عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2012, 03:19 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


مولد سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وآله وسلم


مولد سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وآله وسلم

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له جلّ ربي لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شىء ولا ينحل في شىء ولا ينحل منه شىء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرة أعيننا محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، طبّ القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها، في ذكراك سيدي يا رسول الله، في ذكراك سيدي يا حبيب الله.


أنادي وفي القلب حَرُّ اللهيب أذابت فؤادي معانـي الغـرام
وفي دين طـه شفاء السقـام فمن سار في درب طه استقـام
على بابكم يـا رفيع المقـام أحييك يا سيدي يا رسـول الله


أحييك يا سييدي باحترام

ألا داوني يا أجـلّ الأنـام نظرة من جنابكم يا سيدي يا رسول الله
ألا داوني يا أجـلّ الأنـام فمن كنت داويت أنـى يُضـام


أما بعد إخوة الإيمان والإسلام أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العليّ العظيم القائل في كتابه الكريم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (سورة التوبة/128).

هو محمد صلى الله عليه وسلم . ومعنى محمد من كَثُرَ حمدُ النّاس له لكثرة خصاله الحميدة، هو محمد صلى الله عليه وسلم النّبي الأمّي الذي أوتي كتابًا يُعجز الفصحاء وجاء بِهدي يتبعه فيه العلماء والحكماء.

وقد ورد في الحديث أن الله تعالى قال لآدم: "لولا محمّد ما خلقتك" معناه خلقت الدنيا لأظهر محمدًا صفوتها أي أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. "أتيت أمّه في المنام فقيل لها إنّك قد حملت بسيد العالمين وخير البريّة، فسمّيه إذا وضعتِه محمّدا فإنّه ستحمد عقباه" .

إخوة الإيمان لقد أرسل الله تعالى سيّدنا محمّدا صلى الله عليه وسلم وجعله أفضل خلقه وأكرمهم عليه .

وقد ظهر له من الفضائل ما يدلّ على علوّ مقامه وشرفه على سائر خلق الله. حتى إنّه ظهر في مولده صلى الله عليه وسلم من الآيات ما يدل على عظيم بركته عليه الصلاة والسلام.
وقد قال بعض العلماء ممن ألّف في قصة المولد الشريف:

"قالت ءامنة بنت وهب لما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته رافعًا رأسه إلى السماء مشيرًا بإصبعه، فاحتمله جبريل وطارت به الملائكة ولفّه ميكائيل في ثوب أبيض من الجنة وأعطاه إلى رضوان يزقه كما يزق الطير فرخه وكنت أنظر إليه كأنه يقول زدني فقال له رضوان: يكفيك يا حبيب الله، فما بقي لنبي علم وحلم إلا أوتيته فاستمسك بالعروة الوثقى ،من قال مقالتك واتّبع شريعتك يحشر غدا في زمرتك، وإذ منادٍ ينادي: طوفوا به مشارق الأرض ومغاربَها واعرضوه على موالد الأنبياء لأي الأماكن التي ولد فيها النبيون، وأعطوه صفوة ءادم ومعرفة شيث ورقة نوح وخلة إبراهيم ورضا إسحاق وفصاحة إسماعيل وحكمة لقمان وصبر أيوب ونغمة داود وقوة موسى وزهد عيسى وفهم سليمان وطب دانيال ووقار إلياس وعصمة يحيى وقبول زكريا واغمسوه في أخلاق النّبيين كلهم وأخفوه عن أعين العالمين فهو حبيب رب العالمين فطوبى لحِجر ضمّه وطوبى لثدي أرضعه وطوبى لبيوت سكنها فقالت الطير نحن نكفله وقالت الملائكة نحن أحقّ به وقالت الوحوش نحن نرضعه. قال الله تعالى: أنا أولى بحبيبي ونبيّي محمد صلى الله عليه وسلم فإني قد كتبت ألا ترضعه إلا أمتي حليمة" .

ولقد قيل إن رجلا كان بالبصرة يصنع مولدا للنبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة وكان الى جانبه رجل يهودي، فقالت زوجته ما بال جارنا المسلم يُذهب في كل سنة في مثل هذا الشهر مالا كثيرا، فقال لها: يزعم أن نبيه ولد فيه. فلما نامت تلك الليلة رأت رجلاً عليه جلالة ووقار وهيبة وأنوار، وهو بين الصحابة يمشي كأنه القمر فقالت لأحدهم: من هذا الكثير الأنوار؟ قال: هو النبي العربي المختار، قالت: أيكلمني إذا كلّمته؟ قالوا لها: إنه ليس بِمتكبّر ولا متجبّر، فقالت اليهودية يا محمد فأجابها بعذوبة وبقول لين ، فقالت تقول لمثلي هذا القول وانا على غير دينك، فقال لَها: ما قلت لك ذاك إلا وقد علمت أن الله قد كتب لك أن تَهتدي، فقالت: إنك لنبي كريم وإنك لعلى خلق عظيم وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله. ثُمّ نذرت في نفسها أنّها إذا أصبحت تتصدّق بجميع ما تملكه فرحا بإسلامها وتصنع مولدا للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظت من منامها تشهدت قالت: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله ثم رأت زوجها قد هيّأ الوليمة وهو في همّة عظيمة، فقالت أراك في همّة صالحة، فقال من أجل الذي أسلمت على سببه البارحة، قالت من كشف لك عن هذا السر وأطلعك عليه؟ قال: الذي أسلمت بعدك البارحة على سببه .

وأنشد لسان الحال: لا إله إلا الله محمد رسول الله

اللهمّ أعد علينا هذه الذكرى العظيمة بالأمن والأمان وانفعنا ببركات نبيّك محمّد عليه الصلاة والسلام.

هذا وأستغفر الله لي ولكم
Cant See Links

مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

الحمدُ للهِ ثم الحمدُ لله، الحمدُ لله الواحدِ الأحدِ الفردِ الصمدِ الذي لم يلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كفواً أحد. الحمدُ لك رَبَّنَا على ما أنعمتَ عَلينا، الحمدُ للهِ الذي هدانا لِهذا وما كنَّا لنهتديَ لَوْلا أنْ هدانا اللهُ والصلاةُ والسلامُ على سَيدِنَا وحبِيبِنَا وعَظيمِنَا وقائدِنا وقرةِ أعينِنَا محمد، أرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ سراجاً وهاجاً وقمراً منيراً فَهَدَى اللهُ به الأمَّةَ وكشفَ بِهِ عنها الغُمَّة وبلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائِهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ الا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ تنزَّهَ عن الأينِ والزمانِ والمكانِ، تنزّهَ عن مُشابَهَةِ المخلوقينَ ومماثَلَةِ المصنوعينَ حيٌّ قيّومٌ لا ينامُ لا يفنى ولا يبيدُ ولا يكونُ إلا ما يريدُ فعّالٌ لما يريدُ.

والصَّلاةُ والسلامُ على سيدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقرةِ أعينِنَا أحمدْ، من جَعَلَهُ رَبُّهُ خاتماً للأنبياءِ والمرسلينَ سَبَقَتْ ولادَتَه البشائِرُ، عُرِفَ بالنبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سُكانِ السماءِ الملائكةِ قبل أن تكتمِلَ خلقةُ ءادمَ عليه السلامُ. الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ.

يَا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في القاعِ أَعْظُمُهُ وطابَ مِنْ طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ
نفسي الفداءُ لِقَبرٍ أنتَ سَاكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ
أنتَ الشفيعُ الذي تُرجى شَفَاعَتُهُ عندَ الصِراطِ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ
وَصَاحِبَاكَ فَلا أنسَاهُما أبداً مِني السَّلامُ عَلَيكُمْ ما جَرى القَلَمُ


أما بعدُ أيُها الأحبةُ المسلمونَ، نحنُ اليومَ في اوائلِ شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي ولِدَ فيهِ سيدُ العالمينَ محمدٌ، نحنُ اليومَ نستقبلُ مناسبةً عظيمةً وذكرىً طيبةً عطرةً، ذكرى ولادَةِ فخرِ الكائناتِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ.

اللهُ عظّمَ قدرَ جَاهِ محمــدٍ وَأَنَالَهُ فَضلاً لديهِ عَظِيما
في مُحكَمِ التنزيلِ قَالَ لِخَلقِهِ صَلُّوا عليهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيما


بَعدَ أن رُفِعَ عيسى بنُ مريمَ عليهِ السلامُ إلى السَّماءِ إلى محلِ كرامَةِ اللهِ بأقلَ من ستِمائةِ سنةٍ ولدَ مُحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ الهاشميِ القرشيِ في مكَّةَ المكرمةِ وَسَبقَتْ ولادَتَهُ البشائرُ في الكتبِ السَّماويةِ وعلى لِسانِ الأنبياءِ كما روى غيرُ واحدٍ من المحدثينَ رواياتٍ تدعَمُ ثبوتَ هذه البَشائرِ.

ومِنها ما رواهُ الحاكِمُ النيسابوريُّ في المستدرَكِ من أنَّه لمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ أي أكلَ من الشجرةِ وقد نهاهُ اللهُ عن أن يأكلَ منها قال: يا ربِ اسألُكَ بحقِ محمدٍ إلا غَفَرتَ لي، وهذا قبلَ أن يولدَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقالَ الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شئ: وكيفَ عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ بعدُ، قالَ: رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجدتُ مكتوباً لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعرفتُ أنكَ لم تُضِفْ إلى اسمِكَ إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ.

الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ بشّرَ بك ءادمُ عليهِ السلامُ وَعَرِفَتِ الملائكةُ بِنُبُوتِكَ وبِعْثَتِكَ قَبلَ أن تَكْتَمِلَ خِلْقَةُ ءادمَ عليهِ السلامُ وهذا معنى كلامِ النبيِ صلى الله عليه وسلم كنتُ نبياً وءادمُ بينَ الروحِ والجسدِ، أي عُرِفتُ بِوصفِ النبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سكانِ السماءِ الملائكةِ ولم تَكتَمِلْ خِلْقَةُ ءادمَ عليه السلامُ وكذلك بَشَّرَ به نبيُ اللهِ إبراهيمُ كما أخبرَنَا اللهُ تَعَالى في القرءانِ الكريمِ عن ابراهيمَ أنَّهُ قالَ: {ربَّنَا وابعَثْ فيهم رَسُولاً منهم يَتلُو عليهم ءاياتِكَ وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنك أنتَ العزيزُ الحكيمُ} وفي هذا روى الإمامُ أحمدُ عن أبي أمامةَ قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما كانَ بدءُ أمرِكَ قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ أبي إبراهيم" أَلَيسَ قالَ اللهُ تعالى إخباراً عن عيسى بنِ مريمَ عليه السلامُ {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمد} أَلَيسَ قالَ رسول الله: "ورأت أمّي انه يخرُجُ منها نُورٌ أضاءت لَهُ قُصورُ الشامِ".

هَذا النبيُ العظيمُ الذي سَبَقَتْ ولادتَهُ البشائرُ وُلِدَ يتيماً قد كانَ ماتَ أبوهُ قبلَ ذلك ولما كانَ ابنَ سِتِ سنين مَاتَتْ أُمُه بالأبواءِ بين مكةَ والمدينةِ المنّورةِ ولما صارَ عُمرُهُ ثَماني سنين مَاتَ جدُهُ عبدُ المطلبِ وشبَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونشأَ صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ أن كانَ رجلاً أفضلَ قَومِهِ مُروءةً وأحْسَنَهُم خُلُقاً وأكرمَهُم مخالطَةً وأحسَنَهُمْ مُجاورةً وأعظَمَهُمْ حِلماً وأمانةً وأبعَدَهُمْ عن الفحشاءِ والأذى والرذائِلِ. لَمْ يُعرَفْ عليه رذيلةٌ واحدةٌ لا قبلَ النبوةِ ولا بعدَهَا، تَزوجَ وكانَ أولَ ما تزوجَ وكانَ ابنَ خمسٍ وعشرينَ تزوجَ امرأةً شريفةً في قومِهَا عَفيفةً، خديجةَ بِنتَ خويلِدْ، كانتْ تاجرةً وهُنَا يُردُّ على الذينَ يكيلُونَ التُّهَمَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنَّهُ كانَ ولُوعَ القلبِ بالنساءِ، فإنَّ أصغرَ نسائِهِ سناً عائشةَ رضي الله عنها لما كانَ دورُ المبيتِ عِندَهَا في بيتها كَانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم يستأذِنُهَا ويذهبُ ليلاً إلى البقيعِ مدفَنِ المسلمين يَدعُو اللهَ تعالى للمسلمينَ ويتركُ أصغرَ زوجاتِهِ وأجملهنَّ وما عدَّدَ النساءَ إلا لِحِكَمٍ منها أنَّه صلى الله عليه وسلم تزوجَ من قبائِلَ مُتعددةٍ وفي هذا تأليفٌ لما بينَ قبائلِ العربِ، ثمَّ إنَّ تعليمَ أحكامِ الإسلامِ المتعلقةِ بالنساءِ أسرعُ انتشاراً من النساءِ إلى النساءِ ولم يكن صلى الله عليه وسلم ولوعَ القلبِ بالنساءِ بل كان عليه الصلاة والسلام شديدَ الخشيةِ من اللهِ تعالى يبكي جوفَ الليلِ.


يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى:
{الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرسولَ النبيَ الامّيَ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوراةِ والإنجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُ لَهُمُ الطيِبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التي كانَتْ عَلَيْهِم، فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ} ألا فاسْمَعُوا أيُّها المُؤمِنُونَ عُمْيَ القُلُوبِ قَولَ اللهِ تَعَالى: {فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}. عَزَّرُوهُ أيْ عَظَّمُوهُ، اللهُ عَظَّمَ جَاهَ مُحمدٍ صَلى الله عليه وسلم،
{واتَّبَعُوا النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.

فَأيُّ بَأْسٍ في تَعْظِيمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ بالاحْتِفالِ بِمَوْلِدِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ وقد كانَ هذا بينَ المسلمينَ قبلَ ثمانِمِائةِ سَنةٍ إلى يومِنَا هذا وافَقَ عَلَيهِ المسلمونَ عُلماؤُهُم وعامَّتُهُم المحدِثُونَ والفُقَهاءُ والصُّوفِيَّةُ والمفَسِرونَ وكان الملِكُ المظفَّرُ مَلِكُ إربل أولَ من أحدثَ عَمَلَ المَوْلِدِ وكانَ تَقِياً صالحاً وكانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ عَلى حُبِ النبيِ صلى الله عليه وسلم وأقرَّهُ على ذلك الحفَّاظُ والمحدثُونَ،

اللهُ عظّمَ قدرَ جاهِ محمدٍ وأنالَهُ فضلاً لديهِ عَظيماً

واللهُ تَعَالى أخذَ العهدَ والميثاقَ على جميعِ النبيينَ أن يؤمنوا بنبيِ ءاخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

قال اللهُ تعالى: {وإذْ أخذَ اللهُ ميثاقَ النبيين لمَا آتيتُكُم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءَكُم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتُؤمِنُنَّ به ولَتَنصُرنَّه قال أأقررتم وأخذتم على ذالكمْ إصري قالوا أقررنا قالَ فاشهدوا وأَنَا معكم من الشاهدين} مَا من نبيٍ إلا واخذَ اللهُ عليهِ العهدَ والميثاقَ أنْ يؤمنَ بنبيِ آخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما من نبيٍ إلا وبلّغَ قَومَهُ "من أدرَكَ منكم محمداً صلى الله عليه وسلم فَليُؤمِنْ بِهِ وليناصِرْهُ وليؤازِرْه".

اليمنُ كانَ حكامُهَا يُسمَّوْنَ التبابعةَ، وَتبَّعُ الأوسَطُ أسعدُ الحميريُ كان أحدَ حكامِ اليمنِ قبل ستِمائةِ عامٍ وشىءٍ من بِعثَةِ ومولِدِ النبيِ عليهِ الصلاة والسلام ما بينَ موسى وعيسى، صُفَّتْ له الجيادُ من بلادِ اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، تَوجَّهَ اليها ليكسِرَهَا وليجعَلَهَا تحتَ سلطانِهِ فَمرَّ وهو بطريقِهِ من اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، مَرَّ بالمدينةِ المنورةِ يثربَ فالتقى بِحَبرينِ من أحبارِ اليهودِ المسلمينَ الذينَ كانوا على دينِ موسى عليه السلام وقد قَرَأا في التوراةِ البشرى بِبعثةِ نبيِ آخِرِ الزمانِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام فقالا لأسعدَ الحميريِ تبَّعَ الاوسطِ الذي ذكَرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ في سورةِ الدخانِ بقوله :{أهُمْ خيرٌ أم قومُ تُبَّع}، أسعدُ الحميريُ هذا قالا له هذهِ المدينةُ أي يثربُ أي التي صارت فيما بعدُ المدينةَ المنورةَ مُهَاجَرُ نبيِ آخِرِ الزمانِ أحمد، أي سيهاجر اليها نبيُ آخرِ الزمانِ أحمدٌ صلى الله عليه وسلم كما قرأ كلاهُمَا في التوراةِ فأنشدَ يَقُولُ:

شَهدتُ على أحمدٍ أنَّه رسولٌ من اللهِ باري النَّسمْ
ولو مُدَّ عُمري إلى عُمْرِهِ لكُنْتُ وزيراً له وابنَ عَمْ
وَجَاهَدتُ بالسيفِ أعداءَهُ وفرّجتُ عن صَدرِهِ كُلَّ غَمْ


فَصارَ أهلُ المدينةِ المنورةِ منذ ذلك الحينِ يحفظونَ هذه الأبياتِ التي قالَهَا أسعدُ الحميريُ تبَّعُ الاوسطُ حتى صاروا يحفظونَهَا خلفاً عن سلفٍ وكان مِمَّنْ حَفِظَهَا أبو أيوبٍ الأنصاريُ الذي نزلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلَ ما نزلَ يومَ وصلَ المدينةَ مُهاجِراً، نَزلَ في بيتِ أبي أيوبٍ الأنصاريِ وكانَ يُسَمَّى خالدَ بن زيدٍ.

هكذا البشائرُ على لسانِ الأنبياءِ وفي الكتبِ السماويةِ المطهَّرةِ ببعثةِ خيرِ الأنبياءِ وأفضلِ العالمينَ محمدٍ وأحمدٍ والماحي والعاقبِ والحاشِرِ، لَهُ صلى الله عليه وسلم خمسةُ أسماءٍ: محمدٌ واحمدٌ والماحي أي الذي يمحو اللهُ به الذنوبَ والخطايا والعاقِبُ أي الذي لا نبيَ بَعدَهُ والحاشِرُ أي الذي يُحشرُ الناسُ عندَ قدمِهِ يومَ القيامةِ.

هذه بعضٌ من أخبارِ البشائرِ ببعثةِ ومولدِ خيرِ الانبياءِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام وفي الصحيحِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بنبراسِ اليهودِ فقالَ لهم: "يا مَعْشَرَ اليهودِ، أسلِمُوا فوالذي نفسي بيدِهِ إنكم لَتَجدونَ صِفتي في كُتُبِكُم" ولكنهم حرّفوا التوراة.
Cant See Links


رد مع اقتباس