الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 02:21 AM   رقم المشاركة : 12
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة التاسعة

فـي الـكـشــف و الـمـشـاهـدة

قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : يكشف للأولياء والأبدال من أفعال الله ما يبهر العقول ويخرق العادات والرسوم فهي على قسمين : جلال وجمال, فالجلال والعظمة يورثان الخوف المقلق والوجل المزعج, والغلبة العظيمة على القلب بما يظهر على الجوارح, كما روي عن أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يسمع من صدره أزيز كأزيز المرجل في الصلاة من شدة الخوف " لما يرى من جلال الله عزَّ وجلَّ وينكشف له من عظمته، ونقل مثل ذلك عن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه وعمر الفاروق رضي الله عنه.


أما مشاهدة الجمال : فهو التجلي للقلوب بالأنوار والسرور والألطاف, والكلام اللذيذ والحديث الأنيس, والبشارة بالمواهب الجسام والمنازل العالية, والقرب منه عزَّ وجلَّ مما سيئول أمرهم إلى الله عزَّ وجلَّ, وجف به القلم من أقسامهم في سابق الدهور فضلاً منه ورحمة, وإثباتاً منه لهم في الدنيا إلى بلوغ الأجل وهو الوقت المقدور, لئلا تفرط بهم المحبة من شدة الشوق إلى الله تعالى فتنفطر مرائرهم, فيهلكون ويضعفون عن القيام بالعبودية إلى أن يأتيهم اليقين الذي هو الموت، فيفعل ذلك بهم لطفاً منه ورحمة ومداراة لها }إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ{.الأنعام139.الحجر25. لطيف بهم }رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{.التوبة117+128.النور20.الحشر10. ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول لبلال المؤذن رضي الله عنه (أرحنا بها يا بلال) أي بالإقامة لندخل في الصلاة لمشاهدة ما ذكرناه من الحال, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (وجعلت قرة عيني في الصلاة).


رد مع اقتباس