الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 09:52 AM   رقم المشاركة : 57
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السادسة والأربعون

فـي قـولـه عـز و جـل فـي الـحـديـث الـقـدســي
( مـن شــغـلـه ذكـرى…) إلـى آخــره


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : في قوله النبي صلى الله عليه وسلم عن ربى عز وجل : (من شغله ذكرى عن مسئلتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين) وذلك أن المؤمن إذا أراد الله عز وجل اصطفاءه واجتباءه، سلك به الأحوال وامتحنه بأنواع المحن والبلايا فيفقره بعد الغنى ويضطره إلى مسألة الخلق في الرزق عند سد جهاته عليه، ثم يصونه عن مسألتهم ويضطره إلى الكسب ويسهله وييسره له فيأكل بالكسب الذي هو السنة، ثم يعسره عليه ويلهمه السؤال للخلق، ويأمره به بأمر باطن يعلمه ويعرفه ويجعل عبادته فيه ومعصيته في تركه، ليزول بذلك هواه وتنكسي نفسه وهى حالة الرياضة فيكون سؤاله على وجه الإجبار لا على وجه الشرك بالجبار، ثم يصونه عن ذلك ويأمره بالفرض منهم أمراً جزماً لا يمكنه تركه كالسؤال من قبل ثم ينقله من ذلك ويقطعه عن الخلق ومعاملتهم، فيجعل رزقه في السؤال له عز وجل فيسأله جميع ما يحتاج إليه فيعطيه عز وجل ولا يقطعه إن سكت وأعرض عن السؤال، ثم ينقله من السؤال باللسان إلى السؤال القلب فيسأله بقلبه جميع ما يحتاج فيعطيه حتى أنه لو سأله جملة ظاهراً وباطناً، فيناديه بجميع ما يصلحه ويقوم به أوده من المأكول والمشروب والملبوس وجميع مصالح البشر من غير أن يكون هو فيها أو تخطر بباله. فيتولاه عز وجل وهو قوله عز وجل }إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ{.الأعراف196. فيتحقق حينئذ قوله عز وجل (من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين) وهى حالة الفناء التي هي غاية أحوال الأولياء والأبدال ثم قد يرد إلى التكوين فيكون جميع ما يحتاج إليه بإذن الله وهو قوله جل وعلا في بعض كتب "يا ابن آدم أنا الله الذي لا غليه إلا أنا أقول للشئ كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشئ كن فيكون".


رد مع اقتباس