المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصول العقيدة الإسلامية


أفاق : الاداره
09-18-2006, 03:14 AM
أصول العقيدة الإسلامية


أساس العقيدة الإسلامية هو أصول الإيمان الستة التي ذكرها الله سبحانه وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع
قال الله تعالى : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } ( البقرة الآية : 177 ) .
وقال تعالى : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } ( البقرة الآية : 285 ) ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } ( النساء الآية : 136 ) ، وقال تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ( القمر الآية : 49 ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب وأبو هريرة - رضي الله عنهما - ، وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما حين سأله جبريل - عليه السلام - عن الإيمان فقال : « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » .
ولهذه الأصول تفصيلات وتفريعات .

منزلة علم العقيدة الإسلامية :
هذا العلم هو أشرف العلوم وأعظمها وأعلاها ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم ، ومنزلة العلم تقدّر بحاجة الناس إليه ، وبما يحصل لصاحبه من الانتفاع به في الدنيا والآخرة .
وحاجة العباد إلى علم العقيدة فوق كل حاجة ، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وما يجب له وما ينزه عنه ، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه .
وكلما كانت معرفة العبد بربه صحيحة تامة كان أكثر تعظيما واتباعا لشرع الله وأحكامه ، وأكثر تقديرا للدار الآخرة .
وإذا انطبعت في نفس العبد هذه المعاني الشريفة من العلم بالله وتوحيده ومحبته وخشيته وتعظيم أمره ونهيه ، والتصديق بوعده ووعيده ، سعد في الدنيا والآخرة ، وسعد مجتمعه به ، ذلك أن صلاح سلوك الفرد تابع لصلاح المجتمع

قال تعالى في خبر إبراهيم - عليه السلام - { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ( الأنعام الآية : 81 ) ، ثم قال تعالى فاصلا بين الفريقين مبينا الآمن منهما : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } ( الأنعام الآية : 82 ) .
وقد ثبت في الصحيحين « عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الظلم هنا بالشرك » ، كما قال تعالى : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ( لقمان الآية : 13 ) ، ومعنى الآية أن الذين أخلصوا العبادة لله وحدهم هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة .
والشرك لا يغفره الله ، كما قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ( النساء الآية : 48 ) ، والشرك محبط للعمل كما قال تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } ( الزمر الآية : 65 ) ، وقال تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( الأنعام الآية : 88 ) ، وقال تعالى : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } ( الفرقان الآية : 23 ) .
والتوحيد عاصم للدين والدم والمال ، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله » .

وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » .
ولهذا يجب على كل مسلم أن يعتني بالعقيدة تعلما وتعليما وفهما وتدبرا واعتقادا ، ليبني دينه على أساس صحيح سليم ، يحصل به سعادة دنياه وآخرته .
مصدر تلقي العقيدة الإسلامية :
مصدر تلقي العقيدة هو كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب التمسك والاعتصام بهما ، وقد تكفل الله لمن اتبعهما بأن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ، قال تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا }{ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } ( طه الآيات : 123 - 126 ) .
وامتن سبحانه على هذه الأمة بأن بعث فيهم رسولا من أنفسهم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، فقال تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } ( الجمعة الآية : 2 ) .

وأقسم سبحانه أنه لا يحصل الإيمان لأحد حتى يحكِّم الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم لحكمه ، فقال تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ( النساء الآية : 65 ) .

ومنهج أهل الحق - وهم أهل السنة والجماعة - الاعتماد على الكتاب ، والسنة ، وتعظيم نصوصهما ، فيعتصمون بها ، ولا يعرضونها لتحريف أو تأويل يخرجها عن مراد الله أو مراد رسوله ، كما يفعل أهل البدع والأهواء ، ويقفون فلا يخوضون في آيات الله ، وأحاديث رسوله بغير علم ، بل يتدبرون كتاب الله وسنة رسوله كما أمرهم سبحانه بقوله : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } ( النساء الآية : 82 ) ، وقوله : { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } ( المؤمنون الآية : 68 ) ، وقوله : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } ( ص الآية : 29 ) ، وقوله : { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ } ( يوسف الآية : 1 ) ، وقوله : { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } ( آل عمران الآية : 138 ) ، وقوله : { فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } المائدة الآية : 92 ) ، وقوله : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ( النحل الآية : 44 ) .
ويستعينون في فهم مدلول نصوصهما بآثار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أهل السبق والفضل ، وأقوال التابعين لهم بإحسان ، وما عرف من لغة العرب ، ويكلون ما لم يعلموه إلى عالمه سبحانه وتعالى .
وهم في هذا الصدد لا يعارضون الكتاب والسنة بعقولهم وآرائهم ، بل يقررون أن النقل والعقل لا يتعارضان ، إذا كان النقل صحيحا ، والعقل صريحا (1) .
بل إن النقل تضمن أدلة عقلية على المطالب الدينية ، ففي الاستدلال على وجود الله ، قال سبحانه : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } ( الطور الآية : 35 ) ، وفي الاستدلال على الوحدانية قال : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } ( المؤمنون الآية : 91 ) ، وفي الاستدلال على العلم قال : { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ( الملك الآية : 14 ) .

والعقل يمكن أن يدرك جملا من مقررات علم العقيدة ، مثل أن الله موجود ، وواحد ، وحي ، وعال على مخلوقاته ، عليم بهم ، قادر ، حكيم مستحق للعبادة وحده دون سواه ، ونحو ذلك ، لكن لا يمكن أن يستقل بمعرفة وإدراك تفاصيل هذا العلم ، إذ لا تدرك التفاصيل إلا من الكتاب والسنة .
ولأننا اشترطنا لانتفاء التعارض بين النقل والعقل أن يكون العقل صريحا لم يطرأ عليه انحراف أو تغيير - نقول : إذا وجد ما يوهم التعارض بين النقل الثابت والعقل وجب تقديم النقل لسببين :
الأول : أن النقل ثابت ، والعقل متغير .
الثاني : أن النقل معصوم ، والعقل ليس كذلك .

الاعتقاد والعلم والواجب على المكلف :
يجب على كل واحد من المكلفين أن يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إيمانا عاما مجملا ، فيقر بجميع ما جاء به الرسول من أمر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وما أمر به الرسول ونهى عنه ، فلا بد من تصديقه عليه الصلاة والسلام فيما أخبر ، والانقياد له فيما أمر به أو نهى عنه ، وهذا الإيمان المجمل .
وأما التفصيل فعلى كل مكلف أن يقر بما ثبت عنده من خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو أمره ونهيه .
وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يبلغه ، ولم يمكنه العلم به ، فهو لا يعاقب على ترك الإقرار به مفصلا ، وهو داخل في إقراره بالمجمل العام .
من ناحية القدرة يجب على القادر على سماع العلم وفهم دقيقه ما لا يجب على العاجز عن ذلك ، ويجب على من سمع النصوص وفهمها من علم التفصيل ما لا يجب على من لم يسمعها ، ويجب على المفتي والحاكم والعالم ما لا يجب على آحاد العامة .
ومن ناحية الحاجة يجب على المكلف أن يعلم ما يتعين عليه الإيمان به واعتقاده وما يتعين عليه امتثاله أو اجتنابه ، فمن عنده مال تجب فيه الزكاة يجب عليه معرفة تفاصيل زكاة ماله ، ولا تجب معرفة هذا على من ليس عنده مال ، والمستطيع للحج تجب عليه معرفة صفته ، وهكذا .

وأما القدر الزائد على ما يحتاج إليه المعين فهو داخل في فرض الكفاية .




أسئلة في العقيده 5


س41 : ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر ؟

ج41 : وجب عليك سبع مراتب :
الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل ، الرابعة : العمل ، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصا صوابا ، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه ، السابعة : الثبات عليه .

س42 : إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه ؟

ج42 : المرتبه الأولى : أكثر الناس علم أن التوحيد حق والشرك باطل ، ولكن أعرض عنه ولم يسأل ! وعرف أن الله حرم الربى وباع واشترى ولم يسأل ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف ويتولى مال اليتيم ولم يسأل !
المرتبه الثانيه : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به ، ولو عرف أن الله أنزله .
المرتبه الثالثة : العزم على الفعل ، وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفا من تغير دنياه .
المرتبه الرابعة : العمل وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل .
المرتبه الخامسه : أن كثير ممن عمل لا يقع خالصا فإن وقع خالصا لم يقع صوابا .
المرتبة السادسة : أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى : (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) وهذا من أقل الأشياء في زماننا .
المرتبه السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة وهذا أيضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون .

س43 : ما معني الكفر وأنواعة ؟

ج43 : الكفر كفران :
1- كفر يخرج صاحبه عن المله وهو خمسة أنواع :
* الأول : كفر التكذيب ، قال تعالى : (( ومن أعظم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )).
* الثاني : كفر الإستكبار والإباء مع التصديق . قال تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )).
* الثالث : كفر الشك ، وهو كفر الظن قال تعالى : (( ودخل جنته وهو ظالم نفسه ..)) إلى قوله (( ثم سواك رجلا )).
* الرابع : كفر الإعراض والدليل عليه قوله تعالى:((والذين كفروا عما أنذروا معرضون )).
* الخامس : كفر النفاق ودليله قوله تعالى : (( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون )).
2- كفر أصغر لا يخرج عن الملة ، وهو كفر النعمة ، والدليل عليه قوله تعالى: (( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) وقوله : (( إن الإنسان لظلوم كفار )).

س44 : ما هو الشرك وما أنواع الشرك ؟

ج44 :اعلم أن التوحيد ضد الشرك .
الشرك ثلاث أنواع : شرك أكبر ، وشرك أصغر ، وشرك خفي .
النوع الأول : الشرك الأكبر وهو أربعة أنواع :
الأول: شرك الدعوة ، قال تعالى:(( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلي البر إذا هم يشركون )).
الثاني : شرك النية ، الإرادة والقصد ، قال تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )).
الثالث :شرك الطاعة ، قال تعالى : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا منن دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون )).
الرابع :شرك المحبه ،

س45 : ما الفرق بين القدر والقضاء ؟

ج45 : القدر في الأصل مصدر قدر ، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين واستعمل ايضا بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها .
وأما القضاء : فقد استعمل في الحكم الكوني ، بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى وقد يطلق هذا على القدر الذي هو التفصيل والتميز .
ويطلق القدر أيضا على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات .
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي ، قال الله تعالى : (( ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ))ويطلق القضاء على الفراغ والتمام كقوله تعالى : (( فإذا قضيت الصلاة )) ويطلق على نفس الفعل ، قال تعالى : (( فاقض ما انت قاض )).
ويطلق على الإعلان والتقدم بالخبر ، قال تعالى : (( وقضينا إلى بني اسرائيل )) ويطلق على الموت ومنه قولهم : قضى فلان ، اى مات ، قال تعالى : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )) ويطلق على وجود العذاب ، قال تعالى : (( وقضي الأمر )).
ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه ، كقوله : (( ولا تعجل بالقراءن من قبل ان يقضى إليك وحيه )) ويطللق على الفصل والحكم ، كقوله تعالى : (( وقضى بينهم بالحق ))،ويطلق على الخلق كقوله تعالى : (( فقضاهن سبع سموات )).
ويطلق على الحتم كقوله تعالى : (( وكان أمر الله مقضيا ))ويطلق على الأمر الديني كقوله تعالى : (( أمر ألا تعبدوا إلا إياه )) ويطلق على بلوغ الحاجه ، ومنه : قضيت وطري ، ويططلق على إلزام الخصمين بالحكم ، ويطلق بمعنى الأداء كقوله تعالى : (( فإذا قضيتم مناسككم )).
والقضاء في الكل : مصدر ، واقتضي الأمر الوجوب ودل عليه ، والإقتضاء هو : العلم بكيفية نظم الصيغة وقولهم : لا اقضي منه العجب ، قال الأصمعي : يبقى ولا ينقضي .
س46 : هل القدر في الخير والشر على العموم جميعا من الله أم لا ؟
ج46 : القدر في الخير والشر على العموم فعن على رضي الله عنه قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتي الرسول – صلي الله علية وسلم – فقعد فقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال : ( ما منكم من احد ، ما من نفس منفوسه إلا وقد كتب الله مكانها ففي الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ) قال : فقال رجل : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : ( من كان من أهل االسعادة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ) ثم قرأ (( فأما من أعطي واتقى * وصدق بالحسني * فسنيسره لليسري * وأما من بخل واستغني * وكذب بالحسني * فسنيسره للعسري )) وفي الحديث ( واعملوا فكل ميسر ، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ) ثم قرأ (( فأما من أعطي واتقى * وصدق بالحسنى ) الآيتان .

س47 : ما معنى لا إله إلا الله ؟

ج47 : معناها لا معبود بحق إلا الله والدليل قوله تعالى:(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))
فقوله (( ألا تعبدوا )) فيه معنى لا إله ، وقوله (( إلا إياه )) فيه معنى إلا الله .

س48 : ما هو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة والصوم؟

ج48 : هو توحيد العبادة ، فلا تدعو إلا الله وحده لا شريك له ، لا تدعوا النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا غيره ، كما قال تعالى : (( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )).

س49 : أيهما أفضل : الفقير الصابر أم الغني الشاكر ؟ وما هو حد الصبر وحد الشكر ؟

ج49 : أما مسألة الغني والفقر فالصابر والشاكر كل منهما من أفضل المؤمنين وأفضلهما أتقاهما كما قال تعالى : (( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) .
وأما حد الصبر وحد الشكر : المشهور بين العلماء أن الصبر عدم الجزع ، والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك .

س50 : ما الذي توصيني به ؟

ج50 : الذي أوصيك به وأحضك عليه : التفقه في التوحيد ، ومطالعة كتب التوحيد فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله وأخبر أنه لا يغفره ، وأن الجنة على فاعله حرام ، وأن من فعله حبط عمله .
والشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلما مفارقا للشرك وأهله