عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2003, 04:16 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان سيرة ومسيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان سيرة ومسيرة


طــفــولــته ... وبــدايــاتــه

لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفي فمه ملعقة من الذهب! ولم يتعود جسده ملمس ونعومة
الحرير
لقد فتح زايد عينه على قومه , وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر .. وبدأت شخصيته
كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شيىء الا الكرامة والاباء ..
وفي السنوات المبكرة من حياة زايد .. كانت سورة ((الفاتحه)) هي أول ما تناهى الى
سمعه . .كان لا يزال طفل صغير , يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن مقر الحكم
هذه هي البداية التي ثبتت في أعماق زايد ميزان العدل .. وأودعت في قلبه ينبوع
الرحمة
وعندما كان أبناء القبائل يحضرون الى مجلس الشيخ سلطان والده .. كان زايد يراقب
والده في المجلس وينصت الى حديثه مع الناس . ويتعلم طريقته وهو يحل المشاكل ويساعد
المعوزين
أحب زايد الصقور والصيد وركوب الخيل العربية والجمال , حتى زاعت شهرته فيما بعد
كأحسن فارس , وكانت هذه هي أهم الهوايات التي أولع بها ولا زال
ثم انتقل زايد الى مدينة العين وفيها أمضى السنوات الاولى من شبابه .. يقول الذين
عاشوا هذه الفترة من حياته :-كان الصبي يصعد الى جبل حفيت على مشارف مدينة العين
وينجح في قنص الغزلان بفضل اجادته استخدام البنادق..ولم يكن هناك ما يمنعه عن
الوصول الى الهدف
وعندما أصبح زايد يافعا , كان قد تعلم مبادىء الحرب والقتال بين البدو .. يتصف
بالشجاعه , ويقاتل للشرف لا للمغنم , ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء
أو غزو


الصــعود الـى الــمسؤلية
في عام 1946 م أصبح زايد في العين حاكما ,ليس بينه وبين شعبه حجاب فهم جميعا
يستطيعون الزهاب اليه ويقولون ما عنهم ويأكلون مما يأكل مما ادى الى أن تحولة العين
على يديه الى جنة خضراء
يقول المؤلف النقيب انتوني شبردالمسؤول عن الكشافة في المتصالحة :أن زايد رجل يحظى
باعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء .وهو بلا شك أقوى شخصية في الامارات
المتصالة واذا دخلت عليه باحترام خرجت بأحترام أكبر ..لقد كان واحد من العظماء
الذين التقيت بهم
ويقول ويلفريد تسيجر في زايد :أن زايد رجل قوي البنية في الثلاثين من عمره تقريبا
وجهه ينم عن ذكاء حاد . وعيناه ثاقبتان وقويتان الملاحضه .شخصيته قوية وكان بسيط في
لباسه
ويضيف ويلفريد تسيجر : لقد كنت متشوقا الى لقاء زايد اذ أن له شهرة واسعه في أواسط
البدوا الذين أحبوه لاسلوبه السهل وغير الرسمي في معاملته لهم .. واحترموا فيه قوة
شخصيته وذكاءه وقوته البدنية . ولعلاقاته الودوده بهم

وفي كتاب اخر كتب العقيد بوستيد الذي خدم في المنطقه قال : لقد دهشت كثيرا من
الجموع التي تحتشد حول زايد انه رجل مرموق .. يحيطه البدوا بالاحترام والاهتمام انه
لطيف الكلام دائما مع الجميع سخي بماله , ودهشت ايضا من كل ما أنجزه في بلدته
العـــين بل في المنطقه كلها لمنفعة الشعب
وأشار كيلي الباحث والمؤرخ المعاصر والحجة في تاريخ عمان وشبه الجزيره العربيه في
كتاب له سنة 1964 الى شخصية الشيخ زايد بقوله : في عام 1946 م تولى زايد الحكم في
العين ومنذ أن تولاها . ظهر أمام القبائل نموذجا لصنف الرجال العظام من أمثال جده
زايد الكبير
والحقيقة ان السنوات العشرين التي قضاها زايد حاكما للعين وضواحيها مهدت الطريق له
ليصعد الى المسؤلية وينتقل الى قصر الحصن اي قصر الحكم بأبوظبي



حــكــمــة لأبــوظـــبــي

بعد أن من الله على الامارات بنعمة البترول وبدأ انتاجه في اذدياد أصبح لا بد من
ايجاد الشيخ الذي بأستطاعته أستغلال هذه الثروه في الطريق الصحيحه الذي يضمن تقدم
البلاد ونهضتها فمن هو الذي عنده المقدره على تولي هذه المسؤليه الكبيره؟

لقد استقر الرأي لدى شيوخ ال نهيان بصفة نهائية وتركزت أنظارهم كلها بلا تردد و لا
رجعه على زايد ليقوم بالدور المطلوب ويجسد القيادة التي تستطيع استغلال الثروة
الوطنية التي أنعم الله بها على أبوظبي لصالح الشعب المحروم لحد تلك اللحظه
وهنا - والشهادة للتاريخ - كانت لزايد نظرتان يضعهما على قدم المساواة

الاولى : أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا دون أن تتوافر له السلطة . وهي نظرة ما زال
يتمسك بها حتى الان . وتقوم على انه يجب على المرء ألا يضع نفسه في موضع القيادة ما
لم يتم الاعتراف بسلطته فتحقيق الانجازات يتطلب سلطة كافية
والثانيه : أن كل شيء لا بد أن يتم بهدوء . وليس بالقوة بل بالقرار الجماعي من
الاسرة ومن الشعب
وبالفعل وعلى أساس هاتين النظرتين كان القرار التاريخي الذي أصبح فيما بعد نقطة
تحول بارزة ليس في تاريخ ابوظبي وحدها بل في تاريخ المنطقة العربية بأسرها . . .
لقد أجتمعت أسرة ال نهيان وأستقر رأيها بالاجماع على تولي زايد السلطة . وأعلنت
بالاجماع أيضا أن اختيارها هذا لمصلحة أبوظبي وشعب أبوظبي .. وفي يوم السادس من
أغسطس سنة 1966 صار زايد زعيما لامارة ابوظبي
يقول الشيخ : انني بصراحة لم أكن أرضى أو أتمنى تولي هذه المسؤلية الجسيمة فما الذي
جعلني أقبلها ؟ . . .لقد كان ادراكي لمدى الخسائر التي يعاني منها الشعب هو الامر
الذي دفعني لذلك ولكن ليس هناك أي سعادة تعادل سعادة الحاكم وهو يرى أبناء بلده
ينتقلون في خطى امنة نحو المستقبل المشرق ومن حالة العسر الى حالة مليئه بالخير
والتقدم
والواقع أن تولي الشيخ زايد لمقاليد الحكم في أبوظبي كان مبعث سرور وأرتياح عام في
البلاد كلها
وكان السادس من أغسطس 1966 م هو الموعد الذي ضربه القدر لهذه المنطقة كلها وما
حولها مع الشيخ زايد الذي قال منذ الحظه الاولى : اذا كان الله عز وجل قد من علينا
بالثروة فأن أول ما نلتزم به لرضاء الله وشكره هو أن نوجه هذه الثروة لاصلاح البلاد
ولسوق الخير الى شعبها
ولقد كانت فرحة الشعب بزايد منذ الحظه الاولى لالتقائه بالقدر في موعده المحتوم
فرحة جماعية بكل معنى الكلمة تحمل في مخبرها كما حملت في مظهرها صورة الاستفتاء
العام . ومقومات البيعه الكاملة لكن هذا كله لم يكن يعني بالنسبة لزايد ما يمكن أن
يعنيه بالنسبة لاي حاكم اخر
وكان يقول سموه : اذا كنا اليوم بلا تنظيم أو بلا قاعدة فان كل شيء سيتطور
وعندما سئل فيما بعد عن الطريقة التي تمكن يها من تنفيذ برامجه المتعددة الجوانب
خلال الايام الاولى لحكمه قال زايد : ربما كان ضغط العمل هو الذي أبعد عني المخاوف
أثناء معالجة شئون الامارة كنت أواجه المشاكل بكل ارتياح وكان كل عمل حققناه يعقبه
شعور بالرضا
وكذلك أدرك زايد أن البترول ليس هو العصا السحرية التي تحول الصحراء القاحلة الى
جنات وارفة الظـلال صحيح أن البترول قد يكون عاملا مساعدا ولكنه لا يزيد عن كونه
أداة في يد القائد وعلى هذا القائد يتوقف توجيه وأستغلال هذه الثروة

تــجــربــة الــعــيــن

لقد أحس الشيخ زايد بن سلطان منذ أن تولى أمور العين وضواحيها بحاجة الشعب الى
اصلاحات كثيرة ورغبة مواطنيه في مثل الحياة الطيبه التي بدأت تدب حولهم في بلدان
الخليج الاخرى, وكانت حصيلة معايشة زايد لشعبه في السراء والضراء هي تشكيل خبرته
ومسؤليته الكبيرة في تعويضهم
لكن ندرت المياه كانت حجر عثره في طريق تحقيق التقدم للعين وابوظبي بعدها لكن وبفكر
زايد ونظرته الثاقبه عرف كيف يستغل المياه الجوفيه عن طريق خطة دقيقة ذات هدفين
لاستثمار هذه الموارد ... الاولى عن طريق اصلاح الافلاج القديمة التي مضى عليها
الدهر .. والثانيه :حفر أفلاج جديده وأبار للتوسع في زراعة الارض
وقد بدأ زايد بحفر فلج جديد وهو فلج الصاروج وقد استغرق بناؤه ثمانية عشر عاما ..
وخللها لم يجلس زايد في خيمة ظليلة يتابع منها أعمال الحفر بل كان يعمل مع الرجال
يدا بيد
بالجهد الكبير ..والمال القليل
لقد ادرك صاحب السمو الشيخ زايد اهمية العلم في تحقيق التقدم . وكان دائم القول بأن
العلم بصر ,و نور يهدي الانسان الى الطريق السوي .. ويقود الامم الى العزة والمجد
كان زايد يريد أن يرى المدارس ومعاهد العلم تملأ المنطقة الشرقية , ورغم قلت
الامكانيات فقد بذل المستحيل حتى افتتح المدرسه النهيانية عام 1959م وكان دائم
التردد عليها لتشجيع أبنائه الطلبة ومتابعة تقدمهم

زايد .. رجـــــل الاصلاح
ومضى زايد على طريق الاصلاح ولكي يضمن لأهل العين حاجاتهم وينعش الحركة التجارية
هناك أنشاءسوقا تجارية في العين ولم يترك ميدانا من ميادين الاصلاح دون أن يطرق
بابه
وكانت كل هذه الانجازات ولاصلاحات تبشر بأن زايد هو الرجال الموعود لحكم امارة
ابوظبي وأنه الامل المدخر
يقول الباحث والمؤرخ كلارنس مان الذي زار المنطقه الشرقية وحضر مجالس زايد يقول :
أن الشيخ زايد هو الرجل القوي في منطقة العين وضواحيها ومن هنا امتد نفوذه للظفره
.. وأن البدو ليحترمونه .وقد كرس الشيخ زايد المال القليل الذي توافر لديه للقيام
باصلاحات في منطقته .. ويرشحه كل هذا لأن يكون رجل البلاد المنتظر في امارة ابوظبي
لقد كان زايد يبني امالا كبيرة بينه وبين نفسه والامال الكبيرة تبدأ بأحلام صغيرة


رد مع اقتباس