المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعــر فصيح


أفاق الفكر
03-09-2007, 03:01 AM
شعــر فصيح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال حافظ ابراهيم فى قصيدته مصر تتحدث عن نفسها :

وبناة الأهرام فى سالف الدهر= كفونى الكلام عند التحدى
وسعتُ كِتـابَ الله لفظـاً وغايــةً =ومـا ضقـتُ عـن آى بـه وعِظــاتٍ
أنا البحر فى أحشائه الدرُّ كامنُ =فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتِى

( لغة الضاد هى التى كما حدَّث بلسانها شاعر النيل )
الأم مدرسة إذا أعددتها = أعددت شعباَ طيب الأعراق

القائل : أحمـد شـوقـى .

دقـات قلـب المـرء قـائلة لـه = إن الحيـاة دقـات وثـوان
يــا جذوة التـوحيــد ، هل لــك مطفــئ=
= واللـه جـــل جــلالــه مذكيــك

القائل : أحمـد شــوقـى ( علموه كيف يجفو )

علمــوه كيـف يجفــو = فجفـا ظالــم لاقيــت منـه مـا كفـى
مسرف فى هجره ما = ينتهى أتـراهـم علمـوه السـرفــا ؟
القائل : أحمـد شــوقـى ( النيـل )
من أى عَـهدٍ فى القـرى تَتـَدفـقُ = وبأى كف فى المدائن تُُـغـدِقٌٌ
ومن السماء نزلت أم فُجرت = من عليـا الجنان جـداولا تترقرق
ريم على القاع بين البان والعلم = أحـل سفك دمى فى الأشـهر الحـُرُم
لما رَنـا حدّثتنى النفـسُ قائلة = يا ويح جنبِك بالسهم المُصيبِ رُم

الرئم ( بالهمزة ويخفف بقلب الهمزة ياء ) : الظبى الخالص الأبيض والقاع : الأرض السهلة المطمئنة والبان : جمع بانة ضرب من الشجر، والعلم : الجبل والأشهر الحرم : أربعة وثلاثة متتابعة هى ذو القعة وذو الحجة والمحرم ، رنا : أدام النظر مع سكون الطرف .

القائل : أحمــد شــوقــى .

ليــس اليتيــم مــن انتهـــى أبــواه مــن=

=هـــم الحيـــاة وخلفـــاه ذليــــلاً

إن اليتيــم هــو الذى تلقــى لــه =

أمــاَ تخلــت أو أبــــاً مشغــولاَ=

القائل : أحمــد شــوقــى .

قم للمعلم وفه التبجيلا =

= كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي =

يبني وينشىء أنفسا وعقولا=

أحرامُ على بلابله الدوح = حلالُ للطير من كلًّ جنسِ



(عندما تشذ القاعدة ويتمتع الغريب بخيرات البلد بينما يحرم المواطن

الأصلى)

وإذا النساء نشأن فى أميّة رضعَ الرجالُ جهالةً وخمولاً

( تعليم الفتاة وأثره المحمود )

اختلافُ الرأى لا يُفســ ـــــــد للــودَّ قضيـــة

( إقامة الود مع إختلاف الرأى )

وطنى لو شُغلتُ بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسِى

( حب الوطن والحنين )

آفةُ النُصْحِ أنْ يكونَ جِدالاً وأذَى النُصْحِ أنْ يكونَ جِهاراً

( أسلوب النصيحة المثمرة )

وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ فإن هُمُ ذهَبَبتْ أخلاقُهُمْ ذهبوا

القائل : أبـو الطيـب .

مـا كـل مـا يتمنـــى المـــرء يــدركـــه

تجــرى الـريــاح بـمــا لا تشتهـــى السفـــــن

القائل : الإمـــام عـلـى ( رضـى اللـه عنـه ) .

لا تقــل أصــلى وفصــلى أبـــداً

إنمـا أصـــل الفتــى مــا قــد حصـــل

القائل : أبـو القــاسـم الشــابى .

إذا الشـعــب يـوماَ أراد الحيـاة = فلابـد أن يسـتـجـيــب القــدر

ولابـد لليـل أن ينجـلى = ولابـد للقيـد أن ينـكسـر

القائل : قيـس بـن الملــوح .

وما حب الـديــار شغفـــن قلبــى=

= ولكــن حــب من سكــن الديــار

القائل : عــدى بنى يـزيـد .

وليـس كثيــراَ ألفُ خـِلِ وصاحـب=

= وإن عــدواً واحــداً لكثـيـر

القائل : أبو فراس الحمدانى ( أراك عصى الدمع )

أراك عصىَّ الدمعِ شيمتك الصبرُ = أما للهوى نهىُ عليك ولا أمر

بلى أنا مشتاق وعندى لوعةُ = ولكنَّ مثلى لا يذاع له سر

إذا الليل أضوانى بسطت يد الهوى = وأذللت دمعاً من خلائقه الكِبْرُ

* شيمتك : طبعك وخلقك أضوانى : عذبنى وشجانى خلائقه : جمع خليقة وهى الطبع والصفة المميزة *

القائل : محمود سامى البارودى

وأىُّ حُسامٍ لم تصبه كلالة = وأى جوادٍ لم تخُنه الحوافر

( لكل صارم نَبْوَة ولكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة )

إن الحياة لثوبُ سوف تخلعه = وكلُّ ثوبٍ إذا ما رثَّ ينخلعُ

( حتمية إنتهاء الحياة )

القائل : الإمام البوصيرى

والنفسُ كالطفلِ إن تهمله شبَّ على = حبَّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

( ترويض النفس على الخير )

القائل : أبو الطيب

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ = وإن أنتَ أكرمت اللئيمَ تمرَّدا

( نفاسة بعض النفوس أو دناءتها )

القائل : المتنبى

منْ يَهُنْ يسهل الهوانُ عليه = مـا لجـرحٍ بمِّيـتٍ إيــــلامُ

( من تهون عليه نفسه المرة تلو المرة حتى يفقد الإحساس بالمهانة )

القائل : المتنبى

وَلاَ تَطْمَعَنْ مِـن حاسِد فى مودَّةٍ = وإن كُنـتَ تُبديهـا لهُ وتُنِيـلُ

( مودة الحاسد فى حكم المستحيل مهما تبذل المحاولات فى ذلك )

القائل : أبو الطيب

لا يسلم الشرفُ الرفيعُ من الأذى = حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ

( الدم الغالى خير ثمن للحفاظ على الشرف الرفيع )

القائل : المتنبى

تريدين إدراك المعالى رخيصةً = ولابدَّ دون الشهدْ من إبر النحل

( نيل العلا )



روائع الكلمات

حكمة اليوم

من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد


من روائع الشعر

يرى الجبناءُ أن العجزَ فخرٌ * وتلكَ خديعةُ الطبعِ اللئيمِ
وكُلُّ شجاعةٍ في المرءِ تُغْنِي * ولا مثلَ الشجاعةِ في الحكيمِ

المتنبي


من قصص الصالحين

توبة الأنصار رضي الله عنهم

عن أنس بن مالك قال: فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنيناً فجاء المشركون بأحسن صفوف رئيت _أو رأيت _ قال: فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا للمهاجرين! يا للمهاجرين! يا للأنصار! يا للأنصار! قال: قلنا: لبيك يا رسول الله! قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله قال: فقبضنا ذلك المال قال: فنزلنا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة ويعطي الرجل قال: فتحدثت الأنصار بينها: أما مَنْ قاتَلَه فيعطيه وأما من لم يقاتله فلا يعطيه قال: فرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بسٍراة المهاجرين والأنصار أن يدخلوا عليه ثم قال:" لا يدخلن علي إلا أنصاري" قال: فدخلنا حتى ملأنا القبة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:" يا معشر الأنصار! ما حديث أتاني؟ "قالوا: ما أتاك يا رسول الله؟ قال:" ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون برسول الله حتى تدخلوه بيوتكم؟ قالوا: رضينا يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أخذ الناس شِعباً وأخذت الأنصار شِعباً لأخذت شعب الأنصار" قالوا: رضينا يا رسول الله! وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى! قال: ألم أجدكم عالة (أي فقراء) فأغناكم الله بي قالوا: بلى قال: ألم أجدكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلى! قال: أما إنكم لو شئتم قلتم فصدقتم جئتنا طريداً فآويناك قالوا: الله ورسوله أَمَنّ، قال: ولو شئتم قلتم: قد جئتنا مخذولاً فنصرناك قالوا: الله ورسوله أَمَنّ، قال: ولو شئتم قلتم: جئتنا عائلاً فآسيناك قالوا: الله ورسوله أمن، قال: أفلا ترضون أن ينقلب الناس بالشاة والبعير وتنقلبون برسول الله إلى رحالكم؟ قالوا: بلى رضينا قال: ولو أن الناس سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبهم ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار الناس دثار والأنصار شعار



دعاء اليوم

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرّ مَا لَمْ أعْمَلْ


حـديث اليــوم

‏عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَشْبَهَ بِاللّمَمِ مِمّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَىَ ابْنِ آدَمَ حَظّهُ مِنَ الزّنَى. مُدْرِك ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ. فَزنَى الْعَيْنَيْنِ النّظَرُ. وَزِنَى اللّسَانِ النّطْقُ، وَالنّفْسُ تَمَنّى وَتَشْتَهِي. وَالْفَرْجُ يُصَدّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذّبُهُ"

رواه مسلم

معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه، معناه أنه قد يحقق الزنا بالفرج، وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك والله أعلم. وأما قول ابن عباس: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة فمعناه تفسير قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة} ومعنى الآية والله أعلم الذين يجتنبون المعاصي غير اللمم يغفر لهم اللمم كما في قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} فمعنى الآيتين أن اجتناب الكبائر يسقط الصغائر وهي اللمم. وفسره ابن عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوهما وهي كما قال، وهذا هو الصحيح في تفسير اللمم، وقيل أن يلم بالشيء ولا يفعله، وقيل الميل إلى الذنب ولا يصر عليه، وقيل غير ذلك مما ليس بظاهر، وأصل اللمم والإلمام الميل إلى الشيء وطلبه من غير مداومة، والله أعلم‏



ايه وتفسير - تفسير ابن كثير

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

البقره - 31

هَذَا مَقَام ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى فِيهِ شَرَف آدَم عَلَى الْمَلَائِكَة بِمَا اِخْتَصَّهُ مِنْ عِلْم أَسْمَاء كُلّ شَيْء دُونهمْ وَهَذَا كَانَ بَعْد سُجُودهمْ لَهُ وَإِنَّمَا قَدَّمَ هَذَا الْفَصْل عَلَى ذَاكَ لِمُنَاسَبَةِ مَا بَيْن هَذَا الْمَقَام وَعَدَم عِلْمهمْ بِحِكْمَةِ خَلْق الْخَلِيفَة حِين سَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُمْ تَعَالَى بِأَنَّهُ يَعْلَم مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلِهَذَا ذَكَرَ اللَّه هَذَا الْمَقَام عَقِيب هَذَا لِيُبَيِّن لَهُمْ شَرَف آدَم بِمَا فُضِّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ فِي الْعِلْم فَقَالَ تَعَالَى " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ السُّدِّيّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ أَسْمَاء وَلَده إِنْسَانًا إِنْسَانًا وَالدَّوَابّ فَقِيلَ هَذَا الْحِمَار هَذَا الْجَمَل هَذَا الْفَرَس وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ هِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي يَتَعَارَف بِهَا النَّاس إِنْسَان وَدَوَابّ وَسَمَاء وَأَرْض وَسَهْل وَبَحْر وَخَيْل وَحِمَار وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِنْ الْأُمَم وَغَيْرهَا وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ حَدِيث عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ سَعِيد بْن مَعْبَد عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم الصَّحْفَة وَالْقِدْر قَالَ نَعَمْ حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة وَقَالَ مُجَاهِد " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " قَالَ عَلَّمَهُ اِسْم كُلّ دَابَّة وَكُلّ طَيْر وَكُلّ شَيْء وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ مِنْ السَّلَف أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء كُلّ شَيْء وَقَالَ الرَّبِيع فِي رِوَايَة عَنْهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة . وَقَالَ حُمَيْد الشَّامِيّ أَسْمَاء النُّجُوم . وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد عَلَّمَهُ أَسْمَاء ذُرِّيَّته كُلّهمْ . وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْمَلَائِكَة وَأَسْمَاء الذُّرِّيَّة لِأَنَّهُ قَالَ " ثُمَّ عَرَضَهُمْ " عِبَارَة عَمَّا يَعْقِل . وَهَذَا الَّذِي رَجَّحَ بِهِ لَيْسَ بِلَازِمٍ فَإِنَّهُ لَا يَنْفِي أَنْ يُدْخِل مَعَهُمْ غَيْرهمْ وَيُعَبَّر عَنْ الْجَمِيع بِصِيغَةِ مَنْ يَعْقِل لِلتَّغْلِيبِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَاَللَّه خَلَقَ كُلّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنه وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُق اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " وَقَدْ قَرَأَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود ثُمَّ عَرَضَهُنَّ . وَقَرَأَ أُبَيّ بْن كَعْب ثُمَّ عَرَضَهَا أَيْ السَّمَاوَات . الصَّحِيح أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء الْأَشْيَاء كُلّهَا ذَرَّاتهَا وَصِفَاتهَا وَأَفْعَالهَا كَمَا قَالَ اِبْن عَبَّاس حَتَّى الْفَسْوَة وَالْفُسَيَّة يَعْنِي ذَوَات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال الْمُكَبَّر وَالْمُصَغَّر وَلِهَذَا قَالَ الْبُخَارِيّ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ صَحِيحه : حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هِشَام عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَقَالَ لِي خَلِيفَة : حَدَّثَنَا يَزِيد بْن زُرَيْع حَدَّثَنَا سَعِيد عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجْتَمِع الْمُؤْمِنُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبّنَا فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّك حَتَّى يُرِيحنَا مِنْ مَكَاننَا هَذَا فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر ذَنْبه فَيَسْتَحِي اِئْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّل رَسُول بَعَثَهُ اللَّه إِلَى أَهْل الْأَرْض . فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر سُؤَاله رَبّه مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْم فَيَسْتَحِي . فَيَقُول اِئْتُوا خَلِيل الرَّحْمَن فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ . فَيَقُول اِئْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّه وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاة فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ وَيَذْكُر قَتْل النَّفْس بِغَيْرِ نَفْس فَيَسْتَحِي مِنْ رَبّه . فَيَقُول اِئْتُوا عِيسَى عَبْد اللَّه وَرَسُوله وَكَلِمَة اللَّه وَرُوحه فَيَأْتُونَهُ فَيَقُول لَسْت هُنَاكُمْ . اِئْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِق حَتَّى أَسْتَأْذِن رَبِّي فَيَأْذَن لِي فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي وَقَعْت سَاجِدًا فَيَدَعنِي مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ يُقَال اِرْفَعْ رَأْسك وَسَلْ تُعْطَهُ وَقُلْ يُسْمَع وَاشْفَعْ تُشَفَّع فَأَرْفَع رَأْسِي فَأَحْمَدهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمنِيهِ ثُمَّ أَشْفَع فَيَحُدّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلهُمْ الْجَنَّة ثُمَّ أَعُود إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْت رَبِّي مِثْله ثُمَّ أَشْفَع فَيَحُدّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلهُمْ الْجَنَّة ثُمَّ أَعُود الثَّالِثَة ثُمَّ أَعُود الرَّابِعَة فَأَقُول مَا بَقِيَ فِي النَّار إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآن وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُود هَكَذَا سَاقَ الْبُخَارِيّ هَذَا الْحَدِيث هَاهُنَا وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث هِشَام وَهُوَ اِبْن أَبِي عَبْد اللَّه الدَّسْتُوَائِيّ عَنْ قَتَادَة بِهِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث سَعِيد وَهُوَ اِبْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة . وَوَجْه إِيرَاده هَاهُنَا وَالْمَقْصُود مِنْهُ قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام . فَيَأْتُونَ آدَم فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاس خَلَقَك اللَّه بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَته وَعَلَّمَك أَسْمَاء كُلّ شَيْء . فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ عَلَّمَهُ أَسْمَاء جَمِيع الْمَخْلُوقَات وَلِهَذَا قَالَ " ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَة" يَعْنِي الْمُسَمَّيَات كَمَا قَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة قَالَ ثُمَّ عَرَضَ تِلْكَ الْأَسْمَاء عَلَى الْمَلَائِكَة" فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" وَقَالَ السُّدِّيّ فِي تَفْسِيره عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ الصَّحَابَة " وَعَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا " ثُمَّ عَرَضَ الْخَلْق عَلَى الْمَلَائِكَة . وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد ثُمَّ عَرَضَ أَصْحَاب الْأَسْمَاء عَلَى الْمَلَائِكَة وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا الْقَاسِم حَدَّثَنَا الْحُسَيْن حَدَّثَنِي الْحَجَّاج عَنْ جَرِير بْن حَازِم وَمُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ الْحَسَن وَأَبِي بَكْر عَنْ الْحَسَن وَقَتَادَة قَالَا : عَلَّمَهُ اِسْم كُلّ شَيْء وَجَعَلَ يُسَمِّي كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ أُمَّة أُمَّة وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَنْ الْحَسَن وَقَتَادَة فِي قَوْله تَعَالَى" إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " إِنِّي لَمْ أَخْلُق خَلْقًا إِلَّا كُنْتُمْ أَعْلَم مِنْهُ فَأَخْبِرُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس " إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَجْعَل فِي الْأَرْض خَلِيفَة وَقَالَ السُّدِّيّ عَنْ أَبِي مَالِك وَعَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَنْ مُرَّة عَنْ اِبْن مَسْعُود وَعَنْ نَاس مِنْ الصَّحَابَة إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنَّ بَنِي آدَم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاء . وَقَالَ اِبْن جَرِير وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ تَأْوِيل اِبْن عَبَّاس وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ وَمَعْنَى ذَلِكَ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ مَنْ عَرَضْته عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْمَلَائِكَة الْقَائِلُونَ : أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء ؟ مِنْ غَيْرنَا أَمْ مِنَّا . فَنَحْنُ نُسَبِّح بِحَمْدِك وَنُقَدِّس لَك - إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي قِيلكُمْ أَنِّي إِنْ جَعَلْت خَلِيفَتِي فِي الْأَرْض مِنْ غَيْركُمْ عَصَانِي وَذُرِّيَّته وَأَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء وَإِنْ جَعَلْتُكُمْ فِيهَا أَطَعْتُمُونِي وَاتَّبَعْتُمْ أَمْرِي بِالتَّعْظِيمِ وَالتَّقْدِيس فَإِذَا كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أَسْمَاء هَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَرَضْت عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ تُشَاهِدُونَهُمْ فَأَنْتُمْ بِمَا هُوَ غَيْر مَوْجُود مِنْ الْأُمُور الْكَائِنَة الَّتِي لَمْ تُوجَد أَحْرَى أَنْ تَكُونُوا غَيْر عَالِمِينَ



إذا ضاقت بك الدنيا فلا تقل: يارب عندي هم كبير
ولكـــــــــــــن قـــل:ياهــم لـي رب كبـيـــــــر