المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسنين من المتزوجون عندما يهجرهم الزملاء والناس


أفاق : الاداره
09-29-2006, 12:50 PM
المسنين من المتزوجون عندما يهجرهم الزملاء والناس


زوجات يشتكين من ملل الرجال بعد التقاعد وأزواج يتحولون إلى مراهقين
يشكو كثير من الرجال من فتور علاقاتهم الزوجية، بعد مرور سنوات طويلة على زواجهم، وفي المقابل تشكو نساء من بقاء أزواجهن في المنزل لفترات طويلة، بشكل لا يسمح لهن بممارسة أعمالهن المنزلية مثل رعاية الأطفال، وكشفت دراسة أمريكية أجراها باحثان من جامعة دنفر أجريت على 20 علاقة زوجية طويلة الأجل أنه مع التقدم في العمر يصبح الأزواج أكثر ميلا إلى العواطف في الحديث عن العلاقة الزوجية، بينما تصبح الزوجات أكثر تحفظا، وإن الأزواج الأكبر سنا يصبحون أكثر عاطفية، وأحيانا يذرفون الدمع عند الحديث عن علاقاتهم، بينما تتهرب زوجاتهم عادة من هذا الحديث، وقال الباحثان إن الرجال الذين تناولتهم الدراسة كانوا أرهف حسا وأكثر أدبا ويرغبون في الحديث عن زواجهم مقارنة بزوجاتهم

وتقول الأستاذة المساعدة في دراسات الاتصال فران ديكسون التي شاركت في إعداد الدراسة الرجال كانوا يشعرون بالإثارة حقا عند الحديث عن حكاياتهم الزوجية، وكانوا يرغبون في الحديث عن مدى واسع من المشاعر السعيدة والحزينة على حد سواء
والتقت ديكسون وزميلتها كاندي واكر مع 40 زوجا وزوجة من منطقة دنفر يبلغون

من العمر 60 عاما أو أكثر وتزوجوا مرة واحدة وكان متوسط عمر الزواج 42 عاما، وكانت الزوجات يتولين رعاية الأطفال بينما يعيل الأزواج الأسرة، ووجد الباحثان أن الأزواج يميلون إلى الاتفاق مع زوجاتهم عند الحديث عن قصصهم، وأكثر رغبة في مناقشة الموضوعات الصعبة مثل سوء استغلال الثروة أو العلاقة الزوجية

وأضاف ديكسون كانوا يبدون الندم والحزن، وكان بعض الأزواج يبكون بينما كانت الزوجات يلتزمن الصمت، وقال إنه على عكس أزواجهن كانت الزوجات المشاركات في الدراسة على درجة من البرود العاطفي، وأكثر ميلا إلى المقاطعة

استطلعنا الآراء لمعرفة حجم الظاهرة في المجتمع السعودي، يقول خالد الحربي الرجل في جميع أحواله يحتاج إلى زوجة تعامله كالطفل، فهو يحتاج حنانها، لا ثقافتها وفلسفتها، وهو يريدها حضنا دافئا، فعندما يتقدم به العمر تزداد هذه الحاجة، وتصبح حالته شبه مرضية نفسية، فهو يريد من تمتص همومه وتهدئ من اكتئابه، وتعيد إليه البهجة التي بدأت تذبل، خاصة عندما يتقاعد من العمل

ويقول ماجد القرني هناك من النساء من لا يقدرن شعور أزواجهن، ولا يعرفن كيف يتعاملن معهم بعد هذا العمر، والزوج في هذا العمر يحتاج إلى صديق، والزوجة هي الصديق الأول، إلا أن بعض النساء لا يعرفن كيف يقمن بهذا الدور، أما علي السالمي فيقول الرجل يحتاج إلى إنسانة تسرقه من الأفكار التي تتقاذفه في الحياة، كذلك يحتاج الرجل إلى تنوع في نمط حياته كالطبخ والملبس والديكور والزيارات والتنزه، ويجب ألا تعيق مشاغل الزوجة اليومية اهتمامها بالزوج والجلوس معه وتبادل الأحاديث والنقاش المفيد

ويصف خالد الهاشم ما يقوم به بعض كبار السن من إزعاج متكرر لزوجاتهم وأبنائهم بأنه شيء ممل ويضيف بعضهم يوقظ أبناءه في الصباح الباكر ليشاركوه شرب الشاي، حيث يكونون في حالة فراغ تام من الأعمال، وطلباتهم في هذا العمر تكون غريبة، لكن على الزوجات والأبناء الصبر والتحمل، وعلى كبار السن مراعاة أبنائهم وزوجاتهم

وتصف سارة عبدالرحمن زوجها الذي تجاوز الستين بأنه أصبح طفلاً مملا، فهو لا يريدها أن تفارقه لحظة وتقول هو لا يريدني أن أطبخ، أو أن أقوم بزيارات خارجية، فهو يرافقني إلى السوق، وفي زيارتي لعائلتي، ولا يريدني أن أقوم بأي عمل سوى خدمته والجلوس معه، أشعر أنه بعد تقاعده قد فقد كل شيء، أصدقاءه والناس، لقد أصبح بصراحة مملا، فأنا أريد أن أتحرر منه قليلا أن أذهب إلى صديقاتي وأقوم بتربية الأطفال وترتيب البيت

ويقول المحاضر في كلية المعلمين عبد المحسن المبدل أعتقد أن هناك حاجة لدى الطرفين للشعور بمن يشاركه الهموم، يتساوى في ذلك الزوج والزوجة، إلا أن انشغال الزوجة بالمنزل قد يكون السبب وراء شعورها بالممل من زوجها الذي لم تعد له طموحات أو صداقات، وأعتقد أنه على التربويين دراسة هذه الحالات في مجتمعنا الذي يتميز بالخصوصية، والتقاعد وكبر السن لا يعنيان نهاية الحياة، فهناك كثير من المجالات التي يمكن للزوج المتقاعد أن يشغل نفسه بها، خاصة ونحن في زمن سهلت فيه كل المجالات، خاصة مع تطور وسائل الاتصال، فهناك فرصة للاستفادة من هذا الانفجار المعرفي الهائل، وفي الوقت نفسه لابد من أن تكون الزوجة قلب الزوج وعقله، فهو يحب بيته ويشتاق للعودة إليه كلما خرج منه، كأنه الطير الذي يغيب طول النهار، وهو لا يرتاح إلا إذا عاد إلى عشه، أو كأنه سمك الساردين الذي يقطع آلاف الأميال البحرية ليرجع إلى موقعه الأول ومسقط رأسه الذي يهواه ويبذل الغالي من روحه ليصل إليه