الموضوع: تشاد Chad
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:22 AM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: تشاد Chad

كتاب حرب تشاد.. الكارثة.. الكارثة
6- مذابح.. لا.. معارك.. الجزء الثاني


انتهت الحلقة السابقة عندما اقترح الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران"، في ابريل 1984م، انسحاب القوات الليبية والفرنسية من تشاد. فوافق "معمر" على هذا الاقتراح، وتعهد بالانسحاب، فانسحبت القوات الفرنسية، لكن القوات الليبية لم تنسحب، مما خلق ازمة سياسية، كان الجنود الليبيون ضحيتها الوحيدة.
وفي نفس الفترة، ساندت امريكا، القوات التشادية، بثقل اكبر من المعتاد، فامدت "هبري" بدعم مالي وسياسي وعسكري، حيث زودته بالعتاد، والمال، والمعلومات، والسلاح. كما ساعدت فرنسا ايضا، قوات "هبري"، في نفس المجالات، بالاضافة الى مجال التدريب. وكانت اهم الاسلحة التي تحصلت عليها، او طلبتها، القوات التشادية، في تلك الفترة، هي الاسلحة الخفيفة المحمولة، المضادة للدبابات والطائرات، ومنها على سبيل المثال، قاذفة الصوايخ الامريكية المحمولة على الكتف (Redeye) وصواريخ ميلان (MILAN) الفرنسية. (4) (8) (9)



كما غيرت القوات التشادية من اساليبها العسكرية، حيث تبنت تكتيكات جديدة، تمثلت في استخدام سيارت من نوع تويوتا- بيك-آب(شاحنات تويوتا صغيرة) مزودة بمدافع 106 ملم، ومدافع رشاشة، بالاضافة الى قاذفات مضادة للدبابات، وعربات مدرعة صغيرة. وتتميز هذه السيارات (التويوتا) بسرعتها، وسهولة تحركها على الرمال، مقارنة بالدبابات، وكذلك سهولة المناورة بها، خاصة عند الدوران، وعند تغيير اتجاه السيارة بصورة مفاجأة. اما الدبابة فثقيلة الوزن، وبطيئة الحركة، مقارنة بهذا النوع من السيارات، لذلك يصعب المناورة بها، كما يصعب هروبها، من امام القاذفات، بسرعة ودقة، اذا ما تعرضت لهجوم ما، وقد تكون ايضا، قليلة الفاعلية عند الالتحام.




وتتلخص اساليب القوات التشادية الجديدة، في اختراق القوات الليبية، رتل كانت او فصيل او غير ذلك من التقسيمات العسكرية، بسرعة كبيرة، من عدة جوانب بهذه السيارات، ثم تفرقها، او تقسمها، الى مجموعات صغيرة تعزلها عن بعضها البعض، ثم تحاصر المجموعات الصغيرة، من جميع الجهات، وتفنيها بالكامل تقريبا، مستخدمين المدافع، والرشاشات، المحمولة، او المنصوبة، على ظهور السيارات التي تحدثنا عنها. (4)



اما بالنسبة للدبابات، فقد كانت السيارة تدور بسرعة حول الدبابة، ثم تقصفها (من المنتصف غالبا). وقد تتلقى الدبابة الواحدة، في اغلب الاحوال، اكثر من قذيفة، من اكثر من سيارة. وكانت السيارة تقوم بتغيير اتجاهها، بسرعة ومرونة، بعد ان تقصف الدبابة، لتهرب من مجال القصف، فتتقدم سيارة اخرى، لتقصف نفس الدبابة، من جهة اخرى، فتُحرق الدبابة بمن فيها احيانا. (4) واذا حاول طاقم الدبابة الهروب، او نجح في الهروب من الدبابة، تلقته الرشاشات من جميع الاتجاهات. وقد تبنت القوات التشادية، هذا الاسلوب، في اغلب المعارك، التي سنتحدث عنها، وحتى نهاية الحرب تقريبا.



وقررت القوات الليبية وقوات "واداي"، في وسط 1985م، شن هجوم كبير على القوات التشادية بقيادة "هبري". فجهز الليبيون 7000 جندي، تساندهم ثلاثمائة عربة مدرعة ودبابة، وستون طائرة مقاتلة، بالاضافة الى الفين او ثلاثة الاف مقاتل من قوات "واداي". وبدأ الهجوم، في بداية فبراير 1986م، فتجاوزت القوات الليبية وقوات "واداي"، خط العرض 16، بقوة قوامها 5000 جندي، يساندهم الغطاء الجوي، والاسلحة المدرعة الثقيلة، بالاضافة الى 5000 مقاتل من قوات البركان، وقوات "واداي". واستطاعت هذه القوات احتلال "ام شعلوبة"(او ام شالوبة) و "كاليات". (1) (4) (5)



شنت القوات التشادية، اثر ذلك، هجوما مضادا، مستخدمة التكتيك الجديد، الذي تحدثنا عنه، اي سيارات التويوتا المزودة بالمدافع والرشاشات والقاذفات المضادة للدروع الثقيلة. فحررت "ام شعلوبة" و"كاليات"، في اليوم الثاني من احتلالهما، وذلك في 13 فبراير 1986م. (4)



ثم اضافت فرنسا، دعما اخر لـ "هبري"، تمثل هذه المرة بـ 2000 جندي فرنسي، بالاضافة الى دعم اخر، في جوانب الاستطلاع والاسلحة والتدريب والمعلومات. كما قام السلاح الجوي الفرنسي (مستخدما طائرات الجقور)، بقصف مواقع وقواعد للقوات الليبية في تشاد، تنفيذا لما هددت به فرنسا، في حال اختراق، القوات المهاجمة (الليبية وواداي) لخط العرض 16. فاضطرت القوات المهاجمة (القوات الليبية وقوات واداي) مع القصف الفرنسي، ومع هجوم "هبري"، الى الغاء الهجوم الكبير والتراجع الى شريط اوزو. (1) (4) (5)



ثم اتسعت رقعة الخلاف بين "معمر" و"واداي" مرة اخرى. وربما اراد "واداي" ايقاف المعارك لحقن الدماء، او ربما احس بانتصارات هبري، او ادرك حجم الدعم الفرنسي والامريكي، او شعر بان ليبيا تنوي استبداله بحليف اخر ( الشيخ عمر). ومهما كان السبب، فقد عرض "واداي" مبدأ الصلح مع "هبري"، الامر الذي اعتبره النظام الليبي خيانة من جانب "واداي". (4) (12)



وكالعادة لم يتعامل النظام الليبي بالحكمة التي يتطلبها، الموقف الحساس، والمتمثل في وجود جنود ليبيين في ميدان الحرب، مختلطين بقوات "واداي" في عمق تشاد. فقد القى القبض على "واداي"، بامر من "معمر"، ووضع في احد السجون، او تحت الاقامة الجبرية. بل وترددت اخبار مفادها ان "واداي" وحراسه، قاوموا امر الحجز او القبض، فاطلق عليهم اعوان النظام (احد الحراس) النار، ويقال ان "واداي" اصيب بجروح، من جراء طلقات نارية، بل وذكرت بعض المصادر، ان بعض الليبيين والتشاديين من الحراس، قُتلوا في تلك الحادثة. جرى كل ذلك في 30 اكتوبر من عام 1986م. ودفع الجنود الليبيون في الميدان ثمن هذا الخطاء الفادح. (1) (4) (5)



فعندما وصل خبر اعتقال "واداي"، الى قواته في تشاد، انضمت قوات "واداي" الى قوات "هبري" فورا، واخذت القوتان (هبري وواداي) تقاتلان معا، القوات الليبية. ففتح النظام الليبي على نفسه بذلك، جبهة دموية جديدة. يل ذكرت بعض المصادر ان قوات "واداي"، اختطفت، او القت القبض على اكثر من 60 ضابط وجندي، من القوات الليبية، وهربت بهم الى جبال تيستي، كرهينة، حتى يتم اطلاق سراح "واداي". واندلعت كذلك صدامات دموية بين الحلفاء السابقين (القوات الليبية وقوات واداي)، ثم استطاعت قوات "واداي"، طرد القوات الليبية، من مدن "اور" و"ازور" و"بارادي"، في منطقة تبستي. (1) (4)

فارسلت ليبيا قوة مكونة من 2000 جندي، مدعمين بدباباتT-62 ، وغطاء جوي مكثف، وطردت قوات "واداي" من المدن والقرى المناطق التي استولت عليها في "تبستي". فارسل "هبري"، اثر ذلك، دعما لقوات "واداي"، مكون من 2000 مقاتل، استطاعوا، مع قوات "واداي"، استعادة مدن وقرى "اور" و"ازوار" و" بارادي"، مرة اخرى، وذلك في يناير1987م. (4)



وفي مارس1987م، انسحبت القوات الليبية من مناطق "تبستي"، وجهزت قوات اخرى، قوامها 8000 جندي، يدعمهم غطاء جوي مكثف، من طائرات الميج القاذفة المقاتلة، وطائرات الميج الهوائية (الهيلوكوبتر)، بالاضافة الى اكثر من 60 طائرة مقاتلة اخرى، وثلاثمائة دبابة ومصفحة، وانظمة صواريخ، وراجمات. (4)



وجهز "هبري"، من جانبه، قوات قوامها 10000 مقاتل، (من بينها قوات "واداي")، بالاضافة الى 20000 مقاتل احتياطي تجمعوا من عدة مناطق وقبائل في تشاد. مستعدين للقتال عند الحاجة. واتجه 5000 من هذه القوة، بقيادة "حسن جاموس"، الى مدينة "فادا"، احد المعاقل الرئيسية للقوات الليبية. وقد استخدمت هذه القوة، 150 سيارة مدرعة امريكية، و70 ناقلة فرنسية، و400 سيارة "تويوتا- بيك آب"، مزودة ببنادق رشاشة، ومدافع مورتر وقاذفات قنابل يدويه وصواريخ ميلان. (4)



وفي الثاني من يناير1987م، شنت هذه القوات، هجوما على مدينة "فادا"، واستطاعت تحريرها في غضون ثمان ساعات فقط،، بعد سلسلة من الهجومات المباغتة استخدمت فيها الاساليب الجديدة التي تبنتها القوات التشادية.



وفقدت ليبيا في هذه الساعات الثمانية، 784 قتيل (بل ذكرت بعض المصادر ان عدد الضحايا وصل الى 800 فقيد)، من اصل 1200 مقاتل، كانوا في مدينة "فادا"، كما وقع في الاسر81 اسيرا، بالاضافة الى تدمير ما يقارب من المائة دبابة، والاستيلاء على ستة مدافع مضادة للطائرات، وعلى مجموعة من دبابات T-55s السوفياتية، بينما قُتل 50 وجرح 100 مقاتل من الجانب التشادي. (1) (4) (12) (15)

فارسلت القيادة العسكرية الليبية، في"وادي الدوم"، في اواسط مارس1987م، 1500 مقاتل، في محاولة لاستعادة مدينة "فادا"، ونجدة القوات التي انهزمت فيها. وكانت القوات التشادية تتوقع هذا الامر، فسقوط "فادا"، حتما سيدفع بالقوات الليبية، الى ارسال قوات لاستعادتها، او لنجدة القوة المتبقية فيها او حولها. لذلك نصبت القوات التشادية، كمينا للقوات التي ارسلت للنجدة، لاستعادة "فادا". وفي الثامن عشر من مارس، توقفت القوات الليبية في منطقة "بئر كوران" (تكتب "بير كورا" في بعض المصادر)، فحاصرتها القوات التشادية ليلا. وفي فجر التاسع عشر من مارس، هاجم التشاديون القوات الليبية، من جميع الجوانب، وكانت مذبحة اخرى، بعد مذبحة "فادا". (1) (4) (12) (13) (15)



ثم ارسلت القيادة العسكرية الليبية، في "وادي الدوم"، قوات اخرى، لمساعدة القوات التي حوصرت ودمرت في "بئر كوران". لكن القوات التشادية سارعت للقاء هذه القوات ايضا، وهاجمتها في التاسع عشر من شهر مارس ليلا (اي في نفس اليوم الذي جرت فيه مذبحة بئر كوران)، قبل ان تصل هذه القوة الى هدفها، وبالتحديد على بعد عشرة اميال شمال "بئر كوران"، حاصرتها القوات التشادية، ومارست عليها نفس الاساليب السابقة، الذي مارسته في بئر كوران، وقضت عليها، قضاء تاما، في فجر 20 مارس1987م. (4) (12) (15)



وقد بلغت خسائر القوات الليبية، في هاتين المعركتين (معركة نجدة قوات "فادا"، ومعركة نجدة قوات "بئر كوران") 800 قتيل، بالاضافة الى تدمير 86 دبابة من طراز T55s، كما استولت القوات التشادية على اكثر من عشر دبابات، وعتاد اخر لاحصر له. (4)



وفي نهاية مارس1987م، اتجه 2000 مقاتل تشادي، لمهاجمة قاعدة "وادي الدوم"، مركز قيادة القوات الليبية الرئيسي، والذي كان محميا، بقوة تبلغ من 5000 الى 7000 جندي، بالاضافة الى اكثر من 200 الى 300، من الدبابات وناقلات الجنود والعربات المدرعة، وكانت القاعدة محاطة بحقول الالغام، كما يوجد بها كم هائل من الاسلحة الثقيلة والخفيفة من مدافع وصواريخ وراجمات واجهزة انذار ورادارات. مع غطاء جوي من طائرات الميج 21 و 24 (هيلوكوبتر) و25، وطائرات السوخوي 22، وعدد اخر من الطائرات الايطالية والتشيكية، وطائرات نقل روسية من نوع "انتينوف"، مع دفاعات جوية تتكون من صواريخ سام 6، و سام 7، ومنظومة صواريخ اخرى، بالاضافة الى المدافع المضادة للطائرات. (1) (4) (5) ( 12) (13) (15)




كان اقتحام وادي الدوم، شبه مستحيل، نظريا، فقد كان، وكما راينا، محصنا بصورة رهيبة. خاصة لو اخذنا في الاعتبار، امكانيات التشاديين المتواضعة، امام تحصينات وادي الدوم الهائلة. وربما كان التشاديون على علم بمداخل ومخارج القاعدة، وعلى علم بنقاط ضعفها، وتحصيناتها، ومواقع حقول الالغام التي كانت تحيط بها. بل ربما كانوا على علم بالامور اليومية والادارية والتنظيمية في القاعدة. وربما علمت القوات التشادية بذلك، عن طريق اعوان "واداي" (حلفاء الامس واعداء اليوم) الذين كانوا يقاتلون في صفوف القوات الليبية، قبل انضمامهم الى قوات "هبري"، وقبل ان يصدر معمر امره، بالقبض على "واداي".



حاصرت القوات التشادية القاعدة، ثم اقتحمتها في 22 مارس1987م، بقيادة "حسن جاموس"، بقوة بلغت من 2000 الى 3000 مقاتل. وسقطت القاعدة، في غضون اربع وعشرون ساعة، وتقول بعض المصادر ان القاعدة سقطت (فعليا) خلال اربع ساعات فقط من الهجوم. (4) (13) وجسدت بذلك، اكبر صدمة عسكرية منذ بداية التدخل الليبي في تشاد. فالقاعدة الحصينة، ومركز القيادة ،وما حوته من دروع، وطائرات، وجنود، واجهزة انذارات، وصواريخ، ومصفحات، سقطت في طرفة عين، فتعرضت القوات الليبية لمذبحة اخرى غير متوقعة.



لقد تم اختراق القاعدة اولا، ثم الانتشار فيها، ثم تدميرها بما فيها، ولم تتلق القوات التشادية، مقاومة تذكر، فلم يكن الدفاع عن القاعدة يناسب حجم الهجوم، او يناسب اهمية القاعدة، وحجم القوات والاسلحة الموجودة فيها. كما جرت محاولات ضعيفة لشن هجومات مضادة، ولكنها فشلت.



وتقدر خسائر القوات الليبية في "وادي الدوم" ،بـ 1269 قتيل، و438 اسير، بالاضافة الى تدمير مئات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود والاليات. وبالاضافة ايضا، الى تدمير 20 طائرة تشيكية، من طرازL-29، و4 طائراتMi-24s ، وراجمات، وعدة بطاريات صواريخ، من نوع سام، بينما بلغت خسائر التشاديين 29 قتيلا و 58 جريحا. (4) (13)

شنت القوات الجوية الليبية، اثر ذلك، غارات جوية انطلقت من قاعدة "معطن السارة" التي تقع داخل ليبيا (على بعد 100 كيلومتر تقريبا من الحدود التشادية). وذلك كرد فعل على سقوط وادي الدوم، وبهدف تدمير الاسلحة والعتاد والاجهزة التي بقت في القاعدة، حتى لا تستفيد منها القوات التشادية.



وعقب سقوط وادي الدوم، انسحبت القوات الليبية من مدينة "فايا لارجوا"، المعقل الرئيسي الاخير للقوات الليبية في تشاد، خوفا من محاصرتها، كما حدث في مدينة "فادا"، وقد قدرت الخسائر في "فايا لارجوا"، قبل واثناء وبعد الانسحاب، بالمئات ايضا، كما استولت القوات التشادية، على طائرات "توبوليف" مقاتلة قاذفة، وميغ 21، وهيلوكوبتر، وصواريخ سام، ورادار سوفياتي، واكثر من 100 دبابة. وقد قدرت تكلفة هذا المعدات التي استولى عليها التشاديون ب 500 مليون الى بليون دولار (1) (5).



انسحب ما تبقى من القوات الليبية، بعد سقوط "وادي الدوم"، الى "اوزو"، وفي ربيع 1987م، اعدت ليبيا قوة تراوحت ما بين 12000 الى 13000 جندي، انطلقت في اوائل اغسطس 1987م، نحو "بارداي". فاعترضتها القوات التشادية وحاصرتها في "اومشي"، على بعد 80 كيلومترا جنوب مدينة "اوزو". وعاملتها بنفس الاسلوب، عن طريق استخدام سيارات "التويوتا" والعربات المدرعة السريعة، التي تحدثنا عنها. وذلك على غرار ما حدث في "بئر كوران" وباقي المناطق. واستطاعت القوات التشادية، ان تحتل مدينة "اوزو" في الثامن من اغسطس 1987م. (4)



بلغت خسائر القوات الليبية في هذه المعارك (اومشي واوزو( 650 قتيلا، كما وقع 147 ليبيا في الاسر، ودمرت قرابة الـ 100 سيارة عسكرية، والـ 30 دبابة وعربة مدرعة. (4)



قصفت القوات الجوية الليبية، اثر ذلك، مدينة "اوزو"، قصفا مكثفا لفترة طويلة، ثم تقدمت قوات ليبية مكونة من 13000 الى 15000 الف جندي تجاه المدينة، ونجحت في استرجاعها، في 28 اغسطس 1987م. وقد بلغت خسائر الليبيين البشرية، في معارك "اوزو"، قرابة الـ 1225 قتيل، و262 جريح. (4)



وكانت الطائرات التي قصفت مدينة "اوزو"، تنطلق من قاعدة "معطن السارة" في ليبيا. فقررت، القوات التشادية، لذلك، اقتحام القاعدة، وتدميرها في العمق الليبي، إما انتقاما لقصف اوزو، او لشل القاعدة ومنعها من شن غارات جوية مستقبلا. فتسللت قوة يقودها "حسن جاموس" ايضا، داخل الاراضي الليبية. ثم تسللت هذه القوة، داخل القاعدة ليلا، واختفوا في اركانها وزواياها ومواقع متفرقة منها. وكانوا يعرفون القاعدة شبرا شبرا، ويعرفون زواياها، واركانها، وخباياها، وبواباتها، وحراساتها، واسلحتها، ويعرفون عنها الكثير غير ذلك.



وعند الفجر، نجح التشاديون في تدمير القاعدة، تدميرا كاملا، وخاصة الاسلحة، والمعدات، التي لم يقدروا على حملها او قيادتها او استخدامها. وقد تم ذلك، في الفترة من 4 الى 6 سبتمبر 1987م.



وقد قدرت خسائر ليبيا البشرية، في قاعدة "معطن السارة"، حوالي 1700 جندي، كما وقع 300 في الاسر، بالاضافة الى تدمير 26 طائرة، و70 دبابة و سيارة مدرعة، وعدة رادارات. بينما خسر التشاديون 65 مقاتل، وجرح منهم 112 مقاتل فقط. (4) .وكان معمر، في تلك الاثناء يحتفل بعيده، في سبتمبر، عيد معمر، ويحدث الشعب الليبي، في خطابه، عن احتلال شريط "اوزو"، لكنه لم يحدث شعبه عن المعارك.. او .. بالاحرى.. المذابح.. التي تعرض لها ابناء الوطن، في بئر كوران، وفادا، ووادي الدوم، وفايا لارجو، واوزو.. وغيرها، وذلك حتى لا يفقد القائد العام للقوات المسلحة، بهجة العيد، عيد الفاتح العظيم.



وهكذا..



قدرت خسائر ليبيا البشرية، في حرب تشاد، من بدايتها الى نهايتها من 8000 الى 10000 ليبي، واكثر من الف وخمسمائة اسير. وفقدت ليبيا معدات يقدر ثمنها بثلاثة بلايين من الدولارات، في فترة محدودة جدا. من بينها 28 طائرة، واكثر من 800 دبابة وعربة مدرعة وناقلات ورادارات واجهزة انذار وبطاريات صواريخ، وغيره مما لا يحصى من الاسلحة الخفيفة والعتاد والوقود والذخائر ناهيك عن الاف الملاين التي صرفت في بناء الطرق والمطارات والمهابط والمدرجات مما يحتاج الى كتاب كامل لحصرها وتقييمها. بينما بلغت خسائر التشاديين اقل من الف جندي.



بعد كل هذه الخسائر في الارواح والاموال والمعدات، تفضل النظام الليبي، وعلى رأسه معمر، بتحويل قضية اوزو الى المحكمة الدولية، التي حكمت بحق تشاد في شريط اوزو المتنازع عليه. لكننا لن نسبق الاحداث، بل سنتحدث قبل ذلك، عن دوافع الحرب واسباب الهزيمة، ونتحدث فيها بالتحديد، عن دور جميع الاطراف في هذه الهزيمة، بما فيها بالطبع، الاطراف السياسية والعسكرية. نتحدث بعدها، باذن الله، عن مآسي ومذابح اخرى، صاحبت هذه الكارثة التي حلت ببلادنا.



فالى اللقاء في الحلقة السابعة.. باذن الله.. من حرب تشاد.. الكارثة.. الكارثة.. والحديث عن دوافع الحرب واسباب الهزيمة. والله ولي التوفيق.



اضغط هنا للاطلاع على باقي حلقات "حرب تشاد.. الكارثة.. الكارثة."



د. فتحي الفاضلي

___________________

لمراسلة الكاتب

Cant See Links

Cant See Links

Cant See Links

لزيارة موقع الكاتب

Cant See Links







المراجع:





Geoff L. Simons (2004). Libya and the West... From Independence to Lockerbie. I.B.Taurist & Co Ltd. pp. 60-81.

محطات من تاريخ ليبيا.. مذكرات محمد عثمان الصيد ( رئيس الحكومة الليبية الاسبق) / اعدها للنشر / طلحة جبريلL الطبعة الاولى / 1996م/ ص 183-184.

Virginia Thompson & Richard Adloff. (1981) Conflict in Chad. Institute of International Studies, University of California, Berkeley; no. 45. Research Series, University of California, Berkeley.

Kenneth M. Pollack (2002). Arabs at War, Military Effectiveness, 1948-1991. Lincoln: University of Nebraska Press

5. Geoff Simons (1993) Libya: the Struggle for Survival. New York: St. Martin Press. P 268-277.
Library of Congress, Federal Research Division. Country Study: Chad. edited by Thomas Collelo .Cant See Links.

John Wright (1989). Libya, Chad and the Central Sahara. Barnes and Nobel books, Ottowa, New Jersey.

تشاد الاطماع والمأساة 1 / الانقاذ/ العدد 21/ رجب 1407 هـ- مارس 1987م ص 4-15

تشاد الاطماع والمأساة 2 / الانقاذ/ العدد 22/ شوال 1407 هـ- يونية 1987م ص 17-22

النزاع الليبي التشادي/ التحالف / تصدر عن الدائرة الاعلامية للتحالف الوطني الليبي/ العدد الثالث/ اكتوبر 1989م. ص 13-19.

تورط القذافي في تشاد الى اين/ الطليعة/لا يوجد رقم للعدد ولا تاريخ اصدار/ ص 46-50.

حلقة جديدة في المسلسل التشادي/ شهداء ليبيا/ العدد 19/ يناير 1987م/ ص 3.

التشاد: متى تبدأ الجولة الجديدة / اليوم السابع/ الاثنين 10 نوفمبر 1986م/ ص 26

مكره اخاكم.. لا بطل/ صوت ليبيا/ العدد 12/ نوفمبر 1981م/ ص 4-5.

جريمة في تشاد /احمد الزبير السنوسي/ من خفايا انقلاب 1969/ موقع اخبار ليبيا/ .
Cant See Links


رد مع اقتباس