المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلوج في هجير الصحراء


أفاق الفكر
06-24-2006, 07:08 PM
ثلوج في هجير الصحراء


منتجع التزلج كلف أكثر من 270 مليون دولار
بقلم : خليل عثمان


هواة التزلج على الثلج ينطلقون بسرعة الريح نزولا على هذا المنحدر الثلجي، الأمر قد يكون طبيعيا لو كان المكان أحد منتجعات جبال الألب أو إحدى المناطق القطبية.

بيد أن الدهشة تسري في عروقك مع سريان قشعريرة البرد لأن هذا يحدث في مكان لم يكن فيه حتى وقت قريب سوى كثبان رملية في وسط الصحراء.

وكان منتجع Ski Dubai قد افتُتِح في دبي مؤخرا في أحد أكبر مراكز التسوق في الإمارت وهو "مول الإمارات".

"معجزة"

ويقدم هذا المنتجع المغلق للتزلج لزواره فرصة التزلج واللعب على منحدرات صناعية مغطاة بأطنان من الثلوج تم تصنيعها عبر إطلاق دفعات من الماء في أجواء مبردة إلى ما دون درجة الصفر.

وتبلغ مساحة المنتجع 22,000 متر مربع، أي ما يتجاوز مساحة ثلاثة ملاعب لكرة القدم.
والإحساس بأن المرء في منطقة باردة، هو نفسه الذي يخامر فاطمة راشد التي قصدت المنتجع من إمارة عجمان المجاورة لترى الثلوج التي تصف وجودها بأنها من قبيل "المعجزة".

وتقول فاطمة إنها تحس في هذا المنتجع وكأنها في أوروبا، والتي سبق لها أن زارت إحدى دولها، ألمانيا.

وتضيف أن كل ما هو موجود في الخارج بات متوفرا في بلادها حاليا، بينما كان الناس في السابق يتمنون رؤية الثلوج هنا.

متعة التزلج

المنتجع يستهوي الزوار من كل الاعمار

أما شقيقتها أسماء فترى في ما يوفره المنتجع من أجواء باردة وسط قيظ الصحراء اللاهب إستجابة للأمل ببرد الشتاء الذي طالما تاقت إليه نفوس أبناء هذه المنطقة الحارة على مر الدهور.

وتقول: "الحمد لله الآن الأجواء كلها عندنا: الحر والبرد"
وتضيف بأن المنتجع يجعلها تشعر بأنه لا ينقصها أي شيء.
ومَنْ لا يحسن التزلج على الثلج يمكنه تلقي دروس في التزلج في مدرسة المنتجع التي تتلقى فيها أسماء تدريبا لا يخلو من المتعة.

وتشير إلى حوادث عديدة حصلت على الثلج من قبيل "الشقلبة" وما تثيره من ضحك ومرح.

سياحة

ورغم أنه لم يمضِ على افتتاح المنتجع سوى أسابيع قليلة، فإن العديد من الآباء يُحضرون أولادهم للاستمتاع بالثلج، كما هو شأن أحمد سالم.

ويقول إن الأمر الأهم بالنسبة له هو أن المنتجع يوفر فرصة للأطفال لكي "يستأنسوا".
ويعرب عن سعادته لكون المكان ينطوي على آفاق واسعة للسياحة، فضلا عن كونه يوفر لسكان الإمارات ملاذا في حر الصيف القائظ.

ويقول: "في الصيف، يمكننا أن نأتي إلى هنا.

وبدل الحر في الخارج، يكون لدينا ما يعوض عنه".

وبالفعل، فإن المنتجع بات مقصدا للسياح يؤمونه من دول مختلفة في منطقة الخليج وخارجها.

اللعب بالثلج

فعبد الله الرويد قصد المكان مع عائلته من البحرين لرؤية الثلج والتزلج.

ويصف المكان بأنه "عظيم"، مضيفا بأنه سيخبر "الرَبْع كلهم في البحرين" بما رآه هنا وسيحضرهم في المرات القادمة.

ومع كل هذا الانبهار لدى الكبار ببهاء المكان، والاحتفاء بما يوفره من أجواء تلفها أغطية الصقيع وفرص للسياحة، ثمة شيء في هذا المكان لا يوازيه شيء آخر، فهو يشكل بالنسبة للأطفال مصدر سعادة غامرة لما يوفره لهم من فرص للعب لا تتوفر في أي مكان آخر في البلاد.

فحَمَد، وحَمْدَة وفاطمة، الذين جاؤوا مع والدهم أحمد سالم، يُجمِعُون على القول إنهم يحبون المكان لأنهم يستطيعون هنا "اللعب على الثلج".