قلم يسأل ومحبرة تغيب...
 

قلم يسأل ومحبرة تغيب...

ما علمنا عنكما إلاّ زينة الحرف وطيب المعنى..وأنكما إخوة في الله وقد تآخى الكريم مع الكريم ’ زادكما الله من فضله تقوى وإيمانا وأمنا...
مالي أرى العقد الفريد حباته قد تناثرت هنا وهناك ..؟ أرضيتما بالأدنى دون الأغلى ذاك...؟ حسبكما ما كان وفات واتعظا بما هو كائن وآت ’ الله َلكما اسأل وبه أناشدكما أن تعودا وأعدّا الماضي كذلك كحي مات..؟
أوصيكما ألا يغركما غرورولا يأخذ بنواصيكما قول من استحبوا العري والسفور هم من رحمة الله فروا وكتابه هجروا بعد علم به أنكروا ’ لا تحملا هما بعد اليوم فلا يحتضن حضينة سمك القرش إلاّ البحر’ ولعمرك ترى الأسد قد تخلى عن أنثاه ألآ إنه أمام عرينه باسطا ذراعيه يراقب عين على لبؤته وأخرى بها يبصر ’ وحين الريب في قادم ينتفض ويزأر...
قلم يسأل ومحبرة تغيب .. عجب هذا إنه أمر غريب’ لا يجري دم إلاّ في عروق ما أنصفك يا عمر يا فاروق ’ وأنت القائل: لا يجاورني رجل ساكن في المدينة تهتف به العواتق في الخدور .
لا تسأل من أنا ولا من أين أتيت رجاء ؟ فأنا أنا .كنت ولا زلت أنشد مصادر الثقة والود إخلاصا ووفاء’ دعني أمر فمعي كلمة المرور’ تنبئك عمن أكون ولما أنا هنا وما عظُم شأني كلا أنا عبد مأمور...
ما أوجد الله قلما وبه كتب’ إلاّ وبجانبه محبرة كلما نقص مداد رأسه إلا وزودته بحبر سناء وأدب’ ويبقى وجه الورقة البيضاء أبيضا إلى حين نقش عبارة : ما أنا براحل ولو أمطرت السماء وليس في كبدها قطعة من سحب’ .....؟
يا من فلقت النوى و سقيت الأرض الجرز فربت واهتزت ’ اسق عطشى القلوب إيمانا وهوّن عليهم كل صعب ’ ومهّد سبيلهم وأنر لهم ما أظلم من الدرب’ إنك أنت العزيز المعز
الله المستعان.