عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2012, 05:55 PM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: تغطية خاصة لقضية المتآمرون


الجماعة"... انتحار جماعي !‬
محمد الحمادي
الأربعاء، 29 أغسطس، 2012


‫في خطابهم السياسي كان "الاخوان" دائما يقولون ان لديهم "الحل المختلف" لكل المشكلات واليوم نجدهم يكررون حلول من سبقهم!‬

‫تاريخ النشر: الأربعاء 29 أغسطس 2012‬
‫القلقون من حكم "الإخوان" يذكرون الجميع بأنهم حذروهم من حكم "الإخوان" وجماعات الإسلام السياسي، فتصرفات وقرارات الجماعات الإسلامية، و"الإخوان" بالتحديد، في تجربتيهما القصيرتين في تونس ومصر، لم تلق القبول الذي كانت توقعته الجماعة، بل وجدت في اتباعها من ينتقد أداء الحكومتين وتخبطهما في أحيان كثيرة.‬
‫لا شك أنه من المبكر تقييم تجربة "الإخوان" في الحكم فأشهر قليلة لا يمكن أن تسمح بإصدار حكم صحيح على تجربة تحتاج إلى وقت... لكن هناك مؤشرات حقيقية لا يمكن تجاهلها وهناك إجراءات تمت لا يمكن القفز عليها. لذا رأى البعض أن التحرك ضد "الإخوان" يبدو منطقياً، خصوصاً بعد صدور فتواهم "بجواز قتل المتظاهرين ضدهم" وبعد أن بدأوا يستخدمون الدين مرةً أخرى لمواجهة منافسيهم ومنتقديهم السياسيين -وليس الدينيين أو الفكريين- وهذا ما كان الجميع يحذّر منه، فالسير بالحكم إلى الديكتاتورية والتسلط باسم الدين سيكون أمراً في غاية السوء والإساءة في حق أمة المسلمين.‬

‫"الإخوان" في خطابهم السياسي كانوا دائماً يقولون إن لديهم الحل وإن حلهم مختلف عن الحلول التي كانت تقدمها الأطياف السياسية، وعندما أصبحوا في موقع المسؤولية لم نجد منهم أي جديد، فبعد أن كانوا ينتقدون اقتراض مصر من البنك الدولي ويعتبرونه رباً محرماً، قبلوا اليوم بذلك بل وأحلوه لأنفسهم! وفي تونس بعدما كانوا ينتقدون "السياحة الماجنة" -كما يطلقون عليها- أصبحوا يقبلون بذلك بحجة أنهم لا يريدون لاقتصاد البلد أن يتأثر! إذن أين ذهب ذلك الكلام وتلك الوعود؟ وأين الحلول السحرية التي وعدوا بها بمجرد وصولهم إلى الحكم؟‬
‫الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كان واضحاً منذ أيام عندما انتقد "حزب النهضة" في إدارة حكمه في تونس، فغضبوا من كلامه. والمصريون حاولوا تنظيم مليونية ضد تفرد "الإخوان" بالسلطة ولإيقاف ما اعتبره "أخونة" مصر، وكان موعد المليونية هو الجمعة الماضي (24 أغسطس) لكن كتب لها الفشل ولم يشارك فيها إلا الآلاف.‬

‫ما تؤكده كل تلك المواقف وما نشهده في الإمارات هو أن جماعة "الإخوان" تجد صعوبة. ولا يبدو هذا السلوك غريباً من مجموعة بقيت طوال عقود من تاريخها متقوقعة على نفسها لا تحاور إلا نفسها ولا تتفق إلا مع ذاتها، وفي المقابل تقصي كل من لا يتماشى مع فكرها أو موقفها أو حتى رأيها.‬
‫تركيبة تنظيم "الإخوان" جعلتهم مع مرور الوقت بعيدين عن المجتمع بمكوناته المتنوعة، وفي المقابل منغمسين في ذلك العالم الذي صنعوه لأنفسهم فاعتقدوا أنه العالم الحقيقي! وكلما حاول "الإخوان" الدخول في المجتمع يصطدمون معه، ثقافياً وفكرياً واجتماعياً أحياناً. وتركيبة "الإخوان" جعلتهم يتعاملون مع جميع أطياف المجتمع على أساس أنهم أقل منهم في المستوى وفي العطاء والبناء والتميز. ويبدو ذلك واضحاً في خطابهم، عندما يتكلمون عن أنفسهم فلا يتوقفون عن تزكية الذات وترديد أنهم "المخلصون" و"خيرة أبناء الوطن" و"أصحاب الإنجازات" وأنهم "المضحون بكل ما يملكون من أجل الوطن"... في خطاب يوحي وكأن الآخرين جمهور من المتفرجين غير المنتجين!‬
‫والحقيقة أن بصمة "الإخوان" في الحياة اليومية للمجتمع وفي المجالات المختلفة تكاد تكون معدومة، حتى في المجال الدعوي والديني أصبحوا بعيدين عنه في السنوات الأخيرة. كما أنهم لم يخلقوا نخبة حقيقية. وفي المقابل حاربوا النخب الموجودة واختاروا الرهان على الجماهير وعلى الأغلبية وعلى "الناس الطيبين"... لذا فعندما أرادوا تشكيل الحكومات وجدوا صعوبة في تقبل الآخرين فشكلوا حكوماتهم إما من جماعتهم أو ممن يؤيدونهم في الفكر أو على الأقل ممن لا يخالفونهم، وهذا خطأ لا يختلف عن خطأ من سبقتهم من حكومات وتكرار مع تغيير في "العباءة" التي كان يرتديها الأسبقون والتي يرتديها الحاليون!‬
‫أما دخولهم في مضمار الديمقراطية فقد فاجأ المجتمع! فعلى مدى وجود تلك الجماعة وأولئك الأشخاص ومن يعرفهم لم يسمع أحد أنهم يتكلمون عن الديمقراطية أو الحريات إلا مؤخراً وبالتحديد منذ سنة تقريباً أصبح "الإخوان" يعرفون الديمقراطية والحرية ويتكلمون عن المجتمع المدني! ومنذ سنوات ومثقفو الإمارات يكتبون عن الديمقراطية ويطالبون بها ويطالبون بالحريات ويسعون إليها ولم نر أي واحد ممن يطلقون على أنفسهم "دعوة الإصلاح" يؤيد تلك المطالب أو يساندها أو يعمل من أجل تحقيقها، فما هذا "الوحي" الذي نزل فجأة ليجعلهم رافعي لواء الحريات في الإمارات؟! ولما كانت النخب الثقافية والإعلامية والسياسية تنادي بكل تلك الأمور برقي وتحضر وبصدق وإخلاص لما يعود بالخير على البلد ومستقبل الأجيال، بينما كان "الإخوان" مشغولين بأمور أخرى، واليوم يستخدمون أسوأ الأساليب للمطالبة بنفس تلك المطالب؟!‬
‫موقف "إخوان" الإمارات لا يزال يثير استغراب الناس، فرغم أن المشكلة التي وضعوا أنفسهم فيها مضت عليها عدة أشهر، فإنه لم يخرج منهم رجل عاقل يتكلم بلغة أخرى وبمنطق مختلف غير الذي يتكلم به جميعهم! فليس من الطبيعي أن يكون هناك خطاب واحد ورأي واحد وخط واحد وحل واحد... عند أي جماعة! ومن الغريب جداً أن تكون هذه المجموعة التي تدعي بأن لديها مطالب إصلاحية أن لا تكون لديها مفكرين أو حتى أدوات تقدم خطاباً يقبله المجتمع. فالاستمرار في خطاب المظلومية والتهجم على مكونات المجتمع والدولة وانتقاد كل شيء حولها، دون إعادة النظر في حالها ومراجعة ذاتها يبدو أمراً غريباً وغير صحي.‬

‫أما الأمر الأكثر غرابة فهو أنه بعد تحويل تلك المجموعة "المتهمة بالتآمر" إلى القضاء ظهرت مجموعة جديدة تدافع عن المجموعة الأولى من خلال تويتر، وقد تكون هذه المجموعة جديدة أو أنها كشفت عن نفسها بعد أن كانت تشارك تحت أسماء مستعارة، المهم في ظهور هذه المجموعة أنها لم تضف أي جديد للمشهد التراجيدي الذي تعيشه بل على العكس فهي تكرر ما قاله السابقون ويقوله الموجودون! وهذا أمر غير مفهوم، فالإصرار على تكرار الخطاب الذي أدى بمن سبقهم إلى الاتهام كأنه إصرار على "انتحار جماعي" تمارسه تلك المجموعة لأن نتيجة أفعالها أصبحت معروفة سلفاً. والسؤال هو: لماذا يكرر "الإخوان" الجدد ما فعله من سبقهم واتهموا على أساسه؟! وبدل قرار "الانتحار الجماعي"، لماذا لا يتخذون قراراً يساعدهم جميعاً على النجاة، وإنقاذ غيرهم؟!‬
الاتحاد 29/8/2012
Cant See Links


رد مع اقتباس