المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإخصاب المساعد يقهر العقم باذن الله


أفاق الفكر
10-27-2006, 12:13 PM
ولادة 2060 طفلاً بالتقنيات الحديثة في دبي

الإخصاب المساعد يقهر العقم باذن الله


وما انجزته الخدمات الحكومية في قهر العقم، لم يكن الوحيد.. فهناك العديد من الانجازات المماثلة التي
تحققت في مستشفيات وعيادات القطاع الخاص في الدولة أيضا.

“الصحة والطب” التقت عدداً من الاخصائيين الذين تحدثوا عن هذا النوع الجديد من العلاج لحالات العقم، الذي يفتح آمالاً جديدة لجعل ازواج آباء وأمهات بعد محاولات عديدة باءت بالفشل، الى جانب العوامل الواجب توافرها في الازواج الذين يرغبون بالخضوع للعلاج الجديد ونسبة نجاحه التي بلغت حسب احصائية مركز دبي للاخصاب نحو 40% في العامين الأخيرين.

كما تحدث الاخصائيون عن التقنيات الحديثة ووسائل الاخصاب المساعد وطرق تنفيذها والحالات النادرة التي تستدعي طرقا أخرى من العلاج والتي يتم من خلالها تحديد جنس الجنين.

شروط الاخصاب المساعد

تقول الدكتورة حسنية قرقاش، اخصائية امراض نسائية وولادة: لقد تم ادخال تقنية استخراج الحيوانات المنوية من الخصية والبربخ والتي نتجت عنها ولادة اول طفل بهذه التقنية في مركز دبي للاخصاب في نهاية عام ،1993 حيث اصبح اسلوب الحقن المجهري عاملا يساعد على علاج حالات العقم الناتج عن خلل من ناحية الازواج.

وأضافت أن الحقن المجهري هو عبارة عن سحب البويضة عن طريق المهبل، وفي الحالات الصعبة يتم سحبها عن طريق البطن بمساعدة جهاز الأشعة فوق الصوتية (السونار) وذلك عن طريق فني الأجنة في المختبر، والذي يعمل على حقن البويضات بالحيوانات المنوية تحت المجهر، ويعد هذا الاساس في آخر تطور وصل إليه علم الاخصاب. واشارت الى اسلوب اخر يوفره مركز دبي للإخصاب يتمثل بطريقة تيسا (Tesa) وبهذا الاسلوب يتم أخذ الحيوانات المنوية من داخل الخصية باستخدام الابرة، وطريقة بيسا (Besa) بسحب الحيوانات المنوية من داخل البربخ.

وتابعت قائلة: أصبحت هناك طرق أخرى في علاج الأجنة بهدف زيادة نسبة حدوث الحمل، وذلك باستخدام (Laser Hatching) أي إحداث ثقب في جدار الأجنة لمساعدتها على الالتصاق بجدار الرحم. كما انه يمكن استخدام مواد لاصقة للأجنة.

وأشارت الى أنها تعمل على انجاز طريقة جديدة تسمى (PGD) وهي عبارة عن وصول الأجنة في اليوم الثالث ثم أخذ خلية منها وفحصها لمعرفة، إذا كان فيها كروموسومات مشوهة أم لا، حيث يمكن من خلال هذه الطريقة الجديدة الكشف على تسع كروموسومات فقط، اضافة الى انه يمكن معرفة وجود خلية طبيعية لدى المرأة، كما يجري استخدام هذه الطريقة في حالات الاجهاض المتكرر وفي الحالات المتكررة والفاشلة لحدوث الحمل من دون معرفة السبب، وهي تناسب المرأة التي يزيد عمرها على 35 عاما ومن مميزاتها ايضا انه يمكن تحديد جنس الجنين المرغوب فيه.

وذكرت الدكتورة قرقاش انه وباستخدام الحقن المجهري هناك أمل جديد للازواج الذين يعانون من العقم أن يصبحوا آباء، وذلك عبر حالات نادرة تكون (لدى) الزوج فيها مثلا كروموسومات غير طبيعية، وبذلك يتم اخذ قطعة من الخصية وانضاج الحيوان المنوي في المختبر حتى يصبح ناضجاً وقادراً على الاخصاب ثم يتم حقنه في البويضات حيث ان نسبة نجاح هذه الطريقة 5% فقط. وأضافت أن نسبة نجاح عمليات الحقن المجهري بلغت في آخر عامين 40%، وذلك في مركز دبي للاخصاب حيث تمت ولادة (2060) طفلا في المركز.

أما بالنسبة للشروط الواجب توافرها في الازواج الذين يرغبون في الانجاب باستخدام الحقن المجهري فقالت ان سن المرأة يعتبر عاملا مهما في حدوث الحمل حيث يبدأ العد التنازلي من سن ،35 أما بالنسبة للرجل فهناك عوامل يجب توافرها مثل ضعف الحيوانات المنوية أو عدم وجودها في السائل المنوي حيث تتواجد في الخصية أو البربخ ووجود حيوانات منوية غير طبيعية في السائل المنوي، الى جانب زيادة اللزوجة في السائل المنوي.

35 40% نجاح العمليات

من جانبها تقول الدكتورة فيروزة باريك أستاذة تشخيص وعلاج عقم زائرة لدى مستشفى زليخة في الشارقة إن احدث وسائل الاخصاب داخل الدولة تعتمد على حالة الزوجين الصحية، فهذه الوسيلة تبدأ من تحريض التبويض ثم التلقيح الاصطناعي داخل الرحم، وهي بحقن الوسيلة المنوي للزوج بعد مروره بعمليات غسيل وتقوية بالمعمل ثم حقنه داخل الرحم للزوجة أثناء التبويض.

وأضافت: أما الطريقة الأخرى (وهي اطفال الانابيب فهي عبارة عن تحريض التبويض عند الزوجة ثم سحب البويضات اثناء النضج تحت التخدير العام أو المهدئ، وبعد ذلك يتم حقن الحيوانات المنوية بعد تقويتها وغسيلها بالمعمل في البويضة لتتم عملية التلقيح في المعمل، وبعد 48 ساعة الى 72 ساعة يتم نقل الأجنة السليمة الصالحة (نحو 2 من الأجنة) الى داخل الرحم عن طريق عنق الرحم.

وقالت: ان هناك طريقة حديثة تعتمد على حقن الحيوان المنوي داخل “سيتوبلازم” البويضة في المعمل ثم نقل الاجنة بعد ذلك داخل الرحم كما سبق.

ويضاف الى الطرق السابقة، فحص الجينات والصبغيات للأجنة المتكونة قبل حقنها داخل الرحم وتفادي حقن الاجنة غير السليمة من الناحية الجينية، وهناك تقدم كبير في الدولة في هذه العمليات الى جانب تقدم الأجهزة الطبية والمواد التي تضاف الى الحيوان المنوي أو التي تضاف الى الأجنة لحمايتها ونموها.

واشارت الدكتورة باريك الى أن نسبة نجاح هذه العمليات تتراوح بين 35% و40%، وهي تعتمد ايضا على حالة الزوجين وعمر الزوجة وعوامل كثيرة اخرى، كما ان هناك ابحاثا يجري العمل عليها في هذه المرحلة الآن لفتح آمال جديدة امام الرجال الذين يعانون من عدم وجود حيوانات منوية على الاطلاق، وهذا بأن تزرع الخلايا الجذعية في الخصية لتكوين حيوانات منوية حيث ان هذه العملية ليست استنساخاً بل هي زراعة الخلايا الجذعية فقط بالخصية، وهناك أمل كبير متعلق على هذه الابحاث وتطبيقها عملياً.

توأم بعد 3 محاولات

وفي عملية أجريت في مستشفى بلهول التخصصي رزق زوجان هنديان مقيمان في دبي بتوأم صبي وبنت في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي بفضل تقنية نقل الجنين المجمد بمساعدة اخصائي التوليد والنسائية الزائر في المستشفى الدكتور محمد اشرف. وكانت ثلاث محاولات سابقة للزوجين قد باءت بالفشل، ولكن تقنيات PESA-ICSI (Percutaneous Epidydimal Sperm Aspiration-Intracytoplasmic Sperm Injection) نجحت في نقل الجنين الى رحم الأم، وتطلبت هذه العملية الطويلة حفظ الجنينين في درجة حرارة (-197) مئوية في سائل آزوتي لمدة عام كامل.

وقد ولد التوأم بعملية قيصرية بوزن 2،6 كلغ و2،3 كلغ.

واستنادا للدكتور اشرف فإن تقنية IVF-ICSI أصبحت اكثر الطرق نجاحا لمعالجة العقم. وقال: “استنادا لتطور التكنولوجيا والخبرات اصبحت نسب نجاح الحمل تصل الى خمسين في المائة، وغالبا في نهاية هذا الاجراء ننقل نحو 2 أو 3 أجنة وفي هذه الحالة نستطيع تجميدهم في درجة حرارة (-197) مئوية بتقنية التجميد البطيء وعند فشل النقل أو نجاحه، يمكن اعادة الأجنة فيما بعد إلى رحم الأم وتصل نسبة الحمل إلى 30 في المائة.


أطفال الأنابيب أكثر

عرضة للتشوهات الولادية

أظهرت دراسة جديدة أجريت في معهد تيليثون لبحوث صحة الطفل بأستراليا، أن الأطفال الذين يولدون من خلال تقنيات الاخصاب الخارجي والمساعدة على الحمل، أكثر عرضة للاصابة بالتشوهات والاعتلالات الولادية كشق العمود الفقري، وسقف الحلق، وأمراض القلب بحوالي 40 في المائة.

ووجد الباحثون، بعد تحليل نتائج 25 دراسة أجريت حول العالم، أن أطفال الأنابيب واجهوا خطرا أعلى للاصابة بالاعاقات والتشوهات بنسبة 25 الى 40 في المائة. وأوضح العلماء أن مثل هذه التشوهات قد تتسبب عن اجراءات الاخصاب الخارجي نفسها، أو أن الأزواج الراغبين في الحمل يعانون من أمراض أو مشكلات صحية معينة، تسبب تلك الاعتلالات، مشيرين الى أن السبب الأساسي في ذلك لم يتضح بعد.

ويرى الأطباء أن زيادة فرص تعرض أطفال الأنابيب للتشوهات الولادية قد تنتج عن علاجات الخصوبة نفسها، التي يتعاطاها الوالدان، أو عن طريقة معالجة بويضات الزوجة، أو الحيوانات المنوية للزوج، أو الجنين المتكوّن، أو عن العلاجات الخاصة بتنشيط الاباضة، أو تثبيت الحمل.

منقول