الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 09:50 AM   رقم المشاركة : 55
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الرابعة والأربعون

فـي ســبـب عـدم اســتـجـابـة دعـاء الـعـارف بـالله تـعـالـى


قـال قـدَّس الله ســرّه : إنما لم يستجب للعارف كلما يسأل ربه عز وجل ويوفى له بكل وعد لئلا يغلب عليه الرجاء فيهلك، لأن ما من حالة ومقام إلا ولذاك خوف ورجاء هما جناحي طائر لا يتم الإيمان إلا بهما وكذلك الحال والمقام، غير أن خوف كل حالة ورجاءها بما يليق بها، فالعارف مقرب وحالته ومقامه أن لا يريد شيئاً سوى مولاه عز وجل ولا يركن ولا يطمئن إلى غيره عز وجل، ولا يستأنس بغيره، فطلبه لإجابة سؤاله والوفاء بعهده غير ما هو بصدده ولائق بحاله ففي ذلك أمران اثنان : أحدهما لئلا يغلب عليه الرجاء والغرة بمكر ربه عز وجل فيغفل عن القيام بالأدب فيهلك، والآخر شركه بربه عز وجل يشئ سواه، إذ لا معصوم في العالم في الظاهر بعد الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فلا يجيبه ولا يوفى له كيلا، يسأل عادة ويريده طبعاً لا امتثال للأمر، لما في ذلك من الشرك والشرك كبيرة في الأحوال كلها والأقدام جميعها والمقامات بأسرها.



وأما إذا كان السؤال بأمر فذلك مما يزيده قرباً كالصلاة والصيام وغيرهما من الفرائض والنوافل، لأنه يكون في ذلك ممتثلاً للأمر.


رد مع اقتباس