهما
الباب وقرب المصباح الكهربائي الخافت منهما قائلاً له :هيا استمع إلى ياصديقي بكل عناية ، أرجوك لاتخف مني ،
إنني قادم إليكم كصديق ، لاتظن ديمول أني أطمع في أخذ القيادة منك إنك ستبقى ديمول الذي يخافه الجميع هنا في
الوادي ، لكني لن أستطيع أن أفعل شيئاً دون أن أعرف عدد اليهود المتواجدون في الوادي ومن هم رؤوسهم ..

نظر إليه بريبة ممزوجة باستفسار ..

لكنه فهم معني هذه النظرة فأجاب على الفور : ديمول ..صديقي العزيز ، إني أفهم العبرية جيداً ،دع ياصديقي كل
أصدقائك هنا في الوادي إنهم لن ينفعوننا بشيء ، لكننا سنستخدمهم كعيون لنا ، صاح عندها : هيا قف ياديمول
وابدأ في إرشادي كيفية الخروج من هذا الوادي الكريه عبر ممراته القذرة التي كانت سبباً في هلاك رجال سيدة القلعة
والتاج ، هيا إتجه بي إلى أكبر بيت من بيوت يهود ...

وما أن تلقت أذنا ديمول كلمة يهود ، حتى غادر مسرعاً يتبعه بلفايف ، وهناك إنضم لهم مجموعة من مفتولي العضلات ،
وساروا مخترقين الوادي وقد بدأ الليل ينشر رداءه ونسمات بدايات الصيف تهب متقطعة ، تحمل معها عبق رائحة الورد
والفل والياسمين ...

مستحيل أن نتمكن من وصف الرعب الذي أطاح بقلب اليهودي مناحم باراك ، وهو يرى ثلة من الفرسان يتجهون إليه
،عبر الطريق المتعرج المؤدي لأكبر حلة يقطنها يهود عرب وقليل من الأوربيين ... نادى بصوت مرتفع : راشيل ... رفقا ...
أليعازر ... أنظروا من جائنا ! هل تظنونهم جائوا لقضاء ليلة ممتعة عندنا ...

تمعن أليعازر في القادمين قائلاً : اللعنة عليهم ، إنهم ماجائوا في هذا الجمع إلا لأمر عظيم ..

يتبع إن شاء الله ... الحلقة الرابعة عشرة ...



--------------------------------------------------------------------------------
Cant See Images

(الحلقة الرابعة عشر)

..إستمع كل يهود الحي إلى هذه الرسالة العجيبة التي جاء بها بيلفايف برفقة ديمول الأشقر ..

نظر مناحم باراك ملياً إليهما قائلاً : إني أقدر هذا الصنيع ، إنه وعد من أصحاب العظمة والسيادة ..

أجاب اليهودي فنحاص وهو يمسح على عارضيه : إنه لعمل رائع أيها السادة ، ولكن ذلك يحتاج إلى جهد وإنفاق
كبير ... أليس كذلك ؟ ..

تمعن بيلفايف سحنة اليهودي بعمق ثم أجاب ..ياللعار أيها اليهودي الطيب ، إن لم تتمكن القلعة والتاج من توفير كل
مايحتاجه هذا العمل .. واطمئنكم جميعاً أن القوة والقدرة التي يتطلبها هذا العمل متوفرة إنها تدعم وبسخاء هذا التحدي
العظيم ...

تدخل مناحم وهو يشعل غليونه القذر قائلاً : هذا صحيح ، لوكان سكان الوادي والبيت الكبير من فئة الجبناء ، لكنهم
يعرفون جيداً فريضة قتالهم...

أثارت هذه الكلمات بيلفايف ، فتأمل اليهودي من خلال نظرات احتقار قائلاً له : من أنتم ومن هؤلاء أيها اليهودي الخائف
؟! إنكم تعرفون جيداً كما هم يعرفون أن ماتريده القلعة وسيادة التاج ورجالها يفوق كل فريضة تهذي بها ..

تدارك العجوز باراك نفسه مخرجاً غليونه من فمه قائلاً : أيها السيد الشجاع إن عددهم لايُحصى لذلك أعتذر إليك إن بدا
مني مايثيرك أو يغضبك ..

نهض سائلاً اليهودي العجوز مشيراً لديمول بالمغادرة : أخبرني بكلمات موجزة ولا تضيع الوقت ، كم عددكم في هذه
الحلة ؟ ..

نظر مناحم لفنحاص .. أعتقد اننا بضع مئات ليس إلا ، أليس كذلك فنحاص ؟ ..

اومأ اليهودي الأخر رأسه مظهراً موافقته على ذلك ...

أشار لجميع رجاله بالمغادرة ، وخرج من خلال الطريق المتعرج ، وقد وقف جميع اليهود بنسائهم وأطفالهم يراقبونهم ،
وقد ملأت الحيرة والطمع والخوف قلوبهم ...

...............................

قال بيلفايف : عزيزي ديمول ، دعنى أرى بعض العرب هنا الذين تعرفهم ..

أجاب على الفور : هناك فهمي ورجاله وبعض .. لكن بيلفايف قاطعه بحدة : إن هؤلاء خدمتهم جيدة ، لكنهم لن ينفعوننا
بشيء في الوقت الحاضر ..

نظر إليه بدهشة وقال: وهل هناك امل فيهم إن لم يساعدوننا الأن ؟

أشعل بيلفايف القبيح سيجاره الضخم وصرح قائلاً : إن هذه المرحلة لا تحتاجهم ، لكننا سنحتاجهم في وقت أخر ...

تأمله باستغراب مستفسراً ...متى ؟! ..

أجابه بصوت ناعم وهو يبتسم إبتسامته الخبيثة :ربما ياصديقي سنحتاجهم بعد خمسين عاماً ..

فغر ديمول فاه قائلاً : أقسم لك ياسيدي أنني لم أفهم مما تقول شيئاً ؟ ..

نفث دخان سيجاره الضخم وضغط على أسنانه قائلاً : من الأفضل حالياً أن لاتعرف شيئاً ...و سندعهم جميعاً لايعرفون
شيئاً ، ثم أشار له قائلاً : هيا جهز جميع قواتك لتنضم لقوتي فأمامنا ياصديقي عمل عظيم عظيم ..



--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images
(( الحلقة الخامسة عشره)
قال بيلفايف مستفسراً وهو يستقبل العشرات من الدفعة الأخيرة من شباب ورجال حلة مناحم باراك وماجاورهم من قرى :
من هي السيدة روكسيللا التي طالما سمعنا الكثير عنها ؟!

لكز مناحم اليهودي رفيقه فنحاص ليتولى الإجابة ... إقترب اليهودي منه هامساً بهدوء: إنها ياسيدي سيدة مهذبة
إنكليزية .. نعم إنكليزية ..تتمتع بالثراء والجمال والرقة ..


نظر إليه ضاحكاً : وماذا بعد أيها اليهودي المخلص ؟!

رمق رفيقه اليهودي بنظرة جزع مرتبكاً ..

جذب بيلفايف مقعداً بجانبه ثم جلس ماداً قدميه على طاولة صغيرة أمامه ، وبعدما أشعل سيكاره ، نفخ قائلاً : حسناً ،
دعوني أخبركم بما أخفيتموه عني .. إنها مومس كأنثى عنكبوت شبقة .. نظر إليهما بعمق ثم اكمل قائلاً : لاعليكم ..
نستطيع أن نجعل لها في مهمتنا مكاناً لائقاً ، ماقولكما أيها اليهوديان الطيبان ..

هز مناحم رأسه وقال: لعلك ياسيدي تعرف كل شيء ..

نعم اعرف كل شيء ولعلي لاأخفي عنكم سراً إن قلت لكم ، إنها تعتز وتفتخر بيهوديتها أكثر مما تفتخر بكونها من
رعايا سيدة القلعة والتاج ..

أجاب فنحاص : إن كانت السيدة روكسيللا في مهمتكم ، سيكون من السهل أن نعمل شيئاً كثيراً سيد بيلفايف ..

هز برأسه علامة الموافقة : لن ننسى ذلك ، وربما أعطيناها الأمر بالعمل فوراً ,,, سنصدر أمراً إليها لتجمع شمل الفتيات
اليهوديات ... إننا بأمس الحاجة إليهن..

قال مناحم باراك وهو يفرك يداه : إذن سوف تبدأ معركتك ياسيدي ؟

نظر بحدة إليه : لكننا لسنا راغبين في مواصلة المعركة ، لعلنا نفرغ قريباً من تأهيلكم لتولي المهام ثم ستتولون انتم
شئون الوادي والبيت الكبير وكل الدور التي على التلال ..

أجاب فنحاص وهو يرتعش: لكن ياسيدي هؤلاء قد اعتادوا على القتال ..

قفز من كرسيه صائحاً تقصد من أيها اليهودي الطيب ؟..

إنه محمود إبن عمر الفاروق فما عدنا نخشى غيره بعد المذبحة الأخيرة ..

مشى بخطوات بطيئة يتأمل الوادي الفسيح الذي أصبح تحت ناظريه وقد أذنت الشمس بالمغيب
في يوم صائف حار ، وهبات الهواء الدافئة تعبث بأشجار التين ولزيتون ..

إلتفت إلى اليهوديين قائلاً : محمود إبن عمر الفاروق ... هاه .. إن له لحساب عسير معنا ... وهل أستطيع
أن انسى إبن الفاروق هذا ... إنه قاتل إرهابي يعطل كل مشاريع المجد والعظمة للقلعة والتاج ،سأحطم جمجمته ، ولكن
ليس بيدي .. لن ألوثهما بدمه ... لدي من يقوم بذلك ..

تبادل اليهوديان نظرات الحيرة التي لم تدم طويلاً ، فقد ازالها بيلفايف صاحب الملامح القبيحة قائلاً :
سنقتله بيد أبناء عمه ...ثم أشار لليهوديان بالإنصراف ..

.................................................. .................................................. ..................................
Cant See Images
(الحلقة السادسة عشرة )...

.....كانت جرأة فهمي ورجليه المُخلصين غير كافية ، حينما وجدوا أنفسهم في مقر بيلفايف لما سمعوه مسبقاً عن
صاحب الملامح القبيحة ومايحوزه من خبث وقسوة ..

كان المكان مزدان بجميع مايتطلبه من الأثاث الثمين المعتق الذي حُمِل من مقر سيدة القلعة والتاج بعد مغادرتها الوادي
الكبير إلى غير رجعة ، وقد اوكلت المهمة لرجلها المخلص ..

أما بيلفايف فقد اعتاد كثيراً على رؤية رجال يشبهون كثيراً هؤلاء ، لذا فإن الرجل ذو الملامح القبيحة لم يأبه كثيراً
بتحياتهم الحارة وقبلاتهم اللزجة...!

أشار لهم بالجلوس قائلاً : حسناً ..أود أيها الرجال الشجعان أن لاتتكلموا حتى أكون انا من يطلب ذلك إنني اكره
الثرثارون .. بحق أقول لكم ..لا أكره شيئاً يعادل كرهي للثرثارون ..

نظر بعضهم لبعض مكتفين بالصمت ..

قطع ذلك كله قوله وهو ينظر إليهم بحدة ... من هو فهمي ؟ ..

قال فهمي : أنا فهمي ياسيدي قضيت جل عمري في هذا الوادي مخلصاً لسيدة القلعة والتاج ..

أشار إليه أن يصمت وخاطبه بحدة : كنت أود ان تعرفني بنفسك فقط ولاتزيد ، لعلك نسيت أنني اخبرتك أنني اكره
الثرثارون ..أليس كذلك ؟!

لاذ بالصمت هامساً ..عذراً سيدي .

أكمل بيلفايف حديثه المقتضب .. إّذن أنت فهمي وهذان رجليك المخلصين يسري ورجب ..

نعم سيدي ..

حسناً أيها الرجال المخلصون الطيبون ...ليس لدينا وقت كثير لنضيعه ... رمى بهذه الكلمات ثم نهض واقفاً وقد ضغط على
أسنانه بشده : إن مهمتكم تنحصر في هذا الذي يُدعى بإبن الفاروق محمود بن عمر ، إننا جميعاً نعرفه جيداً ...

أشار سريعاً لهم قائلاً : إن قتله سيسهل كثيراً مهمتنا ... أريده ميتاً ممزقاً لا أريدكم أن تاتوا به إلى حياً هل فهمتم ..

هز جميعاً برؤوسهم ، ثم رفع فهمي يده قائلاً : إنه محمود بن عمر الفاروق ، خصم عنيد ليس من السهل الوصول إليه
فحوله رجال أشداء مخلصين له ..

نظر إليهم بازدراء وصاح غاضباً : إن هذه مهمتكم ... إنها مشكلتكم ، قلت أريد قتله ، وستفعل أنت ورجالك كل شيء
لقتله ..

وقف يسري وتحدث بلهجة حادة : أقسم أيها السيد النبيل بأن اوامرك ستطاع ، فما من أحد يعرفه ويعرف من معه من
الجرذان كمعرفتنا نحن به ...

تبسم بيلفايف مبيناً لهم انه سُر بهذه الإجابة منهم ، لكنه تدارك قائلاً : لكنكم طوال هذه السنين لم تستطيعوا الظفر به ..

أشار لفهمي سامحاً له بالحديث ، فأجاب على الفور : إنه ورجاله متمرسون أشداء في القتال ..

أزاح بقبعته إلى الخلف قائلاً : أعرف ذلك ... لقد وقع في يدى كثير من هؤلاء ، لم تنفع القوة والمواجهة معهم ... لابد من
الحيلة ..أقصد الخداع والغدر ..صاح بعدها بغضب ..ياللعار أيها السادة الطيبون أتدعون انفسكم رجال وقادة هذا الوادي
،وتتركون هؤلاء الشرذمة يحتفظون بهيبتهم ، ليسلبوا منكم القيادة هل عرفتم أن السيدة المبجلة سيدة القلعة والتاج
وقبل رحيلها قد أوصتني بكم لتتولوا كل شئون القلعة والوادي ، وأيضا حديقتهم الكبيرة ومسجدهم الكبير ..!

صاح عندها فهمي قائلاً : أقسم أننا سنقتلهم ... سنمزقهم ..سنحرقهم ..ثم التفت إلى يسري ورجب أيها الرجال ، لماذا
نترك هؤلاء يأخذون كل شيء منا ، ولدينا أصدقاء مخلصون مثل السيد بيلفايف

أشار عندها بيلفايف لرجلين يقفان بالقرب منه ، فتوجها سريعاً ثم عادا وهما يحملان صندوق كبير ملىء بأكياس من
القطع الذهبية ...

قال بيلفايف : هيا اعملوا سريعاً ..


لم يتمالك فهمي نفسه فتقدم منه قائلاً :دعني أتشرف ياسيدي بمصافحتك .. إنني أعدك بأنك وفي اللليال القليلة
القادمة ستسمع ماترغب في سماعه وما تود ان تسمعه ...

أشار لهم بالإنصراف قائلاً :ليبارككم الرب أيها الرجال الشجعان ..

انطلقا بعدها مغادرين مقر بيلفايف ، متسللين عبر الوادي المظلم يتبعهم مجموعة من رجالهم ...

.................................................. .................................................. .................................................. ........
Cant See Images
((الحلقة السابعة عشرة ))) ..

ازدحمت الصالة بمرتاديها في الدار الجديدة للقوادة روكسيللا ، الإنكليزية الإنتماء ، اليهودية الأصل ، وكان فهمي
ورجاله متواجدين تلك الليلة وبقوة ...

أخرج فهمي بعدما ثمل مجموعة من القطع الذهبية وألقاها على رؤوس مجموعة من الفتيات الصغيرات فصاحت
روكسيللا : النصر والشرف لأبطال الوادي والبيت الكبير ، ثم عزفت الموسيقى ...

فُتحت البوابة التي تؤدي للصالة وتقدم من خلالها بعض الرجال ، وماأن أصبحوا جوار روكسيللا وفهمي ورجاله ، حتى
زعق أحدهم : يُشرف حفلكم أيها السادة الرجل النبيل والعظيم بيلفايف .. عندها ضجت الصالة بالتصفيق الحاد وتقدم
فهمي ليكون اول مستقبل له ، وما أن رأه حتى انحنى له احتراماً ...

إقترب من روكسيللا وهمس لها ببضع كلمات ، فتوجهت على الفور إلى شرفة تطل على ممر ضيق متعرج يؤدي إلى حلة
مناحم باراك ...

تأملها عبر إضائة خافتة في الشرفة قال بعدها : عزيزتي روكسيللا ، سوف تبدأون مشروعكم بعد يومين ألا تشعري
ياعزيزتي بالغبطة لذلك ؟...

حدقت فيه بخبث ودهاء وقالت بهدوء : سيد بيلفايف .الأمر لايستحق هذه الغبطة ، فنحن لازلنا في بدايات مشروعنا ..

أجاب : يجب عليك أن تعلمي أن رجالنا لم يعودوا كما كانوا ، من الضروري أن تتولوا انتم كل شيء ..

همست : كل شيء؟! ..نعم سيد بيلفايف ..كل شيء .. لقد أعددنا كل مايتطلبه ذلك ، ولكن لابد من مساندتنا في البدايات
أليس كذلك ...

أوه عزيزتي روكسيللا ، بالطبع سنفعل ذلك حتماً .. نحن مستعدون تماماً ..

سيد بيلفايف ، دعني اسألك سؤالاً ؟

نظر إليها بعمق من وراء عينين تحملان الكثير من الخبث قائلاً : سلي ماشئتي ياسيدتي ..

تشاغلت عن النظر إليه قليلاً ثم التفتت سريعاً ناظرة إليه بحدة : سيد بيلفايف ..هل انت تفعل ذلك كله من اجلنا أم من أجل
رغبة صاحبة العظمة سيدة القلعة والتاج ؟ ..

لم ينطق بأي كلمة للإجابة مكتفياً بصمت عميق ..

لكنها فاجأته بقولها : سيد بيلفايف أنت تعمل ذلك كله من أجل تعاليم التلمود والتوراة ، إنك رجل مخلص للقلعة والتاج ،
لكن إخلاصك لنفسك أكبر ... سيد بيلفايف أنت يهودي بولندي نشأ وترعرع في دولة سيدة القلعة والتاج هناك في
إنكلترا ..أليس كذلك ؟ ..

لم يشعر بالإضطراب من هذه الكلمات التي تفوهت بها روكسيللا ، بل انحنى إنحناءة عميقة أمامها هامساً لها : أنني
اعتز بذلك كثيراً سيدتي ، أنا وأنت أبناء مخلصون لصهيون ... يجب ان لايبقى هذا الأمر سراً لأطول من ذلك ... لقد حانت
الفرصة ..

في الحقيقة لم يشعر أحد بالضيق الشديد مثلما شعر فهمي ، وهو يراقب بطرف خفي كل من روكسيللا وبيلفايف وهما
يتناجيان في الشرفة ...

عندما احسا بذلك توجها للجميع وشاركاهم بقية رقصهم وثمالتهم ، حتى بدا في الأخير أن ما من أحد يرغب في البقاء
حتى تشرق الشمس ... وقبل مغادرة الصالة تقدم يسرى ورجب من بيلفايف وتهامسا ثم غادرا سريعاً ، بينما حُمل فهمي
إلى الغرفة الخاصة بروكسيللا وقد ثمل تماماً ..

............

كان محمود إبن عمر الفاروق أول من خرج من المكان المعد للصلاة ..بدأ الليل يسحب عبائته من وراء حمرة خفيفة للشفق
، وقد هبت النسائم فيها شيء من البرودة ، وبعض من قطع السحب المنخفضة تتراكض سريعاً أسفل سماء زرقاء ...

...............................
تسلل يسري في هذه الساعة من الجهة الخلفية ومعه رجلان ، بينما بقي رجب أسفل تلة مرتفعة ومعه ثلاثة من الشباب ...
تهامسوا قليلاً ، ثم عمدوا إلى بغلين يحملان بعض المؤن والبنادق والذخيرة قد حصل عليها رجب وهي في طريقها
لمحمود ورجاله ،بعدما قتل من يسوقها ... توجه الثلاثة يسوقون البغلين ، وبعدما أصبحا على مقربة من مكان
المجاهدين ، خرج إليهم مجموعة من الرجال وعند إشارة من محمود إنطلقوا تجاهه ومعهم الشبان الثلاثة والبغلين .. ساد
صمت عميق وهو يتأمل الشباب بعدما اوقفوا البغلين بعيداً عنهم .. قال لهم : لم نركم من قبل أيها الشباب ، إنها المرة
الأولى التي تجيئون فيها إلينا .. تقدم شاب وقال : لقد عُرفوا ياسيدي من كان يحضر لكم السلاح من قبل رجال فهمي ،
فرأى صاحبكم سعيد أن يستبدلهم بنا ...

همس مساعد محمود في إذنه مذكراً إياه بأنه يجب ان يكون حذراً ... تقدم بعض الرجال من الأسلحة والذخيرة الموضوعة

فوق البغلين ، وأخذوا يتفحصونها قبل أن ينزلوها وماكادوا ان ينتهوا حتى قفز شابين من الثلاثة والتقطا بندقتين من
البنادق قد وضعا عليها علامة، وأخذا يطلقان النار بطريقة عشوائية ، وبادلهم الرجال ذلك ، ثم تقدمت قوة من الوادي
فيها فرسان بيلفايف ورجال فهمي ، تمكن الرجال من قتل شابين ، بينما استطاع الثالث الهرب ، ودارت معركة حامية ،
لم يجد فيها فرسان بلفايف ورجال فهمي سوى الإنسحاب والهروب ، تاكرين بعض قتلاهم وجرحاهم في ساحة
المعركة ...

تبين بعد ذلك إصابة محمود بجرح خطير و مقتل مساعده أبى حفص ... حُمل إلى مكان بعيد وجرح ينزف ، وتم إيصاله إلى إحدى الدور في القرية التي بها الطفلان بكر وعائشة وجدتهم ....

الحلقة الثامنة عشرة من اللص والكلب والشيطان أضعها غداً إن شاء الله ... مع تحياتي الحارة لكم جميعاً

أخوكم ( العبد الفقير) أبو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر... مؤلف اللص والكلب والشيطان .


رد مع اقتباس