بسم الله الرحمن الرحيم
المقالة السبعون
فـي الـشــكـر و الاعـتـراف بـالـتـقـصـيـر
قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : كيف يحسن منك العجب في أعمالك و رؤية نفسك فيها و طلب الأعواض عليها، و جميع ذلك بتوفيق الله تعالى و عونه و قوته و إرادته و فضله، و إن كان ترك معصيته فبعصمته و حفظه و حميته.
أين أنت من الشكر على ذلك و الاعتراف بهذه النعم التي أولاكها، ما هذه الرعونة و الجهل، تعجب بشجاعة غيرك و سخائه و بذل ماله إذا لم تكن قاتلاً بعودك إلا بعد معاونة شجاع ضرب في عدوك ثم تمنيت قتله، لولاه كنت مصروعاً مكانه و بدله، و لا باذلاً لبعض مالك إلا بعد ضمان صادق كريم أمين ضمن لك عوضه و خلفه، لولا قوله و طمعك فيما وعد لك و ضمن لك ما بذلت حبة منه، كيف تعجبك بمجرد فعلك.
أحسن حالك الشكر و الثناء على المعين و الحمد لله الدائم و إضافة ذلك إليه في الأحوال كلها إلا الشر و المعاصي و اللوم، فإنك تضيفها إلى نفسك و تنسبها إلى الظلم و سوء الأدب و تتهمها به، فهي أحق بذلك لأنها مأوى لكل شر و أمارة بكل سوء و داهية وإن كان هو عزّ و جلّ خالقك و خالق أفعالك مع كسبك، أنت الكاسب و هو الخالق كما قال بعض العلماء بالله عزّ و جلّ : تجئ و لا بد منك، و قوله صلى الله عليه و سلم : ( اعملوا و قاربوا و سددوا فكل ميسر لما خلق له ).
آخر تعديل عمر نجاتي يوم 04-18-2022 في 10:48 AM.