المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكومة الأميركية تعتبر العربية لغة استراتيجية وترصد 103.7 مليون دولار لتعلمها


أفاق : الاداره
11-29-2006, 10:46 PM
الحكومة الأميركية تعتبر العربية لغة استراتيجية وترصد 103.7 مليون دولار لتعلمها

إضافة العربية في مدارس حكومية و10 آلاف طالب يدرسونها

واشنطن: عماد مكي
قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقرير لها ان المدارس الأميركية، من صفوف الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية، تشهد إقبالاً غير مسبوق على دراسة اللغة العربية وقالت ان الحكومة الأميركية اصبحت تعتبر العربية «لغة استراتيجية».
وقالت الوزارة في تقريرها ان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) انضمت أخيراً إلى «المجلس الأميركي الخاص بتعليم اللغات الأجنبية» في إصدار تقييم للصلة بين معرفة اللغات الأجنبية وخصوصا العربية والأوردية والفارسية ولغات اخرى يتحدث بها المسلمون، والأمن القومي الأميركي. ونقل التقرير ان وزارة الدفاع (البنتاغون) تشترك الان في المجهودات الحكومية لوضع خطة عمل تتعلق بتعليم العربية.

ووفق نص موقع وزارة الخارجية الأميركية «واشنطن فايل» أول من امس فان وزارة التربية والتعليم الأميركية استجابت لهذا الدفع باتجاه تعلم اللغة العربية. فقد تمت زيادة التمويل الفدرالي لبرامج التعليم الدولية المختلفة بنسبة 33 بالمائة منذ عام 2001 بحيث أصبحت 103,7 مليون دولار في عام 2004. وبشكل محدد، ارتفعت المنح الخاصة بدراسة اللغات الأجنبية والتخصص بدراسة المناطق المختلفة في نفس هذه الفترة بنسبة 65 بالمائة; وخصص مبلغ 455 ألف دولار لعمليات التقييم والترويج القومي لهذه البرامج.

وقالت الوزارة في تقريرها المطول انه في حين أن لغات منطقة العالم العربي والدول الاسلامية كانت تشكل حتى فترة قريبة 2 بالمائة فقط من مجمل صفوف اللغات الأجنبية التي يتم تدريسها في الولايات المتحدة، وعلى رأسها اللغة العبرية لصلتها باسرائيل، فقد أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها «جمعية اللغات الحديثة» أن عدد الذين يدرسون اللغة العربية ازداد في الفترة الممتدة ما بين عامي 1998 و2002 بنسبة 92 بالمائة، بحيث أصبح الآن هناك اكثر من 10 الاف طالب على الاقل يدرسون العربية. وتقول وزارة الخارجية الأميركية ان الحكومة الان وكبار المسؤولين في قطاع التربية والتعليم يعملون بشكل مكثف على تعزيز بدء تدريس اللغة العربية في فترة مبكرة والاستمرار فيها، لتحقيق القدرة على اتقانها «وخلق فهم الثقافة والمجتمعات العربية في الولايات المتحدة». وكانت اللغة العربية قد صُنفت في الماضي كإحدى اللغات «الصعبة جدا» التي يتطلب تحقيق طلاقة نسبية فيها إلى 2200 ساعة تعليم، واقتصر الإقبال على تعلمها على العلماء والمستشرقين ونخبة مختارة من المتخصصين. أما الآن، فقد أصبح يسعى إلى تعلمها قطاع واسع من الطلبة. ويشمل هذا القطاع بعض الموظفين الحكوميين أو المتعاقدين مع الحكومة وخصوصا قطاع الأمن الذين يسعون إلى العمل في دول عربية ورجال البنتاغون والاستخبارات علاوة على مواطنين عاديين يسعون لتفهم الثقافة العربية والاسلامية.

وجاء في دراسة أعدها «مركز اللغويات التطبيقية» الذي يتخذ من واشنطن مقراً له أن التلاميذ يتعلمون اليوم اللغة العربية في حوالى 70 مدرسة ابتدائية وثانوية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وأشارت الدراسة إلى أن معظم هذه المدارس السبعين هي مدارس إسلامية خاصة; إلا أن مزيداً من المدارس الحكومية يقوم حالياً بإضافة اللغة العربية إلى مناهجه بتمويل حكومي.

واستشهد تقرير وزارة الخارجية الأميركية برالف هاينز، مدير برامج التعليم الدولية في وزارة التربية والتعليم، الذي قال إن هناك الكثير جداً من الفرص التي تمولها الحكومة الفدرالية والمتوفرة للطلبة والأساتذة لتعلم اللغة العربية في الولايات المتحدة وفي الخارج. وتقول الخارجية الأميركية ان اكثر الدول استقبالا لمتعلمي اللغة العربية هي مصر وسورية ولبنان وتونس.

وهناك حالياً 480 أميركيا يدرسون في الجامعة الأميركية في القاهرة بمصر، أي ضعفي عدد الطلبة هناك في عام 2001; وبين هؤلاء 40 طالباً يتلقون دروساً متقدمة في اللغة العربية من خلال مجلس الدراسات العربية في الخارج، وهو برنامج تموله الحكومة الفدرالية منذ عام 1967.

وقال هاينز إن وزارة التربية والتعليم بدأت في عام 2002 بتمويل «مركز موارد لغات الشرق الأوسط القومي» بهدف دعم تعليم اللغة العربية في الولايات المتحدة.

يذكر ان هناك حالياً 17 مركزاً للدراسات الشرق أوسطية و9 مراكز للدراسات الإفريقية في مؤسسات أميركية، وأن هذه المراكز هي بمثابة نماذج تقدم للطلبة والأساتذة برامج لتعليم اللغة العربية وبرامج دراسات ثقافية ودراسات في الخارج وتواصل مع المجتمعات العربية. كما توفر منح هيئة فولبرايت الأميركية الحكومية الإمكانية لمئات المدرسين الأميركيين للقيام برحلات ميدانية الى الدول العربية.

وفي شهر يوليو (تموز) الماضي قام «مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة كاليفورنيا، فرع سانتا باربارا (يو سي إس بي)»، للسنة الثانية على التوالي، بإرسال 28 أستاذاً إلى مصر للاشتراك في حلقات تدريب تستغرق خمسة أسابيع لتعزيز منهاجهم الدراسي في المواضيع العربية والمتعلقة بالاسلام على مستوى جميع الصفوف.

وقال أوِلبِرت بريان، نائب مساعد وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي: «يجب علينا أن نكون قادرين على التحدث بلغات دول كثيرة. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي بدء تدريس اللغات منذ صف الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا البقاء من خلالها قادرين على التنافس والمحافظة على مركزنا كالدولة العظمى في العالم.» وقالت رئيسة مركز اللغويات التطبيقية وهو مركز في سياتل، دورا جونسونو التي يدرس مركزها لطلبة صغار السن إلى أن المركز تلقى أخيراً منحة من وزارة التربية والتعليم تبلغ 97 ألف دولار لإنشاء شبكة قومية لمعلمي اللغة العربية في جميع الصفوف من مرحلة الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية، بسبب ما وصفته جونسون بأنه «حاجة معلمي اللغة العربية الماسة لأن يتحدثوا إلى بعضهم بعضا». وقد صدرت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، أول نشرة إخبارية على الإنترنت لمعلمي اللغة العربية في المدارس الأميركية في جميع الصفوف من مرحلة الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية، نتيجة جهد تعاوني مع جامعتي جورجتاون وجورج واشنطن.

http://www.aawsat.com/details.asp?article=275564&issue=9535&section=4