المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


أفاق : الاداره
06-11-2006, 07:01 AM
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى الله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:

فمما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه، ما تعيشه المرأة المسلمة تحت ظلال الإسلام، وفي هذه البلاد خصوصا، من كرامة وحشمة وعمل لائق بها، ونيل لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها، خلافا لما كانت تعيشه في الجاهلية، وتعيشه الآن في بعض المجتمعات المخالفة لآداب الإسلام، من تسيب وضياع وظلم. وهذه نعمة نشكر الله عليها، ويجب علينا المحافظة عليها، إلا أن هناك فئات من الناس، ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب، لا يرضيهم هذا الوضع المشرف، الذي تعيشه المرأة في بلادنا من حياء، وستر، وصيانة، ويريدون أن تكون مثل المرأة في البلاد الكافرة والبلاد العلمانية، فصاروا يكتبون في الصحف، ويطالبون باسم المرأة بأشياء تتلخص في:

1 - هتك الحجاب الذي أمرها الله به في قوله : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [ سورة الأحزاب الآية 59 ]

و بقوله تعالى )) وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [ سورة الأحزاب الآية 53]

بقوله تعالى )) : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون [ سورة النور الآية 31:

وقول عائشة -رضى الله عنها - في قصة تخلفها عن الركب، ومرور صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- عليها، وتخميرها لوجهها لما أحست به قالت: ( وكان يراني قبل الحجاب ) [ 1 ] وقولها: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن محرمات، فإذا مر بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه ) [ 2 ] إلى غير ذلك مما يدل على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة من الكتاب والسنة، ويريد هؤلاء منها أن تخالف كتاب ربها وسنة نبيها، وتصبح سافرة يتمتع بالنظر إليها كل طامع، وكل من في قلبه مرض.

2 ـ ويطالبون بأن تمكن المرأة من قيادة السيارة رغم ما يترتب على ذلك من مفاسد، وما يعرضها له من مخاطر لا تخفى على ذي بصيرة

3 ـ ويطالبون بتصوير وجه المرأة، ووضع صورتها في بطاقة خاصة بها تتداولها الأيدي، ويطمع فيها كل من في قلبه مرض، ولا شك أن ذلك وسيلة إلى كشف الحجاب. .

4 ـ ويطالبون باختلاط المرأة بالرجال، وأن تتولى الأعمال التي هي من اختصاص الرجال، وأن تترك عملها اللائق بها والمتلائم مع فطرتها وحشمتها، ويزعمون أن في اقتصارها على العمل اللائق بها تعطيلا لها. ولا شك أن ذلك خلاف الواقع، فإن توليتها عملا لا يليق بها هو تعطيلها في الحقيقة، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة من منع الاختلاط بين الرجال والنساء، ومنع خلوة المرأة بالرجل الذي لا تحل له، ومنع سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب على هذه الأمور من المحاذير التي لا تحمد عقباها.

ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة، فجعل موقف النساء في الصلاة خلف الرجال، ورغب في صلاة المرأة في بيتها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن "[3] كل ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة وإبعادها عن أسباب الفتنة

فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم، وأن لا يلتفتوا إلى تلك الدعايات المضللة، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات وانخدعت بها، من عواقب وخيمة، فالسعيد من وعظ بغيره، كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء، ويمنعوا من نشر أفكارهم السيئة؛ حماية للمجتمع من آثارها السيئة وعواقبها الوخيمة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "[4]

وقال عليه الصلاة والسلام: " استوصوا بالنساء خيرا " [5]ومن الخير لهن المحافظة على كرامتهن وعفتهن، وإبعادهن عن أسباب الفتنة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عبدالعزيز آل الشيخ

عبد الله بن غديان

صالح الفوزان

بكر أبوزيد















--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ رواه أحمد 6 / 195، والبخاري 3 / 155، 5 / 56، 6 / 6، ومسلم 4 / 2131 برقم (2770)، وابن حبان 10 / 15، 16 / 15 برقم 4212، وأبو يعلى 8 / 325، 1 34، 0 35 برقم (4927، 4933، 4935، والطبراني 23 / 52، 57، 62، 67، 70، 75، 79، 84، 89، 93، 103، 112، برقم (133، 135، 138- 145، 147، 151

[2] ـ أخرجه أحمد 6 / 30، وأبو داود 2 / 416 برقم (1833)، وابن ماجه 2 / 979 برقم (2935)، والدارقطني 2 / 294، 295، وابن خزيمة 4 / 203-204 برقم (2691)، وابن الجارود 2 / 60 برقم (418)، والبيهقي 5 / 48.

[3] ـ رواه الإمام أحمد 2 / 16 والبخاري 2 / 7 كتاب الجمعة ومسلم 1 / 327 كتاب الصلاة وأبو داود 1 / 134 كتاب الصلاة وابن ماجه 1 / 8 في المقدمة .

[4] ـ رواه أحمد ( (5 / 200،210)، والبخاري ـ فتح الباري ـ برقم (5069)، ومسلم برقم 2740، 2741، والنسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف (1 / 49)، وابن ماجه برقم (3998)، والبيهقي في السنن (7 / 91)، والترمذي برقم (2780).

[5] ـ رواه الترمذي في تفسير القرآن (3087) سنن ابن ماجه النكاح (1851). .

منقول من الساحات العربية