المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ( الاخير) من أسبابها: الانفتاح على الدنيا


أفاق الفكر
03-01-2007, 11:10 PM
http://www3.0zz0.com/2007/02/03/20/22394385.gif

فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ( 3 ) من أسبابها: الانفتاح على الدنيا


إبراهيم بن محمد الحقيل


كثرة النعم عند الناس، وتدفق الخيرات عليهم، وحصول الفراغ لديهم؛سلاح ذو حدين؛ فهو من جهةٍ يحقق لهم أنواعاً من الرفاهية، ويُمَكِّنُهم من أعمالٍ صالحة كثيرة؛ لضمان قوتهم، وكثرة فراغهم، ومن أعطاه الله - تعالى -بسطة في المال، وسعة في الرزق؛ تيسر له الإنفاق في وجوه الخير، وصلة الأرحام، ونفع الناس، وقد ذهب أهل الدثور بالأجور من الصحابة - رضي الله عنهم -.
ومن جهة أخرى فإن كثرة النعم سبب للأشر والبطر، وانفتاح أبواب الفتن، وضعف الحمد والشكر، وكثرة السخط والتشكي؛ فلا الفقير يصبر، ولا المستور يقنع، ولا الغني يرضى.
ولقد كان من أهم عوامل الخروج على الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: كثرة الخيرات، واتساع الدنيا في أيدي الناس، وفراغهم بعد أن فتحت الأقاليم، وغنموا واطمأنوا، فأخذوا ينقمون على خليفتهم؛إذا تفرغوا لذلك
وقد نقل المؤرخون في الكلام على فتنة مقتل عثمان - رضي الله عنه - قول حكيم عباد بن حنيف: "إن أول منكر ظهر بالمدينة حين فاضت الدنيا، وانتهى سمن الناس"(1) وفي رواية ذكر: "لهو الناس بالحمام، والرمي على الجلاهقات"وهي قوس البندق كانت تتخذ للهو؛ حتى إن عثمان - رضي الله عنه - قص الطيور، وكسر الجلاهقات(2).
بين سياسة عمر وسياسة عثمان - رضي الله عنهما -: كان من سياسية عمر - رضي الله عنه -: حبس الناس عن الدنيا، وتزهيدهم فيها، وتقليل حظهم منها، وإشغالهم عنها بالعبادة والعمل الصالح، وبدأ بنفسه في ذلك، وأهل بيته، وعسف رعيته على ذلك..وما استطاع عثمان لما جاء بعده أن يسير سيرته، ويعمل بسياسته؛ لما فيها من الرهق والمشقة..وكان من حكمة عبد الرحمن ابن عوف - رضي الله عنه - لما تولى أمر الشورى بعد أن أصيب عمر - رضي الله عنه -: عزل نفسه من الخلافة؛ فإنه - رضي الله عنه - خطب في الناس، فقال له سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: "ارفع رأسك، وانظر في أمور الناس يقصد أن يتولى الخلافة فقال له عبد الرحمن: ثكلتك أمك، إنه لن يلي هذا الأمر أحد بعد عمر إلا لامه الناس"(3).
وقد وصف الشعبي - رحمه الله تعالى - الأحوال آنذاك وصفاً دقيقاً، أثبت فيه أن من أسباب الفتنة، انفتاح الناس على الدنيا، وخاصة الأكابر منهم وهم قريش لأن الناس ينظرون إليهم، ويتبعون هديهم، فقال الشعبي - رحمه الله تعالى - : "لم يمت عمر حتى مَلَّتُه قريش، وقد كان حصرهم بالمدينة فامتنع عليهم، وقال: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد، فإن جاء الرجل منهم ليستأذنه في الغزو قال له: قد كان لك في غزوك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يبلغك، وخير لك من غزوك اليوم أن لا ترى الدنيا ولا تراك، وكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش لأن الإمامة فيهم ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة، فلما ولي عثمان - رضي الله عنه - خلَّى عنهم، فانتشروا في البلاد، وانقطع إليهم الناس، وكان أحب إليهم من عمر، رضي الله عن عمر وعثمان"(4).
وكان عثمان - رضي الله عنه - يقول: "إن عمر - رضي الله عنه - أتعب والله من تبع أثره"(5).

غزو الدنيا لأهل الفتنة:

لم تمض سنة من إمارة عثمان - رضي الله عنه - حتى اتخذ رجال من قريش الأموال في الأمصار، وصار الناس يدخلون عليهم، ويخرجون منهم، وثبتوا سبع سنين على حالهم هذه، ثم أفسدت الدنيا أبناءهم، (6) فسألوا عثمان الإمارة فلم يرهم أكفاء لها، فنقموا عليه، فاستغلهم رؤوس الفتنة من المنافقين والمفسدين، وألبوهم على عثمان - رضي الله عنه -، فكانوا من الخوارج عليه، نسأل الله العافية والسلامة.
كان منهم: محمد بن أبي بكر الصديق الذي نَفَسَتْ به أمه في حجة الوداع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - (7)، ومحمد بن أبي حذيفة الذي ولد في الهجرة إلى الحبشة(8).
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "ونشأ بمصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حربه أي عثمان والإنكار عليه، وكان معظم ذلك مسنداً إلى محمد بن أبي بكر ومحمد ابن أبي حذيفة؛ حتى استنفرا نحواً من ست مئة راكب يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب؛ لينكروا على عثمان فساروا إليه تحت أربع أرفاق... وأقبل معهم محمد بن أبي بكر، وأقام بمصر محمد بن أبي حذيفة يؤلب الناس ويدافع عن هؤلاء"(9).
وكلا الاثنين ما أُتي إلا من قبل الدنيا، ولا حرضهما من حرضهما على عثمان - رضي الله عنه - إلا بها؛ إذ طلبا الإمارة فلما لم يُمَكَّنا منها؛ فنكثا البيعة، ونازعا السلطان، فهاج معهما أهل الشر والفتنة.


فعل محمد بن أبي بكر:

أما محمد بن أبي بكر فخرج على عثمان يطلب ولاية مصر فولاه عليها أول الأمر؛ حقناً للدماء، وتسكيناً للدهماء، وإخماداً للفتنة.
سئل سالم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - عن محمد بن أبي بكر: "ما دعاه إلى ركوب عثمان؟ فقال: الغضب والطمع، قيل: ما الغضب والطمع؟ قال: كان من الإسلام بالمكان الذي هو به، وغَرَّه أقوام فطمع، وكانت له دالة فلزمه حق، فأخذه عثمان من ظهره ولم يداهن، فاجتمع هذا إلى هذا، فصار مذمماً بعد أن كان محمداً"(10).
ولكن من خرجوا معه ما أرادوا إلا دم الخليفة عثمان - رضي الله عنه -، فكان محمد فيمن دخل على عثمان وقت مقتله، فأخذ بلحيته، فقال له عثمان - رضي الله عنه -: "يا ابن أخي، ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي"(11) وفي رواية: "لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمُها"(12).
وقال الطبري: "وكان أول من دخل عليه الدار محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته، فقال: له دعها يا ابن أخي، فوالله لقد كان أبوك يكرمها، فاستحيا وخرج"(13).
وروى أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري: "أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته قال: فقال له: قد أخذت منا مأخذاً، وقعدت مني مقعداً ما كان أبو بكر ليقعده أو ليأخذه، قال فخرج وتركه"(14).
وروى الشعبي: "أن محمد بن أبي بكر دخل على عثمان فأخذ بلحيته فقال: أرسل لحيتي فلم يكن أبوك ليتناولها فأرسلها"(15).
وروى سعيد بن المسيب: "أن محمد أبي بكر دخل على عثمان فأخذ بلحيته، فقال له عثمان - رضي الله عنه -: أما والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني، فتراخت يده"(16).
فاستحيا محمد من قوله، وأفاق من سكرته، وظهر له خطؤه، فتذمم من ذلك، وغطى وجهه حياءً، ورجع وحاجز دون عثمان يحميه فلم يفد ذلك؛ لأنه كان بعد فوات الأوان، وتمكن أهل الفتنة والأهواء(17) ثم إنه قتل بعد ذلك في خضم هذه الفتنة العظيمة التي كان هو سبباً في إشعالها، وعسى الله أن يكفر عنه بما ناله من أذى وقتل، وبما حصل له من ندم ورجوع إلى الحق.
وذكر الذهبي: "أن محمد بن أبي بكر هُزم من جيش معاوية بن حُديج الكندي فاختفى في بيت لامرأة فدلت عليه، فقال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية بن حديج: قتلت ثمانية من قومي في دم عثمان وأتركك، فقتله وصيره في بطن حمار وأحرقه"(18).

فعل محمد بن أبي حذيفة:

وأما محمد بن أبي حذيفة فقد كان يتيماً في حُجْر عثمان، وكان عثمان - رضي الله عنه - والي أهل بيته، ومحتملاً كَلَّهُم، وقيماً عليهم، فسأل عثمان أن يؤمره فاعتذر منه، فألحّ عليه يطلب الإمارة، فقال له عثمان - رضي الله عنه -: "يا بني، لو كنت رضاً لاستعملتك، قال فأْذَنْ لي فأخرج فأطلب الرزق، قال: اذهب حيث شئت، وجهزه من عنده، وحَمَّلَه وأعطاه، وأغدق عليه، فذهب إلى مصر وتغير على عثمان، وحرض الناس على الفتنة؛ لأن عثمان منعه الولاية(19).
ويروى أن كعب الأحبار نصحه فما انتصح؛ فقد ركب معه السفينة فقال محمد بن أبي حذيفة: "يا كعب، كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة قال كعب: لست أجد نعت هذه السفينة ولكن أجد في التوراة أنه ينزو في الفتنة رجل يدعى فرخ قريش له سن شاغية فإياك أن تكون ذاك"(20).
وقد قتل أيضاً في تلك الفتنة التي كان أحد مشعليها عفا الله عنا وعنه، ورحمنا وإياه.
قال الذهبي - رحمه الله تعالى - بعد أن عرض سيرته: "عامة من سعى في دم عثمان قتلوا وعسى القتل خيراً لهم وتمحيصاً"(21).

الفتنة بالدنيا سبب كل فتنة:

ذكر المؤرخون(22) أن الدنيا لما انفتحت على المسلمين آنذاك، ووسع عليهم عثمان بعد أن زهدَّهم عمر - رضي الله عنهما -؛ اتخذوا الضياع، ومالوا إلى الجاه والمال؛ فاستطالوا عمر عثمان، وسعوا في الفتنة وهم لا يعلمون عواقبها، فما سلمت لهم الدنيا التي أثاروا الفتنة من أجلها، وأضروا بدينهم ضرراً كبيراً، يلقون الله - تعالى - يوم لقائه بدم خليفة راشد، زوّجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنتيه، وبشره بالجنة، وشهد له بها، وزكاه أعظم تزكية فقال - عليه الصلاة والسلام -: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم"(23).
وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين حذر أمته من الدنيا، واستشرافها، ومحبتها، والخضوع لها، وخافها أشد الخوف فقال - عليه الصلاة والسلام -: "فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم" وفي رواية: "وتلهيكم كما ألهتهم" رواه الشيخان(24).
فمن أعظم الفتن التي تفتح أبواب فتن كثيرة: الفتنة بالدنيا وزهرتها، وليس شيئاً مفسداً لقلوب العباد كالفتنة بها؛ فمن فُتِنَ بها بدّل كلام الله - تعالى -، وحرَّف الكلم عن مواضعه، ولم يتورع عن فعل أي شيء؛ حتى إنه ليسفك الدماء المحرمة، وينتهب الأموال المحترمة، وينتهك الأعراض المصونة، بتأويلات خاطئة. وحب الدنيا رأس كل خطيئة(25)؛ لأنه سبب للهوى، والهوى لا ضابط له، ولا قيد يقيده، فصاحبه يستحل محارم الله - تعالى -، ويرفض شريعته؛ لأنها تخالف هواه؛ ولذلك سمى الله - تعالى - الهوى إلهاً يعبد من دونه فقال - سبحانه -: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على" علم وختم على" سمعه وقلبه وجعل على" بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون - صلى الله عليه وسلم - لله 23 - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - الجاثية: 23}.
وقد يظن كثير من الناس: أن سعة الدنيا خير لهم من ضيقها؛ ولذلك يسألون الله - تعالى -سعة الرزق، وليس الأمر كما يظنون؛ فكم من عبدٍ حماه الله - تعالى -الدنيا فكان ذلك خيراً له، كما في حديث قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء"(26). وكم من عبد بسط له منها ما بسط ففتن بها، فكان هلاكه بسبب ذلك.
ومن معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أخبر أن انفتاح الدنيا سيكون سبباً لفتنة المسلمين واقتتالهم فقال - عليه الصلاة والسلام -: "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن ابن عوف: نقول كما أمرنا الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أو غير ذلك؟ تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض" رواه مسلم(27).
والسلامة من الدنيا خير من زهرتها واتساعها، وأوزارها وفتنتها، وما ينتج عنها من التنافس والتقاطع الذي يؤدي إلى الفرقة والتقاتل، فقد روى علي - رضي الله عنه - فقال: "إنا لجلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو اليوم فيه، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلةٍ؟ ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى؟ وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأنتم اليوم خير منكم يومئذ" رواه الترمذي وقال: حديث حسن(28)، فهذه النصوص وأمثالها تدل على أن بسط الدنيا على الناس يكون سبباً في فتنتهم بها، واختلافهم عليها، وتكون نتيجة ذلك البغي والعدوان والظلم والأثرة، وغير ذلك من الأخلاق الذميمة، التي هي من أسباب الفتن والمحن، وصدق الله العظيم إذ يقول: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير - صلى الله عليه وسلم - الشورى: 27}.

--------------------------------------------
الهوامش:
(1) أخرجه الطبري في تاريخه (2-680) وابن عساكر في تاريخه(39-228).
(2) الكامل لابن الأثير (3-70).
(3) أخرجه اللالكائي في السنة (2550) وابن عساكر (35-292) وذكره الذهبي في السير (1-87).
(4) أخرجه الطبري في تاريخه (2-679) وابن عساكر (39-303302) ونقله ابن الأثير في الكامل (3-70) وما بين الحاصرتين ليس من كلام الشعبي، وإنما هو إيضاح مني.
(5) أخرجه الطبري في تاريخه (2-681).
(6) انظر تاريخ الطبري (2-679)والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقى الأندلسي (91).
(7) أخرجه مرسلاً من حديث سعيد بن المسيب: أن أسماء بنت عميس نفست بمحمد ابن أبي بكر الصديق بذي الحليفة وهم يريدون حجة الوداع...: ابن سعد في الطبقات (8-282) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني(657) والبيهقي (5-32) والطبراني في الكبير (24-141) برقم (374) وصححه مرسلاً: الضياء في المختارة (53).
ورواه مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: عن أسماء، وفي إسناد آخر: عن أبيه أن أسماء، وفي إسناد ثالث: عن أبيه عن عائشة، قال الدارقطني في العلل (1-270) بعد أن ذكرها كلها: "وأصحها عندي قول مالك ومن تابعه".
وأخرجه النسائي (5-128127) وابن ماجه (972) والبزار (78) من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن أبيه عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت عميس حين نفست بمحمد بن أبي بكر أن تغتسل وتهل" قال البزار: "وهذا الحديث هكذا رواه يحيى بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن أبيه عن جده، ورواه عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن القاسم عن أبيه عن عائشة، وقد روي عن القاسم عن أسماء، ومحمد بن أبي بكر كان صغيراً حين توفي أبو بكر - رضي الله عنه - إنما كان له أقل من ثلاث سنين" أ ه من مسند البزار(1-156).
وثبت ذلك من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - في ذكر قصة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه قال جابر "حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر... " أخرجه مسلم في الحج باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (1218).
(8) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (52-269) وذكره الذهبي في السير (3-480).
(9) البداية (7-137) أحداث سنة (35).
(10) أخرجه الطبري في تاريخه (2-681) وابن عساكر (39-305) وانظر: البداية والنهاية (7-35).
(11) أخرجه من حديث الشعبي - رحمه الله تعالى -: عمر بن شبة في أخبار المدينة (2-291) برقم (2330).
(12) انظر: البداية والنهاية (7-149) والوافي بالوفيات (20-30).
(13) انظر: تاريخ الطبري (2-665).
(14) تاريخ الطبري (2-671) ورواه بنحوه أحمد في فضائل الصحابة (1-472) برقم (765) وابن شبة في أخبار المدينة(2-286) (2329) عن الحسن.
(15) أخرجه الطبري (2-677) وابن عساكر(39-410).
(16) أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (2-300) برقم (2363) وابن عساكر (39-418).
(17) انظر: البداية والنهاية (7-149).
(18) انظر: العبر (44/1)، والسير (482/3).
(19) ذكر ذلك سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى -فيما رواه الطبري في تاريخه (2-680) وابن عساكر (39-303) وذكره ابن الأثير في الكامل (3-71) والمالقي في التمهيد البيان في مقتل الشهيد عثمان (93).
(20) أخرجه أبو عبيد بن سلام في غريب الحديث (4-347) وابن شبه في أخبار المدينة (2-192) برقم (1950) ونقله الذهبي في السير (3-481)، والسن الشاغية هي الزائدة على الأسنان، يقال: رجل أشغى، وامرأة شغواء، والجمع: شُغْوُ. أه من الغريب لابن سلام، وانظر: الغريب لابن الجوزي (1-549) وقال بعد أن نقل قول أبي عبيد: "وقال غيره: الشغا خروج التنيتين من الشفة وارتفاعهما".
وقال الزمخشري؛ "شفى الشاغية: التي تخالف نبتتها نبتة غيرها من الأسنان" أه من الفائق "2-254) ونقل ابن الأثير قولاً ثالثاً فقال: "وقيل هو الذي تقع أسنانه العليا تحت رؤوس السفلى" والأول أصح يعني قول أبي عبيد، انظر: النهاية (2-484).
(21) سير أعلام النبلاء (3-481).
(22) انظر: تاريخ الطبري (2-679) والتمهيد والبيان (91).
(23) أخرجه من حديث عبد الرحمن بن سمرة: الترمذي وقال: حسن غريب (3701) وابن أبي عاصم في السنة (1279) والطبراني في مسند الشاميين (1274) والحاكم وصححه (3-110).
(24) أخرجه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه: البخاري (2988) ومسلم (2961) والرواية الثانية للبخاري (6061) ومسلم (2961).
(25) جاء ذلك من كلام جندب بن عبد الله رضي الله عنه؛ كما عند البيهقي في الشعب (10501) وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (300) بعد أن أورده من كلام جندب رضي الله عنه"وروي مرفوعاً، وروي عن الحسن مرسلاً" أ ه.
وقال العجلوني في كشف الخفاء (1-412): رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وذكره الديلمي في الفردوس، وتبعه ولده بلا سند عن علي رفعه، وقال ابن الغرس: الحديث ضعيف، ورواه البيهقي أيضاً في الزهد، وأبو نعيم من قول عيسى بن مريم، وفي رواية لولد أحمد بلفظ: "رأس الخطيئة حب الدنيا والنساء حبالة الشيطان والخمر مفتاح كل شر" ولأحمد في الزهد عن سفيان قال: كان عيسى بن مريم.. فذكره".
وقال السيوطي في تدريب الراوي (1-287): "حديث حب الدينا رأس كل خطيئة إما من كلام مالك بن دينار، كما رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان بإسناده إليه، أو من كلام عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - كما رواه البيهقي في الزهد، ولا أصل له من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا من مراسيل الحسن البصري كما رواه البيهقي في شعب الإيمان، ومراسيل الحسن عندهم شبه الريح، وقال شيخ الإسلام يعني ابن حجر: إسناده إلى الحسن حسن، ومراسيله أثنى عليها أبو زرعة وابن المديني، فلا دليل على وضعه والأمر كما قال".
وقال السخاوي في فتح المغيث (1-265): "حديث "حب الدنيا رأس كل خطيئة" رواه البيهقي في الزهد، وأبو نعيم في ترجمة الثوري من الحلية من قول عيسى بن مريم - عليه السلام - وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي - رضي الله عنه -، وأورده ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان له من قول مالك بن دينار، وابن يونس في ترجمة سعد بن مسعود التجيبي في تاريخ مصر له من قول سعد هذا، ولكن قد أخرجه البيهقي أيضاً في الحادي والسبعين من الشعب بسند حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وأورده الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا إسناد عن علي بن أبي طالب رفعه أيضاً، ولا دليل للحكم عليه بالوضع مع وجود هذا.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمة - رحمه الله تعالى -عن معنى قول من يقول: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" فهل هي من جهة المعاصي، أو من جهة جمع المال؟
فأجاب: ليس هذا محفوظاً عن النبي، ولكن هو معروف عن جندب بن عبد الله البجلي من الصحابة، ويذكر عن المسيح بن مريم - عليه السلام -، وأكثر ما يغلو في هذا اللفظ: المتفلسفة، ومن حذا حذوهم من الصوفية، على أصلهم في تعلق النفس إلى أمور ليس هذا موضوع بسطها، وأما حكم الإسلام في ذلك فالذي يعاقب الرجل عليه الحب الذي يستلزم المعاصي، فإنه يستلزم الظلم، والكذب، والفواحش، ولا ريب أن الحرص على المال والرئاسة يوجب هذا، كما في الصحيحين أنه قال: "إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا" وعن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه" قال الترمذي: حديث حسن، فحرص الرجل على المال والشرف يوجب فساد الدين، فأما مجرد الحب الذي في القلب إذا كان الإنسان يفعل ما أمره الله به، ويترك ما نهى الله عنه، ويخاف مقام ربه، وينهى النفس عن الهوى؛ فإن الله لا يعاقبه على مثل هذا إذا لم يكن معه عمل وجمع المال، وإذ قام بالواجبات فيه، ولم يكتسبه من الحرام لا يعاقب عليه، لكن إخراج فضول المال، والاقتصار على الكفاية أفضل وأسلم، وأفرغ للقلب، وأجمع للهم، وأنفع في الدنيا والآخرة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح والدنيا أكبر همه شتت الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح والآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه ضيعته، وأتته الدنيا وهي راغمة" أه من مجموع الفتاوى (11-108107).
وقال أيضاً ((18-123) "وما يرووه: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" هذا معروف عن جندب ابن عبد الله البجلي، وأما عن النبي فليس له إسناد معروف".
وقال المناوي في فيض القدير (3-368): "ب الدنيا رأس كل خطيئة بشاهد التجربة والمشاهدة؛ فإن حبها يدعو إلى كل خطيئة ظاهرة وباطنة، سيما خطيئة يتوقف تحصليها عليها، فيُسكر عاشقَها حبُها عن علمه بتلك الخطيئة وقبحها، وعن كراهتها واجتنابها، وحبُها يوقع في الشبهات، ثم في المكروه، ثم في المحرم، وطالما أوقع في الكفر؛ بل جميع الأمم المكذبة لانبيائهم إنما حملهم على كفرهم حب الدنيا؛ فإن الرسل لما نهوا عن المعاصي التي كانوا يلتمسون بها حب الدنيا حملهم على حبها تكذيبهم، فكل خطيئة في العالم أصلها: حب الدنيا، ولا تنس خطيئة الأبوين، فإن سببها حب الخلود في الدنيا، ولا تنس خطيئة إبليس فإن سببها حب الرياسة التي هي شر من حب الدنيا، وكفر فرعون وهامان وجنودهما، فحبها هو الذي عمر النار بأهلها، وبغضها هو الذي عمر الجنة بأهلها، ومن ثم قيل: الدنيا خمر الشيطان فمن شرب منها لم يفق من سكرتها إلا في عسكر الموتى خاسراً نادماً"أ ه.
(26) أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب (2036) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1957) والطبراني في الكبير (19-12) برقم (17) وصححه ابن حبان (669) والحاكم ووافقه الذهبي (4-230).
وجاء مرسلاً عن محمود بن لبيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أبن أبي شيبة في مصنفه (7-243) وقد بيّن ذلك الترمذي في جامعه (4-381).
وجاء أيضاً عن محمود بن لبيد عن عقبة ابن رافع عند أبي يعلى (6865) وجاء أيضاً عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج كما عند القضاعي في مسند الشهاب (1397) والطبراني في الكبير (4-252) برقم (4296) وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (4-61) برقم (4809) والهيثمي في الزوائد(10-285).
(27) أخرجه من حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: مسلم (2962) وابن ماجه (3996) وابن حبان (6688).
(28) أخرجه الترمذي (35) وقال: هذا حديث حسن (2476) وأبو يعلى(502) وهناد في الزهد (758) ونقل المنذري في الترغيب والترهيب أن الترمذي قال عقبه: "حديث حسن غريب" وكذا الألباني في ضعيف الترمذي وضعفه الألباني (440) وفي ضعيف الجامع (4293) لكن معنى الحديث جاء في أحاديث أخرى بأسانيد جيدة