بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأبيات منسوبة لسيدنا , قدوتنا , مولانا , الصحابي الجليل ابو بكر الصديق رضي الله عنه
يحكي فيها أحداث يوم الهجرة مع صاحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ النَّبِـيُّ وَلَـمْ أَجْـزَعْ يُوَقِّرُنِـي - وَنَحْنُ في سُدْفَـةٍ مِنْ ظُلْمَـةِ الْغَـارِ
لاَ تَخْـشَ شَيْـئاً فَـإِنَّ اللهَ ثَالِثُنَـا- وَقَـدْ تَـوَكَّلَنَـا مِـنْـهُ بِإِظْهَـارِ
وَإِنَّمَا الْكَيْـدُ لاَ تُخْشَـى بَـوَادِرُهُ - كَيْـدُ الشَّيَاطِيـنِ كَادَتْـهُ لِكُفَّـارِ
وَاللهُ مُهْلِكُهُمْ طُـرّاً بِمَـا كَسَبُـوا - وَجَاعِلُ الْمُنْتَهَـى مِنْهُـمْ إِلى النَّـارِ
وَأَنْتَ مُرْتَحِلٌ عَنْهُـمْ وَتَـارِكُهُـمْ - إِمَـا غُـدُوّاً وَإمَّـا مُدْلِـجٌ سَـارِ
وَهَاجِرٌ أَرْضَهُمْ حَتَّـى يَكُـونَ لَنَـا - قَـوْمٌ عَلَيْهِـمْ ذَوُو عِـزٍّ وَأَنْصَـارِ
حَتَّـى إِذَا الَّليْـلُ وَارَتْنَـا جَوَانُبُـهُ - وَسَدَّ مِنْ دُونِ مَا نَخْشَـى بأَسْتَـارِ
سَـارَ الأُرَيْـقَـطُ يَهْدِينَـا وَأَيْنُقُـهُ - يَنْعَبْنَ بِالْقَوْمِ نَعْبـاً تَحْـتَ أَكْـوَارِ
يَعْسِفْنَ عَرْضَ الثَّنَايَـا بَعْـدَ أَطْوُلِهَـا - وَكُلَّ سَهْبٍ دُقَـاقِ التُّـرَابِ مَـوَّارِ
حَتَّى إِذَا قُلْتُ قَدْ أَنْجَـدْنَ عَارَضَنَـا - مِنْ مُدْلِـجٍ فَـارِسٌ فِي مَنْصِـبٍ وَارِ
يَرْدِي بِهِ مُشْرِفُ الأَقْطَـارِ مُعْتَرِضـاً - كَالسَيِّدِ ذِي اللِّبْدَةِ الْمُسْتَأْسِدِ الضَّارِي
فَقَالَ : كُـرُّوا، فَقُلْنَـا : إِنَّ كَرَّتَنَـا - مِنْ دُونِهَا لَكَ نَصْرُ الْخَالِـقِ الْبَـارِي
أَنْ يَخْسِفَ الأَرْضَ بِالأحْوَى وَفَارِسِهِ - فَانْظُرْ إِلى أَرْبَعٍ فـي الأَرْضِ غُـوَّارُ
فَهِيلٍ لَمَّا رَأَى أَرْسَاغَ مُهْرَتِـهِ قَـدْ - سُخْنَ في الأَرْضِ لَمْ تُحْفَرْ بِمِحْفَـارِ
فَقَالَ : هَلْ لَكُمُ أَنْ تُطْلِقُـوا فَرَسِـي - وَتَأْخُذُوا مَوْثِقِي في نُصْـحِ أَشْـرَارِ
فَأَصْرِفَ الْحَيَّ عَنْكُـمْ إِنْ لَقِيتُهُـمُ - وَأَنْ أُعَـوِّرَ مِنْهُــمْ كُـلَّ عَـوَّارِ
فَادْعُوا الَّذِي هُوَ عَنْكُمْ كَفَّ عَدْوَتَنَـا - جَوَادِي فَأَنْتُـمْ خَيْـرُ أَبْـرَارِ
فَقَـالَ قَـوْلاً رَسُـولُ اللهِ مُبْتَهِـلاً - يَا رَبِّ إِنْ كَانَ يَنْوِي غَيْرَ إِخْفَـارِي
فَنَجِّـهِ سَالِمـاً مِنْ شَـرِّ دَعْوَتِنَـا - ومَهْـرَهُ مُطْلَقـاً مِنْ كَلْـمِ آثَـارِ
فَأَظْهَـرَ اللهُ إِذْ يَدْعُـو حَـوَافِـرَهُ - وَفَـازَ فَارِسُـهُ مِنْ هَـوْلِ أَخْطَـارِ