عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2018, 05:14 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


سَيَفْتَح الْلَّه بَاباً كُنْت تَحْسَبُه مِن شِدَّة الْيَأْس لَم يُخْلَق بِمِفْتَاح


سَيَفْتَح الْلَّه بَاباً كُنْت تَحْسَبُه مِن شِدَّة الْيَأْس لَم يُخْلَق بِمِفْتَاح
يا من أحاطت به المحن والخطوب, وذهبت حيلته فلزمه القنوط، وضاق صدره بتعسر الأمور، تأمل في قول الله تعالى: ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)): “أي: إنَّ مع الضيقة والشدة يسراً، أي سعة وغنى.
وتأمل كيف كرر فقال: ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) وذلك لتأكيد الكلام، ومن عادة العرب إذا ذكروا اسما ثم كرروه فهو هو، وإذا نكروه فهو غيره، وهما -أي اليسرين- اثنان؛ ليكون أقوى للأمل، وأبعث على الصبر.
قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: يقول الله تعالى: (خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين، ولن يغلب عسر يسرين).
وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-: "والذي نفسي بيده لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه، ولن يغلب عسر يسرين”.
وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم.
فكتب إليه عمر -رضي الله عنهما-: “أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإنَّ الله تعالى يقول في كتابه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))”.اهـ

وهذا وعد عام لجميع المؤمنين، لا يخرج أحد منه، أي: إنَّ مع العسر في الدنيا للمؤمنين يسراً في الآخرة لا محالة.

وربما اجتمع يسر الدنيا ويسر الآخرة، والذي في الخبر: (لن يغلب عسر يسرين) يعني العسر الواحد لن يغلبهما، وإنما يغلب أحدهما إن غلب، وهو يسر الدنيا، فأما يسر الآخرة فكائن لا محالة ولن يغلبه شيء". ا.هـ [من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي “بتصرف”].
ومما جاء في لطيف النظم:
إذا ضاقت بك الدنيا … ففكر في “ألم نشرح”
فعسر بين يسرين … متى تذكرهما تفرح.
وقال آخر:
سيفتح الله بابا كنت تحسبه … من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح.
وقال آخر:
أيها البائس صبرا … إنَّ بعد العسر يسرا.
وقال آخر:
اصبر قليلا فبعد العسر تيسير … وكل أمر له وقت وتدبير
فكم من رجل رأيناه باكيا … فما دارت الأيام حتى تبسما.

ومما نقله ابن كثير في تفسيره [ط دار طيبة (8 / 432)]
ما يروى عن الشافعي، رضي الله عنه، أنه قال:
صَبرا جَميلا ما أقرَبَ الفَرجا … مَن رَاقَب الله في الأمور نَجَا
مَن صَدَق الله لَم يَنَلْه أذَى … وَمَن رَجَاه يَكون حَيثُ رَجَا.
وقال ابن دُرَيد: أنشدني أبو حاتم السجستاني:
إذا اشتملت على اليأس القلوبُ … وضاق لما به الصدر الرحيبُ
وأوطأت المكاره واطمأنت … وأرست في أماكنها الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر وجها … ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاك على قُنوط منك غَوثٌ … يمن به اللطيف المستجيبُ
وكل الحادثات إذا تناهت … فموصول بها الفرج القريب.
وقال آخر:
وَلَرُب نازلة يضيق بها الفتى … ذرعا وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكان يظنها لا تفرج


الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس