حلـــــم وفراشـــــــة
كباقي فراشات الحقول تدور حول نفسها , تدندن طنينا يسري في أذان الفلاحين همسا أرق من خيط حرير من سندس....
فيهتز له فؤاد الفلاح طربا , وتتسارع خضات مفاصله فتشق التربة شقا , فتسقيها حبات العرق المتصببة من على جبينه لتخرج به حبا ونبات وأبا...
وحين تقف الشمس متربعة في كبد السماء .....يتوسد ذراعه والقبلة وجهته, ويروح في سبات أهل الكهف وأشد.
*- ما لك أيتها الفراشة حائرة هكذا لا تهدئين......؟ لا تجعلي أرنبة أنفي مستقرا لك فإني مصاب بزكام الآهلين, وأخاف عليك من العطس فتصابين بهلع , وأنا ا لا أرضى لك ذلك
رفرفي قريبا مني فإني مستأنس بوجودك؟ولكن لا تبدين أسفا لمن هم حولك ..؟ ففراشات هذا الحقل غير تلك الفراشات المجاورة لك ....
أنا وإياك يا فراشتي توأمان...يربت كل منا على كتف الآخر ...تحملي ثقل يدي ...إنها خشنة
مشققة جافة ...ذات منعرجات ...
ألست بدويا فلاحا....؟ لم أكن يوما براد ضيف زائر.....؟ ولا بصاد لتائه حائر.........؟
ولم أكن لمن آوى لحقلي بغادر مغادر....؟
لا ...اهنئي فراشتي ..؟ احذري الرحيق ذا الطعم الفاتر...؟
احذري الأزهار المبللة بندى التحضر فهو أكثر ضرر....؟
احذري الورود فدونها شوك شائك يؤذيك بوخز الإبر....؟
جناحاك رهيفتان , روحك أراها لا تزال تعشق الحرية ونور القمر وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
هيا فراشتي إن كان بك عطش فهذه عروقي امتصي منها ما طاب لك ...؟
وإن حل بك نعاس بعد يأس فنامي بين أجفاني ؟..غني لي لحن الأماني ؟ لك مني كل الأمان...
هيا ...هيا فراشتي إني أعلم أنك تعبة مرهقة ..؟ استريحي فقد هيأت لك منذ زمن غطاء وفراشا أمنا........ لا. ولم.ولن تطأهما أقدام إنس ولا جان من هذه اللحظة والآن......
تظللي تحت رموشي فأشعة الشمس مؤذية وفؤادك هواء , إني أرى ذلك في عينيك فراشتي...
لا تفزعي مني. ؟ لا تبتعدي عني ؟ فأنا يا فراشتي كما تعلمين وحيد في هذا الكون لا سلطان
إبراهيم تايحي