الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 01:18 AM   رقم المشاركة : 19
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الرابعة عشرة

فـي إتـبـاع أحـوال الـقــوم


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : لا تدع حالة القوم يا صاحب الهوى أنت تعبد الهوى وهم عبيد المولى, أنت رغبتك في الدنيا ورغبة القوم في العقبى, أنت ترى الدنيا وهم يرون ربّ الأرض والسماء, وأنت أنسك بالخلق وأنس القوم بالحق، أنت قلبك متعلق بمن في الأرض وقلوب القوم بربّ العرش, أنت يصطادك من ترى وهم لا يرون من ترى بل يرون خالق الأشياء وما يرى, فاز القوم به وحصلت لهم النجاة, وبقيت أنت مرتهناً بما تشتهي من الدنيا وتهوى، فنوا عن الخلق والهوى والإرادة والمنى فوصلوا إلى الملك الأعلى, فأوقفهم على غاية ما رام منهم من الطاعة والجد والثناء }ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{.المائدة54. فلازموا ذلك وواظبوا بتوفيق منه وتيسير بلا عناء, فصارت الطاعة لهم روحاً وغذاء, وصارت الدنيا إذ ذاك في حقهم نقمة وخزياً، فكأنها لهم جنة المأوى إذ ما يرون شيئاً من الأشياء حتى يروا قبله فعل الذي خلق وأنشأ فيهم ثبات الأرض والسماء, وقرار الموت والإحياء إذ جعلهم مليكهم أوتاداً للأرض الذي دحى, فكل كالجبل الذي رسى, فتنح عن طريقهم ولا تزاحم من لم يفده عن قصده الآباء والأبناء، فهم خير من خلق ربي وبث في الأرض وذرأ, فعليهم سلام الله وتحياته ما دامت الأرض والسماء.


رد مع اقتباس