المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيــــــره النبـــــويــــــــه وبنـــــــاء الامـــــــــه


أفاق : الاداره
03-04-2007, 03:07 PM
الســـــــلام عليكـــــــم ورحمــــــــة اللـــــــه وبركا تــــــــــه


السيــــــره النبـــــويــــــــه وبنـــــــاء الامـــــــــه


السيره النبويه المشرفه بد اية لبناء امة عظيمه وعريقه اسسها اعظم واكرم الخلق اجمعين كان قانونها القران
وقاضيها وحاكمها اعظم واشرف خلق الله ورعاياها رجال عرفول الله حق المعرفه ونفذوا قوانينه بكل ما فيها

من احكام وشرعيات وقوانين الاهيه فتاسست اعظم امة على مر التاريخ والازمان وهى امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم

السيرة وبناء الأمة \\\تمثّل السيرة النبوية العطرة أحد الكنوز العظيمة التي يجب الاستفادة منها، وتزداد أهمية دراسة السيرة إذا كان في حساباتنا أنها لا تتناول رجلًا عاديًا بل إنها دراسة لتاريخ أعظم مخلوق وُجد على ظهر هذه الأرض منذ آدم - عليه السلام - وإلى يوم القيامة، وفي هذه الصفحات نطالع قواعد أساسية استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الأمة، ويستطيع المسلمون كذلك الاستفادة منها وتطبيقها إذا أرادوا بناء الأمة من جديد على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، على أننا لن نستطيع في هذا الدراسة الإحاطة الكاملة بكل صغيرة وكبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نظرًا لكثرتها وتنوعها إلا أننا نختار الأحداث العظيمة ونقف عندها بالتدقيق والتحليل، وذكرنا في عجالة بعض المراجع الأساسية التي يمكن الرجوع إليها في دراسة السيرة النبوية من كتب التفسير والحديث وغيرها، كما ألمحنا كذلك إلى منهجنا العام في دراسة السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام...

...

2 من الظلمات إلى النور\\\مما أُثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: إنما ينتقض الإسلام إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، ومن الأهمية بمكان أن يعرف الناس جميعًا والمسلمون خاصة ما كان عليه العالم قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كان العالم حينئذٍ يعيش حالةً مزرية من التخلف والتمزق والشتات والحروب والكراهية التي تأصلت في قلوب الناس جميعًا تجاه بعضهم البعض، وفي هذه السطور نستعرض أحوال الأمم المختلفة من الفرس والروم والمصريين والصينيين والهنود واليهود وغيرها من الأمم في تلك الحقبة البعيدة من الزمن، نعرف أحوالها الدينية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية، ونخصّ بشيء من التفصيل ما كان عليه العرب في الجزيرة العربية في ذلك الوقت، ثم نعبر الزمان إلى واقعنا المعاصر لنرى ما يعيشه العالم الآن من عنف وكوارث وجرائم متعددة لم يعرفها الناس من قبل، نرى ما عليه أمريكا وأوربا وروسيا وأفريقيا، نرى واقع العالم كله بصفة عامة ثم واقع العالم الإسلامي بصفة خاصة ...

3 من هنا بدأ الإسلام \\\من هذه البقعة الطيبة المباركة بدأ الإسلام، وتم الاتصال بين السماء والأرض، وقد كانت هناك مجموعة من العوامل تجعل من الجزيرة العربية ومكة على وجه الخصوص أساسًا للانطلاقة العظيمة التي حققها الإسلام، ومن بين هذه العوامل أنه لم تكن لهذه المنطقة - الجزيرة العربية - مرجعية ثقافية واضحة كما كان للأمم المجاورة لها، فكان التكوين الثقافي التربوي للصحابة على درجة عالية من النقاء، ولم يكن لهذه المنطقة أيضًا جيش موحد بل كانت قبائل متفتتة متشرذمة استطاع الإسلام أن يجمعها، وكان نظام الحكم فيها من العوامل المساعدة للمسلمين أيضًا فقد استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من تلك القوانين دون أن يتنازل عن شيء من عقيدته وأخلاقه، وعوامل أخرى متعددة كاللغة العربية وبعض الأخلاق التي كان عليها العرب من الكرم والشجاعة إضافة إلى إيمان هؤلاء العرب بالله وإن كانوا يشركون معه غيره ...

4 بدء الوحي \\\إن لحظة اتصال السماء بالأرض لحظة طاهرة مباركة طيبة، بها من العظمة والجلال والمهابة ما يعجز الإنسان عن وصفه، إنها لحظة فارقة في تاريخ الزمان والمكان، فالوحي تكريم عظيم للبشرية كلها، وهو منّة من الله تعالى على عباده قال تعالى: [لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ] {آل عمران:164} وقد سبق نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم مقدماتٍ كتسليم الحجر والشجر عليه وشق صدره صلى الله عليه وسلم وغيرها، ثم كان أول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ(4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ]. {العلق:1: 5} وكان موقفًا عظيمًا مهيبًا رائعا تقول السيدة عائشة في وصف ذلك الموقف: فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ. وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم على الفور الدعوة إلى الله عز وجل فأسلمت السيدة خديجة وأسلم أبو بكر وكذلك اسلم زيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين ...

5 الدعوة سراً \\\كان لا بد للدعوة من مرحلة السرية والتي لم تستمر يومًا أو يومين أو شهرًا أو شهرين؛ وإنما ظلت ثلاث سنوات كاملة وهي مدة طويلة قياسًا بعمر الدعوة النبوية الذي لم يتجاوز ثلاثة وعشرين عامًا، وفي هذا الأمر توجيه وتربية للمسلمين، فربما يحتاج المسلمون في وقت من الأوقات إلى هذا الأسلوب ليس حفاظًا على أنفسهم من الهلاك - وإن كان هذا مطلوبًا - وإنما حماية للإسلام من أن يجتث من جذوره، وقد نشط النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا في الدعوة إلى الله تعالى، فكان يدعو من يلمس فيه العقل والحكمة، وكان للشباب النصيب الأوفر من الدعوة في تلك الفترة، فعلى أكتافهم تقوم الدعوات وبهم تنتصر المبادئ، وكان للصديق أبي بكر رضي الله عنه دورًا بارزًا في تلك الفترة؛ فقد أسلم على يديه الكثير من عمالقة الإسلام، وقد فقه المسلمون هذه المرحلة جيدًا فأخذوا حذرهم واستمروا في الدعوة إلى الله تعالى حتى أذن لهم بأمر آخر ...

6 الدعوة جهراً
كانت نقلة نوعية للدعوة الإسلامية عندما أمر الله عز وجل بالجهر بدعوة الإسلام بعد سرية استمرّت ثلاث سنوات، ولم تكن قريش لتقف مكتوفة الأيدي أمام أُناس يسفهون عقولهم ويحقّرون آلهتهم المزعومة، وينتزعون منهم خيرة الشباب وعقلائهم ليضمونهم إلى هذا الدين الجديد، ومع يقين قريش التام وعلمها المؤكد بصدق محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم استمروا في عنادهم وكفرهم وجحودهم كما قال الله تعالى: [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا] {النمل:14} وقد استخدمت قريش وسائل عديدة في الصد عن سبيل الله في تلك الفترة؛ منها تحييد المساندين، واستخدام سلاح الإعلام في تشويه صورة الدعوة والدعاة وفي شغل الناس عن الإسلام بأي شيءٍ آخر، كما استخدمت قريش سلاح الحرب النفسية ضد المسلمين، وطالبوا بالمعجزات إمعانًا في التحدي والتكذيب والجحود، كما كانوا يسخرون أيضا من المسلمين ويستهزءون بهم. ...

7 تربية الثبات
كانت محاولات قريش السابقة كلها مع قوتها وتأثيرها لا تخرج عن كونها محاولات سلمية للصد عن الدعوة الجديدة التي غزت مكة، وأمام ازدياد أعداد المسلمين يومًا بعد يوم، كان على قريش أن تتخذ موقفًا أشد حزمًا في مواجهة المسلمين والحد من كثرتهم وقوتهم، فلجأت إلى الأسلوب الذي يستعمله الضعفاء أمام أقوياء العقيدة وجبال الإيمان؛ لقد لجأت قريش إلى أسلوب التعذيب للمسلمين، فعلى كل بطن من بطون قريش أن تلهب بالسياط والنار والحديد ظهر من أسلم منها، حتى يرتد عن دينه أو يهلك، وكان هذا ابتلاءً للمسلمين، وكان فيه تنقيتهم وتزكيتهم وتربيتهم، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم أن يزرع في قلوب أصحابه الصبر على البلاء حتى يصمدوا أمام هؤلاء الطغاة من أكابر مجرمي قريش، وقد نجح صلى الله عليه وسلم بالفعل ومن خلال وسائل متعددة في زرع الصبر والثبات في نفوس أصحابه، ومع كل ما تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه من أذى واضطهاد إلا أنهم لم يؤمروا بقتال بعد، وذلك لحِكَمٍ كثيرة نذكرها في ثنايا هذه الصفحات ...

8 هجرة الحبشة الأولى \\\ لم يكن قرار الهجرة إلى الحبشة قرارًا سهلًا أو هيّنًا، وإنما كان قرارًا صعبًا، فليس من السهل على الإنسان أن يترك وطنه الذي تربى فيه ونشأ به، أو يترك أهله الذين هم جزء منه، ولم تكن الهجرة لأجل مال أو جاه أو راحة وإنما كانت لله تعالى وفي سبيله وابتغاء مرضاته، وكان اختيار الحبشة للهجرة إليها أمرًا في غاية الحكمة فقد كان هناك مجموعة من العوامل تجعل من الهجرة إلى الحبشة أمرًا ناجحًا وعمليًا من هذه العوامل العدل الذي يتصف به حاكم الحبشة، وأن أهل الحبشة إنما هم أهل كتاب، مع كون الحبشة بعيدة عن مكة وهي ملكة مستقلة ليس لأحد عليها سلطان، كما أنها مملكة عظمة وقوية لن تفكر قريش أو غيرها في غزوها وللحبشة أيضا قوة اقتصادية لا يستهان به فهي بلد تجاري كبير، ووصل المسلمون إلى الحبشة واستقبلهم النجاشي خير استقبال، ولكن قريشًا دبرت مكيدة لتعيد المسلمين إلى مكة مرة أخرى خوفًا من انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية أو أن تكون له شوكة ومنعة، وقد عاد المسلمون بالفعل إلى مكة لتدهشهم المفاجأة أن الأمر كان خدعة، وبدأت قريش من جديد في تعذيب المسلمين بل وتنوعت ألوان التعذيب فكان القرار الحكيم والجريء وهو هجرة أكثر من ثمانين مسلما، وهو ما يمثل نصف الطاقة الإسلامية تقريبا في ذلك الوقت ...

9 هجرة الحبشة الثانية
إذا كان قرار الهجرة الأولى إلى الحبشة صعبًا، فإن هذا القرار بالهجرة مرة أخرى أكثر صعوبة ومشقة ومن الخطورة بمكان، فعدد المهاجرين في هذه المرة ليس باليسير وهم يمثلون ما يقرب من نصف قوة المسلمين في ذلك الوقت، ومما زاد من خطورة الأمر أن المهاجرين هذه المرة من بيوت زعامات قريش كالسيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وأسماء أخرى لامعة في قريش، وبعد وصول الوفد المسلم إلى الحبشة واستقرارهم بها أرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة في مهمة عاجلة ومحددة هي العودة بهؤلاء المسلمين من الحبشة إلى مكة، وبعد أكثر من محاولة لإرجاع المسلمين من الحبشة فشل الوفد القرشي في مهمته وكان أن اتخذ النجاشي ملك الحبشة العادل قرارات في منتهى الأهمية منها استضافة المسلمين عنده، وقطع العلاقات مع قريش، وأهم هذه القرارات لم يعلنه وهو أنه قد أسلم، ونعود سريعًا إلى مكة لنرى أسد الله حمزة وقد أعلن هو الآخر إسلامه على ملأ من قريش فكان ذلك فتحًا للمسلمين ونصرًا ...

10 إسلام عمر
كان تاريخ عمر بن الخطاب قبل الإسلام يمتلأ بالقسوة والغلظة والشدة على المسلمين وإيذائهم بكل ما يستطيع من قوة، وإزاء ما يحدث ي مكة من صراعات بين المسلمين والمشركين كان عمر بن الخطاب يعيش حالة من الصراع النفسي أيضًا، فهو بين أن يكون زعيما قائدا في مكة، وبين أن يكون تابعا في هذا الدين الجديد، يحدثه قلبه بأن هؤلاء الناس قد يكونون على صواب، ويحدثه عقله بأنه سفير قريش، وقائد من قوادها، والإسلام سيضيّع كل هذا، وعلى الفور أخذ قرارًا حاسمًا وخطيرًا؛ لقد قرر أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فحمل سيفه وخرج يبحث عنه، وأمام تطاير الشرر من عيني عمر قابله نعيم بن عبد الله رضي الله عنه وعندما علم بما عزم عليه من قتل النبي صلى الله عليه وسلم قرر نعيم أن يشغله بأمر آخر، فأخبره بإسلام أخته وزوجها، وعلى الفور توجه عمر إلى بيت أخته قاصدًا إيقاع أشد ألوان العذاب بها وبزوجها إن صح ما علم عنهما، وفي بيت أخته وبعد أن سمع بعض الآيات من أول سورة طه تزلزل عمر رضي الله عنه، وقد وجد نفسه خاشعا متصدعا من خشية الله، وانطلق عمر لينضمّ إلى كتيبة المسلمين في دار الأرقم بن أبي الأرقم ...

11 عام الحزن \\توفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وتوفيت بعده السيدة خديجة رضي الله عنها فازداد الإيذاء والجحود من مشركي مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فخرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لعله يجد من بين أهلها من يدافع عنه حتى يبلغ رسالة ربه ولكنهم لم يكونوا أقل من قريش كفرًا وعنادًا ورجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة مرة أخرى ولم يستطع أن يدخلها إلا في جوار المطعم بن عدي أحد المشركين ...

12 بيعة العقبة الأولى \\\ كان من اختيار الله تعالى لدعوته هؤلاء الستة نفر من الخزرج والذين جاءوا كغيرهم من الآلاف المؤلفة التي تأتي لتطوف بالكعبة، ولكن الله عز وجل قد اختارهم لدعوته واصطفاهم لصحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد تميّز هذا الرهط المبارك من الأنصار بصفات مؤهلة لتحمّل المسئولية وحمل الدعوة، ومن هذه الصفات الحسم وعدم التردد، والإيجابية العالية، ورقّة القلب، وآمنوا جميعًا ورجعوا إلى المدينة وعاد منهم بعد سنة خمسة ومعهم سبعة آخرين من أهل يثرب قد آمنوا بالله رب العالمين، وعقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء النفر ما سُمّي ببيعة العقبة الأولى والتي عُرفت أيضا ببيعة النساء لأنه لم يفرض فيها حرب ولا قتال، ورجع هذا الوفد إلى المدينة ومعهم سفير الإسلام الأول مصعب بن عمير وذلك حنى يتم التمهيد لتأسيس النواة الأولى للدولة الإسلامية الناشئة، وفي المدينة وعلى يد مصعب الخير اسلم الكثير من رجالات المدينة المنورة كأسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، ولم يبق بيت في يثرب إلا وقد سمع بالإسلام ووصلته الدعوة، وكان نجاحًا باهرًا في تلك المهمة الخطيرة التي كُلّف بها مصعب بن عمير رضي الله عنه ...

13 بيعة العقبة الثانية \\\ جاء موسم الحج في السنة الثالثة عشر من البعثة المباركة وكان الوفد المسلم القادم إلى المدينة في هذه السنة خمسة وسبعين رجلًا وامرأتين، وفي سرية تامة التقى معهم النبي صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن أعين قريش، وقد افتتح العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم تلك المباحثات الهامة والخطيرة مع أنه لم يكن قد أسلم بعد، ثم عرض النبي صلى الله عليه وسلم بنود البيعة على الأنصار وكانت في غاية الوضوح وفي غاية الصراحة واستجاب الأنصار رضي الله عنهم على الفور ورضوا بالجنة ثمنًا لبيعتهم، ومع ما أحاط بالبيعة من كتمان وسرية إلا أن الشيطان قد اكتشف أمر البيعة، وبلغ الخبر قريشا، لكنهم لم يكونوا على يقين من الأمر، وانطلق الوفد عائدًا إلى المدينة بينما تيقنت قريش من أمر الاجتماع فسارعت للإمساك بهم ولم يدركوا منهم غير سعد بن عبادة سيد الخزرج وعادوا به إلى مكة بعد أن شدوا وثاقه، وفي هذا الموقف يخرج بعض مشركي مكة فيجيرانه من أذى قريش ويلحق سعد رضي الله عنه بإخوانه الأنصار إلى المدينة المنورة ...

14 الهجرة إلى المدينة
لم تكن الهجرة أمرًا سهلًا ميسورًا، ولم تكن كذلك ترك بلد ما إلى بلد آخر ظروفه أفضل، وأمواله أكثر، ليست عقد عمل بأجر أعلى، الهجرة كانت تعني ترك الديار، وترك الأموال، وترك الأعمال، وترك الذكريات، الهجرة كانت ذهابًا للمجهول، لحياة جديدة، لا شك أنها ستكون شاقة، وشاقة جدًا، الهجرة كانت تعني الاستعداد لحرب هائلة، حرب شاملة، ضد كل المشركين في جزيرة العرب، بل ضد كل العالمين، الحرب التي صورها الصحابي الجليل العباس بن عبادة الأنصاري على أنها الاستعدادُ لحرب الأحمر والأسود من الناس ...

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

http://www.quran-voice.com/vb/showthread.php?t=10308