الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 10:09 AM   رقم المشاركة : 77
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة الثانية والستون

فـي الـمـحـبـة و الـمـحـبـوب و مـا يـجـب فـي حـقـهـمـا


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : ما أكثر ما يقول المؤمن قرب فلان و بعدت، وأعطى فلان و حرمت، وأغنى فلان و أفقرت و وفى فلان و أسقمت، و عظم فلان و حقرت، و حمد فلان و ذممت، و صدق فلان و كذبت. أما يعلم أنه الواحد. وأن الواحد يحب الوحدانية في المحبة، و يحب الواحد في محبته.

إذا قربك بطريق غيره نقصت محبتك له عز و جل و شعبت فربما دخلك الميل إلى من ظهرت المواصلة و النعمة على يديه، فتنقص محبة الله في قلبك، و هو عز و جل غيور لا يحب شريكه فكف أيدي الغير عنك بالمواصلة و لسانه عن حمدك و ثنائك و رجليه عن السعي إليك كيلا تشتغل به عنه، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ) فهو عز و جل يكف الخلق عن الإحسان إليك من كل وجه و سبب حتى توحده و تحبه، و تصير له من كل وجه بظاهرك و باطنك في حركاتك و سكناتك، فلا ترى الخير إلا منه و لا الشر إلا منه عز و جل ، و تفنى عن الخلق و عن النفس، و عن الهوى و الإرادة و المنى، و عن جميع ما سوى المولى، ثم يطلق الأيدي إليك بالبسط و البذل و العطاء، و الألسن بالحمد و الثناء فيدلك ابداً في الدنيا ثم في العقبى، فلا تسئ الأدب، انظر إلى من ينظر إليك، و اقبل على من أقبل إليك، و أحب من يحبك و استجب من يدعوك و أعط يدك من يثبتك من سقطك و يخرجك من ظلمات جهلك، و ينجيك من هلكك و يغسلك من نجاسك، و ينظفك من أوسخاك، و يخلصك من جيفك و نتنك، و من أوهامك الردية، و من نفسك الأمارة بالسوء و أقرانك الضلال المضلين شياطنيك، و أخلائك الجهال قطاع طريق الحق الحائلين بينك و بين كل نفيس و ثمين و عزيز.



إلى متى المعاد، إلى متى الحق، إلى متى الهوى، إلى متى الرعونة، إلى متى الدنيا، إلى متى الآخرة، إلى متى سوى المولى؟ أين أنت من خالقك و الأشياء، و المكون الأول الآخر الظاهر الباطن، و المرجع و المصدر إليه، و له القلوب و طمأنينة الأرواح و محط الأثقال و العطاء و الامتنان، عز شأنه.


رد مع اقتباس