الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 02:16 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

مـقـدمـة الـمـؤلـف

قال الشيخ عبد الرزاق ولد المؤلف : قال والدي رضي الله تعالى عنه مؤيد الأئمة سيد الطوائف أبو محمد محي الدين عبد القادر الجيلاني الحسني الحسيني الصديقي، ابن أبي صالح موسى جنكى دوست ابن الإمام عبد الله ابن الإمام يحيى الزاهد ابن الإمام محمد ابن الإمام داود ابن الإمام موسى ابن الإمام عبد الله ابن الإمام موسى الجون ابن الإمام عبد الله المحض ابن الإمام الحسن المثنى ابن الإمام أمير المؤمنين سيدنا الحسن السبط ابن الإمام الهمام أسد الله الغالب، فخر بني غالب، أمير المؤمنين سيدنا علي ابن أبي طالب، كرم الله وجهه، ورضي عنه وعنهم أجمعين آمين :

الحمد لله ربِّ العالمين أولاً وأخرا وظاهراً وباطناً، عدد خلقه ومداد كلماته، وزنة عرشه، ورضاء نفسه، وعدد كل شفع ووتر، ورطب ويابس في كتاب مبين، وجميع ما خلق ربنا وذرأ وبرأ، خالق بلا مثال أبداً سرمداً طيباً مباركاً، الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأمات وأحيى، وأضحك وأبكى، وقرب وأدنى، وأرحم وأخزى، وأطعم وأسقى، وأسعد وأشقى، ومنع وأعطى، الذي بكلمته قامت السبع الشداد، وبها رست الرواسي والأوتاد واستقرت الأرض المهاد، فلا مقنوطاً من رحمته، ولا مأموناً من مكره وغيرته وإنفاذ أقضيته وفعله وأمره، ولا مستنكفاً عن عبادته، ولا مخلواً من نعمته، فهو المحمود بما أعطى، والمشكور بما زوى، ثم الصلاة على نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي من اتبع ما جاء به اهتدى ومن صدف عنه ضل وارتدى، النبي الصادق المصدوق، الزاهد في الدنيا، الطالب الراغب في الرفيق الأعلى، المجتبى من خلقه، المنتخب من بريته، الذي جاء بالحق بمحبته، زهق الباطل بظهوره، وأشرقت الأرض بنوره.

ثم الصلوات الوافيات، والبركات الطيبات، الزاكيات المباركات عليه ثانياً وعلى آله الطيبين، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، الأحسنين لربهم فعلا، الأقومين له قيلا، والأصوبين إليه طريقاً وسبيلاً، ثم تضرعنا ودعاؤنا ورجوعنا إلى ربنا، ومنشئنا وخالقنا ورازقنا، ومطعمنا ومسقينا، ونافعنا وحافظنا، وكالئنا ومحيينا، والذابّ والدافع عنا جميع ما يؤذينا ويسوءنا، كل ذلك برحمته وتحننه وفضله ومتنه بالحفظ الدائم في الأقوال والأفعال في السر والإعلان، والإظهار والكتمان والشدة والرخاء والنعمة والبأساء والضراء، إنه فعال لما يريد، والحاكم بما يشاء، العالم بما يخفى، المطلع على الشؤون والأحوال، من الزلات والطاعات والقربات، السامع للأصوات، المجيب للدعوات، لمن يشاء من غير تنازع وتردد.


أما بعد : فإن نعم الله علي كثيرة متواترة، في آناء الليل وأطراف النهار والساعات واللحظات والخطرات وجميع الحالات، كما قال عزَّ وجلَّ : }وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا{.إبراهيم34. وقوله تعالى : }وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ{.النحل53. فلا يدان لي ولا جنان ولا لسان في إحصائها وأعدادها، فلا يدركها التعداد ولا تضبطها العقول والأذهان، ولا يحصيها الجنان ولا يعبرها اللسان. فمن جملة ما مكن عن تعبيرها اللسان، وأظهرها الكلام وكتبها البنان، وفسرها البيان، كلمات برزت وظهرت لي من فتوح الغيب فحلت في الجنان، فأشغلت المكان فأنتجها وأبرزها صدق الحال، فتولى إبرازها لطف المنان، ورحمة ربّ الأنام في قالب صواب المقال، لمريدي الحق والطلاب.


رد مع اقتباس