عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2004, 04:27 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي








البطالة تدق ناقوس الخطر

الدكتور: صالح بن عون الغامدي (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد) يقول:
أحوال الخريجين تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب الضغوط التي يواجهونها في هذه الحياة وبسبب البطالة التي امتدت مع بعضهم لاكثر من سنتين ولم يتم تعيينهم لا لسبب الا ان معدلاتهم (مقبول), على الرغم من وجود شهادة خبرة في التدريس لدى بعضهم لمدة سنة وسنتين قاموا فيها بالتدريس في المدارس الحكومية والاهلية في ظروف صعبة جداً ورواتب قليلة

واذا كان التدريس لا يعتمد اعتماداً كلياً على المعلومات التي اخذها الطالب في الجامعة بل يعتمد على الكتاب المدرسي المقرر من قبل لجنة من المختصين وطريقة المدرس في طرح الموضوع على الطلاب, فلماذا لا يعتمد في التعيين على درجات الخريج في التربية الميدانية وعلى وجود شهادة الخبرة في التدريس بدلاً من النظر الى المعدل نظرة كبرى

وان كنت ارى ان يكون التعيين وفق سنة التخرج بغض النظر عن المعدل- كما هو معمول به في الكثير من الدول العربية, ونقطة اخرى جديرة بالاهتمام وهي قلة الوظائف الشاغرة المطروحة على الرغم من وجود الكثير من الخريجين الذين ينتظرون فرصة الحصول على عمل, واذا كانت وزارة الخدمة المدنية تتعذر بوزارة التربية فلماذا لا تسارع وزارة التربية الى فتح مدارس جديدة نحن بحاجة ماسة لها بدلاً من اكتظاظ الطلاب في الفصل الواحد باعداد قد تصل الى خمسين طالباً في الفصل الواحد? فأي قدرة للمعلم يستطيع من خلالها السيطرة على هؤلاء الطلاب في زمن وزعت فيه التعاميم التي تعطي معظم الحقوق للطالب بدلاً من المعلم وانتشرت هذه التعاميم بين عامة الناس كانتشار النار في الهشيم

يحيى محمد العطوي - رئيس قسم الارشاد الطلابي بتعليم - تبوك يعرف العاطلين بأنهم الاشخاص الذين ليست لديهم اية اعمال يقومون بها وهم يعيشون على أكتاف الاخرين وحياتهم مشوبة بالاضطراب والقلق ولهذا فإن أفكارهم تتجه بسلبية قوية الى افراد المجتمع ناهيك عن استعدادهم للانحراف بشكل سريع والحل يتمثل في مساعدتهم وتوجيه النصح والارشاد للبحث عن عمل حتى يعتمدوا على انفسهم في مواجهة متطلبات الحياة والتعاون معهم على نطاق المستوى الحكومي والمستوى الخاص, مشيرا الى ان فرص العمل موجودة وبكثرة في السوق السعودي ولكنها محجوبة عن السعوديين فهناك انشطة لم تتم سعودتها حتى الان بالرغم من سهولة سعودتها والعمل فيها مثل الشقق المفروشة والفنادق ومحلات بيع الملابس والاكسسوارات والعطور والهدايا وغيرها من المهن فلو طبق قرار السعودة على هذه الانشطة لأتيحت الاف الفرص امام الشباب السعودى فالسعودة خيار استراتيجي لابد منه, فيما يؤكد عبدالخالق احمد العتيق (نائب مدير مكتب العمل بمنطقة تبوك) ان الوزارة تقوم حاليا بجهود مكثفة في سبيل فتح المزيد من فرص العمل امام الشباب السعودي فهناك حظر الان لاكثر من 40 مهنة لا يمكن الاستقدام عليها بهدف اتاحتها امام الشباب السعودي وهذه خطوة جيدة تخطوها الوزارة لدعم الشباب السعودي الذي يجب ان يستغل هذه الفرص. ويضيف شاص لطفي ابو صابر (مدير معهد المراقبين الفنيين بتبوك) بأن هناك جدية من الشباب السعودي في الاونة الأخيرة للانخراط في سوق العمل وهذا يتضح من خلال الزيادة الملحوظة من قبل الشباب في الاقبال على المراكز والمعاهد الفنية للحصول على تدريب وشهادات فنية وصناعية مشيرا الى ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تبذل جهودا حثيثة في تذليل الصعاب لابناء الوطن ليتمكنوا من الحصول على شهادة فنية أو مهنية, فسوق العمل بحاجة الى التخصصات الفنية اكثر من أي وقت مضى وهذا ما يحرص عليه الشباب السعودي

المهندس أحمد السويدات (مدير التدريب المشترك بمنطقة حائل) يرى ان البطالة ليست مشكلة اقليمية او مناطقية بل قضية ومشكلة عالمية لايمكن حلها بأطروحات بسيطة بل من خلال استراتيجية وفق دراسات علمية جادة والتدريب المشترك يسهم في توفير التدريب المؤهل للشباب والعاطلين عن العمل

منذر عبدالله (اخصائي اجتماعي) يرى ان طابور العاطلين عن العمل او بعبارة اخرى ظاهرة البطالة قد استشرت في مجتمعنا المحلي في السنوات الأخيرة وافضت الى نتائج مضرة وسلبية على مجتمعنا فهي تساهم ولا شك في انحراف العاطل عن العمل الذي يرى انه قادر على العطاء والعمل نظرا لانه لا يجد ما يشغل به وقت فراغه فيكون عرضة للانحراف

حامد سليمان البركات (رجل اعمال في تبوك) اشار الى ان هناك فجوة كبيرة بين اصحاب العمل والشباب السعودي ونحتاج سريعا الى سد هذه الفجوة حتى نصل الى الحل الصحيح فالشباب السعودي متهم من قبل اصحاب العمل بالكسل والغرور والتسيب وعدم الثقة وعدم القدرة على ادارة اي نشاط وهذا الشئ قد يكون ترسب مع الزمن لاعتمادنا على العمالة الوافدة بالدرجة الاولى في كل الانشطة اما الشباب فاتهامه لاصحاب العمل بعدم حفظ حقوق العامل نتيجة عدم وجود عقد عمل اضافة الى تدن في الرواتب وهذه جديرة بالدراسة حتى نصل الى حل سليم يرضي الطرفين

مضيفا ان الشباب السعودي تنقصه الخبرات لعدم وجود تدريب كاف لذلك لا بد من التهيئة الكاملة للشباب السعودي حتى يتمكنوا من الالتحاق بكافة الاعمال المهنية دون استثناء ولا بد من تحديد ساعات الدوام والاجازات في القطاع الخاص وذلك حفاظا على العلاقات الاسرية وحتى ينتج الشباب في اعمالهم وهم يؤدون ذلك براحة نفسية تامة. أيمن سلامة (رجل اعمال) هو الاخر يرى ان اولى خطوات العلاج في توطين فرص العمل في كافة الانشطة

التجارية (جملة وتجزئة) في اسواق المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة القادمة وفقا للخطط المعلنة وايضا كما رأينا في الالية التي اعتمدت في توطين اسواق الذهب والمجوهرات كما ان تفعيل ودعم قرارات (السعودة) امر في غاية الاهمية بحيث تتم متابعة ذلك في القطاع الخاص تحديدا ما من شأنه ان يؤدي الى ارتفاع مستوى دخل المواطن وتحسين انتاجية الفرد وكذلك تقلـــيص نسبة العمـالة الوافدة

عبدالله زيد الحازمي (رجل اعمال بالمدينة المنورة) يرى أن تدفق اعداد كبيرة من الوافدين الى سوق العمل كان سببا رئيسا لزيادة قائمة العاطلين عن العمل سواء في المدينة المنورة او المملكة عموما ويبين ان معدل البطالة ازداد خلال السنوات الأخيرة في المملكة بين المواطنين حيث يصل عدد العاطلين عن العمل تقريبا حسب دراسة اطلعت عليها الى (1,2) مليون مائتي الف عاطل عن العمل من المواطنين ما بين بطالة اختيارية او دورية او بطالة موسمية او اجبارية مشددا أن العمالة الوافدة لها دور رئيسي في تفاقم معدل العاطلين عن العمل ونسبة البطالة

في دراسة تحليلية عن أثر البطالة في البناء الاجتماعي بالمملكة للاستاذ محمد عبدالله البكر استاذ علم النفس الاجتماعي المساعد بمعهد الادارة العامة بالرياض واستاذ زائر بقسم الاجتماع جامعة ولاية متشجان الامريكية اشار الى ان البطالة تؤثر في مدى ايمان الافراد وقناعتهم بشرعية الامتثال للانظمة والمبادئ والقواعد السلوكية المألوفة في المجتمع. وبذلك فإن البطالة لا يقتصر تأثيرها على تعزيز الدافعية والاستعداد للانحراف, انما تعمل ايضا على ايجاد فئة من المجتمع تشعر بالحرية في الانحراف. ووفقاً لهذه القناعة والايمان فإن انتهاك الانظمة والمعايير السلوكية العامة او تجاوزها لا يعد عملاً خطأ اومحضوراً في نظرهم: لانهم ليسوا ملزمين بقبولها او الامتثال لها


واتساقاً مع هذه النتائج تشير دراسة اخرى الى ان الفقر والبطالة يؤديان الى حالة من شعور الرفض والعداء تجاه المجتمع وعدم الايمان بشرعية انظمته والامتثال لها, مما يؤدي الى الانحراف والسلوك الاجرامي, وبخاصة فيما يتعلق بجرائم الاعتداء على النفس ويعزز هذا الافتراض ما اشارت اليه دراسة عن حالة البطالة في المملكة العربية السعودية الى ان (الفرد العاطل قد يصاب بفقدان الشعور بالانتماء الى المجتمع حيث يشعر بالظلم, الذي قد يدفعه الى ان يصبح ناقما على المجتمع

لذا فإن ضعف الضوابط الاسرية وتأثير القيم العامة الذي ينتج من ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع يؤدي الى ضعف الاستعداد والقابلية للامتثال والتكيف مع الانظمة والضوابط الاجتماعية, وهذا الوضع يكون سبباً رئيساً في زيادة نسبة الجريمة, خاصة جرائم الاعتداء على الاملاك (السرقة, النشل, وسرقة السيارات) التي يصعب في الغالب السيطرة عليها من قبل المؤسسات المعنية بالضبط الاداري (الاجهزة الامنية) وتؤكد هذا الافتراض نتائج دراسة عبدالله الوليعي التي اشارت الى ان نسبة الذين لم يقبض عليهم ممن ارتكبوا جرائم السرقة

%بمدينة الرياض من عام 1406 الى عام 1411هـ 76,3

ووفقاً لافتراضات الدراسات ونتائجها يمكن صياغة الكيفية التي تشكل بها العلاقة القائمة بين البطالة والجريمة على الوجه الآتي: تؤدي البطالة الى انخفاض اواصر الروابط التي يحملها الناس تجاه المؤسسات الرسمية والانظمة والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع, كما انها تحد من فاعلية سلطة الاسرة بحيث لا تستطيع ان تقوم او تمارس دورها في عملية الضبط الاجتماعي لاطفالها, ومن ثم يترتب على انخفاض اواصر الروابط التي يحملها الناس وعلى محدودية او ضعف سلطة الاسرة قابلية الاطفال والشباب واستعدادهم للجنوح: وذلك لسهولة وقوعهم تحت تأثير القيم السائدة وسيطرتها لدى مجموعة الرفاق (الزملاء) في الحي/ الأحياء

جانب الصحة النفسية

كما تؤدي حالة البطالة عند الفرد الى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي, اضافة الى ان كثيرا من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية. فمثلا يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة مما يؤدي الى اعتلال في الصحة النفسية لديهم

فما هي الحلول

الدكتور فهد السلطان أمين عام مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية يرى الحل في المهننة أي ان يتشرب الشاب السعودي المهنة ويتقنها وحينئذ لا يحتاج الى تدخل من الدولة لفرضه على القطاع الخاص ولكن سيكون القطاع الخاص والشركات هم من يسعون وراءه

توصيات وحلول

ووفقا لنتائج تحليل الدراسة فإن أهم التوصيات تتلخص فيما يلي
نظرا لاختلاف التركيبة الحالية للسكان في المملكة العربية السعودية من حيث العدد, النوع, الجنس, والتوزيع في المناطق.. الخ, فإن الواقع يتطلب أن تقوم الجهات المختصة بالعمل على اجراء دراسة مسحية شاملة للسكان في المملكة, وذلك لما تقتضيه الظروف والدوافع الراهنة سواء ما يتعلق منها بالجانب الأمني, الاقتصادي, الاجتماعي والعلمي


العمل على وضع قاعدة معلومات حديثة للقوى العاملة تشتمل على التصنيفات والتفريعات الاساسية, وذلك نظرا لاهميتها في تسهيل عملية البحث العلمي, ولدعم دقة نتائجه في تمثيل الواقع ووصفه وتقييمه


تنظيم عملية استقدام العمالة الاجنبية وتقنينها, بحيث تقتصر صلاحيتها حصرا على الأجهزة المختصة فقط, وعدم تعدد الجهات والمصادر التي تقوم بذلك

ترشيد عملية استقدام العمالة الاجنبية وذلك من خلال حصرها في مهن محددة

دعم عملية التدريب المستمر, وبخاصة التدريب التأهيلي والاستثمار فيه

دعم عملية التعليم المستمر للقوى العاملة, وبخاصة لمن هم دون الشهادة الثانوية

نظرا لارتفاع نسبة تمثيل المرأة في التركيبة السكانية, ومحدودية خيارات العلم المتاحة لها في الوقت الراهن, يتعين اتاحة الفرصة امامها بشكل اكبر للإسهام في قوة العمل, وذلك من خلال توسيع مجالات نطاق عمل المرأة وتنويعها وعدم حصرها في مهن محددة
العمل على تطبيق نظام الحد الادنى للأجور

منقووووووووووووول


الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس