عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2012, 02:55 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: «الجيش الحر» يبدأ معـركـة «تحريـــر دمشق»

حين يتنكر المالكي لأفضال الشعب السوري هل من الشيمة رفض إجارة المستجيرين - د. أيمن الهاشمي

أضيف بتاريخ : 23 تموز 2012 الموافق: 5/9/1433هـ الساعة 1:18:53 PM

العراق للجميع



حين يتنكر المالكي لأفضال الشعب السوري

هل من الشيمة رفض إجارة المستجيرين



د. أيمن الهاشمي



رفضت حكومة المالكي دخول 150 عائلة سورية طلبت اللجوء والاحتماء بالعراق من بطش الحرب الدائرة في سوريا وقصف الجيش السوري للمناطق الثائرة، حيث من المعلوم أن آلاف العوائل السورية قد عبرت باتجاه تركيا ولبنان والأردن، وكذلك إلى كردستان العراق حيث أمر السيد مسعود البارزاني بفتح الأبواب للعوائل السورية اللاجئة والمستجيرة والهاربة من جحيم الاقتتال داخل سوريا. وهذا الموقف من البارزاني كان موقفا مشرفا يضاف إلى مواقفه السابقة في حماية المستجير وهي من اخلاق الشهامة والمروءة الاسلامية والانسانية.

ومن الغريب أن يبرر نوري المالكي – على لسان الناطق باسمه - رفض قبول اللاجئين من سوريا بأن سببه يعود إلى عدم توقيع العراق على اتفاقية اللاجئين للأمم المتحدة!!، وهو منطق غريب بل معوج، لأن الحكومة العراقية سبق لها وأن تعاملت مرارا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من خلال وزارة الهجرة واللاجئين. وحتى لو لم يكن العراق منضما لاتفاقية الامم المتحدة للاجئين لعام 1951 فليس هناك ما يمنع العراق من منح الإجارة والحماية لعوائل بريئة إستجارت بالعراق قادمة من دولة جارة لدواع إنسانية وتوفير المأوى لهم قرب الحدود – كما فعلت الدول الأخرى المجاورة لسوريا - لحين تحسن الأوضاع الداخلية السورية. ويتذكر المالكي ومن معه أن هذا هو ما عملته المملكة العربية السعودية عام 1991 حين نزحت آلاف العوائل بعد أحداث التمرد الطائفي (آذار/ مارس 1991) باتجاه المملكة وقبلتهم السعودية واسكنتهم في معسكر الرفحاء بحفر الباطن الى ان عاد معظمهم طواعية الى العراق بعد 2003.

أليس قبول وحماية المستجير هو جزء من الأخلاق العربية والاسلامية.. وإن أمر الله تعالى واضح في قبول إجارة المستجير حتى يبلغ مأمنه..

ألم تقبلكم سوريا الشعب سنوات ما كنتم في المعارضة للنظام السابق؟ ومنحتكم الحماية والإجارة من ذلك المنطلق.. ألم يقم المواطنون السوريون بحمايتكم ؟ فهل هكذا يكون الوفاء لسوريا الشعب.. أم أنها أوامر من خلف الحدود الشرقية؟؟؟؟

لقد استنكرت العشائر العراقية الشريفة موقف الحكومة برفض دخول 150 عائلة سورية طلبت الاحتماء بالعراق واللجوء إليه متسائلين أين هي أخلاق العروبة والاسلام في إغاثة الملهوف؟ وهل نحن أقل من تركيا ومن لبنان ومن الأردن عطفا وانسانية لكي نرفض قبول العوائل السورية المستجيرة بنا في العراق؟

وتحضرني هنا قصة لجوء المرحوم رشيد عالي الكيلاني إلى المملكة العربية السعودية بعد فشل انتفاضة 1 مايو/ مايس 1941 وكيف حاولت بريطانيا بكل جهودها وضغوطها الدبلوماسية على المملكة العربية السعودية من أجل تسليم الكيلاني الى العراق فما كان جواب المرحوم الملك عبدالعزيز آل سعود إلى السفير البريطاني في الرياض قولته المشهورة التي خلدها التاريخ: ((لن نسلمه إليكم حتى ولو لم يبق من آل سعود إلا حًرْمَة!!!))

واضطررت اذاعة لندن في اليوم الثاني للقول بأنه انه لا علاقة لبريطانيا بموضوع رشيد عالي الكيلاني، وإن الموضوع بات بين بغداد والرياض!!.

أحد اللاجئين العراقيين في سوريا منذ 2003 شاعر وصحافي عراقي عمل لعقود في دمشق كتب يقول (والله إنني لأشعر بالخجل معارضا من اعتذار حكومة المالكي عن استقبال اللاجئين السوريين، إنه عمل لا يأتلف مع الأخوة ومع رد الفضل والجميل ولا يأتلف مع الأخلاق العربية الاسلامية)


عدد من خبراء القانون الدولي طالبوا حكومة نوري المالكي أن تكون أكثر إنسانية وتطبق قواعد القانون الدولي الإنساني بقبول اللاجئين المدنيين المستجيرين بحماية العراق لهم من بطش النظام القمعي، وإلا فإن العراق قد يتعرض للمسائلة الدولية بموجب اتفاقيات جنيف، كما ناشد عدد من زعماء القبائل وشيوخ العشائر في العراق حكومة المالكي بإنشاء مخيم للعوائل السورية النازحة المحتمية بحمى أهل العراق عند حدود محافظة الأنبار مع البوكمال، لحين تحسن الأحوال الداخلية في سوريا..

إن إجارة المستجير ليس مجرد واجب تفرضه الاتفاقيات الدولية وقواعد القانون الدولي الانساني، بل أنها واجب إنساني وليتذكر الحاكمون في بغداد أيام لجوئهم إلى سوريا أيام المعارضة وكيف استقبلهم الشعب السوري.. ليس هكذا يكون الوفاء!

منذ قرأت تصريحات الناطق باسم الحكومة العراقية التي يعلن فيها اعتذار العراق عن استقبال اللاجئين السوريين وأنا اشعر بالخجل، الخجل من الشعب السوري الذي كان ملاذاً آمنا للمستجيرين من العراقيين، وها نحن ندير لهم ظهورنا عندما تعرضوا للمحنة. أية ذرائع أو حجج يمكن أن نختفي وراءها ونحن نغلق أبوابنا أمام جار يحترق بيته فلا يجد من يسعفه من جيرانه؟.. هل العراقيون أقل حمية ووفاء وانسانية من الاتراك والأردنيين واللبنانيين الذين احتضنوا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين ووفروا لهم احتياجات العيش والسكن؟
هل يكفي أن نتذرع بـ "أمن الحدود" لكي نمنع دخول اللاجئين السوريين الى أراضينا، وأي أمن هش هذا الذي نخشى عليه من نساء وأطفال وشيوخ يحاصرهم الموت والقذائف والقتل والجوع؟ ماذا سنقول لهؤلاء غدا وبعد غد يوم يعودون الى بلادهم خائبين من اشقائهم العراقيين الذين سدوا حدودهم بوجوههم الحزينة والمتعبة"؟

إن موقف نوري المالكي سيسجله التاريخ بحروف سود، حين خذلنا إخواننا وتخاذلنا عن نصرتهم؟

ألم يكن نوري المالكي هو نفسه، والمئات من قادة الأحزاب السياسية الذين يحكمون العراق اليوم، كانوا يعيشون مكرمين معززين يمارسون نشاطاتهم السياسية في سوريا، فماذا سيقولون غداً لأبناء سوريا في السيدة زينب وجرمانه ودمر ومساكن برزة والصناعة وركن الدين وقدسيا وصحنايا..هل نزعت الطائفية الرأفة من قلوبنا؟ وهل صارت إيران تتحكم في قضايانا وتمنعنا أن نقوم بالواجب الأخوي تجاه أشقائنا المستجيرين بنا؟


Cant See Links


رد مع اقتباس