عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2004, 02:34 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


فمن ثمرة المداومة على العمل الصالح أن من كان يقوم بعمل بر وخير في الأحوال العادية ثم قصّر عن القيام به لعذر طارئ كسفر أو مرض ، فإنه يكتب له مثل ذاك العمل ويثاب عليه كما لو كان يفعله .
كما قال -صلى الله عليه وسلم- : (( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً )) رواه البخاري .
فيستحب للمسلم المداومة على ما اعتاده من عمل الخير .
الطريقة الرابعة والعشرون : ( الاجتناب والكف عن الشر والمعاصي لله تعالى ) :
من طرق كسف الثواب قصد الامتثال لأمر الله تعالى في ترك المحرمات .
فمن ترك الغيبة مثلاً امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله أثيب على ذلك ، ومن تركها لغير الامتثال - لم يعاقب - ولا ثواب حينئذٍ حتى ينوي امتثال أمر الله تعالى .
ويشهد لذلك الحديث الذي رواه مسلم (( 000 قال أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة )) .
قال النووي رحمه الله تعالى : ( قوله -صلى الله عليه وسلم-: (( تمسك عن الشر فإنها صدقة )) معناه صدقة على نفسه والمراد أنه إذا أمسك عن الشر لله تعالى كان له أجر على ذلك كما إن للمتصدق بالمال أجراً ) .
مثال : لو أن واحداً محتسباً طوال الوقت أنه الآن مبتعد عن الحرام وكاف عن الإثم فإنه يؤجر على ذلك .
وخصوصاً : إذا وجد الداعي لعمل الحرام - من دعته امرأة فامتنع ؛ فإنه يؤجر أجراً عظيماً - كما في الحديث (( ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ... )) فكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله .
الطريقة الخامسة والعشرون : ( الصبر والاحتساب عند المصائب والشدائد ) :
يثاب المسلم ويؤجر عند المصائب إذا صبر واحتسب ذلك عند الله تعالى لأنها علامة من علامات كمال الإيمان .
فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفر الله بها من خطاياه )) متفق عليه .

والمؤمن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .
الطريقة السادسة والعشرون :( عن طريق الاستعداد للطاعة ) :
إن الإنسان يؤجر على فعله حسب قصده ونيته .
كمن أعد سحوره ليصوم فطرأ عليه طارئ فله أجر قصده واستعداده .
كما في قصة أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال : يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به قال : (( ائتِ فلاناً قد كان تجهز فمرض )) فأتاه فقال : إن رسول الله يقرئك السلام ويقول : (( أعطني الذي تجهزت به )) فقال : يا فلانة أعطيه الذي تجهزت به ، ولا تحبسي منه شيئاً فوالله لا تحبسين منه شيئاً فيبارك لنا فيه )) رواه مسلم .
فالمسلم يؤجر على حسب نيّته ومقصده .
الطريقة السابعة والعشرون : ( عن طريق استغلال الوقت ) :
من طرق كسب الثواب استغلال الزمن في الطاعات . فحاول أخي أن تصرف جُل وقتك في المسارعة للخيرات لكسب مزيد من الحسنات ، من ذكر الله عز وجل ، وقراءة القرآن ، وصلة الأرحام ، والدعوة إلى الله تعالى ، فكن مثالياً يا أخي في استثمار وقتك .
الطريقة الثامنة والعشرون : ( عن طريق العمل إذا اقترن به مشقة ) :
إذا اقترن العمل الصالح بمشقة فله أجران ؛ أجر العمل وأجر المشقة ، كما في حديث (( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران )) متفق عليه .
ويشهد لذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ...)) إلخ الحديث رواه مسلم .
أفاد الحديث : الحث على إسباغ الوضوء وتحسينه ولو كان في شدة كبرد شديد أو احتياجه إلى الماء أو السعي في تحصيله وغير ذلك .
تنبيه :
ليس معنى ذلك أن المسلم يبحث عن المشقة في أداء العبادات - ليس ذاك مقصود الشارع الحكيم - وإنما معنى ذلك أن العبادة إذا لم تيسر حصولها إلاّ بمشقة عظم أجرها على نظيرها مما هو أقل مشقة ، مثل الصوم في اليوم الطويل الحار هو أعظم أجراً من الصوم في اليوم القصير ، وكذلك الوضوء في الشتاء لمن لا يقدر على تسخين الماء ، أكثر أجراً من الوضوء في الصيف لأن الأول هو فعلاً من الوضوء على المكاره . فتأمل .
الطريقة التاسعة والعشرون : ( عن طريق الاشتراك في الأجر ) :
قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث : (( إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعة يحتسب في صنعه الخير ، والرامي به ، ومنبله )) .

فهناك أعمال لا يستطيع الفرد أن يقيمها وحده فيتعاون مع إخوانه فيكون الأجر بينهم .
مثل :
أ) إزالة منكر ب) كفالة يتيم
جـ ) بناء مسجد د) حفر بئر
هـ ) تفريج كربة و) إعداد محاضرة أو درس .
ز) إعانة متزوج ، وغيرها من أبواب الخير
الطريقة الثلاثون : ( عن طريق إيجابية المسلم ) :
المسلم الإيجابي حريصٌ على اغتنام الفرص - بل يصنع الفرص بنفسه فلا تراه إلاّ عاملاً في طاعة الله مسارعاً إليها لهذا تكاثر أجره - فكن أيها المسلم :
1- دلالاً على :
أ ) محاضرة في مسجد ب) درس يومي أو أسبوعي
ج) حلقة قرآن د) مشروع خير
هـ ) كتاب مفيد وشريط قيّم . ز) مجلة مفيدة
قال -صلى الله عليه وسلم- : (( من دل على خير فله مثل أجر فاعله )) رواه مسلم.
2- حث المحسنين وأهل الخير على نشر الكتاب الإسلامي وطباعته ليعم نفعه .
3- تشجيع كافة أعمال الخير والبر ولا سيما في مجال نشر العلم وتقديم الخدمات.
4- الصلة الشخصية بالأصحاب والأصدقاء والجيران وزملاء العمل لدعوتهم إلى الله تعالى .
5- تقديم الخدمات المتنوعة للناس من اهتمام بأوضاعهم والشفاعة لهم وقضاء مصالحهم وإعانتهم فيما يحتاجون إليه من عون مادي ومعنوي .
فالإيجابية من أهم الصفات التي ينبغي أن نجاهد أنفسنا لنتخلق بها لنعمر أعمارنا بالصالحات ونثقل موازيننا بالحسنات .
الخاتمة
وهذه الطرق لتحصيل الأجر لا تتحقق إلاّ بتجريد الإخلاص لله سبحانه وتعالى والتوكل عليه .
والسير في تحقيقها يحتاج إلى استشعار وتذكر الأجر وأنه سبب في ثقل الميزان يوم القيامة ويحتاج المؤمن إلى عزيمة صادقة وهمة عالية وجدية فائقة وعمل متواصل إلى أن نلقاء سبحانه وتعالى على ذلك .
والحمد لله رب العالمين
أخوكم
خالد بن عبد الرحمن الدرويش


التوقيع :



قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]






رد مع اقتباس