المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المناشط الصيفية : سلامة الأنشطة الشبابية تتطلب الترخيص المسبق والمتابعة الميدانية


أفاق الفكر
06-24-2006, 04:23 AM
المناشط الصيفية

2006-06-22 01:17:32 UAE
ندوة « البيان » حول «الشباب والصيف» تدعو للتدقيق على مؤهلات المشرفين (3 ـ 4)
سلامة الأنشطة الشبابية تتطلب الترخيص المسبق والمتابعة الميدانية


مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد، وهي تتطلب اهتماما بجوانب الرعاية النفسية والصحية والبدنية والتربوية والتعليمية، ذلك أن اكتساب الشباب للمهارات والقدرات يشكل تطويرا لرأس المال البشري في الدولة أحد أهم عناصر التنمية ومنطلقها وهدفها.


وفي الوقت الذي تشكل الإجازة الصيفية فترة نقاهة للشباب من هموم الدراسة، لكنها في المقابل قد تشكل أسبابا للقلق عند أولياء الأمور على كيفية قضاء أبنائهم أوقات الفراغ وأهمية استثمارها في أعمال ونشاطات تستهدف تطوير قدراتهم وبناء شخصيتهم وحمايتهم من السلوكيات غير السليمة.


وحدة الدراسات في صحيفة «البيان» نظمت ندوة حول «الشباب والصيف» أدارها الدكتور محمد عبد الله المطوع رئيس وحدة الدراسات، وناقشت فيها نخبة من المعنيين بشؤون الشباب، كيفية استثمار الشباب لأوقاتهم في فترة الصيف.


وقد تناولت الحلقة الأولى تطلعات الشباب ومدى جاذبية النشاطات والبرامج التي تقيمها الجمعيات والنوادي والمؤسسات والهيئات، والعراقيل التي تعترضها وسبل تطويرها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب في الدولة بما في ذلك أهمية إيجاد هيئة للتنسيق والإشراف بين مختلف النشاطات والبرامج.


وقد استكملت الحلقة الثانية استعراض البرامج المقدمة وواقع البنية التحتية وأهمية استغلالها بالشكل الأمثل. وفي ما يلي ننشر الحلقة الثالثة من الندوة..


* عارف العبّار: ما دامت شرطة دبي لديها كل هذه الإمكانيات، فلماذا لا نفكر في مشروع مثل مشروع مركز الناشئة بحيث يكون هناك ناد في كل منطقة يدار بالتعاون مع متطوعين من المناطق؟ ولماذا لا يطلب منا القيام بالنشاطات والشرطة تقوم بإدارتها؟


الدعم والرعاية


* العميد محمد المري: ما نستطيع القيام به خلال هذه الفترة هو أن نقدم معونات للمدارس. هناك علاقات مستمرة مع المدارس، ولم تطلب منا مدرسة عملا من الأعمال إلا واستطعنا أن نتعاون معها. بصراحة وصلتنا رسالتكم ولو طلبتم منا المساعدة بالأسلوب الذي تكلمتم به الآن لتغير الوضع.


فما أراه هو أنه بدل أن أقدم دعما لعشرين طالبا لديكم، فالأولى أن يكون ولاؤهم للشرطة، لأن هذا ولاء مؤسسي لا بد من القيام به، فإذا دعمنا جهة أخرى يصبح الولاء بغير الأسلوب أو الاستراتيجية التي تضعها شرطة دبي للمساهمة في بناء مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، لأن لدينا قضايا كثيرة نستطيع أن نضعها في إطار التخطيط الاستراتيجي لحماية المستقبل. أتمنى أن نتعاون مع بعضنا بعضا، وما نستطيع أن نصل إليه جيد وليس ثمة مشكلة.


الجزء الثاني من كلامي يتناول اتحاد الإمارات للتنس، ولهذا الاتحاد برامج رياضية صيفية، وليس هناك اتحاد قدم برنامجا صيفيا لحينه إلا اتحاد الإمارات للتنس، وهذا الأمر تم بمباركة من سمو الشيخ سعيد بن محمد بن راشد آل مكتوم.


هذا البرنامج الصيفي المتخصص يجمع حوالي 200 طفل في فترة الصيف في صالة من صالات الأندية، يتم تدريبهم على الرياضات المختلفة وليس كرة المضرب فقط، ثم تختار منهم العناصر الجيدة لبناء مستقبل دولة الإمارات في مجال رياضة مثل التنس.


هذه السنة تغير البرنامج بصورة واضحة، ففي الفترة الصباحية وضعنا برامج للنشء تعلمهم البطل الصغير الذي يعرف كيف يدافع عن نفسه والإطفائي الصغير الذي يتعلم أسس الإطفاء والمسعف الصغير وهلم جرّا، وأيضا المقرئ الصغير خلال الفترة قبل صلاة الظهر.


البرامج هذه موجودة في اتحاد الإمارات للتنس بالتعاون طبعا مع القيادة العامة لشرطة دبي واتحاد الإمارات للتنس، وهناك مؤسسات أخرى كثيرة ساعدتنا في تقديم هذه البرامج.


وفي الفترة المسائية التي تبدأ من الساعة الرابعة إلى السابعة مساء، يقام برنامج متخصص لرياضة التنس وغيرها من الألعاب في المكان نفسه لاستقطاب أعداد كبيرة من الشباب. كذلك، لدينا مساحة أرض خالية قريبة من اتحاد الإمارات للتنس أقمنا عليها معسكراً عبارة عن مخيم خاص للكشافة وللمرشدات بالتعاون مع مفوضية كشافة دبي والشارقة ومرشدات الشارقة.


أما العراقيل فقد استطعنا التغلب عليها، فهناك مثلا المكان المغطى والمظلل الذي نعمل فيه حاليا، حيث استدعينا شركة دفعنا لها مبلغا من المال لبناء خيمة نقيم فيها نشاطنا الصيفي لأننا لا نستطيع أن نقيمه في الصالات الخاصة بالمدارس لأنها مكلفة، ولا في صالات الأندية لان معظمها يخضع للصيانة.


فاضطرنا ذلك إلى بناء خيمة صيفية كبيرة مساحتها 40م بحوالي 20م لاستقطاب هذا النشاط، وطبعا كانت هناك شركات لم تقصر ودعمتنا في هذا الأمر.


المعوق الآخر الذي اعتقد أن الكل يعاني منه، هو قصة الرعاية. فالرعاة همهم دوما أن تبرز أسماؤهم في النشاط في أماكن وأوقات محددة، لذا أتمنى من الإخوة في الإعلام أن يخصصوا مساحات في صفحاتهم لبرامجنا الصيفية، كحافز لإقناع الرعاة وتشجيعهم على دعمنا، وهذا من قبيل مساندة الإعلام لنا.


نقص الإمكانيات


* علي عبيد: شرطة دبي كجهة حكومية محلية لديها الإمكانية لأن توفر الكثير من الأمور، وفي المقابل الهيئة العامة للشباب والرياضة جهة حكومية لكن اتحادية ليس بإمكانها ذلك.


أنا أتكلم عن ندوة الثقافة والعلوم، وهي جمعية ذات نفع عام وليست جهة حكومية وجميع العاملين فيها متطوعون، من أعضاء مجلس الإدارة إلى أغلب الذين يشتغلون في الأنشطة، وهم لا يتقاضون رواتب ما عدا أولئك الذين نستعين بهم كمنشطين ومدربين، وهؤلاء يفترض إعطاؤهم مقابل خبراتهم ولكونهم أساتذة.


هذا الوضع يحد كثيرا من الطموحات، وأنا أتكلم من تجربة شخصية مع نادي الإمارات العلمي الذي أصبح له 16 سنة، فنحن أصلا ليس لدينا إلى الآن مقر للنادي قائم على أسس تخدم أهدافه.


كان النادي لفترة من تاريخه في مبنى المدرسة الأحمدية القديمة الذي تركته وزارة التربية وأعطتنا إياه، ثم انتقلنا إلى مدرسة أخرى مقابل مستشفى البراحة.


وكما تبين لنا فان وزارة التربية عندما تقرر أن مدرسة من المدارس لا تصلح يعطونها لنادي الإمارات العلمي لكي يستخدمها، وطبعا المباني متهالكة وبدون مستلزمات ولا تكييف وبحالة يرثى لها. هذا هو واقعنا.


المهم نحن الآن في المبنى الجديد لندوة الثقافة والعلوم الذي يقام بالممزر. لدينا أهداف وطموحات كبيرة، لكن الإمكانيات لا تساعد. ونحن إذا حددنا أهدافنا بتنمية الشباب ثقافيا وعلميا ورياضيا، يجب أن نوفر البنية التحتية. فالقضية ليست موسمية، بمعنى أن المدارس لا تحوي طلبة في الصيف لنستخدمها، وهي أصلا غير مؤهلة لاحتواء النشاطات، ولا توجد فيها مسابح وصالات رياضية جيدة!


نتكلم عن مشاريع كبيرة وطموحات كثيرة ولكن على ارض الواقع لا نجد أنفسنا قادرين على تنفيذ أي من هذه المشاريع لأن إمكانياتنا محدودة وميزانياتنا ضئيلة.


ونحن في الواقع نعمل في حدود المتاح. هناك شباب لديهم أوقات فراغ خلال الفترة الدراسية والإجازة الصيفية، ونحن نريد أن نستثمرها بما يفيد وينمي قدراتهم، ولا يجب أن نفكر فقط في الأولاد في الوقت الذي لا يوجد لدى البنات أمكنة يمارسن فيها نشاطهن! نحن في النادي ننظم دورات للبنات لفترة الصيف منفصلة عن الأولاد ولا يساعدنا المكان كثيرا، فالفتيات يحتجن إلى مواصلات ومشرفات حتى يكون الأهالي مطمئنين عليهن.


وبالتالي، نتكلم عن مشاريع كبيرة ولا نفكر بكيفية إيجاد التمويل لها والأماكن التي نمارس فيها الأنشطة، وهذه النقطة اعتقد أنها تحتاج إلى تنسيق في المرحلة المقبلة. الآن هناك جانب يتعلق بتنمية المجتمع في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لكن هل سيتوجه إلى الشباب؟


وما فهمته من مصادر في الوزارة أن جانب تنمية المجتمع يتعلق بدائرة الشباب، فالهيئة العامة للشباب والرياضة ستكون مختصة بالرياضة في حين أن جانب تنمية المجتمع في الوزارة سيكون مهتما بالشباب. والشباب هو موضوع ندوتنا.


واعتقد أن هذه الهيئة المتعلقة بالشباب مطلوب منها الآن توفير الإمكانيات والتنسيق بين مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية، وان تكون هناك استراتيجية وروابط وخطط وأساليب ووسائل لتنفيذ هذه الاستراتيجية كي لا تبقى الأمور مجرد كلام، والكل يعمل بقدر إمكانياته ونجد أنفسنا في النهاية نعود لنبحث هذا الموضوع من نقطة الصفر.


تطلعات مستقبلية


* د. محمد المطوع: الواضح في ما يتعلق بالمحور الأول، ما نقلته لنا المؤسسات المهتمة بشؤون الشباب انه ليس هناك من بنية تحتية ولا موارد بشرية ولا مالية، هل معنى ذلك أن هذه المشكلة متراكمة منذ 30 سنة؟


* محمد بالهول: تعليقا على كلامك، هذه الجوانب التي ذكرتها ليست معدومة أو غير متوفرة، فانا سنويا استقبل ما بين 12 إلى 50 ألف طالب خلال فترة الصيف بحساب متوسط التردد اليومي وليس بالحساب التراكمي. فإن أردت أن أحصيها تراكميا يمكن أن تتجاوز أعداد الطلاب 200 ألف يوميا.


حتى بالنسبة للأنشطة، فهي عديدة وان لم أرد ذكرها، ولا أريد أن أصف الأوضاع بأنها «إحباطات» بل لنقل تطلعات للمستقبل. أنا لدي الكثير من البرامج، منها التشغيل الصيفي والمراكز الصيفية للجنسين والرحلات والمسابقات في شتى المجالات والمراكز الشاطئية وملاعب الأحياء والمراكز النشاطئية والرحلات الخارجية. هذه كلها برامج ايجابياتها ولله الحمد كثيرة ويمكن أن يستفيد منها الشباب.


* د. محمد المطوع: لكن يبدو أن هناك مشكلات لا بد من تشخيصها وإيجاد الحلول لها.


* محمد بالهول: المعوقات موجودة ولو وجدت لها حلولا استطيع أن أؤدي دوري على أكمل وجه.


* د. محمد المطوع: الواضح انه لا يوجد تنسيق. العميد محمد المري يقول إن ما يعنيه في الدرجة الأساسية هو أن يكون ولاء من يستقطبهم بشكل رئيسي لشرطة دبي، والآخرون كذلك قد يكون لهم توجه مشابه.


* العميد محمد المري: الولاء للوطن.


* د. محمد المطوع: طبعا الولاء للوطن، لكن من الواضح عدم وجود تنسيق، كذلك هناك معوقات، مثلا عندما تقولون إن الصالات مغلقة للصيانة خلال فترة الصيف.


الآن لننظر إلى برامجنا، هل تستقطب الشباب؟ والكثير من شبابنا يذهبون إلى مراكز الالكترونيات التي قد يكون بعضها بؤراً للمشاكل مثل المخدرات وما شابه ذلك، وبالتالي البرامج الموجودة هل تستقطب الشباب؟


كذلك لا بد أن نفهم ما يفكر فيه الشباب حاليا، برامج السباحة وغيرها كانت تستهوي الجيل القديم، أما الجيل الجديد فآراؤه مختلفة تماما، وأنا أتكلم عن شريحة كبيرة من الشباب، كذلك ليست هناك إمكانيات كافية.


فنادي بالرميثة يفيد بأنه لا يستطيع أن يستقبل أكثر من عدد محدود من الطلبة، الأعداد الباقية ماذا يفعلون خلال فترة الصيف؟ لو فرضنا أن هذه الأنشطة جميعها تستوعب 5000 طالب فأين تذهب بقية الطلبة؟


* عارف العبار: هناك نادي تراث الإمارات وهو يستوعب نحو 4000 طالب وتتوفر له إمكانيات كبيرة وله مراكز عديدة في الإمارات المختلفة.


* د. محمد المطوع: من خلال تجربتكم هل المراكز والأندية تؤدي دورها في استقطاب الشباب؟


* عادل بالرميثة: اعتقد أنه يجب تأمين كل ما يحتاجه الشباب في النادي، من جميع النواحي، لأن هدفي هو أن يحبوا النادي. ومن الضروري أن يكون النادي شاملا لكل البرامج ليلبي هوايات الطالب المختلفة.


* عارف العبار: بعد انتهاء الامتحانات، كنت أرتاد مراكز الترويح والترفيه يوميا لتناول وجبات الغداء، ووجدت أن المراكز المحببة للشباب هي الأماكن التي يتواجد فيها شباب أشكالهم غريبة وملابسهم مغطاة بالسلاسل وقصات شعرهم عجيبة، والغريب في الأمر أن هؤلاء الشباب هم من الوافدين العرب صغار السن أعمارهم بحدود 10 سنوات، ويمشون سويا يخيفون الناس ويتحدثون بألفاظ نابية.


* د. محمد المطوع: هذه الموضة، وهذا النمط موجود عند جميع الشباب وخلقه الإعلام للأسف.


* عارف العبار: أنا أرى الحل لهذه الظاهرة، إذا كان هناك من حل، هو أن تتفق المراكز على وجود أناس للتوعية والنصح لديها، على أن يكون هذا التوجه في كل المراكز بشكل متواز.


الجانب التربوي


* عادل بالرميثة: تجربة مدهش في المراكز التجارية يميزها وجود إدارة قوية والبرامج التي تقدم يستفيد منها الشباب. البرامج في المراكز التجارية موجودة تحت إدارة تربوية واعية تربي الشباب على الخطى الصحيحة،.


والخطأ لا يستمر بل يعالج في حينه. لذا أرى انه على المراكز التجارية التعاون مع الأندية في طلب أناس تربويين لينظروا فيما هو موجود فيها، ولو يعطوننا مجالا أو مكانا في هذه المراكز نستطيع أن نقدم برامج تربوية تنفع الجميع، الأجنبي والمواطن على حد سواء.


* العميد محمد المري: لكنهم يفكرون بطريقة تجارية.


* محمد بالهول: أولا بخصوص المراكز التجارية، هذه جهة تستقطب أعدادا كبيرة من السكان، لكن هل تمت دراسة لهذه المراكز الترفيهية يستدل منها على أنها تشكل معضلة يعاني منها المجتمع؟


* د. محمد المطوع: لا توجد دراسة.


* محمد بالهول: إذا كان الأمر كذلك، فلا بد من جهة رسمية تتولى الإشراف على هذه المراكز من الناحية التربوية. وبالإمكان ربط إعطاء الرخصة بالهيئة العامة للشباب والرياضة إلى جانب البلدية وإدارة الاقتصاد.


وذلك في سبيل التأكد من أن المشرفين هم أناس متخصصون ولديهم الإمكانيات المناسبة لمعالجة المشكلات وبناء على ذلك تعطى الرخصة، وليس لمجرد استقدام أي شخص ليتولى الإشراف على هذه المراكز.


* العميد محمد المري: لكن هناك جهات تصدر رخصا لبعض الجهات التي تقيم نشاطات ولا أحد يتابعها. نشاطات الجهات الرسمية تدفع عليها أموالا للهيئة ولوزارة العمل، وهناك أشخاص موجودون في الخارج يقيمون نشاطات أكبر من نشاطاتنا ولا تقع عليهم أي مسؤولية ولا احد يتابعهم.


والمشكلة أن الشخص الذي يتبع الإجراءات القانونية تسري عليه المتابعة وهناك شركات كبيرة تدرب على كرة القدم أو المضرب وليست لها القدرة على ذلك، وهذه الشركات لها مقرات أيضا.


* محمد بالهول: هذه المؤسسات قائمة الآن، وجزء من الحل هو في أن نربطها بجهة حكومية للإشراف عليها، ولا بد من أن تخضع المؤسسات لمعايير معينة وأن نعمل على التأكد من الجانب التربوي للمشرفين، وبهذا نقلل من المشاكل ونجعل هذه الأماكن تعمل بشكل أفضل إلى أن تتوفر للشباب البدائل أو أوفر لهم المعطيات ليكونوا تحت إشرافنا ولا ندعهم يذهبون لجهات خاصة.


التنسيق.. ومعايير السلامة


* د. محمد المطوع: لننظر الآن في مجال الاستفادة من طاقات الشباب في المجال التطوعي والتدريب ثم لنستمع إلى توصياتكم واقتراحاتكم.


* محمد بالهول: بالنسبة للمحاور المتعلقة بالبرامج والأنشطة ودور الوزارات والهيئات العامة، لدي مداخلة في هذا الخصوص. شيء جيد أن تتعدد الأنشطة والجهات التي تنفذها لصالح الشباب لكي نضمن استقطاب عدد أكبر من الشباب ونغطي شريحة أوسع، لكن ما ينقصنا هو التنسيق الذي تكلمنا عنه في المحاور الأخرى، أن تكون هناك جهة إشرافية تنصب كافة الجهود فيها أو على الأقل هيئة تحوي كافة الجهات وتنسق فيما بينها.


حاولنا منذ سنوات أن نقوم بهذا الدور ودعونا أطرافا عدة لها أنشطة صيفية خاصة بالشباب وطلبنا منها التنسيق فيما بينها حتى لا تتكرر النشاطات.


خرجنا من الاجتماع وإذا بالجهات المشاركة تنظر إلى مداولات الاجتماع على أنها محاولة لسحب البساط من تحت أقدامها ولاحتكار الأنشطة من قبل الهيئة، على الرغم من أن هذا الأمر كان بعيدا كل البعد عن الأهداف التي كنا نسعى إليها في أن ننسق ونوحد الجهود. وكان اجتماعا واحدا وحيدا ولم يتكرر!


* العميد محمد المري: كلامك سليم، لكن الحقبة الزمنية تغيرت وكذلك العقلية والمجتمع. حاليا يحتاج المجتمع ملء أوقات فراغ الشباب ونحن بدورنا بحاجة إلى أن نتعاون مع بعضنا البعض أو أن تقوم جهة بعملية التنسيق، وها نحن حين طلب منا المجيء أتينا جميعا.


* محمد بالهول: على سبيل المثال، اتصلوا بنا في احد الأيام يسألوننا عن شخص توفي في حادث خلال انتقاله إلى أحد الأندية أو المراكز الصيفية، ويسألوننا من المسؤول وهل هذه الجهة تابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة وهل حصلت على ترخيص منها أو نسقت معها؟ أجبناهم بلا طبعا.


فهل الجهات المشرفة على هذه المراكز طبقت معايير الأمن والسلامة في توصيل الأولاد؟ هل المشرفون يستطيعون استيعاب الشباب والتعامل معهم؟ هل الأماكن المتوفرة جيدة لهؤلاء الشباب؟ لو تم وضع معايير يجري التقيد بها من قبل كافة الجهات سيكون أمرا جيدا، وهذا من قبيل التنسيق. ولا أريد أن أتكلم عن الترخيص فهناك جهات خاصة لديها برامج كثيرة.


* عارف العبّار: كيف يتم التدقيق عليها إن لم تكن مرخصة؟ أتمنى لو يجري الاهتمام بالمشرفين للتأكد من مدى أهليتهم قبل توظيفهم في المراكز.


* محمد بالهول: لا بد أن تكون هناك توصية بإيجاد مرجعية لهذه الأنشطة، وإلى جانب الترخيص التجاري أن يكون هناك ترخيص تربوي.


* علي عبيد: أتكلم عن مراكز الترويح والترفيه ومدى جاذبيتها للشباب والبدائل المتاحة. أعتقد أن مراكز الترويح والترفيه الموجودة حاليا في المراكز مثل صالات الألعاب، هذه البيئة هي جزء من ندوتنا.


إذا كان هدفنا أن نحافظ على الشباب، لماذا نقيم مراكز صيفية للشباب ونحاول أن نملأ أوقات فراغهم ونستقطبهم للرياضة والأنشطة العملية، لأن بيئة الترويح والترفيه بيئة يوجد فيها جانب امني واجتماعي وتربوي.


والإخوان في الهيئة العامة للشباب والرياضة تكلموا عن هذا الجانب. فهل نحن قادرون على أن نستقطب الشباب من هذه البيئة لمراكزنا الصيفية؟ من مشاهداتنا الشخصية، ما يحصل في هذه المراكز يحتاج إلى رقابة أمنية بالدرجة الأولى ومن ثم إلى رقابة اجتماعية حتى من أولياء الأمور.


أذكر أني في إحدى الليالي كنت خارجا من صالة السينما في أحد المراكز وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة والنصف ليلا وصادفت مجموعة من الأولاد يخرجون من صالة الألعاب أعمارهم لا تتجاوز الرابعة عشرة ويخططون للقيام بسباق دراجات نارية على الكورنيش. ما اقصده هو أن كل مراكزنا التجارية قد تشكل بؤرا لهدم الشباب وتدميرهم!


* العميد محمد المري: والعكس صحيح. هناك مراكز تجارية في البلد لها دورها الفاعل في رفع مستوى الثقافة. مشكلتنا أننا ننظر دوما إلى المعوقات حتى نبدأ نصاب بالإحباط. هناك نجاحات كثيرة فلنرفع منها لكي ترفعنا.


* علي عبيد: لا أنفي هذا الأمر، وأنا لا أختلف معك في أن الجانب الايجابي من هذه المراكز نريد أن ننميه ونشجعه. لكن أنا أتكلم عن الجوانب السلبية لأن مسألة البناء عملية صعبة وشاقة ويبذل في سبيلها مجهود كبير، لكن عملية الهدم من أسهل ما يكون. ومن السهولة أن تدفع الشاب إلى أن يدخن ويسهر ويلعب، فهذه مغريات قوية.


وليس صعبا أن تدمر، لكن الصعوبة أن تبني. وارى أن جانبا من ندوتنا وأهدافنا يجب أن يكون التوجه إلى هذه الأماكن للنظر في ما يفيد الشباب وما يسيء إليهم فيها، ولنحاول اخذ الجوانب الايجابية لكي ننميها في مراكزنا.


ولا اقصد بذلك أن نمنع أولادنا عن المراكز التجارية فهذه من المستحيلات، لكن اقصد انه يجب أن ننظر نظرة فاحصة لهذه المراكز كي لا يتحول بعضها إلى بؤر للفساد وإفساد الشباب وتدميرهم في هذه المرحلة السنية بالذات.


http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1148143052446&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail