عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2004, 08:33 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


ثالثاً : صلاة العصر :
كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ في الركعتين الأولين منها بنصف قراءة الركعتين الأولين من الظهر أي بقدر خمس عشرة آية . [ رواه مسلم و أحمد ] ، وكان يسمع أصحابه الآية أحياناً . [ رواه البخاري ومسلم ] ، وكان يقرأ بالسور التي يقرأ بها في صلاة الظهر أحياناً أخرى .
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطِيلُ الْقِيَامَ وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ " [ أخرجه أحمد ] .
ولقد وجه أهل العلم توجيهاً للأئمة بأن يستغلوا الوقت بعد صلاة العصر في قراءة من كتاب ، أو درس علمي ميسر سهل قصير ، لأن الناس تصلي بعد أن أخذوا قسطاً من الراحة ، فهم متهيئون لقبول كل ما يُقال ، فينبغي على الأئمة العناية بهذا الشأن لما له من فوائد عظيمة ، ولا سيما إن كان هناك عرض لبعض مشاكل الحي ، وتذكيراً بالمحتاجين الذين يقطنونه ، وربما لم ينتبه لهم من حولهم ، فهذه مسؤولية تقع برمتها على عاتق الإمام .

رابعاً : صلاة المغرب :
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها أحياناً بقصار المفصل . [ رواه البخاري ومسلم ]
فتدبر رحمك الله قول الراوي أحياناً وليس دائماً كما هو الحال اليوم عند جمع غفير من الأئمة إلا من وفقه الله للعمل بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك .
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ أحياناً بطوال المفصل وأوساطه فكان يقرأ تارة بـ " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " .[ رواه ابن خزيمة والطبراني والمقدسي بسند صحيح ] . وقرأ بالطور و المرسلات [ رواه البخاري ومسلم ] ، وقرأ بالأعراف في الركعتين [ رواه البخاري وغيره ] ، وقرأ بالأنفال في الركعتين [ رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح ]
عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ : خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ، فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ ، قَالَتْ : فَمَا صَلَّاهَا بَعْدُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ " [ اخرجه الترمذي قَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ ، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنِ اقْرَأْ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ، قَالَ الترمذي : وَعَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ ، وقَالَ الشَّافِعِيُّ : وَذَكَرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقْرَأَ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِالسُّوَرِ الطِّوَالِ نَحْوَ الطُّورِ وَالْمُرْسَلَاتِ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ بَلْ أَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ بِهَذِهِ السُّوَرِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ ] .

قال ابن عبد البر رحمه الله :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ ( أ لـمـص ) ، وأنه قرأ فيها بـ ( الصافات ) وأنه قرأ فيها بـ ( حم الدخان ) ، وأنه قرأ فيها بـ ( سبح اسم ربك الأعلى ) وأنه قرأ فيها بـ ( التين والزيتون ) وأنه قرا فيها بـ ( المعوذتين ) وأنه قرأ فيها بـ ( والمرسلات ) وأنه قرأ فيها بـ ( بقصار المفصل ) ـ والمفصل من ق إلى آخر القرآن ـ قال ابن عبدالبر : وكلها آثار صحاح مشهورة .
[ التمهيد 3 / 114 ] .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ ؟ قَالَ : الْأَعْرَافُ وَالْأُخْرَى الْأَنْعَامُ " [ رواه البخاري دون تفسير الطوليين ، وأخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح ] ، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بسورة الأعراف فرقها في الركعتين [ رواه النسائي بسند صحيح ] ، ثم قال ابن القيم رحمه الله : فالمحافظة فيها على الآية القصيرة ، والسورة من قصار المفصل خلاف السنة ، وهو فعل مروان بن الحكم . [ زاد المعاد 1 / 204 ] .
ترجمة مروان بن الحكم :
مروان بن الحكم من كبار التابعين ، ويكنى أبي القاسم ، وأبا الحكم ، ولد بمكة ، روى عن عمر وعثمان وعلي وزيد ، وروى عنه عدد من التابعين ، وكان كاتب ابن عمه عثمان رضي الله عنه ، وإليه الخاتم ، فخانه ، وأجلبوا بسببه على عثمان ، ثم نجا هو ، وسار مع طلحة والزبير للطلب بدم عثمان ، فقَتَل طلحة يوم الجمل ، ونجا ـ لا نُجي ـ ثم ولي المدينة غير مرة لمعاوية ، وقد طرد النبي صلى الله عليه وسلم أبوه إلى الطائف ، ثم أقدمه عثمان إلى المدينة لأنه عمه ، واستولى مروان على الشام ومصر تسعة أشهر ، ومات خنقاً ، وقال مروان : قرأت كتاب الله من أربعين سنة ، ثم أصبحت فيما أنا فيه من هرق الدماء ، وهذا الشأن . [ سير أعلام النبلاء 3 / 476-479 ] .

وقد ذكر بن جرير في تاريخه بأسانيده أن المصريين لما وجدوا ذلك الكتاب مع البريد إلى أمير مصر ، فيه الأمر بقتل بعضهم ، وصلب بعضهم ، وبقطع أيدي بعضهم وأرجلهم ، وكان قد كتبه مروان بن الحكم على لسان عثمان متأولاً قوله تعالى : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم " وعنده أن هؤلاء الذين خرجوا على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه من جملة المفسدين في الأرض ، ولا شك أنهم كذلك ، لكن لم يكن له أن يفتات على عثمان ويكتب على لسانه بغير علمه ويزور على خطه وخاتمه ، حتى كان ذلك العمل سبباً في قتله رضي الله عنه . [ البداية والنهاية 5 / 416 ] .

خامساً : صلاة العشاء :
كان يقرأ في الركعتين الأولين من أواسط المفصل . [ رواه النسائي وأحمد بسند صحيح ] وتارة بـ " إذا السماء انشقت " وكان يسجد بها . [ رواه البخاري ومسلم والنسائي ] .
وقرأ مرة في سفر بـ " والتين والزيتون " في الركعة الأولى . [ رواه البخاري ومسلم ] .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ قراءته البقرة في بني عمرو بن عوف ، بعدما مضى من الليل ما مضى ، ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أفتان أنت يا معاذ " [ أخرجه البخاري ومسلم ] . فتعلق النقارون بهذه الكلمة ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا ما بعدها . [ جامع الفقه 2 / 52 ] . وسيأتي مزيد بيان لهذا الأمر في الصفحات التالية إن شاء الله .

سادساً : صلاة الجمعة :
الجمعة هي عيد المسلمين الأسبوعي ، وهي الصلاة التي يجتمع لها الناس من كل مكان في البلد الواحد ممن تجب عليه ، ولهذا شرعت لها خطبتان ، يذكر الخطيب فيها الناس بأمور حياتهم ، وما يكون نافعاً لهم عند ربهم ، وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة فيها أن يقرأ : الجمعة والمنافقون كاملتين ، وسورة سبح والغاشية . [ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما ] .
وسُئلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ : مَاذَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، عَلَى إِثْرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ ؟ فَقَالَ : " كَانَ يَقْرَأُ بِهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " [ أخرجه مسلم وغيره واللفظ لأبي داود ] ، وأما الاقتصار على أواخر سورتي الجمعة والمنافقون ، فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس من هديه البتة ، بل كان يحافظ على قراءتهما كاملتين . ومن قال أن قراءة أواخر السور وأوساطها في الصلاة ليس بمكروه ، فهذا صحيح ، أما في الجمعة فهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا فوز ولا رفعة إلا باتباع هديه صلى الله عليه وسلم في كل شؤون الحياة .

وكذلك في الأعياد ، كان يقرأ بسورتي ق و اقتربت الساعة كاملتين ، أو يقرأ بسبح والغاشية ، وكان ذلك هديه عليه الصلاة والسلام إلى أن لقي ربه تبارك وتعالى . [ جامع الفقه 2 / 52-53 ] .

سابعاً : قيام الليل :
ويدخل في ذلك التراويح والتهجد ، فأما قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل فكانت قراءة طويلة جداً ، يطيل قراءتها وركوعها وسجودها وجميع أركانها وواجباتها وسننها ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ أحياناً في كل ركعة بقدر " سورة المزمل " [ رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح ] . وتارة قدر خمسين آية والحديث عند البخاري وأبي داود ، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة وهو مريض بالسبع الطوال وهي : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والتوبة . وصلى مرة في ركعة واحدة بالبقرة والنساء وآل عمران .


رد مع اقتباس