الموضوع: تشاد Chad
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2011, 03:16 AM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: تشاد Chad

كتاب حرب تشاد.. الكارثة.. الكارثة
5- مذابح.. لا.. معارك


يتحدث هذا الفصل عن تفاصيل المعارك العسكرية، بين القوات الليبية، والقوات التشادية، منذ اول تدخل عسكري ليبي في تشاد، حتى خروج القوات الليبية، بما في ذلك، اسماء، ومواقع، وتواريخ المعارك، والتحالفات، والتكتيكات، والانشقاقات، والهزائم، والاسرى، والاسلحة، والانتصارات، والمذابح التي تعرض لها الليبيون، بالاضافة الى سقوط اهم معاقل القوات الليبية، بالرغم من التفوق الليبي العسكري الهائل عدة وعتادا. وسنقدم موضوع هذا الفصل على حلقتين، ان شاء الله، نظرا لحجم التفاصيل واهميتها. ويعتبر هذا الفصل، بالاضافة الى اهميته التوثيقية، خطوة متقدمة، نحو محاولة جادة، لفهم وتحليل الدوافع الحقيقية للحرب، واسباب الهزيمة ونتائجها، وما ترتب عليها. وهو موضوع حلقة اخرى قادمة باذن الله.



لقد حصرت ليبيا، سقف مساعدتها للمقاومة التشادية، في العهد الملكي، في الجوانب المدنية. وكان من ضمن ما شملته هذه المساعدات، الاتصالات والاقامة والمواصلات، بالاضافة الى حرية التنقل والحركة داخل ليبيا، وحرية السفر منها واليها. كما شمل ذلك ايضا، حرية الاتصال بالتشاديين المقيمين في ليبيا، وحرية ضمهم الى المقاومة. لكن النظام الملكي، لم يزود الجبهة الوطنية لتحرير تشاد (الفرولينات) بالسلاح. وحافظ على علاقة جيدة مع الحكومة التشادية بقيادة تمبلباي، ومع ابا صديق ايضا، قائد الفرولينات في ذلك الوقت. بل وقعت ليبيا، قبل انقلاب سبتمبر بقليل، اتفاقية تعاون مع تشاد، في عدة مجالات، منها العمالة التشادية في ليبيا، وامور اخرى، تتعلق بالمعاهد الدينية، والمؤسسات التي اسستها ليبيا في تشاد. (2) و (3)




وفي اغسطس 1971م، اي اثناء العهد الحالي العسكري، ساندت ليبيا انقلابا عسكريا فاشلا، ضد الرئيس التشادي، فرانسوا تمبلباي. فقطع تمبلباي علاقاته بليبيا. كما طرد النظام الحالي، من 2000 الى 3000 تشادي، كانوا يعملون في حقول النفط ودوائر الشرطة، في العهد الملكي. وقد تعود اسباب طردهم، الى تعاطفهم مع الحركة السنوسية، وخوف النظام من تعاطفهم، بالتالي مع النظام الملكي. (2) و(7). فقطع تمبلباي علاقاته بليبيا، كرد فعل على مساندة الانقلاب، وطرد التشاديين من اعمالهم. بل ساند تمبلباي محاولة انقلابية ضد النظام الليبي. فاعترفت ليبيا بـ "الفرولينات"، كممثل شرعي لتشاد. وزودت ابا صديق بما يحتاجه، في مختلف المجالات، بما في ذلك السلاح، وسمحت له باستعمال اذاعة موجهة من ليبيا الى الشعب التشادي. فوصلت العلاقات الليبية التشادية الى اسواء حالاتها. (1) و (5).




و في ابريل 1972م، اعيدت العلاقات بين ليبيا وتشاد، اثر وساطة قام بها "ديوري هاماني"، رئيس نيجيريا في ذلك الوقت. وزار تمبلباي ليبيا في ديسمبر 1972م. كما تم التوقيع على معاهدة تعاون وسلام بين النظام الليبي والنظام التشادي، في الثالث والعشرين من نفس الشهر. وقد ضمن تمبلباي، بهذه المصالحة، تخلي ليبيا عن "جبهة التحرير الوطني التشادي"، بالاضافة الى الوعد بتأسيس "مصرف مشترك" بين ليبيا وتشاد، تموله ليبيا، يقال انه كان غطاء لرشوة تمبلباي شخصيا، بمبلغ 40 مليون دولار، ثمنا لتنازله رسميا، عن شريط "اوزو". (1) و (3) و(5).



ويبدوا ان هناك بنود غير معلنة في هذه الاتفاقية، فقد دخلت القوات الليبية، في صيف 1973م، وتحت غطاء هذه الاتفاقية، الى شريط "اوزو". ويعتبر هذا التدخل، اول واكبر تدخل عسكري للقوات الليبية في "اوزو". ولم تواجه القوات الليبية اية مقاومة، واحتلت الشريط المتنازع عليه (1) (3) (5) (6) . مما قد يرجح ان الامر معد مسبقا، بين الحكومتين الليبية والتشادية، في ذلك الوقت. بل ومما يدل ايضا، على ان احد البنود غير المعلنة، ينص على التنازل (نهائيا) عن شريط اوزو لليبيا، فقد كانت الفترة التي تفصل بين التوقيع على المعاهدة، ودخول القوات الليبية الى الشريط، قصيرة جدا. وفي مارس من عام 1974م، اعلنت ليبيا عن تاسيس البنك المشترك، بين ليبيا وتشاد. بل يُذكر ان معمر، قام بزيارة الى تشاد، في شهر مارس 1974م.



لكن هذه الاتفاقية، وما لحقها من تدخل القوات الليبية، وتسرب الاشاعات، حول حقيقة البنك الليبي التشادي المشترك، كانت احد العوامل الرئيسية التي عجلت، بالاطاحة بتمبلباي ونظامه، في 13 ابريل 1975م. وهكذا، يرجح ان تنازل "تمبلباي" عن شريط اوزو، او بيعه لليبيا، او التغاضي عن تواجد القوات الليبية في اوزو، كانت من اهم دوافع الانقلاب. وعندما اصبح الجنرال "فيليكس معلوم"، رئيسا لتشاد، اثر الانقلاب الذي اطاح بتمبلباي، احتل مطلب طرد القوات الليبية من شريط اوزو، قمة اولويات النظام الجديد. (1) و (5)



لذلك، طلب الرئيس "فيليكس"، من القوات الليبية، الخروج من شريط اوزو فورا. ولكن بدلا من الانسحاب، جدد النظام الليبي، بل ضاعف دعمه للفرولينات بقيادة "كوكوني واداي"، الذي حل محل "ابا صديق". كما ادعت ليبيا، بادي الامر، ان القوات الليببية متواجدة في "اوزو" لحماية المدنيين (عمال البناء والمهندسين)، الذين يفترض انهم يقومون ببناء طريق يربط بين ليبيا وتشاد، لمصلحة الشعبين (3) (4). واعترفت ليبيا بالنظام التشادي الجديد، بقيادة "معلوم"، بعد اسبوعين فقط من الانقلاب (وربما كانت ليبيا اول دولة تعترف بالانقلاب). والواضح ان ليبيا كانت تتمنى، ان تكسب ثقة النظام الجديد، لتحافظ على اتفاقياتها السابقة، التي ابرمتها مع "تمبلباي"، فهذه الاتفاقيات، هي في النهاية، مبررات التدخل الليبي في الشأن التشادي.



لكن قضية احتلال اوزو، ومطالبة ليبيا بالانسحاب، بدأت تطفو على السطح، علنا وبقوة، مع مجيء النظام التشادي الجديد. فاندلعت صدامات عسكرية، بين القوات الليبية، وقوات "حسين هبري"، في يونيو 1976م.



وفي اكتوبر 1976م وقع انشقاق بين "واداي" و"هبري"، بسبب اختلاف وجهات نظر كل منهما تجاه التعاون مع النظام الليبي، بما في ذلك التدخل الليبي، الذي يرفضه "هبري" رفضا تاما. لذلك زادت ليبيا من دعمها لـ "واداي" ضد "هبري"، وزودته بمختلف الاسحلة بما في ذلك، المعدات الثقيلة، فاستطاعت قوات "واداي" السيطرة على منطقة تبستيBET .



ثم توسعت دائرة المعارك بين القوات الليبية، وقوات حليفها "واداي" من جهة، والقوات التشادية (قوات "هبري" وقوات الحكومة التشادية) من جهة اخرى. واستطاعت القوات الليبية تدعمها قوات "واداي"، احتلال مدن "زوار" و "اورو" و"باردي"، وذلك في يناير 1978م. (4)



وفي فبراير 1978م، استطاعت القوات الليبية، تساعدها قوات واداي ايضا، وقوات البركان، بقيادة "احمد اصيل" في ذلك الوقت، احتلال مدينة "فايا لارجوا"، وهي من اكبر مدن الشمال. كما استطاعت القوات الليبية، في هذه المعارك، اسر 1500 مقاتل تشادي، من اصل 5000، كانوا في "فايا لارجوا". وقد شارك في هذه المعارك، 4000 جندي ليبي، مدعمين بغطاء جوي مكثف، يساندهم 2500 مقاتل من قوات "واداي". (1) (4) (5).



ثم واصلت قوات "واداي" والقوات الليبية، زحفها نحو العاصمة (انجامينا)، فاستنجد الرئيس التشادي "فيليكس معلوم" بفرنسا، التي تدخلت بـ 1000 جندي، مدعمين بغطاء جوي، يُقدر بعشرين طائرة "جقوار". وتراجعت القوات الليبية وقوات "واداي"، الى شريط اوزو، بعد ان طردتها، قوات "هبري"، والقوات الفرنسية، من مدينة "عاطي" في مايو 1978م.(4) وكانت فرنسا حريصة على عدم التصادم مباشرة، مع القوات الليبية، وتمثلت مساعدتها لهبري، في المساندة السياسية والمعدات والتهديد الجوي والمعلومات.



وفي يوليو من عام 1979م، شكلت الاطراف التشادية المتصارعة، بما في ذلك "واداي"

و"هبري"، حكومة عُرفت بـ "حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية" (انظر الفصل الثالث- تحت عنوان "انشقاقات وتصادمات"). وذلك بعد ان تخلص "هبري" من حليفه الرئيس التشادي، "فيليكس معلوم". واصبح "واداي" رئيسا لتشاد، و"عبد القادر كاموجي" نائبا للرئيس، و"حسين هبري" وزيرا للدفاع الوطني، و"احمد اصيل" وزيرا للخارجية، و"ابا صديق" وزيرا للصحة. ولم يوافق النظام الليبي على هذه الحكومة بالكامل، واعتبر تشكيلها بهذه الكيفية، تهميشا له ولاعوانه. كما رأت ليبيا ان قبول "واداي" لرئاسة الحكومة الوطنية، يعتبر محاولة لتهميش ليبيا. (3)(6)



لذلك اندلعت صدامات عسكرية عديدة، بين القوات الليبية وحليفها "واداي"، استمرت هذه التصادمات، الى نهاية 1979م. وفي نوفمبر1979م، حاولت القوات الليبية احتلال مدينة، "فايا لارجوا"، تساندها قوات البركان، فتصدت لها قوات "هبري" وقوات "واداي" معا (4)، وهكذا اصبح اعداء الامس، اصدقاء اليوم، ضد القوات الليبية.



وعندما كادت ليبيا، ان تخسر اكبر واهم اعوانها من القادة التشاديين (واداي) الى الابد، اندلع صدام مسلح في "انجامينا"، في مارس 1980م، بين قوات "هبري" وقوات "واداي"، فاستطاعت قوات "واداي" السيطرة على النصف الشمالي من العاصمة، كما استطاع "هبري" السيطرة على النصف الجنوبي منها. واستمر هذا القتال لمدة تسعة اشهر، انتصر فيه "هبري" على "واداي". (1) (4) (5)



استنجد "واداي" اثر ذلك بليبيا، مرة اخرى، فانطلقت القوات الليبية في اكتوبر 1980م، تدعمها قوات "واداي"، وقوات "الفيلق الاسلامي"، وهو جيش من المرتزقة جُند من مختلف البلاد والجنسيات، وتدفع ليبيا لمنتسبيه، رواتب شهرية من 500 الى 5000 دولار شهريا، مع مبلغ يدفع لاهل المجند، في حالة موته (قد يصل الى 50000 دولار). (1) (4) (5)



انطلقت هذه القوات التي تكونت من 7000 جندي نظامي، تدعمهم مئات المصفحات والدبابات، من طراز T-55s، بالاضافة الى الدعم الجوي، والمدافع المضادة للطائرات. كما شاركت قوات الفيلق الاسلامي، بـ 7000 مقاتل، وقوات البركان، وقوات واداي،

بـ 0 600الى 7000 مقاتل.(4)



اما القوات التشادية، فقد بلغت 4000 جندي، ينقصها الغطاء الجوي، والاسلحة الثقيلة، والمدافع المضادة للدبابات. فاستطاعت القوات الليبية، وقوات "واداي"، و"البركان"، احتلال مدينة "فايا لارجوا" في اوائل نوفمبر 1980م (4).



ثم تقدمت هذه القوات نحو "انجامينا"، ودخلتها في 16 ديسمبر 1980م، واصبح "واداي" عقب ذلك، رئيسا لتشاد. وهرب "هبري" الى الكاميرون، وربما هربت قواته الى السودان. فطاردت قوات الفيلق الاسلامي، قوات هبري، داخل السودان، ولكن مصر (في عهد الرئيس انور السادات) هددت ليبيا بالتدخل العسكري، اذا دخل جندي ليبي واحد الى ارض السودان.

فقدت القوات الليبية، في هذه المعارك، التي استمرت من اكتوبر الى منتصف ديسمبر، 1980م، عدد 1500 جندي، بينما جرح الاف اخرون. (1) (4) (5)



وفي السادس من يناير من عام 1981م، اي قبل مرور اقل من شهر، على سيطرة قوات واداي والقوات الليبية على "انجامينا"، اعلنت ليبيا ضم تشاد اليها. او بالاحرى، اعلنت عن قيام وحدة من طرف واحد. فاتهم "واداي" اثر هذا الاعلان، بانه دمية تلعب بها ليبيا كيفما تشاء. واعتبر المراقبون السياسيون، ان اعلان الوحدة، بهذا الشكل، وبهذه الصورة، وتحت هذه الظروف، ومع تواجد قوات ليبية في تشاد (بلغت حسب بعض المصادر 15000 جندي ليبي في ذلك الوقت)، هو ثمن مساعدة ليبيا لـ"واداي" ضد "هبري". او ربما كان ضم تشاد، جزء من المخطط الذي كانت ترمي اليه ليبيا من وراء تدخلها اصلا. وشكك التشاديون، كما شككت الدول الافريقية الاخرى، في مواقف "واداي"، وطبيعة علاقاته واتفاقياته ومباحثاته وتعاونه مع ليبيا. كما اثار هذا الاعلان، حفيظة وغضب الجميع، بما في ذلك، اغلب او جميع الدول الافريقية، كما اغضب "فرنسا" ايضا. بل حتى "منظمة الوحدة الافريقية"، طلبت من ليبيا، الانسحاب الفوري من تشاد. (1) (3) (4) (6).



استنكر "واداي" الاعلان عن ضم تشاد الى ليبيا، واستنكر الاعلان عن الوحدة، من طرف واحد، واصر ان ليبيا وتشاد دولتان منفصلتان. ليس ذلك فحسب، بل طلب من ليبيا سحب قواتها من تشاد فورا، بالرغم من ان هذه القوات، هي التي ساعدته على هزيمة "هبري". فاندلعت، على خلفية هذه الاحداث، صدامات عديدة متتالية، بين القوات الليبية وقوات "واداي"، انتقاما لموقف "واداي". ومن اشهر هذه الصدامات، تلك التي جرت، في ابريل 1981م، في مدينة "ابشة"، او قريب منها، وقد ذهب ضحيتها الكثير من الليبيين والتشادين (1) (4) (6)



اضطرت ليبيا، استجابة لهذه الضغوط،، او كسبا لموقف سياسي، او انتقاما من "واداي"، الانسحاب الى شريط اوزو، في غضون ثلاثة اسابيع فقط، او اقل. وتم الانسحاب المفاجأة السريع، في اكتوبر1981م. فاستغل "هبري" الفراغ العسكري الذي سببه انسحاب القوات الليبية، وزحف في 7 يونيو 1982م، على "انجامينا"، فاحتلها، وهرب "واداي" الى ليبيا. واصبح "هبري" رئيسا لتشاد. وكان قد تلقى دعما عسكريا وسياسيا، من السودان ومصر وفرنسا وامريكا. (1) (4) (6)



احتضنت ليبيا "وادي"، مرة اخرى، وقررت ان تحتل "انجامينا" وتطرد "هبري"، فجهزت في1983م، 11000 جندي، تساندهم كالعادة، قوات "واداي" و"البركان" و"الفيلق الاسلامي". فارسل "هبري" في ابريل 1983م، قوات قوامها 1700 مقاتل لاعتراضها او تأخيرها، فهُزمت قوات هبري، وقتل منها 142 مقاتل تشادي، ووقع منها 252 في الاسر. واستطاعت القوات الليبية وحلفائها احتلال مدينتي "فايا لارجوا" و"ابشة"، في 25 يونيو 1983م، وواصلت زحفها نحو "انجامينا" (4)



لكن هبري شن هجوما مضادا، في اوائل يوليو 1983م، وانتصر على قوات "واداي" في مدينة ابشة، وفي نهاية نفس الشهر، واصلت قوات "هبري" هجومها حتى حررت "فايا لارجوا"، ثم انطلقت نحو اوزو. (4) (6)



فجهزت ليبيا في اوائل اغسطس 1983م، قوات بلغت اكثر من 10000 مقاتل، مدعمين، وكالعادة، بالدبابات وبـ 80 طائرة مقاتلة، بعضها طائرات SU-22s (سوخوي) وميراج وTU-16 و دبابات ومدافع وقاذفات وصواريخ. كما ساهم "واداي" بـقوات بلغت ما بين الـ 3000 الى الـ 4000 مقاتل. (4)



وفي العاشر من اغسطس 1983م، هاجمت هذه القوات، قوات "هبري"، التي بلغت قرابة الـ 5000 جندي، تمركز اغلبهم في مدينة "فايا لارجوا". ولم يستطع هبري الصمود، فانسحب الى انجامينا، بعد ان خسر قرابة الـ 700 جندي. لكنه استنجد بفرنسا.(4) فقسمت فرنسا تشاد الى نصفين، يفصل بينهما، خط عرض 16، على ان تتحكم فرنسا وقوات "هبري" في المناطق الواقعة جنوب هذا الخط،، بينما تسيطر القوات الليبية وقوات "واداي" على المناطق الواقعة شماله. (1) (3) (4) (5) (6) وصرحت فرنسا، مهددة، ان اية قوات، تتجاوز هذا الخط جنوبا، ستتعرض الى القصف الجوي بالطائرات الفرنسية.



وفي السادس من سبتمبر 1983م، هاجمت قوات "هبري" مدينة "ام شالوبة"، جنوب خط العرض16، وطردت منها القوات الليبية، وقوات "واداي". ثم اتجهت الى مدينة "فايا لارجوا"، شمال الخط، واحتلتها. فقامت القوات الليبية، اثر ذلك، بقصف مدينتي "ام شالوبة" و"فايا لارجوا"، بقنابل النابالم وقنابل الفسفور الابيض (4) وكانت مذبح راح ضحيتها المدنيين الابرياء. الامر الذي انكرته ليبيا، واكدته تشاد. وحاول "هبري"، اثر ذلك، شن هجوما على شريط اوزو، ولكنه تراجع عن ذلك.



وفي ابريل 1984م، اقترح الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران"، في اجتماع ضمه مع معمر، في جزيرة كريت باليونان، اقترح، انسحاب القوات الليبية والفرنسية من تشاد. فوافق معمر، على اقتراح الرئيس الفرنسي، وفعلا انسحبت القوات الفرنسية، في العاشر من نوفمبر 1984م. لكن القوات الليبية لم تنسحب، بل كانت تتظاهر بالانسحاب، او ربما سحبت جزء رمزي من قواتها، ثم اجرت بعض التنقلات والتحركات، تظاهرا بالانسحاب. وبقى في تشاد الاف الجنود الليبيين (تقدرها بعض المصادر ب 6000 جندي). (4) (6) وقد سبب هذا الامر، ازمة سياسية، كان الجنود الليبيون ضحيتها، كما سنبين ذلك فيما بعد.



وسنواصل الحديث عن باقي المعارك ونتائجها، في الجزء الثاني من هذه الحلقة، الاسبوع القادم، باذن الله، تحت عنوان "مذابح.. لا .. معارك 2"، والله ولي التوفيق.



اضغط هنا للاطلاع على باقي حلقات "حرب تشاد.. الكارثة.. الكارثة".



د. فتحي الفاضلي

__________

لمراسلة الكاتب

Cant See Links

Cant See Links

Cant See Links





لزيارة موقع الكاتب

Cant See Links



المراجع:



1- Geoff L. Simons (2004). Libya and the West... From Independence to Lockerbie. I.B.Taurist & Co Ltd. pp. 60-81.

2- محطات من تاريخ ليبيا.. مذكرات محمد عثمان الصيد ( رئيس الحكومة الليبية الاسبق) / اعدها للنشر / طلحة جبريلL الطبعة الاولى / 1996م/ ص 183-184.

3- Virginia Thompson & Richard Adloff. (1981) Conflict in Chad. Institute of International Studies, University of California, Berkeley; no. 45. Research Series, University of California, Berkeley.

4- Kenneth M. Pollack (2002). Arabs at War, Military Effectiveness, 1948-1991. Lincoln: University of Nebraska Press

5- Geoff Simons (1993) Libya: the Struggle for Survival. New York: St. Martin Press. P 268-277.
6- Library of Congress, Federal Research Division. Country Study: Chad. edited by Thomas Collelo .Cant See Links.

7- John Wright (1989). Libya, Chad and the Central Sahara. Barnes and Nobel books, Ottowa, New Jersey.


Cant See Links


رد مع اقتباس