المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العشرة المبشرين في الجنة _ عمر بن الخطاب رضي الله عنه


أفاق : الاداره
08-29-2006, 01:01 AM
العشرة المبشرين في الجنة _ عمر بن الخطاب رضي الله عنه


عمر بن الخطاب أحد العشرة المبشرين بالجنة

يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا" فجا قط الا سلك فجا غير فجك "000

حديث شريف

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد
بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه
قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم000وأصبح الصحابي
العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0

اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة :( دلوني على محمد )000

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح :( يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول :( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )000فسأله عمر من فوره :( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟)000وأجاب خباب :( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )000

ومضى عمر الى مصيره العظيم000ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال :( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )000فقال عمر :( أشهد أنّك رسول الله )000
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم :( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )000وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل 000

لسان الحق
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب :( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) 000كما قال عبد الله بن عمر :( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )000

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏:( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏)000 و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-:( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )000‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما-:( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)000

قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر :(‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )000فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏:( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )000فقال ‏‏عمر :(‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )000ثم قال عمر ‏:( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-)000‏فقلن :( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-)000‏فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏:( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )000

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم :( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )000فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه000

عمر في الأحاديث النبوية
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها000( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )000( الحق بعدي مع عمـر حيث كان ) 000( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )000( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )000( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )000
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك )000فقال عمر :( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)000
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )000قالوا :( فما أوّلته يا رسول الله ؟)000 قال :( العلم )000
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )000قالوا :( فما أوَّلته يا رسول الله ؟)000قال :( الدين )000

خلافة عمر
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان :( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله )000 وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم000

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا :(اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )000ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا :(أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )000فرد المسلمون :(سمعنا وأطعنا)000وبايعوه سنة ( 13 هـ )000

انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة000لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال :( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)000
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها000
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة000

الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ000وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم :( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )000

هَيْـبَتِـه و تواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة000

استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها :( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)000وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة000 ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة000ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة

اضافة اخرى

هو عمر بن الخطاب .. بن نفيل بن عبد العزى ..
يجتمع نسبه مع النبي الكريم صلى الله عليه و سلم في كعب بن لؤي ..
و هو قرشي من بني عدي ..
كنيته ( أبا حفص ) و الحفص هو شبل الأسد .. كناه به سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يوم بدر .. و لقبه بـ ( الفاروق ) يوم اسلامه ..
فأعز الله تعالى به الاسلام .. و فرق بين الحق و الباطل ..

- ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم بثلاثين عاماً ..

- كان عدد المسلمين يوم أسلم ( 39 ) مسلم ..

- صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبا ام المؤمنين ( حفصة ) ..

- عمره يوم الخلافة ( 55 ) سنة ..

- مدة خلافته ( 10 ) سنين و ( 6 ) أشهر و ( 4 ) أيام ..

- فتحت في عهده بلاد الشام .. العراق .. فارس .. مصر .. برقة .. طرابلس الغرب .. أذربيجان .. نهاوند .. جرجان ..

- بنيت في عهده .. البصرة و الكوفة ..

- أول من أرخ بالهجرة .. و دون الدواوين .. و صلى بالناس التراويح ..

- دفن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبه أبي بكر في غرفة عائشة ام المؤمنين .. رضي الله عنهم .

- تزوج في الجاهلية .. قريبة ام كلثوم بنت جرول و في الاسلام زينب بنت مظعون .. و ام كلثوم بنت علي رضي الله عنهم .. و جميلة بنت ثابت .. و ام حكيم بنت بنت الحارث .. و عاتكة بنت زيد ...

- له ستة من الذكور .. عبد الله - عبد الرحمن - زيد - عبيد الله - عاصم - عياض
و ستة من الإناث .. حفصة - رقية - فاطمة - صفية - زينب - ام الوليد

رضي الله عنك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
رضي الله عنك يا من لم تعرف البشرية و ضميرها مثلك
رضي الله عنك يا منارة الانسانية أيها الملهم بالقرآن الكريم ..
نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية في الجاهلية .. من بيت عرف بالقوة و الشدة .. كما كانت إليه السفارة في الجاهلية .. اذا وقعت بين قريش و بين غيرها في الحرب .. بعثته سفيرا يتكلم بإسمها .. و إن نافرهم منافر و فاخرهم مفاخر بعثوا به اليهم منافرا عنهم و مفاخرا بهم ...

كان طويلا بائن الطول .. اذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب .. أسمر .. مشوبا بحمرة .. حسن الوجه .. غليظ الكفين و القدمين .. أصلع خفيف العارضين .. جلدا شديد الخلق .. ضخم الجثة قوي البنية .. جهوري الصوت ..

تقول فيه ( الشفاء بنت عبد الله ) : كان اذا تكلم أسمع .. و اذا مشى أسرع .. و اذا ضرب أوجع .. و هو الناسك حقا ...

كان من أنبه فتيان قريش و أشدهم شكيمة .. شارك فيما كانوا يتصفون به من لهو و عبادة .. و كان يعرف القراءة و الكتابة في وقت كانت فيه الجاهلية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ..

رضي الله عنه و أرضاه ...
كان عمره يوم بعث النبي عليه الصلاة و السلام ( 30 ) عاماً ..
أو بضعاً و عشرين .. ( على اختلاف الروايات ..

أسلم في السنة ( 6 ) من البعثة .. في قصة مشهورة في السيرة النبوية ..

و انقلبت شدته على المسلمين الى شدة على الكافرين .. و مناوأة لهم ..

استجاب الله تعالى دعوة النبي الكريم عليه الصلاة و السلام (( اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب ))
فكان اسلامه دون أبي جهل دليلا على محبة الله له .. و كرامته عنده ..

كان في اسلامه مثال المسلم الواثق بربه .. الشديد على أعداء الاسلام .. القوي في الحق .. المتمسك بما انزل الله من أحكام .. شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و أثنى عليه الرسول الكريم بما يدل على عظيم منزلته عنده .. و بلائه في الاسلام .. و مما ورد فيه (( ان الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه .. و فرق الله به بين الحق و الباطل )) .. الترمذي و أبو داوود ..

كان ذا رأي سديد و عقل كبير .. وافق القرآن الكريم في عدة مسائل قبل نزوله ..
- كان من رايه تحريم الخمر فنزلت { انما الخمر و الميسر و الانصاب ... }
- كان من رأيه عدم قبول الفداء من أسرى بدر و وافقه القرآن في ذلك
- كان من رأيه اتخاذ الحجاب على امهات المؤمنين و وافقه القرآن في ذلك ..
- كان من رأيه عدم الصلاة على المنافقين و ذلك عندما مات عبدالله بن ابي فصلى النبي عليه و قام على قبره و عمر كاره لذلك .. فنزل القرأن و وافقه في ذلك ..
- كان يكتب الوحي { فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر .. } قال عمر : فتبارك الله أحسن الخالقين .. قال له عليه الصلاة و السلام (( اكتبها يا عمر فهكذا نزلت )) ...

اكتبها يا عمر .. يا ملهما بالقرآن العظيم
رضي الله عنه و أرضاه ..
أترانا نلقاه في كوكبة النور .. و أين نحن منهم ؟؟
كان وزير صدق .. و مساعد خير .. به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة .. و كان الهاما موفقا من الله أن بادر عمر الى مبايعة أبي بكر .. فبادر الأنصار و المهاجرون بعد ذلك الى البيعة ...

كان أبو بكر أجدر الصحابة لملئ ذلك المكان الخطير .. بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم .. بل لقد علم الصحابة جميعا .. أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك الى أهليته للخلافة العامة .. و لكن فضل عمر في المبايعة انما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ...

و كانت شدته في حياة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام هي نفسها في خلافة أبي بكر .. فأبو بكر كان رجلا حليما تملأ الرحمة برديه .. و يغلب الوقار و العفو على صفاته كلها .. فكان لابد من رجل قوي الشكيمة كعمر .. يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة الناشئة .. و هيبة السلطان .. و عمر بن الخطاب هو الذي أرسى ذلك بكل قوة و جلادة و جهاد ليس كمثله جهاد ..

أمر أبي بكر عمر يوما بأمر .. فلم ينفذه .. فجاؤوا يقولون لأبي بكر : و الله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر .. ؟ فقال : هو إن شاء الله ! ..

فوالله الذي نفسي بيده .. انها نفحة من نفحات العظمة الاسلامية التي دانت لها نجوم السماء قبل الأرض .. و التي أرادها الله بشير خير للمسلمين و للعالم بعد وفاة و انتقال سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الى الرفيق الأعلى ..

عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ..
أبو بكر يجيبه : و لكنك أقوى مني ..
يقول عمر ............

..إن قوتي مع فضلك

بذلك ... تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالدة ...
فضل أبي بكر و حلمه و عقله و حزمه ..
مع قوة عمر و بأسه و شدته و هيبته .. الملهم بالقرآن العظيم ..

رضي الله عنهما و أرضاهما
في الخامسة و الخمسين من العمر يتولى الخلافة .. و هي أشد ما تكون حاجة الى رجل مثله .. المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس و الروم .. و البلاد الاسلامية التي فتحت تحتاج الى ولاة أتقياء أذكياء .. يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه و عفته و عبقريته في التشريع و الادارة .. و العرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم .. أن يركنوا إليها .. و يملوا حياة الجهاد و الكفاح .. و يعبوا من لذائذها و زينتها و ترفها ...

تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ الإسلام ..

- أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس و الروم فانتهت بإستيلاء المسلمين على الشام و العراق و مصر و مملكة فارس ..

- نظم جهاز الدولة .. فدون الدواوين و فرض الاعطيات و جبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق و أقوم سياسة و واجه حاجات الدولة الاسلامية في الانظمة و القوانين .. بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الاسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..

- حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة و الرحمة .. و بين الرفق و الحزم .. و بين العدل و التسامح .. فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك .. في تواريخ الامم كلها .. و قل ان عرفت الانسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله و رحمته ...

رضي الله عنه و أرضاه ...
في الجاهلية كان شديد الوطأة على المسلمين .. لشدة تمسكه بعقيدته قبل الاسلام حينذاك .. و بعد اسلامه .. ظهر في حالة أشد من الدفاع عن العقيدة .. فوقف على رؤوس عتاة قريش .. و هم في فناء الكعبة .. ثم أعلن بصوته الجهوري :

" شاهت الوجوه ...
من أراد أن تثكله امه
و ييتم ولده
و ترمل زوجته
فليلقني وراء هذا الوادي "

و لم يتبعه أحد منهم ...


كان المسلمون يستخفون في اسلامهم - فسار الى الناس يضربونه و يضربهم .. حتى قام اليه خاله أبو جهل .. فأجاره فانكشف عنه الناس .. و لكنه رأى المسلمين يُضربون فقال : ألا يصيبني ما يصيب المسلمين ؟ .. ثم جاء الى خاله و رد عليه جواره .. فعاد الناس يضربونه و يضربهم .. حتى أعز الله الاسلام ...

و لم يكن يرى في سلوك طريق الحق هوادة و لا لينا .. و لا يرى أن يجامل في سبيله صديقا و لا قريبا ..

كان رايه في أسرى بدر أن تقطع رقابهم .. و هم أشراف قريش و زعماؤها .. لما كان في ذلك من ارهاب للشرك و أهله .. و عقوبة أعداء الله و رسوله ...

و لم يرض يوم صلح الحديبية بالشروط التي وافق عليها المصطفى عليه الصلاة و السلام .. و رأى فيها مهانة للمسلمين و ضعفاً .. فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :

- يا رسول الله . ألسنا على الحق و هم على الباطل !
- بلى ؟!
- أليس قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار !
- بلى ؟!
- فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ أنرجع و لمّا يحكم الله بيننا و بينهم ؟
- يا ابن الخطاب ؟ إني رسول الله .. و لن يضيعني الله أبداً ..

فانطلق عمر الى أبي بكر .. فقال له مثل ما قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم .. فأجابه بمثل ما أجابه به ...

و غضب مما فعل خالد بن الوليد حين تزوج امرأة مالك بن نويرة في حروب الردة .. و أوقع في قومه القتل .. مع إعلانهم أنهم على الاسلام .. و مازال يحرض أبا بكر على الاقتصاص منه و عقوبته .. حتى أسكته أبو بكر بقوله : اكفف لسانك عنه يا عمر .. تأول خالد فأخطأ .. و إني لن اغمد سيفاً سله الله على المشركين ...

رضي الله عنهم جميعاً .. و أرضاهم

و مع ما كان عليه من الشدة فيما يعتقد أنه حق .. فلقد كان شديد الخضوع للقيادة حين تحزم أمرها .. و لو كان مخالفا لرأي عمر .. و مع ما رأيناه من موقف عمر يوم صلح الحديبية من شدة و غضب .. فلقد خضع في النهاية بكل تسليم لأمر قائده رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي بما ارتضاه لهم ..

و بالدرجة نفسها في موقفه مع خالد .. فما أن رأى أن قائده أبو بكر يعذر خالدا فيما فعل حتى كف لسانه عنه و سكت .. و ها نحن نراه و هو يجادل أبو بكر في حروب المرتدين .. هو يرى أن لا يحاربهم المسلمون .. و أبو بكر يرى وجوب محاربتهم .. فلما رأى عمر تصميم قائده على القتال .. كان أول من أطاع و لبى ...

و مع هذه الشدة في الحق التي رأيناها فيه .. كانت له رحمة بالشعب من ضعفاء و فقراء .. و عطف على الرعية قلَّ أن نجد لها مثيلا في التاريخ الحديث قبل القديم .. و لما خاف المسلمون من أن يشتد عليهم في ولايته خطب فيهم فكان مما قاله : اعلموا ان تلك الشدة قد تضاعفت و لكنها انما تكون على أهل الظلم و التعدي على المسلمين .. فأما أهل السلامة و الدين و القصد .. فأنا الين بهم من بعضهم على بعض .. و لست أدع أحدا يظلم أحدا أو يعتدي عليه .. حتى أضع خده على الارض .. و أضع قدمي على الخد الاخر حتى يذعن بالحق .. و إني بعد شدتي هذه ... ((( أضع خدي على الارض لأهل العفاف و أهل الكفاف )))

تلك هي رحمة عمر .. رحمة القوي الحازم العادل .. بمن يستحق الرحمة .. رحمة الحاكم الناصح لامته و دينه .. و بذلك كان يعس بالليل و الناس نيام .. و يتفقد المنقطعين و المعوزين و البائسين .. و لعلكم جميعاً تعرفون قصته مع المرأة التي كانت تدق لأطفاهل الجياع على الحصى .. و توهمهم أنا تطبخ لهم .. حتى يسكتوا و يناموا .. حتى اذا جاء عمر و رأى ما رأى حمل بنفسه الطحين و السمن و طبخ بيده الطعام .. و أطعم الأولاد حتى شبعوا و لعبوا .. و اشترى بعد ذلك ظلامة المرأة و خطها بيده ...

و لعل أروع مآثر عمر في الرحمة بالشعب .. موقفه عام الرمادة و قد كان ذلك في سنة 18 هـ اذ أصاب الناس في الحجاز قحط عظيم دام تسعة أشهر .. حتى كانت الوحوش تأوي الى الناس .. و كانت الناس يحفرون نفق اليرابيع و الجرذان .. ليأكلوا ما فيها من حشرات .. و استغاث عمر بولاة الأمصار أن يمدوه بالطعام المساعدات .. ففعلوا .. و كانت سنة أصاب عمر من همها و بلائها و حزنها ما نحل معها جسمه .. و اسود لونه .. حتى قالوا فيه .. : لو لم يرفع الله المحل و عام الرمادة .. لظننا عمر يموت هما بأمر المسلمين ..

و لقد كان يؤتى اليه من الأمصار بقوافل الطحين و السمن و اللحوم .. فيفرقها على المسلمين .. ما ياكل منها شيئا .. و انما كان ياكل الزيت و الخبز الأسود .. و كان يقول : آليت على نفسي الا آكل من السمن و اللحم حتى يشبع منهم المسلمون جميعاً ..

رضي الله عنه و أرضاه ...
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

سطور :

·هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط القرشي العدوي ، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، لقب بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل ، ويروى عن أيوب بن موسى أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " . رواه الترمذي وغيره باسناد صحيح . وكنيته "أبو حفص" والحفص : الأسد ، كناه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر.

· ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة يصل نسبه الى عدي بن كعب القرشي ، عرف في شبابه بالشدة والقوة ،00انت له مكانة رفيعة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية0 فتبعثه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم


· كان إسلامه بعد إسلام حمزة بأيام وذلك بعد خروج المسلمين إلى الحبشة في هجرتهم الأولى في السنة الخامسة من البعثة .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "اللهم أعز الاسلام بأحب هذين الرجلين إليك ، بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب" . ويقال أنه لما هَمَّ بالهجرة تقلد سيفه ، وتنكب قوسه ، وانتضى في يده أسهماً ، ومضى قبل الكعبة ، والملأ من قريش بفنائها ، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً ، ثم أتى المقام فصلى متمكناً ، ثم وقف على الحلق متمكناً ، ثم أتى المقام فصلى متمكناً ، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة ، وقال لهم : شاهت ( قبحت ) الوجوه ، لا يُرْغمُ الله إلا هذه المعاطس ، من أراد أن تثكله أمه ، ويوتم ( أي ييتم ) ولده ، ويرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي ، قال علي رضي الله عنه : فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ، ومضى لوجهه . شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر ، وأحد ، والخندق ، وبيعة الرضوان ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، وغيرها من المشاهد ، ولم يغب عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان أشد الناس على الكفار ، وهو الذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل أسرى المشركين ببدر ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) . وكان وافر الحظ من العلم والفقه ، فكان عبد الله بن مسعود يقول : "كان عمر أعلمنا بكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله" . وكان يروي الشعر ويتمثل به ويحث على روايته ، وكان متواضعاً ، خشن الملبس ، شديداً في ذات الله ، وعن الحسن رحمه الله قال : خطب عمر الناس ، وهو خليفة وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة . وعن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أبطأ على الناس يوم الجمعة ، قال : ثم خرج فاعتذر إليهم في احتباسه وقال : إنما حبسني غَسل ثوبي هذا ، كان يُغسل ولم يكن لي ثوب غيره


· صحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته ، وشهد المشاهد كلها ، ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

· عهد له أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة بعده ، فتولاه بعد وفاته ، وسمي أمير المؤمنين .

· وفي عهده تمّت الفتوح الكبرى .

وفي أيامه فتحت الشام والعراق والقدس ، والمدائن ومصر والجزيرة .وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري ، وأمر ببناء البصرة والكوفة ، وهو أول من دون الدواوين في الاسلام ، وهو أول من وسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخرج اليهود من الحجاز وأجلاهم إلى الشام والكوفة

· كان من دعائه : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، وموتاً في بلد رسولك ز واستجاب الله له ذلك .

· ضربه أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين . ومات بعد ثلاثة أيام . ودفن بالحجرة النبوية يوم الأحد مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين رضي الله عنه .

وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال . جعل الخلافة بعده شورى إلى ستة هم : علي ، عثمان ، طلحة ، الزبير ، سعد ، عبد الرحمن بن عوف

· قال صلى الله عليه وسلم : ( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون ، وإنه كان في أمتي هذه منهم ، فإنه عمر بن الخطاب ) .


من اقواله

وصيته لابنه

كتب عمر إلى ابنه عبدالله – رضي الله عنهما – في غيبة غابها :

أمّا بعد :

فإن من اتقى الله وقاه ، ومن اتكل عليه كفاه ، ومن شكر له زاده ، ومن أقرضه جزاه .

فاجعل التقوى عمارة قلبك ، وجلاء بصرك .

فإنه لا عمل لمن لا نية له .

ولا خير لمن لا خشية له .

ولا جديد لمن لا خلق له .

دعاء


كان آخر دعاء عمر رضي الله عنه في خطبته :

اللهم لا تدعني في غمرة ، ولا تأخذني في غرة ، ولا تجعلني مع الغافلين .

العزلة


قال عمر رضي الله عنه :

إن في العزلة راحلة من أخلاط السوء ، أو قال من أخلاق السوء .

ابتلاء


قال عمر رضي الله عنه :

بلينا بالضراء فصبرنا ، وبلينا بالسراء فلم نصبر .

الناصحون


قال عمر رضي الله عنه :

لا خير في قوم ليسوا بناصحين ، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين .

مات عمر


قال عمر رضي الله عنه :

كلّ يوم يقال : مات فلان وفلان ، ولا بد من يوم يقال فيه : مات عمر .

تزكية


قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إن فلان رجل صدق . فقال له : هل سافرت معه ؟ قال : لا . قال : فهل كانت بينك وبينه معاملة ؟ قال : لا . قال : فهل ائتمنته على شيء ؟ قال : لا . قال : فأنت الذي لا علم لك به ، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد .

الدخول على الملوك


قال عمر رضي الله عنه :

من دخل على الملوك ، خرج وهو ساخط على الله .

الأمور الثلاثة


قال عمر رضي الله عنه :

الأمور الثلاثة :

أمر استبان رشده فاتبعه .

وأمر استبان ضره فاجتنبه .

وأمر أشكل أمره عليك ، فرده إلى الله .

عزة المسلمين


كتب عمر رضي الله عنه إلى عماله :

لا تتركوا أحداً من الكفار يستخدم أحداً من المسلمين .

عقلة


قال عمر رضي الله عنه :

الراحة عقلة ، وإياكم والسمنة فإنها عقلة .

شر من الحمار


قال عمر رضي الله عنه :

إن كان لك دين فإن لك حسباً .

وإن كان لك عقل ، فإن لك أصلاً .

وإن كان لك خلق ، فلك مروءة .

وإلا ، فأنت شر من الحمار .

ما يخاف منه


قال عمر رضي الله عنه :

أخوف ما أخاف عليكم : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه .

الكلمة المؤذية

قال عمر رضي الله عنه :

إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك .

خوف عمر


لما طعن عمر رضي الله عنه قال :

والله لو أن لي طلاع الأرض لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه .

مسئولية الحاكم


قال عمر رضي الله عنه :

لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة .

رجاء وخوف


قال عمر رضي الله عنه :

لو نادى منادي من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحد ، لخفت أن أكون هو .

ولو نادى مناد : أيها الناس ، إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً ، لرجوت أن أكون هو .

النصر من الله


قال عمر رضي الله عنه :

لأعزلن خالد بن الوليد والمثنى – مثنى بني شيبان – حتى يعلما أن الله إنما كان ينصر عباده ، وليس إياهما كان ينصر .

تأديب النفس


حمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قربة على عنقه ، فقيل له في ذلك فقال : إن نفسي أعجبتني ، فأردت أن أذلها .

أهل الخليفة والتزام الأوامر


كان عمر رضي الله عنه إذا نهى الناس عن شيء ، أتى أهله وقال لهم : قد سمعتم ما نهيت عنه ، وإني لا أعرف أن أحداً منكم يأتي شيئاً مما نهيت عنه إلا ضاعفت له العقوبة .

لله عباد


قال عمر رضي الله عنه :

إن لله عباداً ، يميتون الباطل بهجره ، ويحيون الحق بذكره ، رغبوا فرغبوا ، ورهبوا فرهبوا ، خافوا فلا يأمنون ، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا فخلطوا بما لم يزايلوا ، أخلصهم الخوف ، فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم ، لما يبقى لهم . الحياة عليهم نعمة ، والموت لهم كرامة .

موت القلب


قال عمر رضي الله عنه :

من كثر ضحكه قلت هيبته .

ومن مزح استخف به .

ومن أكثر من شيء عرف به .

ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه .

عز الإسلام


قال عمر رضي الله عنه :

كنتم أذل الناس ، فأعزكم الله برسوله ، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله .

دنياكم


قال الحسن :

مر عمر رضي الله عنه على مزبلة فاحتبس عندها ، فكأن أصابه تأذوا بها ، فقال : هذه دنياكم التي تحرصون عليها .

الصبر


قال عمر رضي الله عنه :

وجدنا خير عيشنا الصبر .

مجالسة التوابين


قال عمر رضي الله عنه :

جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة .

أين الرعاية والتذمم ؟


قال عمر رضي الله عنه لرجل هم بطلاق امرأته : لِمَ تطلقها ؟

قال الرجل : لا أحبها . فقال عمر : أو كلّ البيوت بنيت على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم ؟

علموا أولادكم


كتب عمر رضي الله عنه إلى الأمصار :

أمّا بعد :

فعلموا أولادكم العوم والفروسية ، ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر .

أطايب الحديث

قال عمر رضي الله عنه :

لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله .

لولا أن أسير في سبيل الله عز وجل .

ولولا أن أضع جبهتي لله .

أو أجالس أقواماً ينتقون أطايب الحديث ، كما ينتقون أطايب التمر .

الصبر والشكر


قال عمر رضي الله عنه :

لو أن الصبر والشكر بعيران ، ما باليت أيهما أركب .

معرفة الصديق والعدو


قال عمر رضي الله عنه :

لا تكلم فيما لا يعنيك ، واعرف عدوك ، وأحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من يخشى الله ، ولا تمشي مع الفاجر ، فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على سرّك ، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل .

أو كلما اشتهيتم اشتريتم ؟

مر جابر بن عبدالله – ومعه لحم – على عمر رضي الله عنهما فقال : ما هذا يا جابر ؟

قال : هذا لحم اشتهيته فاشتريته .

قال : أو كلما اشتهيت شيئاً اشتريته ؟ أمّا تخشى أن تكون من أهل هذه الآية : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) .

نسَّاك


قالت الشفاء ابنة عبدالله – ورأت فتياناً يقصدون في المشي ويتكلمون رويداً – فقالت : ما هذا ؟

فقالوا : نسَّاك .

فقالت : كان والله عمر إذا تكلم أسمع ، وإذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقاً .

هدية العيوب


قال عمر رضي الله عنه :

أحب الناس إلي ، من رفع إلى عيوبي .

عليم اللسان


قال عمر رضي الله عنه :

أخوف ما أخاف على هذه الأمة ، من عالم باللسان ، جاهل بالقلب .

الخشوع في الصلاة


كان عمر رضي الله عنه إذا رأى أحداً يطأطئ عنقه في الصلاة يضربه بالدرة ، ويقول له : ويحك ، إن الخشوع في القلب .

العزلة


قال عمر رضي الله عنه :

خذوا حظكم من العزلة .

التقوى

كان عمر رضي الله عنه ، يقول لنفسه :

والله لتتقين الله يا ابن الخطاب ، أو ليعذبنك ، ثمّ لا يبالي بك . وكان يقول :

من اتقى الله لم يصنع كلّ ما تريده نفسه من الشهوات .

من السرف


دخل عمر على ابنه عبدالله رضي الله عنهما ، وإذا عندهم لحم ، فقال :

ما هذا اللحم ؟

فقال : اشتهيته .

قال : أو كلما اشتهيت شيئاً أكلته ؟! كفى بالمرء سرفاً أن يأكل كلّ ما اشتهاه .

الدين الورع


قال عمر رضي الله عنه :

إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع .

الرجل بأمانته


قال عمر رضي الله عنه :

لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث ، وأمانته إذا ائتمن ، وورعه إذا أشفى .

السكينة للعلم


قال عمر رضي الله عنه :

تعلموا العلم ، وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم ، وتواضعوا لمن تتعلمون منه ، وليتواضع لكم من يتعلم منكم ، ولا تكونوا من جبابرة العلماء ، فلا يقوم علمكم بجهلكم .

رأس التواضع


قال عمر رضي الله عنه :

رأس التواضع : أن تبدأ بالسلام على من لقيته من المسلمين ، وأن ترضى بالدون من المجلس ، وأن تكره أن تذكر بالبر والتقوى .

العز بالإسلام


قال عمر رضي الله عنه :

إنا قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلا نطلب العز في غيره .

اخشوشنوا


قال عمر رضي الله عنه :

اخشوشنوا ، وإياكم وزي العجم : كسرى وقيصر .

الرضى بالغنى والفقر


قال عمر رضي الله عنه :

لا أبالي أصبحت غنياً أو فقيراً ، فإني لا أدري أيهما خير لي .

صلاح الأمور


قال عمر رضي الله عنه :

إن من صلاح توبتك ، أن تعرف ذنبك .

وإن من صلاح عملك ، أن ترفض عجبك .

وإن من صلاح شكرك ، أن تعرف تقصيرك .

الخشوع في الصلاة


رأى عمر رضي الله عنه رجلاً يطأطئ رقبته ، فقال :

يا صاحب الرقبة ، ارفع رقبتك ، ليس الخشوع في الرقاب ، إنما الخشوع في القلوب .

الحكمة


قال عمر رضي الله عنه :

إن الحكمة ليست عن كبر السن ، ولكن عطاء الله يعطيه من يشاء .

إذا أحب الله عبداً


كتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه :

يا سعد ، إن الله إذا أحب عبداً حببه إلى خلقه ، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس ، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما لله عندك .

قل : لا أدري


سأل عمر رضي الله عنه رجلاً عن شيء ، فقال : الله أعلم .

فقال عمر : لقد شقينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم !! إذا سئل أحدكم عن شيء لا يعلمه ، فليقل : لا أدري .

أجرأ الناس


قال عمر رضي الله عنه :

أجرأ الناس ، من جاد على من لا يرجو ثوابه .

وأحلم الناس ، من عفا بعد القدرة .

وأبخل الناس ، الذي يبخل بالسلام .

وأعجز الناس الذي يعجز عن دعاء الله .

إنها شخصية ساحرة حقاً , سحرها يتجلى واضحاً في الكثير من المواقف التي سجلها التاريخ عن سيدنا عمر رضي الله عنه , فكلنا يعرف أنه أعلن حقوق الإنسان منذ أكثر من ألف عام , حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب أعلنها و طبقها على الجميع بدون استثناء ( لاكما يفعلون الآن ) .
ألم يقل مخاطباً عَمراً بن العاص : (( بمَ تعّبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً )) .
و من منا لا يذكر قصة جبلة بن الأيهم الغساني , و كيف طلب عمر من الفزاري أن يحطم أنف جبلة قصاصاً ,
وعندما احتج الأخير بقوله : يا أمير المؤمنين هو سوقة وأنا ملك !
قال له عمر : إن الإسلام جمعك و إياه ، فلست تفضله بشيء إلا بالتقوى .


خطة عمر في الحكم


قال طلحة بن معدان: خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:

أيها الناس: إنه لم يبلغ ذو حق في حقه أن يطاع في معصية الله، وإني لا أجد هذا المال يصلحه إلا خلال ثلاث: أن يؤخذ بالحق، ويعطى في الحق، ويمنع من الباطل، وإنما أنا ومالكم كولي اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف، ولست أدع أحداً يظلم أحداً ويعتدي عليه، حتى أضع خده على الأرض، وأضع قدمي على الخدّ الآخر حتى يذعن للحق.

ولكم عليّ أيها الناس! خصال أذكرها لكم فخذوني بها:

لكم عليّ أن لا أجتبي شيئاً من خراجكم ولا مما أفاء الله عليكم إلا من وجهه.

ولكم إذا وقع في يدي أن لا يخرج مني إلا في حقه.

ولكم عليّ أن أزيد أعطياتكم وأرزاقكم –إن شاء الله- وأسد ثغوركم.

ولكم عليّ أن لا ألقيكم في المهالك، ولا أجمّركم في ثغوركم.

وقد اقترب منكم زمان قليل الأمناء كثير القراء، قليل الفقهاء، كثير الأمل، يعمل فيه أقوام للآخرة يطلبون به دنيا عريضة تأكل دين صاحبها كما تأكل النار الحطب، ألا كل من أدرك ذلك منكم فليتق الله ربه وليصبر.

يا أيها الناس: إن الله عظم حقه فوق حق خلقه، فقال فيما عظم من حقه:

"ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون".

ألا وإني لم أبعثكم أمراء ولا جبارين، ولكن بعثتكم أئمة الهدى يهتدى بكم فادرؤوا على المسلمين حقوقهم، ولا تضربوهم فتذلوهم، ولا تحمدوهم فتفتنوهم، ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم، ولا تستأثروا عليهم فتظلموهم، ولا تجهلوا عليهم، وقاتلوا بهم الكفار طاقتهم فإذا رأيتم بها كلالة فكفوا عن ذلك فإن ذلك أبلغ في جهاد عدوكم.

أيها الناس: إني أشهدكم على أمراء الأمصار إني لم أبعثهم إلا ليفقهوا الناس في دينهم ويقسموا عليهم فيئهم ويحكموا بينهم، فإن أشكل عليهم شيء رفعوه إليّ.

(وصية)

من رسالة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري في القضاء:

"بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس سلام عليك.. أما بعد:

فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له.

آسِ بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك.

البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.

والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحلَّ حراماً أو حرّم حلالاً.

لا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.

الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة.

ثم اعرف الأشباه والأمثال فقس الأمور عند ذلك واعمد إلى أقربها إلى الله وأشبهها بالحق.

واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه فإن أحضر بينة أخذت له بحقه وإلا استمللت عليه القضية فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى.

المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً بحد أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في ولاء أو نسب فإن الله تولى منكم السرائر درءاً بالبينات والأيمان.

وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر عند الخصومات فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسن به الذخر، فمن صحت نيته وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانه الله فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام".