عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2008, 11:38 AM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


رد: اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية

....Cant See Images.........
اللص والكلب والشيطان / تأليف لعبد الفقير / ابو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر


الحلقة السابعة من ( اللص والكلب والشيطان )

جلس فهمي في بهو الجزء المخصص له في البيت الكبير .. لم يكن في مزاج ذهني صاف ..

سأل بحنق: لماذا لم تعد روكسيللا بعد ؟ يومين كاملين لم أرها فيهما ..

أجاب رجب : هناك اجتماع لهم مع سيدة القصر والقلعة ..

هكذا إذن ؟ ... ماذا يظن أنفسهم هؤلاء الملاعين ، كل اجتماعاتهم مع سيدة القلعة والتاج نُقصى عنها ثم همس لنفسه ..
لابد ان ننظر في هذا الأمر .. نعم ..يجب أن ننظر فيه ، لن ادع الأمر يمر هكذا

فُتحت عندها أبواب البهو ودخلت روكسيللا يتبعها ديمول ومجموعة من مفتولي العضلات ..

صاح فهمي وهو يقبل يدها : روكسيللا ..كدت ان أُجن يومين لم أراك فيهما !

تدخل ديمول قائلاً بعدما أشار لمفتولي العضلات أن ينتظروا في الخارج : سيد فهمي ، إن سحر نسائنا الإنكليزيات
يفوق كثيراً سحر نسائكم هنا ، لكن دعني ياصديقي أقول لك لاتشغل نفسك كثيراً بهذا الأمر فهناك عمل شاق ينتظرنا
أهم من قصة عشقك ...

ضحك يسري ورجب وبعض أبناء العمومة ، لكن نظرة فهمي الحادة جعلتهم يقطعون ضحكهم ..

روكسيللا: حسناً صديقي العزيز يجب أن تعرف أن سيدة القلعة والتاج كادت ان تعاقبنا جميعاً ، لنأمل ولندعو الرب أن
تكون في الاجتماع القادم أقل قسوة ..

أجاب فهمي على الفور بعدما رأي ان الفرصة قد سنحت : إن ذهابنا معكم لنجتمع مع سيدة القصر والقلعة أراه محظوراً
علينا ..أليس كذلك ..

تدخل ديمول سريعاً : أوهه عزيزي فهمي ..هناك امور يجب أن تبقى في طي الكتمان ، سنجعلكم تطلعون عليها في
الوقت المناسب ، ثم حانت منه التفاته نحو روكسيللا قائلاً : أليس كذلك عزيزتي روسي ؟

هزت رأسها بهدوء ، ثم التفتت إلى فهمي : أطلب منك عزيزي فهمي ومن السيدين المهذبين يسري ورجب ومن جميع
أبناء عمومتك المخلصين ان لاتسيئوا فهمنا ... نحن نعمل كل شيء من اجلكم ، نحن هنا لحمايتكم .. لحمايتكم فقط ..يجب
أن تعرفوا هذه الحقيقة ...

قال رجب وهو يرمق فهمي بنظرة : إن ماتوفر لدي من معلومات يؤكد أن القلعة وجميع جنرالاتها يعملون من اجلنا .. لكن
الخوف ممن تعرفهم ...

نظر إليه بحدة وغضب قائلاً : هل تقصد هؤلاء الجرذان الذين يعيشون معنا في البيت الكبير ..ثم ضحك مقهقهاً ..

نظر ديمول له بغضب : اللعنة عليك ، لو كنت أحد رجالي لقاسيت كثيراً بسبب غبائك ... إن مايقصده لهو الخطر بعينه ..

وقف بعدها بحزم وصاح فيهم جميعاً : أيها الرجال يجب أن نضع حداً لهذا الخطر إن الجرذان لتهرب من مكان فيه القطط ،
وإن الذئاب لتهرب من المكان الذي يتواجد فيه الكلاب .. أعقب ذلك إخراجه كيس مليء بالذهب وقام بإلقائه امامهم ...

جاء حينها أحد مفتولي العضلات مخبراً ، أن رجلاً يهودياً بالباب يستأذن بالدخول ..

نظر ديمول لهم باستنكار ..

لكن رجب أشار للشاب بإدخاله ..

تقدم اليهودي بمابسه الرثة وبقلنسوة ممزقة قد وضعها على رأسه وقد احدودب ظهره لكبر سنه ..

إقترب من رجب وهو يلقي بالتحية ، وسط نظرات الإستغراب من الجميع ..

أشار له رجب بكرسي بجانبه ... بعدما جلس سأله : هل انت الرجل الصالح مناحم باراك اليهودي ..

هز برأسه هامساً : خادمك ياسيدي ..

قال ديمول بمرح : حقيقة ..أهنئك صديقي رجب فبالرغم من عدم معرفتي بما بينك وبين هذا اليهودي الصالح ، فإني
أعرف جيداً طريقتك في التفكير ..

أحس فهمي بالنشوة وهو يرى ديمول يمتدح احد رجاله ..

أضاف ديمول .. عزيزي رجب إياك أن تبخل على صديقنا العزيز مناحم ..

وعندما رأى أن نظراتهم قد توجهت للكيس المليء بقطع الذهب إستدرك قائلاً : لا عليكم دعوا هذا الكيس لأخيكم رجب ،
فعله يرغب في أن يقدمه كعربون صداقة لصديقه وصديقنا مناحم باراك ..أليس كذلك ؟ وأطمئنكم قائلاً ان هناك الكثير
من هذه الأكياس..

عندها شعروا بالطمأنينة ، مما جعل رجب يلتقط الكيس ويرمي به في حضن اليهودي ، الذي ألتقطته يده وقام بنثر
القطع على طاولة معه وأخذ يعدهن ..

ضحك ديمول قائلاً لرجب : أخبر صديقك العزيز أن الكمية ذاتها ستصل إليه مطلع كل شهر في موعدها ..

قال اليهودي وهو يضع الكيس داخل سترته ويغادر ..لقد أغرقتموني بعطفكم سيدي سنفعل كل مانستطيع فعله ..

قام فهمي عندها غاضباً واتجه لغرفة اخري من البيت الكبير ..أشار لها عندئذ ديمول ..فقامت من فورها وراءه ، ولما رئاها
قد لحقته إتجه إلى سلم يفضي إلى القاعة المظلمة الواقعة أسفل البيت الكبير .. أمسكت به وقمت بمعانقته قائلة :
إن ديمول لم يقصد أن يجرح كبريائك ..فهو يكن لك عطفاً واحتراماً أعمق مما تبلغه هذه القطع الذهبية ..

قال فهمي وقد ادهشه هذا التحليل للموقف : مئات القطع من الذهب يجعل رجب له كامل التصرف دون الرجوع إلي ..
من الزعيم إذن ؟! ..

أجابت من فورها: هذا صحيح لو كانت هذه القطع قد ذهبت دون موافقة سيد ديمول ودون حضورك ..

لكنه واحد من رجالي ويجب ان يعرف سيد ديمول هذه الحقيقة ..

لكنك انت الزعيم وستبقى الزعيم ..ولم تترك له فرصة للتكلم ..فقد أغلقت فمه بيدها وأشارت له بالعودة للمجموعة ،
بعدما وعدته بسهرة حافلة ...

.................................................. .................................................. ........................
Cant See Images
الحلقة الثامنة من (اللص والكلب والشيطان )


(( محمود إبن عمر الفاروق))


بعد أن فرغ جميعهم من صلاة المغرب ، قدم عماد الدين العشاء لمجموعة من الرجال ، منهم الشيخ
عز الدين وبعض من الأبناء الذين تجاوزت اعمارهم منتصف العشرينات ...

كان محمود إبن عمر الفاروق من بينهم ، إنه الشاب الذي قد تجاوز عمره منتصف الثلاثينات بسنة أو سنتين.

.. قــرب إليه الشيخ عز الدين طبقاً به قطعة لحم كبيرة وبعض الأرز .. إقتطع قطعة صغيرة من اللحم ثم دفع بالطبق من
امامه ، وقرب منه زيت الزيتون والزعتر وحزمة من الطرخوم ..

أخذ جميعهم يراقبونه وهو يتناول طعامه ، وبالرغم أن تصرفه هذا لم يفاجئهم،لكنهم انتظروا بفارغ الصبر فراغه من
الطعام ..رجع للوراء بعدما فرغ من طعامه وقد شرب مابقي من الزيت في الطبق ..

خلع عمامته ، فكشف عن رأس به صلعة واضحة ، وقد بدت ملامحه الدقيقة وعيناه البراقتان ..
لم تظهر هذه الملامح شيئاً من صلابة محمود التي عهدها كل من في الوادي والبيت الكبير ، ولعلنا نعجب
كثيراً إذا ماعرفنا أن رجال القلعة يعرفونه جيداً ويعتبر عندهم المطلوب رقم واحد في قائمة الإغتيالات التي وضعوها ...

لم يستطع الشيخ عز الدين أن يتمالك نفسه مما يجيش في صدره أمام محمود ..

عرف بذكاء ملحوظ مايود أن يقوله الشيخ فقال: لقد فهمت ياسيدي ماتود قوله .. لعلك تلومني على مغادرة
منطقة الغابة والمجيء إليكم في هذه الظروف .. ولكن دعني اطمأنك ان الكلاب كلهم مجتمعين هذه الليلة
عند سيدة القلعة والتاج .. إنها ليلة رأس السنة وقد احضروا الكثير من البغايا من اليهوديات وغيرهن

لكن الشيخ عز الدين وبعد نظرة صامتة قلقة ذهب إلى أقصى البيت الكبير وأشار إليه ان يتبعه ، نزل من
خلال قبو يفضي إلى باب صغير كان موصوداً بعناية وبراعة ، وقف عنده والتفت إلى محمود بعدما قبض على لحيته
بشدة وخاطبه بحدة : لم اشأ ان اخاصمك أمام الفتيان ، قل لي بالله أي جرأة دفعتك على المجيء إلينا هذا المساء
دون أن أرسل إليك ..

دفع يد الشيخ بهدوء قائلاً : بالرغم من ذلك كله أعرف مقدار خوفك علي ، ثم تبسم قائلاً : إني لا أشك ياسيدي الشيخ
عز الدين للحظة واحدة ماتحمله نحوي من حب .

لكن الشيخ قاطعه بانفعال .. مقدار خوفك علي ومقدار حبي !! ماهذا الهراء يامحمود ؟! هل تريد مني أن أبكي على
ذلك .. لايبكي على الحب إلا النساء ..هل عرفت ذلك؟ .. إنها قضية مصير وأنت تعرف ذلك جيداً هيا غادر بسرعه من
خلال هذا النفق الذي وراء هذا الباب ..

لكن محمود وبصرامة قال : سأفعل ذلك فوراً ولكن ليس قبل ان اخبرك عن سبب مجيئي هذا المساء ومخاطرتي بذلك
ولكي اطمئنك أقول لك أن هناك فرصة لايحق لنا ان نفوتها ..

أجاب الشيخ بابتسامة فهو يعرف جيداً ماذا يعني محمود بكلماته : هيا أخبرني سريعاً فلعل هناك مايزيل انفعالي
وغضبي منك ..

حسناً .. دعني أخبرك أن رجال القلعة قد وصل إليهم بالأمس شحنة كبيرة من البارود قد قاموا بتخزينها في القبو
الشمالي من القلعة ، ويبدو ان الحراسة عليه مشددة ، لكني لن أُعدم من طريقة إلى الوصول إليها ..لا أُخفي عليك
ياسيدي أني بحاجة ماسة إلى القليل منها وما يتبقى منها ستأكله النار إن شاء الله..

نظر الشيخ إليه بعمق وقد عرف خطورة هذه المحاولة ، لكنه يعرف جيداً إصرار محمود إبن عمر الفاروق
وعناده ، وأنه لم يجازف ويخاطر بمجيئه في هذا المساء إلا ليحصل على موافقة الشيخ عز الدين أميرهم
جميعاً ، فإنه لن يجد فرصة مثل هذه الليلة وقد غرق جميعهم في الثمالة إحتفالاً برأس السنة بما فيهم
ابناء العم القادمون من حارة الروائح ..

إحتضنه وقد بدت الدموع في عينيه فهو يعرف حقيقة هذه المخاطرة التي تعصف بمحمود ، هذا الشاب الذي
فقد أبويه واثنين من إخوانه في بدايات مجيء رجال سيدة القلعة والتاج هناك في أطراف قرية قريبة
من واديهم ، وذلك عندما وقع شجار بينهم وبين أولئك الرجال ، لم ينجو منه احد سواه ..وفي الحقيقة
أنه هرب في ذلك اليوم، ليبقي على نفسه وليكون وبالاً على رجال القلعة وسيدة القلعة وأوباش حارة الروائح
هذا هو محمود إبن عمر الفاروق ..إنطلق بعدها عبر النفق الواقع خلف الباب ، بعدما توادعا ...



.................................................. ............................................
Cant See Images
((الحلقة التاسعة )) من اللص والكلب والشيطان / تأليف العبد الفقير / أبو عائشة / عبد الرحمن بن سعود الشويعر

(( الإنفجار الكبير))

قال محمود إبن عمر الفاروق:
هيا عبد العزيز قد حان دورك ، أكاد أجزم انه لن يستطيع أحد أن يحدث لنا ممراً للجهة الشمالية سواك سأحيد لمرة
واحدة عن نصب الكمائن ، وسأدع ماجُبلت عليه أيها الفتى من الذكاء في تدبير ممر لنا للدخول للمستودع ...

أجاب الشاب بابتسامة : أرى هناك سلاحاً أستطيع بواسطته أن أثبت مهارتي أمامكم ..


نظر محمود ورجاله إليه بنظرة استفسار ... لكنه رد على ذلك قائلاً : عندما أعطيكم الإشارة للتسلل ستكونوا قد عرفتم
الطريقة ..

نظر إليه ملياً وقال : قل إن شاء الله أيها الشاب الشجاع ..

إحتضنه مودعاً وجميع رجاله ... مشى خطوات ثم رجع إليه وأخرج من تحت ثيابه سكين صغيره : هذه سلاحي الذي
سأكتفي به ، فأي صوت سيكشف أمرنا ... أليس كذلك ؟

أثارت اللهجة الحزينة محمود فعانقه مرة أخرى وقال : أدعو الله ان تنتهي مهمتنا وترجع سالماً لأمك ولزوجتك الحامل ..

تفرق جميعهم وقد أخذ كل منهم مكانه وسط احراش كثيفة تطل على الجهة الشمالية من القلعة ..

كانت الظلمة الشديدة تغيب كل مايحيط بالوادي زاد من ذلك ضباب كثيف ، ماعدا بعض الأضواء تسللت من فوق الهضبة
القائم عليها القلعة ، وعند قمة صغيرة انتصبت حجارة صلبة ضخمة أحيطت بسلك شائك وحراسة مكونة من إثنين من
مفتولي العضلات يجلسان في غرفة صغيرة يراقبان مستودع ضخم قد وضع فيه كمية كبيرة من البارود وكثير من
البنادق والمسدسات ...

إنطلق الشاب سريعاً إلى البيت الكبير ، وما أن صار بمحاذاته حتى أعطى الإشارة المتفق عليها ..

نزل الشيخ وعماد الدين سريعاً ومعهم أفراد من الأبناء وفتاة حامل وانطلقوا يسيرون وسط الضباب الكثيف حتى إذا
ماأصبحوا جوار السفح المؤدي إلى القلعة تسللوا عبر ممرات ضيقة مما حدا بعماد أن يقول: يدهشني ياشيخ أنك
مازلت تذكر ممرات هذه الغابة بعد تغيير كثير أحدثها هؤلاء ..

نظر الشيخ إلى ساعته وهمس بهدوء : لم يتبقى عندنا وقت كاف إنها تقترب من الثانية عشرة ، لم يبق امامنا سوى
نصف ساعة ، مالذي أخر البغل والعربة ، كان من المفروض ان يتواجدا هنا في هذه الساعة

أجاب الشاب عبد العزيز : هاهو قادم

أعطى الشيخ الإشارة للجميع هيا اختبئوا ، وأشار لعبد العزيز ..هيا خذ العربة والبغل وزوجتك ، ونفذ كل ماتفقنا عليه ..

لم يوفر الشاب وقتاً إتجه من فوره للعربة واقتربا من البوابة المؤدية للمر الضيق الذي بجانبه الرجلين من مفتولي
العضلات ...

دفع الشاب وزوجته بالعربة خارج الطريق الضيق وجعلاها تغوص في الوحل ... عندها اختبأ خلف الباب الذي طرقته
زوجته .. كن كل شيء هادئاً ماعدا بعض أصوات الموسيقى والغناء وعبارت يبتلعها الليل الدامس منطلقة من أفواه
الثمالى ..

نظر لرفيقه بسخط قائلاً : من يأتينا في هذه الساعة ..

أجابه ، لعلهم بعثوا إلينا بنصيبنا من العشاء .. أي حظ نكد هذا أن نكون الليلة بعيدين عن هذا الإحتفال الصاخب ..

هيا انهض بسرعة وافتح الكوة الصغيرة وإياك ان تفتح الباب وانظر من هناك ..

تدثر بمعطفه واتجه للبوابة ..

هاله عندما رأى فتاة جميلة تقف امام الباب تقول له : أرجو المعذرة على إزعاجي ، لقد علقت عربتي في الوحل كما
ترى واحتاج من يساعدني على إخراجها وإنك لن ترفض أن تقدم لي هذه الخدمة ..

نظر إليها بقلق ممزوجاً بطمع : من انت ومالذي أخرجك في هذه الساعة ؟!

إنني يهوديه كنت على موعد مع بعض النصارى هذه الليلة ولكنهم زهدوا في ، وعند رجوعي حدث ماترى

تأملها بشك ثم أمرها بلهجة قاسية : إقتربي دعيني أرى وجهك ، رفع الضوء جوار وجهها صاح فيها إن ملامحك عربية
ايتها الملعونة ..

ضحكت قائلة : إنني يهودية عربية ... إن زهدت في مساعدتي فسوف أترك العربة بعد ان أطلق البغل واعود لها في
الصباح ...

نظر بتوجس قائلاً ..اللعنة عليك إنتظري ..

صاح فيه الأخر ..مالك تأخرت ... من عند البوابة ؟ ..

رجع إليه وأخبره بكل شيء ..

صاح فيه دعها تدخل أيها الغبي .سنستمتع بليلة رأس السنة مثلهم ..

إنطلق صوب الباب فاتحه بهدوء مما دل بوضوح على رعب مفتول العضلات ..

أشار لها بالدخول سريعاً ..

نظرت إليه قائلة ..حسناً ، إن معي دان خمر ..

صاح قائلاً : يالك من عاهرة ذكية ، هيا احمليه وادخلي سريعاً ..

اتجهت للعربة تغوص قدميها في الوحل وحاولت إخراج دان كبير ، لكنها أشارت إليه انها لاتستطيع حمله

صرخ فيها .أيتها اليهودية النجسة ، أحمليه كما حملتيه اول مرة ..

عندها أشارت لبطنها الكبيرة قائلة : لقد حمله عني أخرين ، وكان من المفروض ان ينزلوه من أخلفوا موعدهم معي ...

ابتعد عن الباب متجه إليها متاملاً بطنها على ضوء السراج : عاهرة حامل .. ماذا ساقت لنا الشياطين هذه الليلة ؟! ...

لكنه ماكاد أن يبتعد خطوات قليلة عن الباب ، حتى عاجله عبد العزيز بضربة شديدة على رأسه بحديدة

كانت معه ، ثم اجهز عليه بالسكين التي معه ..

أعطى الإشارة للباقين الذين تسللوا إلى الداخل بسرعة ...

صاح رفيقه : أين ذهبت أيها السافل ، ام أراك قد استفردت بالعاهرة بمفردك ..

وعندما شك في الأمر اتجه خارج الغرفة ، لكن الرجال عاجلوه بعدة طعنات فخر صريعا..

لم يضيع الرجال وقتاً ، فأشار عبد العزيز لزوجته بالإنطلاق سريعاً نحو البيت الكبير ، فأطلقت البغل من العربة وامتطته
في الظلام الدامس منطلقة صوب البيت الكبير .

تم الإستيلاء على جميع الأسلحة التي بالمستودع وكمية كبيرة من البارود وحملوها على عربات معهم وعلى ظهور
الخيل ..

شعروا بعض الحراس المجاورين للقلعة أن هناك جلبة في المنطقة المحيطة بالمستودع ، فاتجهوا من فورهم مخترقين الممر الضيق الموصل للهضبة ...

كان محمود قد فرغ من كل شيء ، ولم يبق له سوى إشعال المستودع المحتوي على كمية ضخمة من البارود
والأسلحة المتبقية ... حاول في القداحة التي معه ، لكنها لم تعمل ، فاتجه من فوره للبوابة الخارجية ، وقد فوجىء
عندما وجد عبد العزيز جوار البوابة لم يغادر ..صاح فيه : هل تستطيع ان تخبرني مالذي يجعلك حتى هذه الساعة لم تغادر ..

لقد رأيت ان أبقى معك ..

هيا سريعاً لم يعد وقت ، يبدو انهم تنبهوا لوجودنا ..

والبارود ألا نشعله ؟! ..

تبين ان القداحة التي معي لاتعمل .. لم يعد هناك وقت هيا اركب خلفي على الجواد ...

لكن عبد العزيز تامل جثة مفتول العضلات قائلاً : لكنا لن نعدم قداحة ، فاتجه من فوره للجثة واخذ
يبحث في سترته ، حتى وجدها ..

صاح فيه محمود .. قل لي بربك ماذا تفعل أيها المجنون دع كل شيء هيا ..

لكن عبد العزيز إنطلق لداخل البوابة الكبيرة وهناك رأى البارود الذي سكبه محمود قريباً من المستودع ،ألقى سريعاً
بالسكين التي معه إليه قائلاً : إن لم أعد أعط هذه السكين لأمي وقل لها تكثر من الدعاء لي وتحتسبني شهيداً عند الله.
في تلك اللحظة حضرت فرقة الحراسة ولما رأوه أطلقوا النار من فورهم عليه ، وعندما سقط ،أشعل القداحة ، هربت
الفرقة بعيداً لكن الوقت كان متأخراً كثيراً ..فوقع إنفجار كبير هذا الوادي كله

وهز القلعة لشدته فتساقط اكثر أثاثها وسقط كثير من الثمالي على الأرض ...

ودقت حينها ساعة الحائط ..الثانية عشرة ليلاً .. لتبدأ سنة جديدة ، ويبدأ معها فصل جديد من ملحمة إرهابيين يعملون
لحساب الله ،، وأخرين هم اللص والكلب والشيطان .

يتبع إن شاء الله الحلقة العاشرة ....... أخيكم العبد الفقير .... عبد الرحمن بن سعود الشويعر .

.................................................. .................................................. ....

Cant See Images
الحلقة العاشرة ( اللص والكلب والشيطان)

0 أشرقت الشمس على الوادي والبيت الكبير ملقية بإشعاعها البارد من خلال سماء زرقاء صافية ..
هب الهواء بارداً مثلجاً ، وقد اتخذ الشيخ عز الدين مقعداً له في الزاوية الشمالية أعلى البيت الكبير، بينما
أخذ عماد الدين الزاوية الجنوبية ، وقد تفرق مجموعة من الرجال أمام البيت الكبير وجوار المسجد الكبير
بالقرب من البابوابة الخلفية للحديقة ...

بدت الحركة رتيبة داخل البيت الكبير وأمامه حتى انتصف النهار ، بعدها اتجه جميعهم لصلاة الظهر في الجزء الواقع أمام
البيت الكبير ..تحسباً لأي شيء ...

قليلاً وامتلأ الجو بصياح وجلبة أسلحة ، وتبين حقيقة القادمون ..

خلال هذا المشهد المتوتر... إندفع فهمي بجواده من أمام رجاله ووقف امام المصلين وقد أشعل لفافة
وانتظر فروغهم من الصلاة ..

صاح بصوت مرتفع : من يريد النجاة بنفسه فليتبعني ...

تقدم إليه الشيخ عز الدين وزعق فيه : أنجو انت بنفسك أيها الخائن .فنحن هنا وسنبقى هنا وسنموت هنا ..

لكنه عاود الصياح .. من أراد النجاة بنفسه فليتبعني ..إلتفت بعدها سريعاً للشيخ وأخيه وخاطبهما بحدة
قائلاً : هذه الحماقة التي فعلتموها البارحة ستجر الكارثة لأهل البيت الكبير جميعاً ،، هيا فليشاركوكم في
هذه المخاطرة .. هل بلغت بكم الجرأة أن تعتدوا على مستودعات سيدة القلعة والتاج .. أي حماقة هذه .. إن قلبي مفعم
بالحزن من اجلكم ..

حدث عندها مالم يكن يتوقعه احد ، فقد توجه قسم كبير من أهل البيت الكبير يصطحبون نسائهم وأطفالهم وأمتعتهم
مغادرين ..

تبسم فهمي قائلاً : الأن أيها الشيخ ومن معك من المتهورين ، فكر جيداً بما سيحدث لكم .. لقد جئت لإنقاذ
حياتكم ، بيد أن غروروكم وغبائكم لم يزل مستحكماً فيكم ...

تقدم عماد الدين وتحدث مع شقيقه بحدة قائلاً : وفر يأخي تهديدك وارجع سريعاً فلعل روكسيللا الإنكليزية
اليهودية تفتقدك الأن ..

نظر لأخيه بكراهية : يحزنني أن أراكم تزهدون في حياة الرخاء والسعادة من أجل لاشيء! ..حسناً لعلكم
سترون عما قليل ثمرة مغامرتكم السخيفة التي ارتكبتموها البارحة ..

أنهى الشيخ عز الدين ذلك كله : يحسن ان تغادر أنت ومن معك فنحن مستعدون لكل شيء ..

هاه ..هل فعلتم ذلك حقاً؟! ... أيها الأغبياء ستعرفون عما قريب من هي سيدة القلعة والتاج ..ستعرفون
وهمز جواده الذي انطلق سريعاً وتبعه رجاله مغادرين الوادي بكامله ..

إتجهت مجموعة من العوائل الذين غادروا البيت الكبير مخترقين الوادي الواسع عبر هواء مثلج لايدرون أين يذهبون ..

نظر الشيخ عز الدين لعماد : حسناً ضع الرجال في مواقعهم .. هل أخبرت إبن عمر الفاروق ؟

أخبرته وهو مستعد لكل احتمال ، وقد أرسل يخبرنا انه ينتظر بعيداً عند الممر الضيق للوادي من الجهة

التي لايتوقعون أن يكون متواجداً بها ...

حسناً .. فلنتناوب الحراسة الليلة ، وضعوا ماتبقى من النساء والاطفال والشيوخ في الأقبية السفلى من البيت ..

أشار لأحدهم ..هيا ..هات حزم كثيرة من الحطب فلعل الليالي القادمة ستكون قارسة البرودة ..

نادت أم عبد العزيز على الشيخ من داخل البيت الكبير ، تقدم إليها وقد هدها الحزن على ابنها ..

هل هناك خطب ياأم عبد العزيز .أخفت دموعها قائلة .. لقد وضعت زوجته ..

صاح الشيخ ...هاه هذا خبر سعيد .. ونظر إليها مستفسراً ..

قالت : لقد جائت بتوأم ..طفل وطفلة ..

ماشاء الله .. ماشاء الله .. هل سميتميهما ؟

ليس بعد ..

هل تسمحين لي أن أكون انا من يجعل لهما إسماً ..

أخفت ضحكة حزينة قائلة وهمست بهدوء .أما الولد فقد كان عبد العزيز يريد ان يسميه على إسم أبيه

تبسم قائلاً ..حسناً دعيني أسمي البنت .. عائشة .. ما رأيك ؟ ..

الام : بكر وعائشة .. فليكن ذلك ..

عندما أراد الشيخ الإنصراف تذكر ، إلتفت للأم قائلاً .. هذه بعث بها محمود إبن عمر الفاروق لكِ ، لقد أوصاه عبد العزيز أن
يوصلها إليك ، وأخرج السكين الصغيرة من ثيابه ..

أخذتها واجهشت بالكاء وهي تغادر ...

.................................................. .................................................. ...........................................
Cant See Images

(( الحلقة الحادية عشرة )) ..

كان محمود إبن عمر الفاروق قد استغل الوقت جيداً ..

تأمل الممر الضيق الذي يخترق الوادي متجهاً إلى الجانب الأخر حيث ينبسط هناك ممتداً أمام تلال تشرف على البيت
الكبير والحديقة الخلفية الكبيرة والمسجد الكبير ...

نظر أحدهم إليه قائلاً : قوة الخيالة الشرسة التي لاتحركها القلعة إلا في الملمات الشديدة قد خرجت من مكامنها ولا
ندري أي الممرات سوف يسلكون ..

نظر إليه : كم لهم منذ ان تحركوا ؟

تقريباً ساعتين ...

ذلك يعني أنهم سيكونوا قرب الممر بعد ساعة واحدة .. هذا جيد ، ستكون الشمس قد أشرقت إن شاء الله هيا لاو قت
لدينا فخيالتهم سيأخذونا على حين غرة إن لم نعمل بسرعة ..

كان محمود حينئذ قد فرغ من كل شيء قبل ذلك ، فقد وضع كل كمية البارود الكبيرة التي معه في مدخل الوادي
ومخرجه خلال الممر الضيق ...آملاً أن تعبر القوة بواسطته ... وحين أصبح كل شيء جاهزاً خاطب مساعده : يجب أن
ننسحب الأن فمن المؤكد أنهم قد أرسلوا أمامهم مستكشفين للممرات من رجال فهمي الخونة كما هي عادتهم .

كاد الخطر يتفاقم لولا عناية الله ، وذلك عندما وصلت مجموعة من رجال فهمي ومعهم أخرين من مفتولي العضلات
يستكشفون الطريق أمام فرقة الخيالة ، وكادت ان تعثر على الكمائن التي وضعت في ممر الوادي ، لكن محمود قد
حسب ذلك جيداً فقد أمر بعض رجاله بالظهور من فوق تلة مرتفعة ، مما جعل هؤلاء يقوموا بملاحقتهم ، بحيث صرفوا
عنهم إنتباههم لكميات البارود التي خبأت في الممر بطريقة محكمة ..

جائت حينها فرقة الخيالة ، فرأوا فرقة الإستكشاف أعلى التل ..

صاح بهم قائدكم ..هل هناك شيء ؟ ..

الطريق آمن ياسيدي ، وقد كان هناك بعض الفرسان ، استطعنا إبعادهم عن الممر ..

رفع عندها سيفه ، وأمر مجموعة من المدافع الصغيرة بالصعود على رؤوس التلال والإقتراب

من البيت الكبير بقدر المستطاع ، وعدم إطلاق شيء حتى يعطيهم الإشارة بذلك ..

صاح بعدها بالفرقة التي معه بصوت عال : ياللعار ، أتدعون أنفسكم أبناء مخلصين لسيدة القلعة والتاج ، وتتركون
هؤلاء( وأشار للبيت الكبير ) يتعدون على أملاكها التي بذلت نفسها لحمايتها وحماية أهلها الشرفاء المخلصين لسيدتنا
سيدة اللقلعة والتاج .. أحرقوا البيت الكبير واقتلوا كل من يتصدى لكم إنهم إرهابيون خونة ، إجمعوا كل العذارى
والنساء الجميلات ، فرجالنا بحاجة إليهم ، وحافظوا على الصبية ، نريدهم خدماً لإسطبلات خيولنا ولبيوتنا ..

كان محمود يراقب ذلك كله من مكان بعيد ، منتظراً دخولهم جميعاً داخل الممر .. ولكن حدث شيء لم يكن في الحسبان
، فقد أمر القائد نصف قوته أن تعبر الممر وتوقف هو مع النصف الأخر ..

تسللت فرقة الإستكشاف من الخونة ومفتولي العضلات من خلف التلة ليلتقوا مع النصف الذي تجاوز بالفعل الممر..

عندها أشار محمود إلى مساعده أن يأخذ جميع الرجال ويذهب للجزء الخلفي من البيت الكبير خلال ممر ملاصق للسفح
الأخر من التلة ، تسلل بعدها ببطء ، حتى إذا مأصبح جوار طرف الشريط السريع الإشتعال ، إنكفأ على بطنه وحبس
أنفاسه وأخرج من جيبة عدة قداحات ..

أشار القائد لمن معه بالتقدم عبر الممر وهو ينشد مع رجاله ... الليلة سنثمل من كأس سيدتنا ... الليلة سنشرب كأس
الروم الاحمر ..سنشربه مخلوطاً مع دماء أعدائنا. سنشرب في نخب سيدة القلعة والتاج،أخرج بعدها راية حمراء ونشرها
فوق طرف بندقيته وقد بدا الصليب وعبارة سيدة القلعة والتاج واضحين وأعطى الإشارة بعبور الممر ...

وعندما اكتمل جميعهم داخله ، لم يوفر محمود وقتاً فأشعل الشريط السريع الإشتعال .. وعندها تحول الممر إلى أتون
ملتهب أكلت جميع من بداخله ، وارتج الوادي لشدة الإنفجار .. مما جعل أحدهم من الذين عبروا سابقاً يصيح : ضاع كل
شيء ... قائدنا ورجاله يحترقون ... الوادي كله يحترق .. لكن احد مفتولي العضلات لطمه بشده وصاح في وجهه : ايها
الجبان لم ينتهي كل شيء بعد ، سنكمل نحن مهمتنا ، هاهو البيت الكبير على بعد خطوات منا .. وتوجهوا سريعاً صوبه
بعدما انضم لهم الخونة من رجال فهمي ...

إندفع محمود عبر الطريق الذي تسلل منه وهناك وجد احدهم ينتظره ، قفز راكباً معه على ظهر فرسه وانطلقا صوب
البيت الكبير ...

وسرعان ماوصل الرجال الذين أشار لهم محمود بالذهاب إلى البيت الكبير ..

وهناك كان عز الدين وعماد الدين والأبناء محيطين بالبيت الكبير ..

كان في المقدمة رجال فهمي تقدموا ومعهم بنادقهم العثمانية ، صاح فيهم الشيخ عز الدين ومعه مجموعة من رجاله
كانوا جميعهم يمتطون ظهور خيولهم : أيها الكلاب الخونة ، هل وضعوكم في المقدمة لتكونوا اول من يقتلنا ...

صاح عماد الدين .دعني اتقدم ياشيخ عز الدين ، سأواجه هؤلاء الخونة بنفسي .. لكن أحدهم أطلق
فأرداه قتيلاً ، وعندها قام الشيخ عز الدين بإصابة بعضهم ، وقد لاذوا بالفرار ، لكن النصف الاخر من فرقة
الخيالة قد وصلوا ، وبعدها بثوان وصلت فرقة محمود إبن عمر الفاروق ورجاله .. ودارت معركة شرسة
قـُتل فيها الشيخ عز الدين ومجموعة من الأبناء .. وتمكن إبن عمر الفاروق بالصمود مع رجاله بالرغم
من نفاذ ذخيرتهم فاستعملوا السكاكين البيضاء ، ونالوا من الخيالة ومفتولي العضلات ، أما الخونة من
رجال فهمي فقد هربوا عند بداية إحتدام القتال ...

قام محمود ومن معه من الرجال بتحميل كل نساء وفتيات وشيوخ وأطفال البيت الكبير وغادروا بهم

خارج البيت الكبير ...

إخترق جميعهم الوادي ، ليتفرقوا بعدها في كل القرى المحيطة به ...

وكمن محمود إبن عمر الفاروق ورجاله ، إنتظاراً لمهمة قادمة ...

..........................
وصلت أم عبد العزيز لقرية بعيدة عن الوادي وهناك عند احد قريباتها ، إرتمت على الأرض وقد تقرحت قدماها من السير

الشاق وهي تحمل الطفلين .... بكر وعائشة ...

وهناك يبدأ فصل جديد من الملحمة العقدية المقدسة ...

فكونوا معنا في الحلقة الثانية عشرة إن شاء الله .. أخوكم العبد الفقير مؤلف ( اللص والكلب والشيطان ) أبو عائشة
عبد الرحمن بن سعود الشويعر .


رد مع اقتباس