الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 01:54 AM   رقم المشاركة : 36
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم


المقالة التاسعة والعشرون

فـي قـولـه صلى الله عليه وسلم كـاد الـفـقـر أن يـكـون كـفـرا



قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : يـؤمن العبد بالله ويسلم الأمور كلها إليه عزَّ وجلَّ، ويعتقد تسهيل الرزق منه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصبه، ويؤمن بقوله عزَّ وجلَّ }وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{.الطلاق2–3. ويقول ذلك ويؤمن به وهو في حال العافية والغنى ثم يبتليه الله عزَّ وجلَّ بالبلاء والفقر فيأخذ في السؤال والتضرع فلا يكشفهما عنه فحينئذ يتحقق قوله صلى الله عليه وسلم : (كاد الفقر أن يكون كفراً) فمن تلطف الله به كشف عنه ما به فأدركه بالعافية والغنى ويوفقه للشكر والحمد والثناء ويديم له ذلك إلى اللقاء . ومن يرد الله فتنته يديم بلاءه وفتنته وفقره فيقطع عنه مدد إيمانه فيكفر بالاعتراض والتهمة له عزَّ وجلَّ والشك في وعده فيموت كافرا بالله عزَّ وجلَّ جاحداً لآياته ومسخطاً على ربه، وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (أن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل جمع الله له بين فقر الدنيا وعذاب الآخرة) نعوذ بالله من ذلك وهو الفقر المنسي الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم * والرجل الثاني هو الذي أراد الله عزَّ وجلَّ اصطفاءه واجتباءه وجعله من خواصه وأحبائه وأخـلائه ووارث أنبيائه وسيد أوليائه ومن عظماء عباده وعلمائهم وحكمائهم وشفعائهم وشيخهم ومتبوعهم ومعلمهم وهاديهم إلى مولاهم ومرشدهم إلى سبل الهدى واجتناب سبل الردى فأرسل إليه جبال الصبر وبحار الرضا والموافقة والغنى في قضائه وفعله ثم يدركه بجزيل العطاء ويدللـه في آناء الليل وأطراف النهار في الجلوة والخلوة في الظاهر مرة والباطن أخرى بأنواع اللطف وفنون الجذبات فيتصل له ذلك إلى حين اللقا والله الهادي.


رد مع اقتباس