عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2008, 11:47 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الشويعر

الاعضاء

الشويعر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








الشويعر غير متواجد حالياً


اللص والكلب والشيطان / نظرة قريبة للقضية ورجال القضية


Cant See Images

اللص والكلب والشيطان / تأليف العبد الفقير ( أبو عائشة) / عبدالرحمن بن سعود الشويعر ...


في منطقة غاية في الروعة والجمال تقع بمحاذاة سهل وسيع يشرف على نهر عذب المياه تبدأ أحداث قصتنا هذه التي
ترجع إلى نحو مائة عام ..
كانت تلك المنطقة يحوزها عماد الدين ، رجل عُرِف بدماثة الخلق وكراهية الشر ..
كان أخوه فهمي على النقيض من ذلك تماماً ، مما جعل الألفة لم تتحقق بين الأخوين ، بل سادت الكراهية
والضغينة بينهما ، وقد عرف كل منهما هذه الحقيقة تماماً ، وبالرغم من ذلك كله أبقى عماد وشيجة الأخوة
والقرابة والرحم بعيدة عن هذه العداوة، مظهراً بين حين وأخر قليل من المودة تجاه شقيقه الشرس ، لكن
الشقيق الشرس فهمي فهم رسالة أخيه فهماً خاطئاً ، معتبراً إياها ضعف وخنوع ...

هكذا مشت الأيام بين الأخوين ، يتحاشى عماد الدين الإحتكاك بأخيه فهو يعرف مسبقاً مدى شراسة وبذائة أخيه..

.................................................. ..........

.. بعد أن رفع المؤذن صوته لأذان الظهيرة ، قال فهمي وهو ينهض من فوق فرشته القذرة يمسح عن عينيه بقية سهرة
البارحة: قطع الله صوتك ،ثم أردف مهمهماً مالذي جعله يبقى جوار المسجد ؟!.. تناول من فوق المنضدة التي بجانبه
علبة تبغه مخرجاً منها لفافة .. بعدما قام بإشعالها ، شعر أن الجو خانق في غرفته المبنية من الحجر فاتجه إلى
الخارج يرقب بعضهم وهم يسيرون للمسجد القريب من بيته ، بدأ عندها يسب بأقذع أنواع السباب:( كل ذلك بسببك
ياعماد الدين إنه من غير العدل أن تحوز كل شيء وأبقى انا جوارهذا الجزء من الوادي الموحل الرطب ... حسناً لن
أدع الأمر يمر هكذا ..

قطع ذلك كله قدوم الصارخ من أسفل الوادي ممتطياً فرساً سريعة وحول عنقه قلادة فضية وماأن أصبح جواره حتى
صاح : فهمي ، شقيقك يعمل مع فعال كثيرين في بناء دار كبيرة من الحجر .. كبيرة جداً ، إنني متيقن من ذلك فحدود
ماوضع من الحجر كبيرة جداً ..

رماه فهمي بحجر قائلاً: كف عن الثرثرة ولا تضيع الوقت واذهب من فورك لأولاد عمومتي ودعهم يأتون سأذهب لأولئك
الحيوانات القذرة قبلكم .. حسناً هاهي الفرصة واللحظة الحاسمة قد حانت ليعرفوا من هو فهمي..

لكن الرجل لم يترك له فرصة ليكمل كلامه فقاطعه قائلاً: أنصِت ..الا تسمع صوت قدوم الجياد ، قد أخبرتهم بذلك قبل
مجيئي إليك ..

سرعان مالحق فهمي والصائح بالخيالة من أبناء عمومة الأخوين ..

كان من الواضح أن بعض أبناء العم قد لزموا الصمت لمعرفتهم السابقة بنزاهة عماد الدين ، لكن أعضاء الاخوية وابناء
العمومة من الجانب الأخرالذين ياتمرون ويتحركون عبر اوامر فهمي أقسموا أن يعيشوا حياة الترف وأن يصروا على
معرفة حقيقة هذا البناء الذي شرع عماد الدين في بناءه

كان عماد الدين في الأربعين من العمر نحيلاً طويل القامة به ضعف واضح ، وكان ذلك على النقيض من شقيقه الذي يتمتع
بطول وبنية قوية تتجاوز الحد الطبيعي بالرغم أن عماد الدين يكبره بعدة سنوات قليلة ..

أثار هذا القدوم الغريب حفيظة عماد الدين ، وقد عرف جيداً أ ن قدوم أخيه ومعه أبناء عمومته الأخرين الذين ذاع صيتهم
حبهم للصيد ومطاردة البغايا والتحرش بالنساء والحرص على الولائم التي عادة ماتكون مصاحبة لدنان الخمر ، أنهم
ماجائوا إلا ليعرفوا حقيقة هذا البناء المزمع إقامته ..

صاح الأخ البذيء رافعاً صوته : لقد حذرتك سابقاً من إحداث أي شيء إلا بإذني ، أم أراك قد نسيت أننا شركاء في
هذا الوادي كله ؟ هيا دع هؤلاء الفعال يلقون بهذه الحجارة التي جمعت بعيداً ولينصرفوا فوراً من قبل أن ترى ما لا
تحمد عقباه ...

ألقى الشقيق الحجر من يده قائلاً : إسمع ياأخي دع عنك هذا التهديد ، فهؤلاء الفعال من السهل عليهم أن ينصرفوا ،
لكنك يجب أن تعرف وهؤلاء الذين جئت بهم من أبناء عمومتنا أنه كان لزاماً علي أن انشأ هذا البناء لنا جميعاً ولأولئك
الذين يطالبون بمأوى كحق لهم بعد أن كثرت أعدادهم، وأنت تعرف جيداً قد طلبنا منكم معاونتنا في البناء لكنكم
رفضتم مد يد المساعدة لنا وأضعتم اموالكم في المتع والملذات ومحاضن القمار والمومسات ..

قال الشقيق الشرس وهو يرفع بندقيته العثمانية : لاتتكلم معي هكذا أيها الكلب وحاول أن يضرب وجه أخيه بالسوط ..

دفع الشيخ عز الدين بجواده بينهما وقال مخاطباً : حسناً ..نحن سكان الوادي لكل منا فيه نصيب ، أخبرني أيها الأخ
الصالح عماد الدين هل انت تنكر ذلك ؟

قال متبسماً : أنت تعرف الحقيقة ياشيخ عز الدين .

نظر الشيخ للشقيق الشرس قائلاً : ويبدو ان فهمي يعرف هذه الحقيقة أليس كذلك ؟

نظر للشيخ من وراء عينان تحملان الكثير من الحقد واللؤم : ليس الخلاف على الوادي ، خلافنا على البناء ..

إلتفت الشيخ لعماد الدين : إنه لأمر سيء أن تكون البداية هكذا ..حسناً هم لم يدفعوا شيئاً ولايريدون مشاركتنا في
البناء فما هو رأيك عماد الدين؟

حسناً سنقبلهم بشرط ان يلتزموا باوامرنا ولا ياتوا بأحد لنا إلا من بعد ان نأذن لهم ؟

ضحك الشقيق الشرس وهو يشعل لفافته ..حسناً مادام الأمر هكذا فلا مانع .. ثم صاح موجهاً أمره لعمال البناء : هيا
يارجال يحق لكم مواصلة البناء

ثم أشار لمجموعته بالإنصراف ، وبعد ان تلاشى صوت جيادهم قال الشيخ له : هل تظن انهم سيوفون بشروطنا ..

ضحك الشقيق بألم ظاهر وهو يحمل حجراً كبيراً : لا أظن ذلك ..

نهاية الحلقة الأولى من ( اللص والكلب والشيطان ) تأليف العبد الفقير ( أبو عائشة) / عبدالرحمن بن سعود الشويعر ...

قصة تحاكي واقع المأساة .

.................................................. .................................................. .......................................

Cant See Images
الحلقة الثانية من / اللص والكلب والشيطان ...تأليف العبد الفقير / أبو عائشة/ عبد الرحمن بن سعود الشويعر

.....تدفق ينبوع من المياه العذبة جوار الصخرة التي توقف عندها ، وقفز عن جواده متأملاً السهول التي
أصبحت أمام ناظرية مكنته من رؤيتها الهضبة المرتفعة التي وقف بجوارها ، مشهد آمن مترامي أمام
ناظريه متألقاً في حمرة الأفق أمام عيني الشيخ عز الدين منحه سكينة وأمالاً كبيره في أن ينتهي الجميع
من بناء البيت الكبير الذي أصبح في مراحله الأخيرة ، وتلك الحديقة الخلفية الكبيرة التي تعج بكل أنواع
الأزهار تحيط بمجموعات كثيرة من أشجار الزيتون والتين ..
أثارت تلك الوقفة عواطفه فأخذ يبحث من بين الفعال الذين يراهم عن إبن أخيه العزيز عماد الدين ، ولما رأه
أشار له فرد عليه الآخر بالتحية ..
توضأ من ذلك الينبوع بالرغم من برودة ماءه ، ورياح أيام الوسم الخريفية تهب متقطعة في بداياتها ، صلى بعدها
ركعتين قبل أن يغادر ...

..........................

إنها لفكرة جيدة ، كلمات قالها الشيخ عز الدين وهو يتجول داخل البيت الكبير يتفقد غرفه بصحبة عماد الدين وأردف
متسائلاَ: أين أخيك المارق فهمي ؟ أم أنك لم تخبره بضرورة الحضور ليأخذ نصيبه من غرف البيت الكبير ؟
نظر إليه بحزن قائلاً : أخبرته ، لكنه رفض الحضور ..
الشيخ : كنت أعرف مسبقاً أنه لن يوافق على الحضور ، لأنه يرى أن البيت كله من حقه وحديقته الخلفيه .. هو
يظن ذلك ..

دعنا منه ياشيخ وقل لي مارأيك في الحديقة الخلفية لقد جعلتها من الضخامة بمكان بحيث أنها أصبحت ملاصقة
للمسجد الكبير ؟

رأيت ذلك .. كان بالفعل عملاً جيداً ..

قفز الشيخ بخفة ومهارة فوق صهوة جوادة بالرغم من تخطيه للستين من عمره ..

إلى أين ؟ ..

إلى أخيك الماجن ؟

لكن عماد الدين أخذ بلجام جواده قائلاً : ناشدتك الله لاتذهب إليه فأنت تعرف أين يكون هذه الساعة ؟

نظر الشيخ إليه بعطف : أعرف ذلك ، لكني عمه وأعرف كيف أتخاطب معه ..

إذن دعني أذهب معك ..

من الأفضل أن أذهب لوحدي ، فأنت تعرفه جيداً ومايعتريه عندما يراك ..

ترك لجام جواد عمه الذي أنطلق صوب حارة الروائح ..

إخترق الحارة من خلال أزقتها الضيقة فوق صهوة جواده يسير على مهل ، وتلك العيون تراقبه بكراهية وحقد ، لم يكن
احد ليجرؤ أن يسأل القادم عن وجهته وماذا يريد من حارتهم ، فجميعهم يعرفون من هو الشيخ عز الدين وماهي قرابته
لزعيمهم فهمي ، لكن الشيء الذي أثار فضولهم وتعجبهم هو المجيء إليه في هذه الساعة التي بدأ فيها الليل يرخي
ستوره فوق حارة الروائح .. وفي الحقيقة أن الشيخ أستطاع دون جهد أن يرى مقر إبن اخيه الذي أصبح واضحاً من
خلال نور القمر الساطع في تلك الليلة .. سمع همهمات في الداخل مختلطة مع أصوات نساء ، وهم ينشدون أغنية ثمالة
قديمة أصبحت مشهورة في حارة الروائح ( هيا اعطني الكأس ... دعونا نثمل فما بقي من العمر للكأس لاعليك بأس ..

اقترب من الباب و طرقه بهدوءبعدما تردد قليلاً ...
لم يرد عليه أحد .. عاود الطرق لكنه هذه المرة كان بشدة..

أزعج قرع الباب فهمي فأشار لأحداهن ان ترى من هذا الذي يجرؤ أن يعكر عليهم صفوهم في هذه الساعة

نظرت من ثقب الباب واستطاعت جيداً رؤية شبح الشيخ وهو واقف أمام الباب بعدما ترجل من فوق جواده
رجعت هاربة وقد أصابها خوف شديد ..

عرف بحدسه بالرغم من ثمالته أن القادم هو الشيخ عز الدين فما أحد غيره يجرؤ على المجيء إليه
في مثل هذه الساعة غيره ..

فتح الباب بقوة وبدأه بالكلام قائلاً له بلسان ثمل ... من الأفضل لك أن تنصرف ... حان الوقت لتتركنا هل بلغت بكم
الجرأة أن تأتوا إلى في مكان خلوتي وراحتي .. أي أسلوب مهذب ودماثة خلق هذه التي تحوزوها

نظر إليه بصرامة : صدقت من الأفضل لي أن أنصرف فحالتك لا تغريني بالتحدث معك فأنت تعرف سبب مجيئى إليك ..

أعرف أعرف لذلك أرى أنه من الأفضل لك أن تنصرف وبسرعه ..

إنتبه لما تقول أم أراك قد نسيت أني عمك ؟..

عمي .. أنا ليس لي عم ... هيا انصرف ولاتفسد علينا ليلتنا فإنها محسوبة من عمري.... أغلق بعدها الباب بقوة في وجه
عمه ، ثم رجع لصديقته مرتمياً في أحضانها ، وقد زال الخوف والتوجس من المجموعة التي كانت حاضرة عنده في تلك
الليلة ..

نظر إليها بعمق قائلاً: لاتخافي شيئاً ياعزيزتي إن أفكاري هي ملك لي ... أنا لا أكترث بحيازة الوادي كله وبيتهم
الكبير بحديقته الضخمة ومسجدهم بقدر اكتراثي بجمال عينيك الزرقاوين ، فالوادي والبيت ملكاً لي دون شك... ملكاً
لي .... أنا الزعيم أنا الزعيم .. ثم سقط على السرير الوثير ، بعدها أمرتهم جميعاً بالمغادرة مغلقة الباب ورائهم ثم أطفات
السراج وارتمت بجانبه ...

.................................................. ...........................
Cant See Images
الحلقة الثالثة من ( اللص والكلب والشيطان) ..

....أصبح الجميع داخل البيت الكبير بعدما فرغوا تماماً من بناءه ،وقد عرف كل من أبناء العمومة والأخوة

والأشقاء نصيب كل واحد منهم في ذلك ..

عندما وجد فهمي ومن معه من بعض أبناء العم أنهم في موقف ضعف داخل البيت الكبير ، بدأ زعيمهم

يتساءل عما إذا كان يجب عليه أن يعود ليبقى داخل الجماعة ثم أخذ يقول: لقد سمعت رجال يتحدثون

عن الحرية والعدل ، ولكن ماذا فعلوا من أجلها ليحصلوا عليها وبعدما حصلوا عليها كيف احتفظوا بها

ضحك ساخراً بعدها وأكمل حديثه لأبناء عمومته : حسناً يجب أن نضع الأمور في نصابها ، يجب أن لاتمشي

هكذا ..ثم نادى بصوت مرتفع ..يسري لديك مجموعة من البنادق في حالة جيدة ، أعرف جيداً أن قلبك

قوي بما فيه الكفاية .. رجب .. لديك من حسن التخطيط وجمع كل مانحتاجه من معلومات مايجعلنا نبدأ

بداية حسنة ..

لكن رداً مفاجئاً من احدهم جعل فهمي يتوقف عن حديثه : مامعنى هذا كله ؟ ..

وجد الفرصة سانحة ليبدي لهم حقيقة مايخفيه فأكمل قائلاً : حسناً .. يمكنكم أن تنظروا إلى طريقة

معيشتهم وسلوكياتهم وأشار للبيت الكبير ، لقد حاولت الإختلاط بهؤلاء الرجال ، وحاولت ان اكون مثلهم

ولكن أي جنون ان يكون المرء مثلهم .. إذن أنتم الأن قد عرفتوا حقيقة ماأتحدث عنه من الحرية والعدل

أي عدل وأي حرية أن نبقى بعيداً منبوذين نمارس حريتنا الشخصية هناك في حارة الروائح الكريهة

أليس السهل سهلنا والبيت بيتنا ؟! إذن لماذا يمنعوننا من ممارستها داخل مانعرف جيداً إنه ملك وحق لنا ؟

تدخل أحدهم قائلاً : ولكنك تعرف أننا لا نملك سوى جزء صغير من البيت الكبير ، ولا نملك ممارسة شيء

في الحديقة التي أصبحت ملكاً للجميع ..

مد فهمي بنظره للسماء التي أصطبغت بحمرة الغروب وتبسم قائلاً : إن البيت الكبير بحاجة للحماية

وللحراسة ، يجب أن يكون هناك من يحميه ويحافظ عليه ، تمعن بعدها بعمق في عيون مجموعته ليرى

مدى تأثير كلامه فيهم وأضاف ... نعم يجب ان يكون هناك من يحميه ..

تدخل أحدهم : من أي شيء يحميه ؟!

أشار له بحنق أمراً إياه بالصمت : ليس هذا شأنك كل شيء يجب ان يكون هناك شيء يحميه ..وبقوله

هذا سار بجواده مخترقاً الوادي والجميع يسير وراءه ملقين جميعهم نظرة على البيت الكبير وحديقته

الخلفية وقد بدأت زهور الطلع في أشجار الزيتون والتين ...

.....

كانوا جميعهم مجتمعين في حديقة البيت الكبير الخلفية بعدما فرغوا من صلاة الصبح وقد أخذ نسيم الصبح

ينشر رائحة الفل والياسمين في كل أرجاء الوادي ..

قال عماد الدين وهو ينظر إلى الشيخ عز الدين : أي عمل شيطاني لديهم الأن .. يبدو انهم لازالوا يصرون

على المجيء بكل قاذوراتهم من هناك من حارة الروائح ليمارسوها هنا داخل البيت الكبير بين نسائنا

وأبنائنا ..

حاولت مجموعة من أبناء عماد الدين وعز الدين التدخل مهددين ومتوعدين ، لكن عماد الدين وبإشارة منه

صمتوا جميعاً ..

تناول الشيخ حبة تمر ثم شرب فنجان قهوته وقال : حسناً أصبحت الأمور الأن واضحة .. عيون زرقاء

وشعور صفراء وخوذ حديدية وأحذية ثقيلة ، جميعهم وجهت لهم الدعوى من قبل اللعين وبقية الشذاذ

من أبناء عمومتنا ، ليحموا الوادي والبيت الكبير .. أي حماقة وخبث يمارسها هؤلاء ..

تكلم عماد الدين قائلاً : من السهل معرفة ذلك .. لقد أصبحوا محيطين بالوادي كله وهاهم يقتربون

من البيت الكبير ..

تميز الشيخ عز الدين بمقدرة عقلية طبيعية وبشخصية قوية متنبهة يرافق ذلك كله عقيدة صافية ، وقد

تطلب الموقف الحالي كل قواه .. كان همه الأول هو معرفة كيف تكون البداية ....



--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images

(( الحلقة الرابعة )) ..

قال يسري:

خطة في غاية الإحكام ! من ساعدك في وضعها أيها الفتى الفذ .. بحق إنك زعيم

ضحك فهمي مزهواً بهذا الإطراء ، قام بعدها بإشعال لفافته : إن كان لا بد لك أن تعرف ، فلا أجد حرجاً

في البوح بسر طالما أحببت أن أحتفظ به لنفسي ..

تأمله يسري بعمق وفضول ..

أكمل قائلاً .. إن أفكاري هي توأم حياتي ... إنني أتحالف مع الشيطان ..( آه ) لقد مر زمن علي وأنا

مستلق هناك في حارة الروائح .. هناك حيث متاعي القذر ووكرنا الذي لم يصبح مغرياً بالنسبة لي

لقد عهدت زمناً كانت أفكاري مجرد كلمات ..كلمات فقط .. لكن وبعدما تحالفت مع الشيطان سأجعل من

هذه الكلمات ناراً سأحرق بها من يعترض سبيلي ... أنا الزعيم ( وأخذ يصيح بأعلى صوته) هيا قم وأخبر

الجميع أني سأجعلهم يلبسون قلائد الماس وسأجعل من كل قلادة فضية ذهباً ... هيا لم يعد لدينا وقت

سنحتفل هذه الليلة ، سنحتفل كما لم نحتفل من قبل ...

إنطلق يسري بعدها لجميع الجانب الآخر من الأخوية وابناء العمومة ليبلغهم بالإحتفال ...

(( الإحتفال ))

من أطراف الوادي ومن جوار البيت الكبير سُمعت أصوات بعيدة وجلبة يتخللها صوت الموسيقى والغناء

كل هذه الأصوات التي تُنبىء على أن هناك حفل كبير ، وقد ازدحمت حارة الروائح بحشد كبير من الفرسان

والحاضرين ، جلبت الريبة والشكوك لجميع من كان في البيت الكبير تلك الليلة ..

أي مخطط شيطاني ينوون تنفيذه هؤلاء : تفوه بذلك الشيخ عزالدين وهو يراقب الحفل من بعيد وقد

وقف وراءه عماد الدين وأبنائهم ..

مسح عماد الدين لحيته قائلاً : في الصباح سنعرف كل شيء ...

.. قبل أن يتجهوا إلى مكان الحفل ، توقفوا جميعاً جوار المنحدر تخفيهم شجيرات كثيفة واقعة بين المنحدر

وبين السهل الفسيح ...

أصبح من الممكن رؤية فهمي ويسري ورجب ومعهم ديمول الأشقر الذي تقاعد قبل سنوات من جهاز

الفرقة البحرية ، كانت أشعة القمر المنسكبة في تلك الليلة لاتُخفي شيئاً ...

نظر فهمي لديمول متسائلاً : كم معك من الجنيهات الذهبية سيدي ..

أجاب وهو يمسح شاربه الأبيض الكث : لدي كل ماتطلبه من الجنيهات ..

حاول يسري تحسس كيس تحت سترته ، لكن ديمول كان أسرع منه فقبض على يده قائلاً بحدة موجهاً

كلامه إلى فهمي : أرجو ياسيدي أن تعلم رجالك التعامل مع الأخرين بلباقة ، وقل لهذا لو حاول مرة

أخرى تحسس سترتي فلن ادع يده تعود إليه ..

قال فهمي لاتغضب ياسيدي إنك إنسان شريف ، ثم نظر ليسري بحدة موجهاً إليه أقذع انواع السباب

طأطا الأخير برأسه معتذراً ..

سأل فهمي ديمول : هل لدى سيدي كل مايحتاجه من معدات حراسة وحماية الوادي والبيت الكبير ..

قال مخاطباً إياهم جميعاً : اللعنة عليكم ، لاأدري كيف هي طريقتكم في التفكير ... وهل انا هنا لأضيع

وقتي ، هيا قوموا بتوقيع هذه الوثيقة ، قبل أن يكون اجتماعنا هذا عاراً أمام سيدة القلعة والتاج

التي كلفتني بهذه المهمة ...

ووقع جميعهم الوثيقة دون ان يكلفوا انفسهم عناء قراءتها ...

ضحك ديمول بعمق قائلاً : والأن ياأصدقائي نستطيع ان نذهب لمقر الحفل ونحتفل بذلك إحتفالاً يليق

بهذه المناسبة ... أود ان اخبرك سيد فهمي ان مدافع الحراسة وقوات الأمن جاهزة وسوف نقوم بنشرها

في الصباح الباكر ... ومنذ هذه الساعة أنتم في حمايتنا جميعاً الوادي والبيت الكبير ...هيا مجدوا

سيدة القلعة والتاج ...

وصاح جميعهم : فلتعش سيدة القلعة والتاج ...

وفي الصباح الباكر إتضحت جيداً
--------------------------------------------------------------------------------

Cant See Images


(( الحلقة الخامسة ))

ومع الخيوط الأولى للفجر دخلت الوادي مجموعة أولى من الفرسان ، لكن هذه الملامح المختلطة بين

ملامح عربية وأخرى تميل إلى حمرة واضحة ، جعلت أهل البيت الكبير جميعهم يعرفون حقيقة هذا الدخول

أثر ذلك حدث توقف طويل ، وبدأ ان ما من أحد يرغب في بدء القتال ..

لكن لم يشعر أحد بالضيق والقلق مثلما شعر الشيخ عز الدين وعماد الدين ..

نظر الشيخ للجميع وتحدث منفعلاً : هذا اليوم هو يوم آخر قد بدت فيه الأمور واضحة ، كل شيء سيتغير

منذ اليوم ... حسناً هم يريدون أن تبدأ الامور هكذا ... أصدقكم القول كم تمنيت ان لايصلوا بنا إلى هذا

الحال ..

تقدمت مجموعة من أبناء الشيخ وأحفاده وأبناء عماد الدين وبعض من أبناء العمومة قائلين : نقسم

بالله سوف نحارب اليوم ونحارب غداً وبعد غد ..

قفز عبد العزيز الشاب الذي يبلغ من العمر منتصف العشرينات وهو يلوح بسكين صغيرة معه قائلاً وهو

يضحك : الأمر لايستحق أن اطيل النوم جوار عروسي التي بالكاد مر على عمر زواجنا شهر واحد ..

ضحك أحدهم وهو يشير للسكين التي يحملها معه : ومافائدة هذه السكين الصغيرة عبدالعزيز ..

نظر لمحدثه قائلاً : إنها السكين التي تُقطع بها أمي البصل .. ولكن .. لابصل بعد اليوم ..

ضحك جميعهم ..

أما الشيخ فقد تقدم إليه ماسحاً على رأسه : هذا هو اليوم يابني الذي سنحتاج فيه لكل سلاح ولكن خبأها

ليوم أخر ..

أخيراً ، عندما وصلت كل المجموعات إلى أسفل الوادي وأعلاه وأصبحت قريبة من البيت الكبير ، إلتفتت

كل الجموع لمشاهدة القادمان ..

كان يمتطي حصاناً أسوداً وقد أظهرت بدلته صليب كبير نُقش أسفله عبارة .. المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ... تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من البيت الكبير ، ووسط دهشة الجميع رمي بحربته التي

غُرست في طين الأرض والتي كان على أعلى طرفها راية الصليب وعبارة المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ...

أُعطيت الإشارة من قبل الفارس ديمول الأشقر ، فتقدمت فرقة من الخيالة يسير بينهم شخص ، أصبح

من الواضح وبعدما اقترب من الشيخ والمجموعة انه إبن العم ( فهمي ) ...

ساد صمت عميق للغاية وكانما خشي الحشد الكبير أن يكون وراء هذا القدوم مذبحة يعدونها هؤلاء

لاسيما وقد أحاطت بالوادي مدافع ثقيلة ...

عرف الشيخ وعماد الدين بحدسهما ان المقاومة في هذه الساعة ستجلب الكارثة المحققة ..

تقدم الشيخ بثبات مخاطباً فهمي: إذن هكذا أصبحت الأمور ... صدقني يابن أخي كنت أعرف انك سافل

يحوز قدر رفيع من السفالة ، لكني لم اتوقع ان تبلغ بك الخسة إلى هذا الحد ..

تماك غضبه ووتكلم بهدوء مزيف مصطنع : إن لم نتفق فلن يكون الذنب ذنبي .. لقد اجتهدت ورأيت

أنه لابد ان يكون هناك حماية لنا جميعاً ..

أيها السافل من أي شيء تحمينا ومن قال لك أننا بحاجة لحماية ؟!

كاد المزيد من العبارات القاسية تجري بينهما ، لكن عماد الدين سحب عمه بهدوء هامساً له : يبدو أن

القذر لايملك من امره شيئاً ..لاتدعهم يتحينون الفرصة ...

صاح الفارس ديمول الأشقر : ليعلم الجميع أنهم أصبحوا تحت حمايتنا ، سنحميكم من كل من يريد الشر

بكم ... هيا ..فلتنعموا بحماية سيدتنا جميعاً سيدة القلعة والتاج ...هتاف ... وارتج الوادي لشدة الهتافات ..

...........

نهض فهمي لاستقبال ضيوفه داخل الجزء المخصص له من البيت الكبير ، في ليلة صافية ألقى بها القمر

نوره الفضي ، فتسلل بعض من ضوءه من خلال نوافذ البيت الكبير ..

وقف الجميع لاستقبالها ، وقد همس ديمول الأشقر في أذنه : إنها في غاية الروعة والجمال ..

مد فهمي يده وانحنى مقبلاً يدها ..

شاهدت روكسيللا ذات العيون الزرقاء كل شيء معد لأول سهرة في البيت الكبير ، فجذبت الوشاح عن

وجهها واستلقت على كرسي جوار فهمي ..

وبحركة سريعة من يده أشار فهمي لأحدهم بتجهيز العشاء وفتح زجاجات الخمر ..

ومع الخيوط الأولى للفجر دخلت الوادي مجموعة أولى من الفرسان ، لكن هذه الملامح المختلطة بين

ملامح عربية وأخرى تميل إلى حمرة واضحة ، جعلت أهل البيت الكبير جميعهم يعرفون حقيقة هذا الدخول

أثر ذلك حدث توقف طويل ، وبدأ ان ما من أحد يرغب في بدء القتال ..

لكن لم يشعر أحد بالضيق والقلق مثلما شعر الشيخ عز الدين وعماد الدين ..

نظر الشيخ للجميع وتحدث منفعلاً : هذا اليوم هو يوم آخر قد بدت فيه الأمور واضحة ، كل شيء سيتغير

منذ اليوم ... حسناً هم يريدون أن تبدأ الامور هكذا ... أصدقكم القول كم تمنيت ان لايصلوا بنا إلى هذا

الحال ..

تقدمت مجموعة من أبناء الشيخ وأحفاده وأبناء عماد الدين وبعض من أبناء العمومة قائلين : نقسم

بالله سوف نحارب اليوم ونحارب غداً وبعد غد ..

قفز عبد العزيز الشاب الذي يبلغ من العمر منتصف العشرينات وهو يلوح بسكين صغيرة معه قائلاً وهو

يضحك : الأمر لايستحق أن اطيل النوم جوار عروسي التي بالكاد مر على عمر زواجنا شهر واحد ..

ضحك أحدهم وهو يشير للسكين التي يحملها معه : ومافائدة هذه السكين الصغيرة عبدالعزيز ..

نظر لمحدثه قائلاً : إنها السكين التي تُقطع بها أمي البصل .. ولكن .. لابصل بعد اليوم ..

ضحك جميعهم ..

أما الشيخ فقد تقدم إليه ماسحاً على رأسه : هذا هو اليوم يابني الذي سنحتاج فيه لكل سلاح ولكن خبأها

ليوم أخر ..

أخيراً ، عندما وصلت كل المجموعات إلى أسفل الوادي وأعلاه وأصبحت قريبة من البيت الكبير ، إلتفتت

كل الجموع لمشاهدة القادمان ..

كان يمتطي حصاناً أسوداً وقد أظهرت بدلته صليب كبير نُقش أسفله عبارة .. المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ... تابع تقدمه إلى الناحية الأخرى من البيت الكبير ، ووسط دهشة الجميع رمي بحربته التي

غُرست في طين الأرض والتي كان على أعلى طرفها راية الصليب وعبارة المجد والعظمة لسيدة القلعة

والتاج ...

أُعطيت الإشارة من قبل الفارس ديمول الأشقر ، فتقدمت فرقة من الخيالة يسير بينهم شخص ، أصبح

من الواضح وبعدما اقترب من الشيخ والمجموعة انه إبن العم ( فهمي ) ...

ساد صمت عميق للغاية وكانما خشي الحشد الكبير أن يكون وراء هذا القدوم مذبحة يعدونها هؤلاء

لاسيما وقد أحاطت بالوادي مدافع ثقيلة ...

عرف الشيخ وعماد الدين بحدسهما ان المقاومة في هذه الساعة ستجلب الكارثة المحققة ..

تقدم الشيخ بثبات مخاطباً فهمي: إذن هكذا أصبحت الأمور ... صدقني يابن أخي كنت أعرف انك سافل

يحوز قدر رفيع من السفالة ، لكني لم اتوقع ان تبلغ بك الخسة إلى هذا الحد ..

تماك غضبه ووتكلم بهدوء مزيف مصطنع : إن لم نتفق فلن يكون الذنب ذنبي .. لقد اجتهدت ورأيت

أنه لابد ان يكون هناك حماية لنا جميعاً ..

أيها السافل من أي شيء تحمينا ومن قال لك أننا بحاجة لحماية ؟!

كاد المزيد من العبارات القاسية تجري بينهما ، لكن عماد الدين سحب عمه بهدوء هامساً له : يبدو أن

القذر لايملك من امره شيئاً ..لاتدعهم يتحينون الفرصة ...

صاح الفارس ديمول الأشقر : ليعلم الجميع أنهم أصبحوا تحت حمايتنا ، سنحميكم من كل من يريد الشر

بكم ... هيا ..فلتنعموا بحماية سيدتنا جميعاً سيدة القلعة والتاج ...هتاف ... وارتج الوادي لشدة الهتافات ..

...........

نهض فهمي لاستقبال ضيوفه داخل الجزء المخصص له من البيت الكبير ، في ليلة صافية ألقى بها القمر

نوره الفضي ، فتسلل بعض من ضوءه من خلال نوافذ البيت الكبير ..

وقف الجميع لاستقبالها ، وقد همس ديمول الأشقر في أذنه : إنها في غاية الروعة والجمال ..

مد فهمي يده وانحنى مقبلاً يدها ..

شاهدت روكسيللا ذات العيون الزرقاء كل شيء معد لأول سهرة في البيت الكبير ، فجذبت الوشاح عن

وجهها واستلقت على كرسي جوار فهمي ..

وبحركة سريعة من يده أشار فهمي لأحدهم بتجهيز العشاء وفتح زجاجات الخمر ..
.................................................. ............................................
Cant See Images

(( الحلقة السادسة ))...

رفع عماد الدين صوته محذراً : كن حذراً عبدالعزيز إفتح بوابة الحديقة بهدوء وانظر من بالداخل ..

جائت مجموعة من الأبناء والأحفاد يتراكضون من داخل طوابق البيت الكبير ، لكن صيحة واحدة من

عماد الدين جعلتهم يتسمرون في أماكنهم ..خاطبهم بحدة : فليرجع كل منكم لمكانه .. إنه أمر لايخصكم..

تراجعوا بسرعة ..

أما عبد العزيز فقد فتح بوابة الحديقة بهدوء واستطاع من خلال ضوء خافت داخلها رؤية كل شيء ، مما دل بوضوح أن
هناك فهمي ويسري ورجب ومعهم مجموعة من حُمر الوجوه ،وكانت روكسيللا ومعها مجموعة من الفتيات الصغيرات ..

صاح فهمي بصوت أجش: رجب ..قم وانظر من القادم ؟ ..

أشارت روكسيللا بإصبعها : دعوني أنا أرى ذلك ..

تقدمت بحذر تجاه الشاب ولما أصبحت جواره همست بهدوء : ماوراءك أيها الشاب ، هل تود الإنضمام إلينا ...

تأمل الشاب الواقفة بجواره وقد اخرجت زجاجة عطر صغيرة ونفثت منها قليلاً تجاه الشاب الذي أصبح مبهوراً من تلك
الملابس التي ترتديها وقد أظهرت جميع مفاتن جسدها .. إستيقظ سريعاً من إنبهاره على صوتها وهي تقول له : ماذا
قلت ..هل تود الإنضمام إلينا ، هناك رفقة من المؤكد أنهم سيحوزون على رضاك .. أيها الشاب الرائع أستطيع أن اعرف
جيداً ماذا ينقصك ، وربما أستطيع ان أمدك به أيضاً هيا لا تتردد ..

لكن زعقة من صوت عماد الدين أنهت ذلك كله : عبد العزيز أين انت من هناك في الحديقة ؟ ..


ركض الفتي هارباً من أمامها ، أما هي فقد استغرقت في الضحك ، ورجعت سريعاً لحلقة السمر مرتمية جوار فهمي ... إلتفت إليها يسري قائلاً : أي شيطان أعانك ياسيدتي على هذه المواجهة ..

ضحك فهمي قائلاً : أظنك أيها الغبي لم تعرف جيداً من هي روكسيللا ..

ورفع جميعهم كؤوس الخمر .. في نخب روكسيللا ...

.......


قال الشيخ عز الدين وهو يبتسم : لكن عماد ألا تعلم أن إرسالك الشاب عبدالعزيز البارحة لرؤية مايدور في الحديقة خطأ
كبير ... كنت اود لو أنك بعثت بمحمود فهو رجل يعرف كيف يعالج الأمور ، حمداًلله لم يحصل شيء ..

قال عماد الدين : أشكرك لتحذيرك وأعدك ان لاأرتكب هذا الخطأ مرة ثانية ... .......... كان المشهد في غاية الجمال ،
فعند طرف الوادي وفي منطقة قد ظللتها أشجار الزيتون والتين بالكامل وعلى بعد مئات قليلة من الأمتار من البيت الكبير
، وقف الجميع صفوفاً مستوية يؤدون صلاة عيد الأضحى وقد أشرقت الشمس من خلال يوم شديد البرودة وقد بدأت نتف من الثلج تتساقط ...

بعدما فرغ الشيخ عز الدين من خطبة صلاة العيد قاموا جميعهم متوجهين صوب البيت الكبير ..

لكن فهمي ويسري ورجب ومعهم مجموعة من حُمر الوجوه أقبلوا بخيولهم مسرعين حتى توقفوا

أمامهم صاح فيهم فهمي : ياأبناء عمومتنا الأعزاء هناك في المدخل الأخر من البيت الكبير إنتصبت

خيمة كبيرة ، في المكان المقابل تماماً للمسجد الكبير ، لقد اجتهدنا أن نوفر فيها كل أسباب الراحة

هناك مواقد للتدفئة داخلها ..نسيت ان أخبركم .. لقد أرسل الرجل النبيل ديمول قائد فرق الحماية مجموعة

من الخراف السمينة هدية منه بهذه المناسبة .. هيا ناشدتكم الله لاتفسدوا علينا حفلنا هذا ..

تجمهر العديد جوار المدخل الأخر للبيت الكبير ، وقد هالهم تلك الخيمة التي نُصبت سريعاً وقد وضع

داخلها جميع وسائل الراحة والترفيه ..

كانت هناك داخل الحديقة مجموعة من الخراف المعلقة يقوم مجموعة من الشباب بتقطيعها ...

أشار فهمي بيده لمجموعة من الواقفين جوار مواقد للفحم أعدت خصيصاً للشواء أن يشعلوا النار

جاء في هذه اللحظة ديمول ومعه مجموعة من الرجال مفتولي العضلات يمشون جواره وقد تمنطق كل

واحد فيهم بمسدس ، أما أبناء العمومة التابعين لهم فقد جائوا على ظهور الخيل وفوق كتف كل واحد

منهم بندقية عثمانية ...

كانت هناك عبارة مطرزة عند مدخل الخيمة الكبيرة تقول .. المجد والعظمة لصاحبة القلعة والتاج ..

هب الهواء مثلجاً وقد وقف الشيخ عز الدين وعماد الدين ومجموعة كبيرة من الأبناء والأحفاد خارج

الخيمة ، ينظرون إلى كل مايحدث امامهم مكتفين بالصمت ..

قطع ذلك كله صياح شيخ كبير قد بلغ من العمر عتياً : أيها السافل العاهر فهمي ... كيف تجرؤ على فعل ذلك ، هل بلغت بك الخسة إلى هذا الحد ..أرى زجاجات خمر ووجوه منكره وضحايا معلقة .. هل تظن أيها الداعر أننا مغفلون إلى هذا الحد ...

تقدم فهمي بخطى سريعة للشيخ الذي كان يرتدي ملابس قديمة ومعطف رث ، وصفعه بقوة ،مما جعل الشيخ عز الدين
يتقدم له قائلاً : أيها الوقح تلطم الشيخ الذي كان أبيك وجدك يكنون له كل تقدير واحترام .. تراجع سريعاً للخلف محتمياً
بالقائد ديمول ورجاله ..

تحدث ديمول بهدوء : ماهذا يارجال .. إنه يوم عيد .. لا لا .. لاأود أن تكون الامور هكذا ..

تقدم عماد الدين بثبات مخاطباً ديمول : أقسم برب محمد وإبراهيم وعيسى أنك ياديمول لم تكن لتستطيع أن تطأ وادينا
وبيتنا الكبير وحديقتنا لولا أن جاء بك هذا العاهر الخائن ..

إندفع فهمي بكل قوته صوب اخيه يريد ضربه بحديدة إلتقطها من الأرض ، لكن ديمول أشار سريعاً لرجاله مفتولي
العضلات فقاموا بإمساكه قبل أن يصل لأخيه ..

همس ديمول في إذن فهمي : أيها الغبي ، ليس هكذا تُعالج الأمور ..

صاح الواقفون بصوت عال ... أخرجوا من وادينا ، الويل لك فهمي أيها الخائن الويل لكم أيها الخونة

عالج ديمول الامر بسرعة وأشار للجميع بالمغادرة ....


(( أضع إن شاء الله قريباً بقية الحلقات ) أخوكم / العبد الفقير/ أبو عائشة/ عبدالرحمن بن سعود الشويعر


رد مع اقتباس