المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استشارات حماتي وهضم حقوقي!


abo _mohammed
03-08-2007, 08:30 PM
استشارات حماتي وهضم حقوقي!

العنوان حماتي وهضم حقوقي!
المجيب نهى نبيل عاصم
داعية ومستشارة تربوية بالإسكندرية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/أهل الزوج
التاريخ 17/02/1428هـ


السؤال
أنا امرأة متزوجة، وأحب زوجي وهو يحبني، ولكن هناك شيئاً ما يجعلني أعاني، ولا أشعر بالأمان في ظل حياتي مع زوجي.
ظروف زوجي قبل الزواج هي ما فرضت علي ما أنا فيه الآن، حيث إن والدته ناهزت السبعين عاماً، وقد عاشا منفردين مدة عشرين عاماً بعد وفاة والده، وزواج إخوته الذكور في نفس منزل العائلة، وكل منهم استقل بحياته تماماً، وترك أم زوجي تقوم بخدمة نفسها وابنها الأصغر (زوجي)، ومن هنا تبدأ مشكلتي، فأنا مجبرة على الذهاب إلى منزل حماتي يوميا وأنا أحمل الطعام، بعد أن رفضت العيش معنا في مسكننا الذي يقع خارج منزل العائلة؛ لأنها مرتبطة بمنزلها، وبالطبع يجب علي أن أقوم ببعض الأعمال المنزلية عندها، وربما المبيت أحياناً، لأن عمل زوجي يقتضي منه السفر والمبيت أسبوعاً أو أسبوعين في مكان عمله، وزوجي يعتبر أنه يتحتم علي فعل هذه الأشياء دون تقصير، وإلا عنفني واعتبرني زوجة غير مطيعة.. أشعر أني مخنوقة ومسجونة في هذه الحياة التي لا استقرار فيها, وأشعر بالحزن والشتات، وأشعر أنني لو خالفت زوجي في هذا الأمر أن حياتي الزوجية سوف تنهار، فوالدته في المقام الأول، ولا أرفض ذلك، بل أشجعه على برها، وأحسن معاملتها، وأراعي الله في ذلك، حتى إنها تألفني وتحبني، ولكن أين حقي في الاستقرار والشعور بالأمان.. إنني أعاني من اختلاف المستوى الاجتماعي بيننا، ولذلك فأنا أعاني إذا بت عند حماتي، ولا أشعر بالراحة، كما أن حماتي لا تهتم بالنظافة في المأكل أو الملبس، وأحيانا أكون مضطرة لأن أطعم طعاما أوقن بعدم نظافته، أو أن أشرب في كوب أرى القذر فيه مراعاة لمشاعرها فأرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلن أسألك -يا فتاتي- سوى سؤال واحد: ضعي والدتك في نفس الوضع، ونفس العمر، وتخيلي أن هذا الرجل (زوجك) أصغر أبنائها، ولم يكن لديها بنات، أو لديها أنت كابنه، ولكنك في بلد بعيدة عنها، وهي في مثل هذا العمر.. ماذا كنت ستقولين على زوجة أخيك؟ لماذا دوما ندافع عن حقوقنا، ولا ننظر للعكس؟ تنظرين لحماتك نظرة ترفضينها لأمك من زوجة أخيك!.
أخيتي يوجد مثل مصري قديم كانت جدتي دوما تردده: (مصيرك يا زوجة الابن تبقي حماة).. يعني من الوارد أن تنجبي ابنًا في عمر متأخر يكون لك قرة عين، فهل تريدين من زوجته أن تقف نفس موقفك؟
حالتك صدقيني تعد بسيطة ولله الحمد؛ فيكفيك أن هذه المرأة تحبك؛ ويكفيك أنك تعيشين في بيت خاص بك، ولم يطالبك زوجك بالإقامة هناك، وحتى وإن صار هذا فقومي أنت بأعمال النظافة كما لو كان بيت أمك... قومي بالمحافظة على المأكولات، ومراعاة النظافة، ودوما الناس تحترم عادات الغير.. فعلى سبيل المثال أخيتي: أنا عشت في منزل حماتي أول سنة من زواجي، وكانت حماتي تعشق الطعام الدسم، وكنا إذا ما اجتمعنا على مائدة تقوم بوضع الطعام لنا جميعا في الأطباق، و تصر أن نأكله.. كنت أصاب بالغثيان، وتمتنع نفسي عن الطعام، وكانت تحزن، وتشعر بأنني أتعالى عليها، ولكن كان حماي، رحمه الله، رجلا حكيما.. كان يبتسم ويقول لها دعيها (دي نظام أجنبي)، اتركيها تأكل كما تحب، وتضع لنفسها الطعام.. وكان يأتيني قبل الغذاء ليقول لي: هيّا يا بنتي تعالي ندخل المطبخ نعمل (السلاطة) كما تحبينها.. وكنا ندخل للمطبخ نقوم بعمل عدة أنواع من السلاطات اللذيذة، وتصرخ هي فينا: طبعا خليتوا المطبخ دمار.. وهكذا مرت السنوات.. والآن عندما نذهب إلى بيت حماتي للطعام أجدها قامت بعمل الطعام الذي أحبه، حتى الحلويات تقوم بعمل الأنواع التي أحبها، وتبتسم قائلة: عملت الأكل بطريقتك..
والله يا فتاتي حياتنا أبسط بكثير مما نتخيل، ولكننا نعقدها بأفكارنا.. فيسِّري أمورك حتى لا تصير حياتك مثار جدل، ولا تجعلي زوجك يعتقد أنك تحطين من مقام أمه.. ثم ما بالك تتحدثين عن المستوى الاجتماعي الآن بعد زواجك؟! من الذي وافق منذ البداية على الزواج ورضي به؟! فكري جيدا أختاه.. ما تثيرينه لا يساوي شيئًا والله سِوَى مشكلات مستقبلية أنتِ في غنى عنها.. وفقنا الله لما يحب ويرضى.


http://www.islamtoday.net/questions/show_question_o0o0o0o0oo0o0o0o0oo0o0o0o0oo0o0o0o0oo0o0o0o0oo0o0o0o0oo0o0o0o0o.cfm?id=116673