عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2012, 10:57 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: قبسات من عبقريَّة المعرِّي

رسالة الغفران : أبو العلاء المعري


حول المؤلف :

هو أبو العلاء أحمد بن عبدالله التنوخي ، المعري نسبة إلى المعرة بالشام ، الفيلسوف الشاعر الأديب اللغوي ، صاحب المؤلفات الكثيرة التي فنيت ولم يكتب لها الخلود جراء التخريب الذي مرت به بلدة المعرة من قبل الصليبيين ثم التتار .


اتهم أبا العلاء بالزندقة لجرأته في تناول بعض المسائل الدينية آنذاك ، كما دافع مناصروه عنه واستدلوا بزهد الرجل وعزلته وصدقه مع نفسه ومع عصره ، حيث عرف عنه تقشفه وأدبه وابتعاده عن أبواب الولاة .

ولد سنة 363هـ واندمج في الحياة ثم اعتزل الناس واعتكف في منزله للتأمل والتأليف ولقب نفسه بـ رهين المحبسين حتى مات في منزله سنة 449 هـ .

حول الكتاب :

رسالة الغفران هي رد على الرسالة الأصل التي بعث بها ابن القارح علي بن منصور الحلبي ، الشيخ الأديب المعروف لأبي العلاء ، يستعرض فيها قدرته اللغوية والأدبية وتجاربه ورحلاته .وأسلوب أبي العلاء في هذا المنشأ الأدبي غريب على الفنون الأدبية المعروفة في وقته .

فقد نحا منحى لم يسبق إليه في الأدب الإسلامي ، فتعرض لبعض المقدسات الدينية بأسلوب خيالي سردي ، كالنار والجنة والصحابة والأنبياء والملائكة والذات الإلهية .


فمثلا يقول : ” فلما أقمت في الموقف زهاء شهر أو شهرين ، وخفت العرق من الغرق ، زينت لي النفس الكاذبة أن أنظم أبياتا في رضوان خازن الجنان ، عملتها في وزن : ” قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان” ووسمتها برضوان ، ثم ضانكت الناس حتى وقفت منه بحيث يسمع ويرى ، فما حفل بي ، ولا أظنه آبه لما أقول ” .

ثم يستمر في هذا السرد الاستطرادي التخيلي لغيبيات الحشر والمعاد ويتكلم على ألسنة الأنبياء والمرسلين والملائكة والرب تعالى .

وهو إذ ينقل الموقف إلى الدار الآخرة يساءل الشعراء السابقين واللغويين والفلاسفة ويحاججهم ويستفهم منهم ويرد من خلال أجوبتهم المفتعلة على بعض الآراء والمدارس التي عاصرها على مستوى الأدب واللغة والدين والأخلاق .

فهو يجعل من شخصيات الدار الآخرة مستندات دعم لأفكاره وقناعاته وآرائه .

وهو بهذا الجموح الأدبي غير المسبوق قد حصد اتهامات البعض ممن عاصروه أو ممن جاءوا بعده بالفسوق والزندقة والتجديف العقدي ، فيما كان في رسالته ينتقد بعض الزنادقة والمنافقين وأصحاب الهوى .

تنقسم رسالة الغفران إلى مقاطع منفصلة من حيث الأحداث والمواقف لكنها متصلة من حيث المسار العام لجوّ الرسالة ، وسأذكر بعض هذه المقاطع :



تلخيص : رسالة الغفران

تعد رسالة الغفران لابي العلاء من أعظم كتب التراث العربي النقدي وهي من أهم وأجمل مؤلفات المعري وقد ألفها أبو العلاء المعرى وأملاها سنة 424 هـ ، وهو فى الستين من عمره ، رداً على رسالة ابن القارح وهي رسالة ذات طابع روائي حيث جعل المعري من ابن القارح بطلاً لرحلة خيالية أدبية عجيبة يحاور فيها الأدباء والشعراء واللغويين في العالم الآخر، وقد بدأها المعري بمقدمة وصف فيها رسالة ابن القارح وأثرها الطيب في نفسه فهي كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ثم استرسل بخياله الجامح إلى بلوغ ابن القارح للسماء العليا بفضل كلماته الطيبة التي رفعته إلى الجنة فوصف حال ابن القارح هناك مطعماً الوصف بآيات قرآنية وأبيات شعرية يصف بها نعيم الجنة وقد استقى تلك الأوصاف من القرآن الكريم مستفيداً من معجزة الإسراء والمعراج ، أما الابيات الشعرية فقد شرحها وعلق عليها لغوياً وعروضياً وبلاغياً.

ويتنقل ابن القارح في الجنة ويلتقي ويحاور عدداً من الشعراء في الجنة من مشاهير الأدب العربي منهم من غفر الله لهم بسبب أبيات قالوها كزهير وشعراء الجنة منهم زهير بن أبي سلمى والأعشى و عبيد بن الأبرص و النابغة الذبياني و لبيد بن أبي ربيعة و حسان بن ثابت والنابغة الجعدي.ثم يوضح قصة دخوله للجنة مع رضوان خازن الجنة ويواصل مسامراته الأدبية مع من يلتقي بهم من شعراء وأدباء ثم يعود للجنة مجدداً ليلتقي عدداً من الشعراء يتحلقون حول مأدبة في الجنة وينعمون بخيرات الجنة من طيور وحور عين ونعيم مقيم. ثم يمر وهو في طريقه إلى النار بمدائن العفاريت فيحاور شعراء الجن مثل " أبو هدرش" ويلتقي حيوانات الجنة ويحوارها ويحاور الحطيئة. ثم يلتقي الشعراء من أهل النار ولا يتوانا في مسامرتهم وسؤالهم عن شعرهم وروايته ونقده ومنهم إمرؤ القيس وعنترة بن شداد و بشار بن برد و عمرو بن كلثوم و طرفة بن العبد والمهلهل و المرقش الأكبر والمرقش الأصغر والشنفرى وتأبط شراً وغيرهم. ثم يعود من جديد للجنة ونعيمها .

تعد محاوارات ابن القارح مع الشعراء والأدباء واللغويون التي تخيلها المعري في العالم الآخر مصدراً مهماً من مصادر دراسة النقد الأدبي القديم حيث حوت تلك المسامرات والمحاورات مباحث نقدية مهمة وأساسية في النقد الأدبى
، فهو إلى جانب أمور الصرف والنحو . يدعم رسالته بالدرس المقارن إذ إنه إذا عرض فكرة أو موضوعًا فإنه يذكر كل أبيات الشعراء فى الموضوع نفسه مقدمًا لنا فرصة مقارنة بعضها مع البعض الآخر .

ولا يخفى مع كل ما سبق الرؤية الخيالية الخصبة التى قدمها أبو العلاء والتى يرى معها كل ما هو مدهش ، بالرغم من أنه رجل أعمى .
Cant See Links


رد مع اقتباس