عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2011, 10:42 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: المؤرخة د. فراوكه تترجم كتابها من الإمارات المتصالحة إلى دولة الإمارات العربية

أبوظبي بذلت ما في وسعها لاتحاد الإمارات المتصالحة

Cant See Images

المصدر: إعداد: بشاير المطيريالتاريخ: 20 نوفمبر 2011
زايد أكد أن ثروة أبوظبي لحماية الإمارات.

في يناير من عام 1971 توجّه وفد يترأسه الأمير نوّاف بن عبدالعزيز آل سعود من المملكة العربية السعودية، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح أحمد الجابر الصباح، إلى البحرين وبعدها إلى الإمارات الأخرى، حاملاً اقتراحات لحلّ الأمور التي لم تتفق عليها الإمارات الأعضاء، والتي تمثلت في التمثيل في المجلس الاتحادي وموقع العاصمة الدائمة وطريقة الاقتراع في المجلس الأعلى للحكّام، وإسهام الأعضاء في الميزانية الاتحادية، وبعدها انبثقت موضوعات جديدة تركزت حول دور القوات المسلحة المحلية للإمارات الأعضاء، والقوانين المتعلقة بالنقل الجوي وعضوية كل إمارة في المؤسسات الدولية مثل «أوبك»، إذ ظل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مصمماً على أن تبذل أبوظبي أقصى ما في وسعها لرعاية اتحاد الإمارات المتصالحة، على الرغم من أن عدد الإمارات التي ستنضم إليه لم يكن واضحاً


وبعدها تسلّم الوفد السعودي ـ الكويتي تعليقات وانتقادات الإمارات الأخرى حول تلك الأمور، وبدأ بإعداد اقتراحات جديدة، تُعنى بالدستور، بتخصيص أربعة مقاعد لكل إمارة في مجلس الاتحاد، واتخاذ القرار حول العاصمة الدائمة عندما يتم إعداد الدستور الدائم، والسماح لكل إمارة بالاحتفاظ أو اكتساب عضوية في «الأوبك»، ووجوب قيام الاتحاد بسن القوانين حول حدود المياه الإقليمية في عرض البحر، ومنح كل إمارة الحق بتشكيل قوات مسلحة تكون مستعدة للانضمام إلى القوات الاتحادية لقمع الاعتداءات الخارجية، وفرض أغلبية من سبعة للاقتراح في المجلس الأعلى حول المسائل الأساسية، ومطالبة كل إمارة بالإسهام بنسبة محددة وثابتة من دخلها السنوي مع الأخذ في الحسبان المدخول وعدد المواطنين فيها.

رفع الوفد اقتراحاته إلى الإمارات التسع خلال مهمة ثانية سعودية ـ كويتية مشتركة في أبريل من عام ،1971 قام بها وكيلا وزارة الخارجية في كلتا الدولتين، وقد قبل الحكّام التسعة الاقتراحات، إلا قطر رفضت إحدى الاقتراحات المتعلقة بموقع العاصمة، لأنها كانت ترغب في الحصول على قرار فوري بشأن موقع العاصمة، وفي الوقت الذي كررت فيه البحرين قولها أنها قبلت بالمقترحات، وردت تقارير تفيد بأنها كانت تعدّ لنيل استقلالها منفردة، كما أنها كانت تسعى للحصول على موافقة الملك فيصل على هذا الإجراء، وأرسلت وفداً إلى المملكة العربية السعودية في 27 إبريل عام .1971


في منتصف فبراير من عام 1971 صدر البيان الرسمي الذي طالما انتظره الجميع في الأول من مارس، فقد أبلغ وزير الخارجية البريطاني مجلس العموم أن القوّات البريطانية ستنسحب بنهاية شهر ديسمبر من عام ،1971 وأن بريطانيا عرضت على الإمارات معاهدة صداقة، وفي الـ 11 من مارس اجتمع حكّام كل من قطر ودبي وأبوظبي بصورة غير رسمية لمناقشة مستقبل الاتحاد.

في غضون ذلك، أرسلت الحكومة البريطانية ممثلاً عنها في زيارته الرابعة إلى الخليج، بدأها بزيارة طهران في شهر مايو، وقد اهتم هناك بصورة أساسية بإجراء مفاوضات تتعلق بمطالبة إيران المستمرة والملحّة بجزر (أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى).

وخلال تلك الأشهر تم إبلاغ المشاركين المتوقعين في اتحاد الإمارات التسع بصورة خاصة بأن البحرين ستسلك طريقها بمفردها قريباً، وفي الـ14 من اغسطس عام 1971 أعلن حاكم البحرين الراحل الشيخ عيسى استقلال البحرين بعدما تم الاتفاق على إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الأول من سبتمبر من العام نفسه حدت قطر حذوها.

في غضون ذلك، استعدت أبوظبي لقيام الاتحاد، بأن أعلنت في الأول من يوليو تشكيل أوّل مجلس وزراء في تاريخها، وكان الإعداد لتنظيم هيكل أبوظبي الحكومي والإداري يجري منذ أشهر عدّة، على أيدي موظفين ومستشارين مواطنين وعرب وأجانب، كما شكّل الحاكم مجلساً استشارياً وطنياً من 50 عضواً، وكان أولئك الأعضاء من قبائل أبوظبي والفروع الرئيسة القبلية، ومن أبرز العائلات التجارية في المدينة، وتم ترشيحهم من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باستشارة أعضاء قياديين في المجتمع.

كان من أوائل الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الجديدة، تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية الاقتصادية العربية في الثامن من يوليو، برأسمال قدره 50 مليون دينار بحريني، وكانت المساعدات السخيّة التي منحتها أبوظبي لبلدان عربية وإفريقية وإسلامية تتم بالتنسيق مع صندوق مشابه في الكويت، ومع صندوق النقد الدولي، وقد برهن هذا العمل مرة أخرى أن حاكم أبوظبي والحكومة الجديدة قد اعتبرا أن هذا الثراء هو مصدر دخل بالنسبة لذلك الساحل الذي عانى مسبقاً من الفقر، كما أنه يفي بحاجة البلدان الأخرى، وظل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مصمماً على أن تبذل أبوظبي أقصى ما في وسعها لرعاية الاتحاد، على الرغم من أن عدد الإمارات التي ستنضم إليه لم يكن واضحاً.

*المصدر: من الإمارات المتصالحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فراوكه هيرد ــ باي.
Cant See Links


رد مع اقتباس